روايه طفله الثابت الفصل الثاني عشر بقلم الكاتبه أسماء محمد
روايه طفله الثابت الفصل الثاني عشر بقلم الكاتبه أسماء محمد
طفله الثابت
الفصل الثاني عشر
اسماء محمد
يا أوفى من صان العهد ولم يحنث، لو يخلف وعده، فالدنيا دونك لا تُحْبَو للستّي.
أنتِ لها الشهد، يكفيني أنكِ ما زلتِ مولاتي، أنتِ كما أنتِ، يكفيني أنكِ من أصبح لفؤادي البلسم والفرح.
ولو قلتُ أحبكِ، لا يكفي، يا ملاكي، أنتِ شغفي، ومن أجل عيونكِ، يا سكني، سأخوض مهاوي المحن.
أفدي عيونكِ، يا حبّاً، من غيركِ في الدنيا أصفو؟ نيران هيامكِ في جوفي تزداد ضراماً لا تخبو...
أطلت عليكم... فلنكمل أحداث قصتنا.
عند ثابت
ما كانتش الصدمة لحظية، لأ... كانت زي تجمّد بطيء بيجري في دمه.
كلمة "اتخطفت" ما كانتش مجرد نبرة صوت، دي كانت طعنة نازلة في نص قلبه.
لثواني، جسمه اتصلّب، وبرودة قاتلة سرت في عروقه، قبل ما التجمُّد ده ينقلب لغليان داخلي... غضب هادي ومرعب، من النوع اللي بييجي قبل العاصفة.
ثابت، بصوت بيحاول يبقى ثابت لكن الرعشة فضحته:
ــ إيه اللي بتقوليه ده يا ماما؟! اتخطفت إزاي؟! فين الحرس اللي بعته؟!
ميرال، من على التليفون، صوتها مخنوق ببكا هستيري وكلامها بيطلع بصعوبة:
ــ معرفش يا ثابت... عربية سودا... نزلوا منها ملثمين... خطفوها قدام عينينا... في لحظة!
ثابت قبضته شدت على الموبايل كإنه هيكسره، وعروقه وِشّت في رقبته.
ــ أنا جاي حالًا! اقعدوا مكانكم، أي حركة غلط ممكن تبقى نهايتهم مش نهايتها!
قفل المكالمة بعصبية، وبص بسرعة لمعتصم اللي كان باصص له بقلق كبير.
ثابت، بصوت هادي لكن نبرته كانت أشبه بإنذار:
ــ ريناد اتخطفت، يا معتصم!
معتصم اتصدم للحظة، لكن لمّ نفسه بسرعة:
ــ إيه؟! إزاي؟! مين اللي يقدر يعمل كده؟!
ثابت وهو بيشد مفاتيحه وبيمشي بسرعة:
ــ مش وقته! لمّ الرجالة، راجع الكاميرات، عايز كل تحرك حصل حوالين المول من يومين! وبلّغ الشرطة فورًا، وقولهم يحطوا كل مواردهم تحت إيدي، واللي يعطلني... يشيل.
خرج ثابت من الشركة بسرعة النار، وساب معتصم يجري ينفّذ الكلام.
عند المول
وصل ثابت بعد دقايق، سيارته وقفت فجأة قدام الباب، نزل منها وهو بيجري، لقى ميرال وسما منهارين، بيعيطوا، ووشوشهم باهتة من الخوف.
ثابت، بصوت خشن لكن حاسم:
ــ إيه اللي حصل؟ بالتفصيل... بسرعة!
ميرال وهي بتحاول تتكلم وسط شهقات البكا:
كنا طالعين من المول ... فجأة عربية سودا وقفت قدامنا ... نزل منها رجالة ملثمين خطفوها بسرعة وخدوا بعضهم ومشيوا ... كل حاجة حصلت في أقل من دقيقة
سماء وهي بتنهار:
حاولنا نصرخ تلحقها ... بس كانوا معاهم سلاحوخوفونا ... معرفناش تعمل حاجة
ثابت ضغط بإيده على الأرض، كأنه بيكتم بركان جواه
فين الحرس اللي كان معاكم ؟!
میرال ببكاء مكتوم
ما كانش في حرس يا ثابت... إنت قلت يفضلوا في البيت....
وقف ثابت لحظة، حس بندم بيقرص قلبه... كان فاكر البيت بس هو اللي محتاج حراسة.
وصول الشرطة
وصلت عربيات الشرطة، ونزل منهم الرائد يوسف الدمنهوري شاب في أوائل الأربعينات، حازم، وشه مرسوم عليه الجد.
الرائد يوسف، وهو بيقرب
يا باشا، أنا الرائد يوسف... إحنا في حالة طوارئ كاملة بلغنا معتصم، وإحنا جاهزين لأي أمر.
ثابت بنبرة فيها تهديد
بنتي اتخطفت عايز كل كاميرا، كل دورية، كل نقطة تفتيش... تتحرك فوزا عاوز الشوارع كلها تتقلب، وعاوز اللي عملوا كده يندموا إنهم اتولدوا!
يوسف باحترام
تمام يا باشا، أنا وفريقي شغالين من دلوقتي، وكل التحريات هتكون بين إيديك أول بأول.
لكن ثابت كان شايف الدنيا بقت كلها هدف واحد
إنه يرجع ريناد بأي تمن.
في مكان مجهول....
فتحت ريناد عينها والرعب مسيطر عليها، مش عارفة هي فين ولا ليه جابوها هنا بس في شيء جواها بيهمس لها إن ثابت هييجي وينقذها ... وده هذا من روعها شوية. بدأت تدعي ربنا في سرها إنه ينجيها من اللي هي فيه لكن قطع تدافع أفكارها صوت فتح الباب.
دخلت رنا، وصوتها كله غل: - هلا بيكي يا قطة ....
ریناد بهدوء يثير الدهشة - عايزة مني ايه ؟
رنا، بغيظ وهي بتقرب
كل خير يا حلوة.... وضربتها بالقلم، وقالت كده نبقى متعادلين
ريناد بثبات
إنتي فاكرة بلعبتك القذرة دي هتوصلي لجوزي ؟ ده بعيد عنك... والثلم اللي خدته هتدفعي تمنه، وثابت مش هیسکت.
رنا بحقد
ولا هيقدر يعمل حاجة
وابتدت تنهال عليها بصفعات متتالية لحد ما نزل الدم من مناخيرها، وهنا دخل فارس، وشد رنا بعيد عنها وهو بيزعق
اتقي الله يخرب بيتك كفاية، هتموت في إيدك!
رنا، بغل ياريت تموت
فارس، بروية
لو ماتت مش هناخد حاجة ونطلع من المولد بلا حمص
رنا، بصت له بكره، وبعد لحظة قالت:
ابعت رسالة لثابت ... نساومه بين أملاكه والقطة تبعته.
وفعلاً ... اتبعتت رسالة فيها صورة ريناد وهي مربوطة
وأدناه:
أملاكك مقابل إنها ترجعلك."
عند ثابت
كان لسه بيعطي تعليماته للحرس، والشرطة مش سايبة شارع إلا وبتفتشه
لما فجأة موبايله رن برسالة.
فتحها ... ولما شاف الصورة، وشه اتغير عروقه نبضت وصوته خرج من بين أسنانه وهو بيزمجر
يا ولاد الكلب