📁 آخر الأخبار

روايه طفله الثابت الفصل الحادي عشر بقلم أسماء محمد

 روايه طفله الثابت الفصل الحادي عشر بقلم أسماء محمد

روايه طفله الثابت الفصل العاشر بقلم أسماء محمد


روايه طفله الثابت الفصل الحادي عشر بقلم أسماء محمد

روايه طفله الثابت

 الفصل الحادي عشر 

بقلم أسماء محمد


الفصل الحادي عشر 


"أجزاءُ حُبي أن تكونَ مفارقي

ولكنني لما وجدتك راحلًا،

هذا فؤادي يدنو إليك نهايتي،

ألقيتُ من قلبي عليكَ محبتي،

وجعلتُ راحتك الثمينة راحتي،

وسكبتُ روحي في غرامك،

لم أَدَع شيئًا لنفسي من محاسن مُهجتي..."


هل كل حب مكتوب عليه الوجع؟

أو الفراق؟

ليه كل قصة حب لازم يكون فيها تحديات؟

هل علشان تقوي الرابط، وتثبت إن الحب مش بس لحظة حلوة؟

ولا علشان ترسّخ المبادئ، وتخلي العلاقة متينة، صلبة؟

ولا فيه سبب تاني... إحنا لسه ما فهمنهوش؟


أطلت عليكم... خلّونا نكمل قصتنا.



---


مرّ الليل بهدوء على الجميع، وجِه يوم جديد، محمّل بالعديد من الأحداث.


في غرفة ريناد، استيقظت بوجه مشرق وقلب مليان بالطمأنينة.

عملت روتينها اليومي زي ما تعودت، ونزلت على المطبخ تجهز الفطار للجميع، خصوصًا بعد الدفع المعنوي اللي خدته امبارح بسبب تعليقاتهم الحلوة على أكلها.


أول ما دخلت المطبخ، لقت داده سعاد هناك.


ريناد بابتسامة مشرقة:

ــ صباح الخير يا سوسو.


سعاد ببشاشة ودفء:

ــ صباح الفل يا قمر، صاحيه بدري ليه كده؟


ريناد بحماس وهي بتربط المريلة:

ــ ده العادي عندي يا سوسو، يلا بينا نعمل الفطار.


سعاد بحب:

ــ يلا يا ستي، إيدك معايا.


وبدأوا سوا في تحضير الفطار وسط ضحكات خفيفة وريحة خبز تشهي.

وانضمت ليهم بعدها ميرال وسما، والجو في المطبخ بقى مليان حياة.



---


أما ثابت، فاستيقظ من نومه على وجع مفاجئ في صدره،

قبضة قوية كأنها بتعتصر قلبه...

وعارف إن الشعور ده مش غريب عليه،

ده وجع مش عادي، ده الوجع اللي بيجيله كل مرة بيحصل فيها حاجة لـ"ريناد".


قام بسرعة، أدى روتينه، لبس، ونزل من غير أي تأخير علشان يطمن عليها.


أول ما نزل، لقى والده مراد قاعد في الصالون، بيشرب قهوته وبيقرأ الجريدة.


ثابت، وهو بيحاول يخبّي توتره:

ــ صباح الخير يا بابا.


مراد بابتسامة حنونة:

ــ صباح النور يا حبيبي.


ثابت، بيحاول يغيّر نبرة صوته المرتبكة:

ــ فين ماما والبنات؟


مراد بهدوء:

ــ بيحضّروا الفطار.


وبنظرة ماكرة ومزاح خفيف:

ــ ولا رينو وحشتك؟ قول متخجلش.


ثابت اتنحنح، وبص في الأرض:

ــ لا مش كده...


مراد ضحك:

ــ يا راجل، قول كلام غير ده.


ثابت بسرعة وهو بيهرب من نظرات والده اللي قاريه على آخره:

ــ هروح أطلب منهم قهوة.


هز مراد رأسه وهو بيبتسم.


ثابت اتجه للمطبخ، وقلبه بيتحجج بالقهوة لكن عقله في مكان تاني.


وقف على باب المطبخ، يسمع ضحكتها...

الضحكة اللي بتخليه يحس إن الدنيا بخير، وإن قلبه بيطير.


نسي وجعه، وهو شايفها مندمجة في تحضير الأكل،

بتضحك، بتتحرك، وملامحها هادية...


تمنى ياخدها في حضنه... وما يسبهاش أبدًا.

لكن صوت سما قطع عليه لحظته.


سما بصوت عالي وهي شايلة صينية:

ــ يا جماعة، أنا جعانة جدًا، فين الفطار بقى؟!


ابتسم ثابت رغمًا عنه:

"آه يا سما، دايمًا بتدخلي في الوقت الغلط..."


دخل المطبخ، وعينه رايحة ليها، مش قادر يخبّي نظراته.


ميرال بمرح:

ــ إيه ده! ثابت باشا داخل المطبخ؟ فيه حاجة غلط في الكوكب ولا إيه؟!


ثابت، وهو بيحاول يخفي خجله:

ــ جيت أطلب فنجان قهوة...


ريناد، وهي بتقلب في الطاسة من غير ما تبصله:

ــ حاضر، هعملهولك حالًا.


وقف ثابت مكانه، يراقب تفاصيلها، كل حركة، كل لمسة...


داده سعاد وهي بتقلب العيش في التوستر:

ــ ربنا يحميكِ يا بنتي، قلبك أبيض وطبيخك يفتح النفس.


ريناد بابتسامة هادية:

ــ تسلميلي يا سوسو، ده من ذوقك.


سما، شافت نظرات ثابت فقالت بمكر:

ــ طب إيه رأيك يا ريناد، تعملي القهوة دي بإيدك وبحب كده؟ أصل فنجان ثابت محتاج اهتمام خاص!


ريناد رفعت نظرها بسرعة واتكسفت،

بصّت له، لقت نظره مركز عليها، فقلبت وشها للطاسة تاني.


ثابت اتنحنح:

ــ لو خلص الفطار، ممكن أساعدكم أطلّع الأطباق؟


ميرال بخبث:

ــ إحنا دخلنا في زمن المعجزات!


ضحكوا، وريناد أخيرًا بصّت له وقالت بنعومة:

ــ شكرًا يا ثابت، لو تحب، خُد الأطباق دي على السفرة.


خد الأطباق، ومشي بهدوء،

قلبه بيدق... مش من الناس، لكن منها هي.


في السفرة، الكل اتجمع، الجو كان دافي، مليان ضحك وهزار.

ثابت كل شوية يبصلها، وهي بتحاول تركز في كلام البنات.

بس كانت حاسة بيه...

كل نظرة منه كانت بتوصل، وكل خفقة من قلبه بتخبط في قلبها.


وبعد الفطار...


وقف ثابت وقال بنبرة هادية:

ــ عن إذنكم، أنا رايح الشركة.


وهو بيعدي من جنبها، همس بصوت واطي:

ــ "ضحكتك دي... رزق، وقلبي حظه حلو فيها."


خجلت ريناد بشدة، وماقدرتش ترد.


قبل ما يخرج، وقفته ميرال:

ــ هاخد ريناد وسما ونروح المول نجيب شوية حاجات.


ثابت بهدوء:

ــ تمام... بس متتأخروش.


أومأت ميرال برأسها موافقة.



---


في شركة المنوفي...


دخل ثابت مكتبه، وخلفه دخل معتصم.


معتصم بمرح:

ــ صباح الفل يا عريس.


ثابت بهدوء:

ــ صباح الخير.


ثم بجدية:

ــ الحوار اللي حصل امبارح مش هيعدي بسهولة... الفران طلعت من جحورها.


معتصم بثقة:

ــ هنرجعهم تاني... يا نرجعهم، يا نقطع راسهم.


ثابت بحزم:

ــ وربي لأوريهم مين هو ثابت المنوفي... وقسمًا بالله لو حاولوا يقربوا من حد يخصني، هعلمهم الأدب، وأخليهم يندموا.


بعدها اتصل بأحد شركات الحراسة وطلب طاقم لحماية عيلته تحسبًا لأي غدر.



---


أما عند رنا...


كانت تدخن بشراهة، والغل بيأكلها كل ما تفتكر صفعة ريناد.

كل خلية فيها بتغلي...

خرجها من تفكيرها صوت شاب:


ــ اهدي يا روني، أعصابك.


رنا بغضب:

ــ بت الكلب دي تضربني؟ تهيني؟ والله لأوريها، وأعرفها مقامها!


فارس بمكر:

ــ واللي يعلمها الأدب؟


رنا بسرعة:

ــ يبقى حبيبي، واللي عايزاه.


فارس بغل:

ــ أملاك ابن المنوفي...


رنا بحيرة:

ــ هعملها إزاي دي؟


فارس، وهو يبتسم بخبث:

ــ هقولك... بس تعالي كده، أنتي وحشتيني.


رنا بضحكة خليعة:

ــ وماله...


وفعلوا ما حرّم الله، غافلين عن عقابه.



---


أما عند ريناد...


بعد ما خلصوا من المول، كانوا بيختاروا لبس وحاجات ليهم.


ميرال بمكر:

ــ بقولك يا رينو، ما تيجي أجبلك شوية هدوم من المحل ده.


وأشارت لمحل فساتين عرايس.


ريناد بخجل:

ــ لا، شكرًا يا ماما...


لكن ميرال سحبتها من إيدها، ودخلوا المحل هي وسما، واختاروا لها ملابس تحت خجلها وكسوفها.


بعد ما خلصوا، طلعوا من المول وراحوا ناحية عربيتهم، ولسه هيركبوا...


جات عربية سودا، وخطفت ريناد تحت صدمتهم.


ميرال بسرعة اتصلت بـ ثابت.



---


عند ثابت...


كان بيخلّص شوية ورق، لحد ما قطع انشغاله رنين الموبايل...

اسم والدته على الشاشة.


رد بقلق:

ــ السلام عليكم؟


ميرال بصراخ:

ــ ريناد اتخطفت!


ثابت بصدمه:

ــ إيه؟!!



--


تعليقات