📁 آخر الأخبار

نوفيلا عشق ملعون المقدمة بقلم بسنت محمد عمر

 نوفيلا عشق ملعون المقدمه بقلم بسنت محمد عمر

نوفيلا عشق ملعون بقلم بسنت محمد  عمر


نوفيلا  عشق ملعون المقدمة بقلم بسنت محمد عمر


نوفيلا 

المقدمة 

 عشق ملعون

 بقلم بسنت محمد عمر


المقدمة .....

ليلة مظلمة شديدة البرودة من ليالى ديسمبر الماطرة، تركض تلك الحسناء بين الأشجار حاملة بين ذراعيها كومة كبيرة تعيق حركتها فتتوقف قليلاً لترى من يتبعها ثم تعود للركض مرة أخرى بعد أن تطمئن، غير عابئة بسوء حالة الطقس ولا الظلام الدامس الذى يقطعه إضاءة البرق السريع ولا حتى صوت الرعد الذى يخيف الرضيع فى مهده .

تركض بكل ما أوتيت من قوة كمن فرت من قسورة، لتصطدم بشىء صلب جعلها تتأرجح للخلف ساقطة لكن ذراع قوية مُدت أبت أن تُسقطها لتلتف حول خصرها وترفعها مرة أخرى فتعتدل فى وقفتها .

شهقة قوية صدرت منها يتبعها إبتسامة بعدما علمت هوية الفاعل لتتحدث بتلعثم خجول:

-أنا قدرت أجيلك أهو .

إبتسم ثم حمل عنها ماتحمله بين ذراعيها مردداً :

-كنت عارف أنك هتيجي يا ست الحسن، يلا بينا بسرعة قبل ما حد من البلد يحس بينا.

تحركت خلفه بطاعة عمياء متسائلة:

-هنروح المحطة دلوقت ؟

رد عليها دون أن يلتفت:

-لأ، هنستنى بس يومين لغاية ما الأوضة اللى أشترتها الراجل يسلمهالى، أصله بلغنى النهاردة أنها لسه متسلمتش فلغبط كل حساباتى.

عقدت ما بين حاجبيها ثم توقفت عن المشي متسائلة:

-طيب هنقعد فين دلوقت؟

ألتفت إليها إلتفاته سريعة يحثها على المشي:

-هنقعد فى القصر اللى فى أول البلد، خلاص أحنا قربنا منه وأسرعى علشان المطرة شديدة أوى.

شعرت بالخوف من قوله فتحركت بتردد قائلة:

-القصر ده محدش بيقرب منه، وأنا أخاف أقعد فيه .

قال بنبرته المحببة إلى قلبها :

-وأنتى تخافى وأنا جنبك عاد يا عزيزة ؟

وضعت طرف غطاء رأسها على فمها تبتسم بخجل ناظرة للأرض ليكمل هو:

-قوليلى، انتى جايبة إيه فى الملاية دى؟ دى تقيلة أوى.

-أنا لميت كل خلجاتى والدهب بتاعى ودهب أمى وكل الفلوس اللى كانت فى خزنة أبويا كيف ما جولتلى.

صمتت قليلاً لتقول بحزن وندم حقيقي:

-يا ترى أمى وأبويا هيسامحونى فى يوم؟

توقف قبالتها ممسكاً بكفها قائلاً:

-أكيد أمك وأبوكى هيسامحوكى يا عزيزة، ثم أنا بحبك وأنتى بتحبينى، يبقي الهرب الحل الوحيد ثم الدهب والفلوس اللى أخدتيهم دول نقطة فى بحر أبوكى العمدة، وقوليلي هنا أتكلمتى تانى ليه بلهجتكم مش قولتلك أتكلمى مصراوى دايماً زيي علشان محدش يشك فيكى؟

-معلش بقي لغاية ما أتعود .

 تحركا سوياً بعدها إلى وجهتهم حيث القصر الكبير و بعد قليل من الوقت وصلوا بالفعل .

قصر مهيب تحاوطه حديقة مهملة على مر السنين يحاوطها سور من الخرسانة بوابة ضخمة من الحديد يتشعبها نبات عشبي دليل على هجره، لا تستطيع تحديد معالم القصر لظلمة الليل ولكن البرق كان سخياً لترى جزءاً منه بوضوح ف دب الرعب فى قلبها أكثر لتقترب من حبيبها ممسكة بذراعه بخوف قائلة:

-أنا خايفه .

نظر إليها بإبتسامة غريبة لم تراها بسبب الظلام ليربت على كفها الممسك بذراعه قائلاً بفحيح يشبه فحيح الأفعى :

-متخافيش .

فنظرت إليه تستمد منه بعض الأمان المزيف لتشعر بالرهبة والندم لأول مرة بعد مغادرتها أو الهرب من سرايا أبيها.



تعليقات