الفصل الثاني روايه الضفه الغربيه بقلم الكاتبه فريده الحلواني
الفصل الثاني روايه الضفه الغربيه بقلم الكاتبه فريده الحلواني
جلس زياد الباشا داخل مكتبه يحادث عمر الجندي بمزاح : المعلم بقى أحمد عرابي في نفسه كده الواد ده إيه الي جراله
ضحك عمر و قال : مش عارف تقريبا المدام عملتله إعادة ضبط مصنع و ظبطت السيستم على مزاجها
زياد بضحك: لا يا عم ملهاش في السي*اسة زيها زي حريمنا كل همهم يقعدونا جنبهم و يخلفوا عيال غير كده مش شاغلهم
عمر بغيظ : يا عم متفكرنيش أنا جبت أخري ...التلاتة مش مبطلين خطط و تشغيل دماغ لما خلاص عايز أطفش
زياد : عشان انت مش مسيطر ياض ...دانا بفهم البت من بصه...أول ما ادخل عليها أبصلها بس أعرف على طول إن فيه خطة جديدة ...أخوك بقى يعمل إيه
رد عليه بغيظ : اااايه
ضحك و قال بفخر : حاجة من الاتنين يا إما اقلب وشي و اعمل أي عوق فتخاف و تتلم يا إما أسبلها و أرمي كلمتين حلوين تتلهى بيهم عن الي في دماغها
عمر بغلب : بعمل كده يا بني بس مفيش فايدة الي معايا شيطانة دماغها شغالة الأربعة و عشرين ساعة
زياد بغيظ: هو قاسم ابن المحظوظة الي معاه قطه مغمضة حتى لما اتعلمت شوية من حريمنا بس برضوا طبعها غالب عليها ...أنا هوصي سلمى تهتم بيها شوية عشان تطلع ميتين أمه زينا كده
ضحك عمر بصخب ثم قال: و أنا هوصي عشق في الخباثة كده ...المهم هنتقابل بالليل و لا إيه الدنيا
زياد: إن شاء الله أنا كلمت قاسم من شوية و قالي تمام على عشرة كده نتجمع في مكانه ...يلا خلص الي وراك و أنا رايح للباشا أشوفه عايز إيه ..لما تتحرك رن عليا
سلام يا شق
أغلق معه و قام من خلف مكتبه ليتجه إلى أبيه الذي أرسل له منذ قليل
*****
نذهب إلى سيناء الحبيبة و خاصة داخل مبنى المخ*ابرا*ت الحربية
جلس سلمان أمام جواد التهامي و الذي أصبح صديقا له منذ فترة
جواد : أحمد العدل جاي كمان يومين و عايز يقابلك ضروري
سلمان بجدية: خير إن شاء الله ...أنا عمري ما قابلته بس اسمع عنه
جواد: أحمد ده مش بيظهر غير لما يكون في مصيبة أو عملية كبيرة غير كده لأ
معنى إنه جاي بنفسه هنا يبقى الموضوع كبير
سلمان: هو عارف إني ببعت مساعدات لاخواتنا
ابتسم جواد بهدوء ثم قال: مينفعش ميعرفش لأن ببساطة هو الي مسئول عن تأمينك هناك إنت و أي حد معاك ...أنا هنا مسؤول عنك لحد ما اقفل باب النفق عليك من بعدها أحمد و رجالته بيتولوا المهمة لحد ما ترجع بالسلامة
سلمان: تمام يا باشا أول ما يوصل كلمني هكون عندك على طول بإذن الله
*****
تقف أمام أحد المعابر تنظر لهم بعين يملؤها الغل و الكره ...ترى مدي حقارتهم و هم يقومون بتفتيش المارة بمنتهى القسوة
جاء دورها الآن و بمجرد أن فكر أحد جنود الص*هاين*ة في مد يده عليها
عادت للوراء سريعا و هي تقول بغضب جم: إياك تمد إيدك عليّ... إياك تلمسني
نظر لها بغضب و في نفس اللحظة وقفت أمامها إحدى المجندات الإسرائي*ليا*ت و قالت باستفزاز: يلمِس إيش يعني؟... مش شايفك ملكة جمال عشان يِتأثّر
ردت عليها هدنة بقوة رغم ألمها الداخلي من طريقة تفتيش تلك الحقيرة لها : إحنا أغلى وأعلى من إنكم تِلمسونا بإيديكم النجسة...
نظرت لها المجندة بغضب ثم دفعتها للأمام كي تمر من خلال المعبر بعد أن تأكدت أنها لا تحمل أي أس*لحة أو أي شيء يهدد سلامهم المزعوم
سارت بجانب صالح الذي كان يرافقها ...تشعر بالقهر و الغضب لكنها تحلت بالصبر
تحدث معها بحنو: هدي حالك... رح ناخد حقنا منهم ومن كل خاين ساعدهم باللي بيسوّوه
نظرت له بعيون دامعة ثم قالت: الخاين كان واحد منّا يا صالح... مش قادرة أتصوّر لهلّق إنه قدر يعملها... كيف يخون بلده؟ كيــــف؟ لو أنا ما كشفتوش، كان لسه بصفوف المق*اوم*ة.
صالح بغيظ : ابن الكلب كان عامل حاله أكتر واحد وطني فينا... سبحان الله، ما كنتش أرتاحله
ولما أخوكي قلي إنه بدّه يعقد عليكي، أنا رفضت وقلتله كفاية خطوبة بس
سالت منها دمعة حزينة مسحتها
سريعا ثم قالت: أخوي هو اللي أجبرني عليه... ما كنتش بدّيه، رفضته وعملت كل إشي عشان يرضى برفضي، بس دياب أخوي ما سمعليش، وأصرّ إني أتجوز عمار، الكلب الخاين.
صالح : إحمدي ربك إنه ما كمّل الجوازة منك، كان زمانك مخلفة منه
ردت عليه بغل : كان ناوي على الزواج قبل ما أكتشفه بشهرين، بس إصابة أمي بالقص*ف هي اللي وقفت الموضوع، الحمد لله
صالح بحيرة: لازم نعرف مكانه على الأقل عشان يطلقك... إنتي صارلك خمس سنين على ذمته، حرام شبابك يروح عشان كلب زيه
ابتسمت بجانب فمها ثم قالت: لما نلاقيه، رح أكون أرملة مش مطلقة... رح أقت*له بإيدي
*****
داخل أحد بيوت الضفة ...و رغم أنهم على بعد من القص*ف الصه*يوني ...إلا أن قوات الإحت*لال لا تتركهم في حالهم أبدا
دائما ما يحدث اقتح*امات منازلهم و اعتق*ال البعض منهم دون سبب
و في نفس الوقت الذي كانت تتجه فيه هدنة و صالح نحو المنازل لمقابلة أحد أهالي المناضلين
رأوهم من بعيد قوات الإحت*لال تخرج من المنزل
كادت هدنة أن تهرول تجاههم إلا أن صالح أمسك بها سريعا و قال بحكمة: مش هينفع اصبري انتي عارفة إنك مش هتعملي حاجة غير إنك تأذي نفسك و بس
نظرت له بغضب ثم حاولت تمالك نفسها إلى أن انصرفوا تحركت معه تجاه البناية
لم يعد للصدمة مكان في حياتهم...فقد دلفوا البيت وجدوه محطم و الأم تبكي مع أبنائها
اقتربت منها هدنة ثم ربتت على كتفها و قالت بحزن ::إهدي يا خالة، الله ينتقم منهم
نظرت لها بقهر من بين دموعها المنهمرة ثم قالت : كسروا الدار، الله يكسر عضمهم... سرقوا ذهب شيرين اللي خطيبها لسه جايبه، الله ينتقم منهم
زفر صالح بحنق ثم قالو شو الجديد يا خالة... هم دايمًا هيك، بيقتح*موا البيوت سواء في سبب أو بدون سبب
وبعدها بيدمروها وبيسرقوا أي إشي يلاقوه
نظرت له بقهر ثم قالت: ولحد إمتى رح نضل هيك؟... مش كفاية المستوطنين اللي حتى الجيش نفسه مش قادر عليهم
بيهج*موا على البيوت، بيسرقوها وبيضربوا أصحابها، غير البيوت اللي بياخدوها غصب... تعبنا يا ابني
من كام يوم كان عرس داليا، صاحبة شيرين... الصه*اينة حكَموا على أهلها ما يطلعوش من الدار عشان يوصلوها على بيت جوزها
بين البيتين خمسين متر بس، رفضوا، وقالولهم: "لو طلعتوا مش رح ترجعوا، وحدا من المستوطنين رح ياخد البيت ويصير ملكه."
هدنة بغل : وبيجوا يقولوا عنّا إحنا الإرها*بيين!… وهم الكلاب، ما فيش إشي بشع إلا وعملوه ... بس العيب مش عليهم لحالهم… العيب على العرب اللي شايفين كل اللي بيصير فينا، ومحدش بيتدخل، ولا بيدافع عنّا، غير بكلمتين منشان الإعلام وبس
صالح بمغزى : مش كلهم يا هدنة... في اللي بيساعد بالسر وبالعلن، وفي اللي ما بيقدر، بيساعد من ورا الكواليس خوفًا على مصلحة بلده
ابتسمت بجانب فمها ثم قالت بسخرية: وكإنّا صرنا منبوذين، أو كأن عندنا مرض معدي... الكل بيبعد، واللي بيساعد... بيساعد من بعيد خايف يقرّب ... إلنا الله يا صالح... إلنا الله
*****
إجتمع الثلاث أصدقاء في فيلا قاسم و الذي اشتراها حديثا في القاهرة بعد أن أصرت غزل على هذا الأمر كي تكون بجوار سلمى و عشق اللتان أصبحتا لها بمثابة الأخت
تحدث زياد بمزاح بعدما رأى تجهم وجه قاسم: في إيه يا عم سعد زغلول ...من ساعة أخبار القص*ف الأخير و انت قالب وشك
نظر له قاسم بغضب فأكمل زياد بجدية: كلنا زعلانين بس بإيدينا إيه نعمله
عمر: كل الي بنقدر عليه نتبرع للجمعيات الخيرية الي بتقدر توصل مساعدات لاخواتنا و لو في إيدينا أكتر من كده مش هنتأخر
رد قاسم بغضب و بعد أن فاض به الكيل قرر أن يخبرهم سره الذي لا يعلمه أحد
نظر لهم و قال: لا في إيدينا كتير يا عمر ...بس بلدنا و كل حكومات الدول العربية هي الي معجزانا...و الناس مش فاهمة ليه ولاد الكلب بيعملوا كده خصوصا في قطاع غزة
الي بيحصل جوه ده إبا*دة جماعية بعد ما أهالي القطاع اتمسكوا بأرضهم و رفضوا التهجير
سأل زياد باهتمام: أكيد بيعملوا كل ده عشان ياخدوا سينا هو ده هدفهم ..أنا سمعت إنهم عرضوا على مصر تسديد ديونها بالكامل مع مساعدة للإقتصاد كل ده مقابل حتة من سينا
أكمل عنه عمر: ده كمان هما الي هيبنوا المكان بيوت و مدارس مستشفيات ...كل حاجة هيعملوا مدينة كاملة للأهالي الي هتهاجر من القطاع ..يعني إحنا مش هنتكلف جنيه
ابتسم قاسم بجانب فمه ثم قال : لييييه كل ده بقى ... تفتكروا ليه كل الفلوس دي هتدفع عشان كام متر مش حتى محافظة كاملة
نظروا له باهتمام فأكمل: أولا...لما أهالي غزة يعيشوا في سينا و تحصل أي حاجة في فلس*طين
أكيد حد منهم و خصوصا الحمساوية هيزعل و يقول انتقم منهم
يعمل إيه ..يض*رب صارو*خين ناحية إسر*ائيل
و طبعا ما هتصدق ...هتجري تضرب سينا و تقولك بدافع عن نفسي و يبقى كده وصلوا للي هما عايزينه و دخلوا مصر في حر*ب ...دي حاجة
السبب الأهم من ده إن الصه*اينة عايزين يعملوا قناة بديلة لقناة السويس عشان يدمرونا
و القناة دي استحالة تتعمل طول ما غزة فيها سكان ...لأنها هتمر منها
عشان كده بيدم*روها و بيبي*دوا سكانها الي رفضوا يسيبوها
بعد ما يخلصوا عليهم وقتها هيعملوا مشروعهم الي بيحلموا بيه
زياد بغضب : يا ولاد الكلب طب و بعدين هنسيبهم يعملوا كل ده
نظر له قاسم بقوة و بعد أن صمت للحظات قال بترقب : أنا عن نفسي مش سايبهم
نظروا له بصدمة و عدم فهم
سأله عمر بتوجس: يعني إيه ...بتتبرع بفلوس أكيد
رد بقوة نابعة من إيمانه بالقضية: لاااااا...بدخلهم س*لاح
حل الصمت على المكان لبضع لحظات تركهم فيها القاسم ليستوعبوا ما قال
سأله زياد بعدم فهم يملأه الشك: سلا*ح ...إنت توبت من زمان ...و لا دي كانت لعبة عشان متتسجنش مع عمك
تطلع له بعتاب ثم قال : انت تعرف عني كده يا صاحبي
رد زياد بمزاح طفيف : لا الصراحة عارف إنك بجح و عينك قارحة مش بيقولوا برضوا على الإسكندرانية ميه مالحة و وشوش كالحة
ضحك ثلاثتهم برجولة ثم قال عمر يتسائل: طب فهمنا يا صاحبي ازاي بتدخلهم سلا*ح و انت المفروض توبت من سنين ...فهمنا الدنيا إيه و إحنا معاك في أي حاجة
سحب نفسا من سيجارته التي شارفت على الإنتهاء ثم قال: بعد ما نهيت كل حاجة مع الماف*يا الروسية...فضلت أنا و فيليب زعيمها صحاب ...ده غير إن أوديت أم إبني زي مانتوا عارفين
قبل ما أسيب الشغل ده كنت في دولة فيها حر*وب .... رئيسها كان طالب مني سلا*ح وقتها قابلت نضال و الي كان هناك هربان لمدة شهر
المهم اتعرفت عليه و دار بينا كلام ...حكالي شوية على الي بيحصل عنده و قد إيه بيتعرضوا لإبا*دة جماعية و لو مكانتش المقاومة معاها سلا*ح كان زمان مفيش فلسطي*ني واحد على أرضه
و إن إسرا*ئيل لما قسمت البلد خلت قطاع غزة في ناحية و الضفة الغربية في ناحية و بنت إسرا*ئيل في النص بينهم و بكده بقوا مفصولين عن بعض تماما
حاليا بقى قسمت الضفة لقطاعين الشمالي و الجنوبي بينهم معبر إسمه كونتير بيفصل بينهم و لازم الي بينتقل من هنا لهنا يعدي عليه
طبعا مقولكومش بقى على البهدلة الي الناس بتشوفها على بال ما تعبر ممكن يوقفهم عشر ساعات في عز الحر أو في الشتا لحد ما يسمحوا بعبورهم
بعدها قسمت القطاعين لتلت مناطق أي و بي و سي
( آلف )دي أراضي تابعة لسلطة الفلس*طينية وهيه A اللي بتسيطر عليها وهي مركز المدن ،، قليل حتى يقتح*مها الجيش الإسرا*ئيلي وبنسق الدخول مع أجهزة الأمن الفلسط*يني لو عايزين يعت*قلوا مطلوب يعني مقاوم
و أراضي المنطقة ( بي ) هيه مشتركة الإدارة بينB السلطة الفلسط*ينية والاحت*لال الإسرا*ئيلي
والجيش الإسرا*ئيلي بدخل وبطلع منها وقت ما هو عايز من غير أي تنسيق مع السلطة
بس بتحصل فيها بلاوي
تطلعوا له باهتمام فأكمل بغل: في مدينة إسمها دورا جنوب الخليل الإحت*لال الإسر*ائيلي دايما بيقتحم المدينة يمنعوا التجول فيها ويغلقوا كل المحال التجارية يعتقلوا أي فرد يشوفوه في الشارع لفترة معينة يفحصوا إذا مطلوب أو عليه حاجة يعت*قلوه وإذا لا يتركوه ،، طبعاً خلال اقت*حامهم لو الصبح المدارس بتعطل يومها ولو الضهر بيفضلوا الطلاب داخل المدارس لحد ما يخلصوا اقتحامهم ،، طبعاً الاقتح*ام ده والاعتقا*لات يومياً لكل مدن الضفة الغربية ،، ومهددة أغلب أراضي بي لضم والمصادرة لأراضي إسر*ائيلية
نطق الاثنان في نفس الوقت بجنون : يا ولاد الكلب
تطلع لهم قاسم بغل ثم قال : كل ده ما يجيش حاجة في بيحصل في منطقة C
نظروا له باهتمام فقال : .......
$$$$$$$$$$