الفصل الثالث روايه الضفه الغربيه بقلم الكاتبه فريده الحلواني
الفصل الثالث روايه الضفه الغربيه بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه الضفه الغربيه
الفصل الثالث
فريده الحلواني
تنهد بهم ثم قال: المصيبة الكبيرة بقى أراضي سي دي بقى من الآخر مصادرة كليا وتحت السيطرة الإسرائي*لية بشكل كامل
كل البيوت اللي فيها مه*دده باله*دم ممنوع يبنوا حجر واحد إلا بإذن منهم
طلقوا المستوطنين على سكانها ،، حرفيا بهدلوا الناس حتى الحجر والشجر مسلمش منهم ..صدقوا بالله الجيش الإسرا*ئيلي بجنوده و جبروته أرحم من المستوطنين ... دول مافيش في قلوبهم رحمة وكلهم مس*لحين
بيهج*موا في أي وقت على البيوت يض*ربوا الناس يكسروهم تكسير بس مش بيمو*توهم وحتى الجيش الإسرا*ئيلي أحيانا مبيقدرش عليهم
في تضييق جامد على كل الي هناك
حتى الناس بتسيب أرضها وتهاجر بشكل طوعي خارج فلس*طين بيقدمولهم تسهيلات عشان يهاجروا بس الناس هناك معظمهم متمسك بأرضها وبيدافعوا عنها لآخر ذرة د*م فيهم...دي شرفهم و عرضهم عشان كده بيدفعوا روحهم فدا ليها
حكايات كتير شعر راسك يشيب منها مجرد بس ما تسمعها فما بالك لو شوفتها بعينك أو عيشتها
سأله زياد بحزن: انت شوفت كل ده و لا حد حكالك
قاسم : شوفت جزء إنما الي سمعته كتير من ناس عاشت كل ده و أكتر
عمر : أنا معاك يا قاسم ...في أي حاجة مهما كانت
زياد: و أنا كمان معاكم لو اجتمعنا هنف*رم الي جابوهم
ضحك قاسم بغلب ثم قال : هي عركة يا جدعان ... الموضوع كبير و مش سهل
زياد بعصبية: في إيه يا جدع انت مستأل بينا و لا مش شايفنا رجالة قدامك ....إحنا معاك غصب عنك
*****
وصل أحمد العدل إلى سيناء و قد توجه رأسا إلى مبنى المخا*برات الحربية كي يقابل جواد التهامي الذي كان في انتظاره و معه فهد صديقه و ذراعه الأيمن
بمجرد أن دلف عليهم المكتب رحبا به بحفاوة ثم جلس ثلاثتهم
بدأ جواد الحديث قائلا : وجودك هنا وراه حاجة كبيرة يا أحمد بيه إن شاء الله خير
ابتسم بهدوء ثم قال : أولا بلاش الألقاب دا انت أستاذنا...ثانيا فعلا عندك حق موضوع مهم جدا و غاية في السرية
فهد : أكيد انت عارف إن الي جوه المكتب هنا عمره ما يطلع بره الباب ده ....من الناحية دي اطمن
هز رأسه بتفهم ثم قال : لو مش واثق من كده مكنتش طلبتكم بالاسم
نظر لهم بقوة ثم قال : أنا محتاج سلمان الحربي
في شغل مهم و طبعا محتاجلكم معاه
جواد : انت بتتعامل معاه من سنين يا أحمد من غير حتى ما إحنا نعرف حاجة
محتاجنا معاه في إيه
أحمد: هو انت لسه شايل منه من ساعة سوء التفاهم الي حصل
جواد بنفي: لا طبعا الموضوع انتهى و بقينا صحاب كمان الراجل جدع الصراحة رغم طولة لسانه
ضحك فهد و قال بمزاح : اسم الله على لسانك الي بينقط شهد يا صاحبي
ضحك أحمد بينما قال جواد بغيظ : تحب أطلق لساني عليك و اسمعك رباعيات أجدع من رباعيات الخيام
رد أحمد سريعا : لالالالا و على إيه الطيب أحسن خليك انت الكبير
جواد : عيل واطي مبيطمرش فيه حاجة ...ده لولايا مكنش اتجوز البت الي كان هيموت عليها
وضع فهد كفيه فوق رأسه و قال بغلب : عيالي قربوا يبقوا طولي و لسه بتعاير بالفرح الي عملتهولي يا جدع ارحم أمي بقى ده مفيش حد في البلد إلا لما عرف القصة
تطلع له بشماتة و قال ببرود : بحب أفكرك بأفضالي عليك بس
فهد بغلب : فاكر يا باشا فاكر ...خلينا في الشغل أبوس إيدك
ضحك أحمد بصخب و قد شعر أن جواد تعمد أن يفعل ذلك حينما رأى وجهه يحمل علامات الهم
بعد قليل تحدث بجدية: أنا كلمت سلمان و أنا في الطريق ...هو حاليا مستنينا في مكانه يا ريت نتحرك دلوقت عشان نكسب وقت
وقف جواد و قال: تمام ...أنا أصلا ادتله خبر إنك جاي و عايزه الخبيث و لا جاب سيره إنه عارف
أحمد بجدية: هو فعلا ميعرفش من آخر مرة اتقابلنا هنا مكلمتهوش غير من شوية ...و بعدين انت سيد العارفين شغلنا ده طبيعي إن محدش يقول الي عارفه لأي حد مهما كان مين
فهد: أكيد طبعا حقك و حقه
*****
داخل مخيم بيت جنين
يجلس يعقوب الذي أتى سرا عن طريق الممرات الجبلية حتى يبتعد عن البوابات التي وضعتها قوات الإحت*لال في كل مكان
أمام القرى و المخيمات حتى اذا كان في مكان ما منزل واحد فقط يضعوا أمامه بوابة حديدية كي يضمنوا عدم مرور أي شخص فلسط*يني دون علمهم
لكن هؤلاء الأبطال صامدون صمود الجبال التي تحيط بالضفة من كل جانب
يحفظون ممرات الجبال و الطرق الوعرة مثل أسمائهم
نظرت له زوجته باشتياق ثم قالت: غبت عنّا هالمرة يا أبو مازن...
طمني عنك وعن كل إخوتنا
ابتسم لها بحب ثم قال: بخير يا سارة... إشتقتلك، والولاد كمان إشتقتلهم
غصب عني، إنتي عارفة الوصول لهون صعب
ابتسمت بهدوء ثم قالت: عارفة يا حبيبي، ولا يهمك... الله ينصركم، وينتقم منهم
المهم إنك بخير
يعقوب بهم: طمنيني، شو الأخبار؟
ردت عليه بحزن: زي ما إنت شايف، الحال من سيئ لأسوأ... كل يوم اعتقا*لات وهد*م بيوت.
حتى الميّ ما بتكفّي نص احتياجاتنا اليومية، والمحالّ بتسكر أغلب الوقت غصب.
انطلقت شرارات الغضب من داخل عينه و هو يقول بغل : هم مستهدفين سكان المخيمات خصوصًا... بدهم إيانا نِهَجّ عشان ما نطالبش بحق الرجعة لمدنّا وبيوتنا.
حتى الأونروا سكروها، عشان ما يضل لا علاج، ولا مدارس، ولا حتى مساعدات
بدهم يضغطوا علينا نترك، بس هالشي ما رح يصير أبدًا
ربت ساره على كتفه ثم قالت بأمل: إن شاء الله ربنا بنصرنا عليهم ونخلص منهم... ونرجع لأرضنا وأقصانا الغالي
*****
جلس كلا من جواد و فهد معهم أحمد العدل و سلمان الحربي
داخل خيمة كبيرة في وسط الصحراء يملكها الأخير
لا يستطع أي شخص المرور من تلك المنطقة ...فهي ملك له و لا يسمح لأي شخص مهما كان أن يضع قدمه داخلها
بعد أن استراحوا قليلا من عناء الطريق و بعد أن قدم لهم واجب الضيافة
بدأ أحمد الحديث قائلا : طبعا انت بتدخل مساعدات غذائية و أدوية و كل الي بيساعد أهالينا إنهم يفضلوا أحياء
على قد ما بتقدر ...نظر له بقوة ثم أكمل: المرة دي محتاج منك مساعدة أكبر
رد سلمان برجولة: رقبتي يا أحمد بيه و انت عارف
ربت على ركبته و قال بود: عارف عشان كده مترددتش لحظة إني ألجألك
قاسم زهران ...تسمع عنه
سلمان: أكيد بس مليش أي علاقة بيه
جواد: ده من أكبر رجال الأعمال...و كان تاجر سلا*ح تقريبا
أحمد : لا هو كان كده فعلا بس تاب
لكن الي اكتشفته إنه ما زال على تواصل مع الما*فيا و بياخد منهم أسل*حة ...بس بيدخلها للمق*اومة
نظروا له بذهول بينما قال جواد باستغراب: معقول ... بيتاجر في دمهم ابن الكلب
رد أحمد سريعا: لالالا انت فهمت غلط ...بيشتري على حسابه و يساعدهم بيها مش بيبيعها
فهد: طب و الله راجل بس بيجيب الفلوس دي كلها منين ...تفتكر ده بجد
أحمد: زعيم الما*فيا الروسي صاحبه جدا و يعتبره أخوه الصغير عشان كده بيديلوا الأس*لحة تقريبا بتمن تصنيعها مش أكتر
سلمان: طب أنا إيه علاقتي بيه يا باشا
أحمد: الطرق الي كان بيدخل بيها الس*لاح تقريبا كلها اتقفلت و بقى صعب جدا إن لم يكن مستحيل يقدر يوصل رصا*صة واحدة
مفيش قدامنا غيرك يساعدنا و طبعا أنا هكون معاك
جواد و فهد هيكون مهمتهم تأمين الشحنة من أول ما توصل على حدودنا لحد هنا
و أنا و انت هنتولى توصيلها لهناك إيه رأيك
سلمان: الي انت عايزه أنا معاك فيه طبعا ...بس نضال و صالح لازم يعرفوا
ضحك أحمد ثم قال: نضال أصلا صاحب قاسم و هو الي بيتعامل معاه
جواد: كده حلو أوي ...ربنا معاكم و أنا هنا هفضل مأمن المكان لحد ما تروحوا و ترجعوا بألف سلامة
*****
على الجانب الآخر ..كاد يعقوب أن يجن من تلك العنيدة
فقد أصرت على مرافقتهم لإحدى العمليات الفدائية.... حاول إقناعها هو و ياسر لكنها رفضت رفضا قاطعاً
هدنة بتصميم: إنت بتعرف إنك محتاج ست تكون معاك، طيب ليه نضيع الوقت؟
رد عليها بغضب: ما بنفع يا هدنة... إنتي بالذات، أنا ما بضمن نرجع ولا لأ
ردت عليه بقوة : وإذا ما رجعنا، منكون شهداء... وأنا مش أحسن من اللي استُشهدوا فداء لتراب البلد .. رح أروح معكم، وإن شاء الله بنرجع كلنا سالمين
تدخل ياسر في الحديث قائلا: ناس من مصر جايين عند نضال... بفكّر إنه يأجل العملية لبين ما يخلّص معاهم
شعرت بوخزة داخل صدرها بينما قلبها كان يخفق بشدة حينما سمعت تلك الكلمات
تعلم علاقه حبيبها القوية بالمقا*ومة...
حدسها ينبأها أنه سيأتي تلك المرة
لكن ستظل متمسكة بالجمود أمامه حتى لا تضعف و تلقي بحالها بين زراعيه
تطلع لها يعقوب بتصميم ثم قال بأمر لا يقبل النقاش: مش رح تشاركي بالعملية هاي يا هدنة... وهاي آخر كلام عندي
تطلعت له بغضب ثم تركته و غادرت سريعا لكن بداخلها تصميم على الذهاب معهم مهما كلفها الأمر
*****
بعد يومان من تلك الأحداث...وصل القاسم إلى سيناء تحديدا داخل المحمية الخاصة بسلمان
كان معه عدد كبير من الرجال يقودون سيارات دفع رباعي محملة بأسل*حة و ذخائر سيتم تهريبها إلى مدينة رفح الفلسط*ينية ...
وجد في انتظاره جواد و فهد ...معهم سلمان و أحمد
بدأ الأخير تقديمهم لبعضهم البعض
ثم أمر الرجال بنقل الصناديق الكبيرة إلى الداخل
مازح جواد قاسم قائلا: شكلك ميقولش تاجر سلا*ح أبدا
رد عليه ببرود: توبت الحمد لله
ضحك جواد بخفة ثم قال: أقطع دراعي من هنا لو مكانش ورا التوبة واحدة
نظر له بذهول فأكمل: عيب عليك أنا عاشق قديم و أفهم الي قدامي من بصة
تطلع إلى سلمان ثم أكمل بغيظ مازح: يعني الأخ ده بيحب برضوا بس بيكابر ...لسه مش عايز يعترف لنفسه إنه عشقها ...هيفضل كده لحد ما ياخد قلم يفوقه
جز سلمان على أسنانه غيظا ثم قال: إحنا لسه متصالحين بتعكها ليه تاني
ابتسم بشماتة ثم قال باستفزاز: لا أنا مش بعكها ...أنا بفضحك بس ...أعقب قوله بضحكة صاخبة أجبرتهم على مشاركته الضحك
تقدم منهم أحمد و قال بجدية: طب نخلص الي ورانا و بعدها نضحك براحتنا و لا إيه
بعد فترة ليست بقليلة كان الرجال قد أنهوا تحميل جميع الصناديق فوق عربات نقل كبيرة تقف داخل نفق تحت الأرض
انطلق بهم سلمان و أحمد معهم قاسم ...كلً منهم يقود شاحنة
قام جواد بإغلاق الباب الحديدي الكبير ثم وضع فوقه بساط صوفي كما كان تماما
*****
بعد عدة ساعات وصلوا إلى الجانب الآخر و قد كان في انتظارهم نضال و صالح الذين رحبا بهم بحفاوة كبيرة
و صعدوا إلى الأعلى كي يرتاحوا من الطريق و تركوا الشاحنات بالأسفل ليتوجهوا بها إلى المخازن المخصصة لها
بعد فترة قصيرة سأل أحمد بغموض: إيه الأخبار
فهم نضال ما يقصده فقال بأسف: مصممة تروح معاهم
نظر له بغضب و قال: ميعاد العملية إمتى
رد نضال بعد أن نظر في ساعة يده: كمان تلت ساعات
انتفض أحمد من مجلسه ثم قال بجنون: وصلني هناك يا صالح
وقف سلمان و قاسم ثم قال الأخير بعدم فهم: هناك فين ...و الحاجة دي
رد أحمد بغضب : الحاجة هتوصل مكانها متقلقش ...قبل ما تتحركوا هكون رجعت
صالح بتعقل: الطريق مش مضمون يا أحمد... إهدا، وأنا رح أتصرف
رد عليه بتصميم: مفيش حاجة إسمها إهدا
انت وعدتني إنك مش هتخليها تطلع أي مهمة ...جاي تقولي إهدا إزاااااي
أنا وثقت فيك و انت مكنتش قد الثقة
كاد أن يرد عليها إلا أنه صاح بجنون: هتوديني و لا أروح لوحدي اااااخلص
هز رأسه بيأس ثم نظر إلى نضال الذي أشار له بعينه علامة الموافقة ...يعلم هذا العنيد العاشق جيدا ...لن يتركها و لن يسمح لها بتعريض حياتها للخطر مهما كلفه الأمر
$$$$$$$$$$