📁 آخر الأخبار

روايه طفله الثابت الفصل الثامن بقلم أسماء محمد

روايه طفله الثابت الفصل الثامن بقلم أسماء محمد

روايه طفله الثابت الفصل الثامن بقلم أسماء محمد


روايه طفله الثابت الفصل الثامن بقلم أسماء محمد


روايه طفله الثابت

 الفصل الثامن

 بقلم أسماء محمد




الفصل التاسع


بالحب نمضي إلى طرق لا ندري كيف ومتى وصلنا إليها، لأننا نسير حينها بعقولٍ غائبة وقلوبٍ حاضرة بكل ما فيها.

لا أدري كيف أصف لكم هذا الشعور الذي يتملّك قلب المحب، ذلك الذي يعيش أجمل لحظاته، ويحاول بكل جهده أن يسرق لحظات سعادة من بين متاعب الحياة. وكما أقول دائمًا: إن وجدتم لحظةً واحدة تسعدكم، فتمسكوا بها ولا تتركوها.


أطلتُ عليكم، دعونا نُكمل قصتنا...

بعد كل هذا الحزن الذي خيم على حياتها، أشرق في قلب ريناد شعاع أمل، قادها من ظلامٍ دامس إلى طريقٍ تملؤه الحياة والنور. شعرت بذلك حين قررت أن تمنح قلبها فرصة، لتعيش دون تخطيطٍ أو خوف، فقط أن تحب وتتنفس السعادة. وها هي تكتب في ملاذها الآمن عن لحظاتٍ دافئة ومبهجة، بعد ما عانته من ألمٍ ووحدة.


"لقد عانيت، ورأيت أيّامًا موحشة، لكن عوضك يا الله جميل. لقد عوّضتني عن أبي وأمي بهذه العائلة الحنونة التي اعتبرتني ابنتها. والآن... سأكون زوجة ابنهم.

هل سأستطيع إسعاده؟ وهل سيحبّني؟ لا يهم، فأنا سأعامله بما يرضيك، وسأحبّه، وإن لم أكن قد أحببته من قبل... فأنا الآن أحببته.

دقات قلبي حين وجوده تفضحني... أجل، إني أحبك يا ثابت، وأتمنى أن تبادلني هذا الشعور."


أنهَت كلماتها بابتسامة رضا، ارتسمت على شفتيها، وهي تتخيّله أمامها، ثم تنهدت بحبٍّ ونامت قريرة العين.



---


أمّا عن ثابت، فقد التقى صديقه بعد سنوات، وفرح بلقائه، ثم افترقا على وعدٍ بلقاءٍ قريب.

عاد ثابت إلى منزله الدافئ المليء بالحب.

دخل فوجد والديه جالسين في صالة المنزل، فألقى السلام.


ثابت (بحنان): السلام عليكم.

الوالدان (معًا): وعليكم السلام.

ميرال (بحنوّ): حمد الله على سلامتك، حبيبي.

ثابت (وهو يُقبّل وجنتها): الله يسلمك يا ست الكل.

مراد (بجديّة): ها يا ثابت... تحب نعلن خطوبتك على ريناد إمتى؟

ثابت (بخجل): ممكن أتكلم معاها الأول، رؤية شرعية يعني... وبعد كده مش هتبقى خطوبة بس.

مراد (مستغرب): مش فاهم؟

ثابت (بهدوء): بعد إذنك... أنا عايزها خطوبة وعقد قران، عشان أقدر أتعامل معاها براحتي. إيه رأيك؟

مراد (بإعجاب): فكرة حلوة، وإنتوا كده كده عايشين في نفس البيت.

ميرال (تزغرد وتضم ابنها والدموع تلمع بعينيها): مبروك يا عمري... ربنا يتمملك على خير.

ثابت (وهو يحضنها): الله يبارك فيكي يا أمي.


دخلت سما كعادتها بمرحها المعتاد، وقالت مازحة:


سما: أخويا وأمي مع بعض! ليه بس يا ربي!

اقتربت منهم لتحضنهم، فربّت ثابت على رأسها بخفة.


ثابت: إيه يا بت الاستظراف ده؟

سما (بعبوس مصطنع): اخس عليك يا أبيه.

ثابت (مازحًا): معلش يا قلب أبيه... تعيشي وتاخدي غيرها!

سما (بتساؤل): ماما بتزغرد ليه؟

مراد (بحب): عشان أخوكي هيتجوز.

سما (بفرحة وهي تحضن ثابت): ألف مليون مبروك يا حبيبي!

ثابت (بحنو): الله يبارك فيكي يا قلبي... عقبالك يا رب.

سما (بخجل): إن شاء الله.


قطع حديثهم دخول ريناد بخجل، وهي تقول:


ريناد: السلام عليكم.

الجميع: وعليكم السلام.

أشار لها مراد أن تجلس بجواره، فلبّت وجلست، فضمّها بحنان، وقال:


مراد: ثابت عايز يقعد معاكي وتتعرّفوا على بعض أكتر.

هزّت ريناد رأسها بخجل: تمام.


استأذن ثابت، وطلب منها الخروج إلى الحديقة. سبقها بخطوات، ولحقت به. جلسا سويًا، ثم قال بتوتر:


ثابت (بتنهيدة): ممكن أسألك كام سؤال؟

ريناد (بخجل وعينيها في الأرض): اتفضل.

ثابت (محاولًا تهدئة ضربات قلبه): إيه نظامك في الصلاة؟ منتظمة ولا بتقطعي؟

ريناد (بهدوء): لا، الحمد لله، منتظمة وبصلي فروضي في وقتها... وإنت؟

ثابت: الحمد لله، مش بسيب فرض.

ثم تابع: أنتي في كلية إيه؟


هنا، ارتسم الحزن على وجه ريناد، وبدلت ملامحها من الفرح إلى الوجوم، وقالت بصوتٍ منخفض:


ريناد: لا... أنا خلصت الثانوي، ومكملتش.

شعر ثابت بغصةٍ في قلبه من نبرة الحزن تلك، وقال بهدوء:


ثابت: طيب... كنتِ نفسك تدخلي كلية إيه؟ وهخليكي تدخليها.

رفعت عينيها بدهشة ممزوجة بفرحة: بجد؟ هينفع أكمل؟

ابتسم لها بحنو، وكأنها طفلته الصغيرة، وقال:


ثابت: آه، هينفع تكمّلي... ها، عايزة تدخلِي كلية إيه؟

ريناد (بحماس طفولي): كان نفسي أدخل كلية دار علوم.

ثابت (باهتمام): ليه اخترتيها؟

ريناد (بخجل): عشان بحب الأدب العربي، وبكتب خواطر، والكلية دي مناسبة لميولي.

ثابت (بإعجاب صادق): حلو جدًا... خلاص، هقدملك فيها السنة الجاية.

ريناد (بفرحة): شكرًا بجد... ربنا يبارك في عمرك.

ثابت (بصوت خافت): مفيش شكر بينا، انتي هتبقي مراتي ومسؤولة مني، وده واجبي.

خجلت من كلماته، ولم تعلّق، فتنحنح وقال ليخفف خجلها:


ثابت (مازحًا): واهو تعمليلي أكل بإيدك... عشان أكلك جميل.

ريناد (بكسوف): حاضر.


ثم تركته ودخلت إلى الداخل، فناداها مراد قائلًا:


مراد: ها... قررتوا إيه؟

جاء صوت ثابت من خلفها:


ثابت: بكرة بإذن الله... هنعمل الخطوبة وكتب الكتاب.


من هنا، انطلقت زغاريد ميرال، وتوالت المباركات من الجميع. وبعد وقت من الضحك والحديث، توجّه كل فرد إلى غرفته، ينام قرير العين، هادئ البال.



---الفصل التاسع


بالحب نمضي إلى طرق لا ندري كيف ومتى وصلنا إليها، لأننا نسير حينها بعقولٍ غائبة وقلوبٍ حاضرة بكل ما فيها.

لا أدري كيف أصف لكم هذا الشعور الذي يتملّك قلب المحب، ذلك الذي يعيش أجمل لحظاته، ويحاول بكل جهده أن يسرق لحظات سعادة من بين متاعب الحياة. وكما أقول دائمًا: إن وجدتم لحظةً واحدة تسعدكم، فتمسكوا بها ولا تتركوها.


أطلتُ عليكم، دعونا نُكمل قصتنا...

بعد كل هذا الحزن الذي خيم على حياتها، أشرق في قلب ريناد شعاع أمل، قادها من ظلامٍ دامس إلى طريقٍ تملؤه الحياة والنور. شعرت بذلك حين قررت أن تمنح قلبها فرصة، لتعيش دون تخطيطٍ أو خوف، فقط أن تحب وتتنفس السعادة. وها هي تكتب في ملاذها الآمن عن لحظاتٍ دافئة ومبهجة، بعد ما عانته من ألمٍ ووحدة.


"لقد عانيت، ورأيت أيّامًا موحشة، لكن عوضك يا الله جميل. لقد عوّضتني عن أبي وأمي بهذه العائلة الحنونة التي اعتبرتني ابنتها. والآن... سأكون زوجة ابنهم.

هل سأستطيع إسعاده؟ وهل سيحبّني؟ لا يهم، فأنا سأعامله بما يرضيك، وسأحبّه، وإن لم أكن قد أحببته من قبل... فأنا الآن أحببته.

دقات قلبي حين وجوده تفضحني... أجل، إني أحبك يا ثابت، وأتمنى أن تبادلني هذا الشعور."


أنهَت كلماتها بابتسامة رضا، ارتسمت على شفتيها، وهي تتخيّله أمامها، ثم تنهدت بحبٍّ ونامت قريرة العين.



---


أمّا عن ثابت، فقد التقى صديقه بعد سنوات، وفرح بلقائه، ثم افترقا على وعدٍ بلقاءٍ قريب.

عاد ثابت إلى منزله الدافئ المليء بالحب.

دخل فوجد والديه جالسين في صالة المنزل، فألقى السلام.


ثابت (بحنان): السلام عليكم.

الوالدان (معًا): وعليكم السلام.

ميرال (بحنوّ): حمد الله على سلامتك، حبيبي.

ثابت (وهو يُقبّل وجنتها): الله يسلمك يا ست الكل.

مراد (بجديّة): ها يا ثابت... تحب نعلن خطوبتك على ريناد إمتى؟

ثابت (بخجل): ممكن أتكلم معاها الأول، رؤية شرعية يعني... وبعد كده مش هتبقى خطوبة بس.

مراد (مستغرب): مش فاهم؟

ثابت (بهدوء): بعد إذنك... أنا عايزها خطوبة وعقد قران، عشان أقدر أتعامل معاها براحتي. إيه رأيك؟

مراد (بإعجاب): فكرة حلوة، وإنتوا كده كده عايشين في نفس البيت.

ميرال (تزغرد وتضم ابنها والدموع تلمع بعينيها): مبروك يا عمري... ربنا يتمملك على خير.

ثابت (وهو يحضنها): الله يبارك فيكي يا أمي.


دخلت سما كعادتها بمرحها المعتاد، وقالت مازحة:


سما: أخويا وأمي مع بعض! ليه بس يا ربي!

اقتربت منهم لتحضنهم، فربّت ثابت على رأسها بخفة.


ثابت: إيه يا بت الاستظراف ده؟

سما (بعبوس مصطنع): اخس عليك يا أبيه.

ثابت (مازحًا): معلش يا قلب أبيه... تعيشي وتاخدي غيرها!

سما (بتساؤل): ماما بتزغرد ليه؟

مراد (بحب): عشان أخوكي هيتجوز.

سما (بفرحة وهي تحضن ثابت): ألف مليون مبروك يا حبيبي!

ثابت (بحنو): الله يبارك فيكي يا قلبي... عقبالك يا رب.

سما (بخجل): إن شاء الله.


قطع حديثهم دخول ريناد بخجل، وهي تقول:


ريناد: السلام عليكم.

الجميع: وعليكم السلام.

أشار لها مراد أن تجلس بجواره، فلبّت وجلست، فضمّها بحنان، وقال:


مراد: ثابت عايز يقعد معاكي وتتعرّفوا على بعض أكتر.

هزّت ريناد رأسها بخجل: تمام.


استأذن ثابت، وطلب منها الخروج إلى الحديقة. سبقها بخطوات، ولحقت به. جلسا سويًا، ثم قال بتوتر:


ثابت (بتنهيدة): ممكن أسألك كام سؤال؟

ريناد (بخجل وعينيها في الأرض): اتفضل.

ثابت (محاولًا تهدئة ضربات قلبه): إيه نظامك في الصلاة؟ منتظمة ولا بتقطعي؟

ريناد (بهدوء): لا، الحمد لله، منتظمة وبصلي فروضي في وقتها... وإنت؟

ثابت: الحمد لله، مش بسيب فرض.

ثم تابع: أنتي في كلية إيه؟


هنا، ارتسم الحزن على وجه ريناد، وبدلت ملامحها من الفرح إلى الوجوم، وقالت بصوتٍ منخفض:


ريناد: لا... أنا خلصت الثانوي، ومكملتش.

شعر ثابت بغصةٍ في قلبه من نبرة الحزن تلك، وقال بهدوء:


ثابت: طيب... كنتِ نفسك تدخلي كلية إيه؟ وهخليكي تدخليها.

رفعت عينيها بدهشة ممزوجة بفرحة: بجد؟ هينفع أكمل؟

ابتسم لها بحنو، وكأنها طفلته الصغيرة، وقال:


ثابت: آه، هينفع تكمّلي... ها، عايزة تدخلِي كلية إيه؟

ريناد (بحماس طفولي): كان نفسي أدخل كلية دار علوم.

ثابت (باهتمام): ليه اخترتيها؟

ريناد (بخجل): عشان بحب الأدب العربي، وبكتب خواطر، والكلية دي مناسبة لميولي.

ثابت (بإعجاب صادق): حلو جدًا... خلاص، هقدملك فيها السنة الجاية.

ريناد (بفرحة): شكرًا بجد... ربنا يبارك في عمرك.

ثابت (بصوت خافت): مفيش شكر بينا، انتي هتبقي مراتي ومسؤولة مني، وده واجبي.

خجلت من كلماته، ولم تعلّق، فتنحنح وقال ليخفف خجلها:


ثابت (مازحًا): واهو تعمليلي أكل بإيدك... عشان أكلك جميل.

ريناد (بكسوف): حاضر.


ثم تركته ودخلت إلى الداخل، فناداها مراد قائلًا:


مراد: ها... قررتوا إيه؟

جاء صوت ثابت من خلفها:


ثابت: بكرة بإذن الله... هنعمل الخطوبة وكتب الكتاب.


من هنا، انطلقت زغاريد ميرال، وتوالت المباركات من الجميع. وبعد وقت من الضحك والحديث، توجّه كل فرد إلى غرفته، ينام قرير العين، هادئ البال.


وفي صباح يوم جديد، ومع إشراقة شمسه التي تبث الدفء والحنان...


لكن هذا اليوم لم يكن كأي يوم، بل يومٌ مختلف… يومٌ مبهج مملوء بالسعادة. إنه يوم خطوبة وعقد قران رجل الأعمال الشاب الذي لم يكتفِ بأن يتفوق في عمله، بل أبهر الجميع بنجاحه ووقوفه من جديد على قدميه بعد أزمة اعتقد الحاقدون أنها ستكون نهايته… لكنه واجه، وصمد، وصار أقوى وأنجح من ذي قبل.


وذلك النجاح زاد من حقدهم عليه، وتمنوا له الأذى. لكنه كان دائمًا يتصدى لهم بالعقل لا باليد، بالحكمة لا بالعنف.


وزاد غلّهم أكثر عندما أعلن عن عقد قرانه اليوم، في مكان لم يُعلن عنه من قبل، وكأنه أراد أن يصدمهم من حيث لا يتوقعون.


**


في مكان تاني اول مره نروحله الفاخرة، كان هناك شاب بملامح حادة يقف يُدخّن بعصبية، وبجانبه فتاة أقل ما يُقال عنها إنها "لا تصلح إلا للسهرات".


قال الشاب وهو يضغط على أسنانه بحقد:

– ابن الكلب… أخد مني الصفقة. لا وكمان بيتجوز؟!

الفتاة، وهي تمضغ كلماتها بغل:

– وأنا اللي سبته لما افتكرت إنه هيعلن إفلاسه… طلع منها وبقى أغنى وأنجح.

نظر لها الشاب بمكر وقال:

– قول بس هتعملي إيه؟

ردّت بتطفل وطمع:

– نوقعه، ونخليه يرجعلي.

ابتسم الشاب بخبث وقال:

– كل خير… كل خير.


**


نتركهم يغرقون في حقدهم، وننتقل إلى "فيلا المنوفي"، حيث كانت الحركة على قدم وساق، والتحضيرات على أتم وجه استعدادًا لحفل عقد قران "ثابت" و"ريناد".


**


في الطابق العلوي، داخل غرفة ريناد، كانت الفتيات من البيوتي سنتر يعملن بهدوء وأناقة على تجهيز العروس، بينما كانت سما وميرال بجوارها، لا يفارقنها لحظة… كأنهن حارسات قلبها، يحرصن ألا تشعر بنقص أو حزن في هذا اليوم المميز.


أما ذلك الوسيم، ثابت، فكان في غرفته، وأصدقاؤه يمازحونه ويساعدونه في تجهيز نفسه.


معتصم، بمرح وهو يربّت على كتفه:

– والله هتدخل القفص يا أبو الثبات.

أحمد، بنفس المزاح:

– عيني عليك يا ابني، مكنش يومك!

ثابت، بغيظ مصطنع:

– بس ياض… ننك ليه؟ ما تخلونيش أتغابى عليكم.

قالها فانهار الثلاثة في ضحك صادق.


**


ومر اليوم بين تجهيزات وتجهيزات… حتى أتى المساء، وبدأ الضيوف يتوافدون لحضور الحفل.


وقف مراد ومعه مجموعة من الشباب عند مدخل الفيلا، يستقبلون الحضور بابتسامة ترحيب.


أما في الأعلى، فكانت ريناد تقف كأميرة حقيقية، في أبهى حُلّة، بزينتها الرقيقة، وحجابها الجميل الذي زاد ملامحها نورًا وجمالًا.


ميرال، وقد انبهرَت بجمالها، قالت بانبهار:

– بسم الله ما شاء الله… إيه الجمال ده؟

ريناد، بخجل وابتسامة ناعمة:

– مرسي يا ماما.

ثم أضافت بدموع ناعمة:

– كان نفسي ماما وبابا يكونوا معايا…

حضنتها ميرال بحنان وقالت:

– هما شايفينك من فوق وفرحانين ليكي… ادعيلهم بالرحمة يا حبيبتي.


تدخلت سما بمرح:

– بلا يا جماعة عشان أبيه هيفرّغها في الآخر تحت!

ضحكوا كلهم على خفتها، وكسرت هذه اللحظة الموجعة.


**


جاء مراد ليأخذ ريناد، وما إن رآها حتى قال منبهرًا:

– بسم الله ما شاء الله… والله خسارة في الواد ده!

ريناد، بخجل طفولي:

– حبيبي يا بابا…


أخذها مراد ونزلا بها إلى القاعة. وما إن وقعت عين ثابت عليها حتى انبهر بجمالها، وكأنها تتجدد وتزداد أنوثة كل لحظة.


قال بصوت فيه حب حقيقي:

– إيه الجمال ده؟

ريناد، بخجل:

– شكراً…

ثابت، وهو يهز رأسه:

– شكراً؟! لا يا بنتي… دي طالعة واخدة كورسات فنون الرد!


ضحك من قلبه، لكن قُطع حديثه بصوت والده الذي قال:

– يلا يا عريس… المأذون وصل.


**


تحرك ثابت من مكانه وجلس بجانب والده أمام المأذون.


المأذون بصوت هادئ:

– أين وكيل العروس؟

مراد، بثقة وثبات:

– أنا وكيلها يا مولانا.


وهنا، زاد حب هذه العائلة في قلب ريناد، وشعرت بامتنان كبير.


أكمل المأذون حديثه:

– وأين الشهود؟

تقدّم أحمد ومعتصم بخطوات ثابتة وقالوا في صوت واحد:

– إحنا يا مولانا.


**


بدأت مراسم عقد القران… وكل شيء كان مرتب، هادئ، بسيط، وراقٍ.


أنهى المأذون الجملة الشهيرة:

– "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وعلى خير."


وانطلقت الزغاريط، وانهالت المباركات على العروسين من كل حدب وصوب.


استأذن ثابت من والده أن يأخذ ريناد إلى غرفة المكتب، فابتسم الأب ووافق دون أي نقاش.


رايكم

تعليقات