روايه اذوب فيك موتًا الفصل الحادي عشر بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه اذوب فيك موتًا الفصل الحادي عشر بقلم الكاتبه فريده الحلواني
الفصل الحادي عشر
روايه اذوب فيك موتًا
فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
ادعي ربنا كتير..... على قد ما تقدري
كل حاجه نفسك فيها اطلبيها منه
احسني الظن بيه..... ظني دايما في الله خير
هيراضيكي وهيجبرك...... هيعوض قلبك عن كل وجع وهيبدل حزنك لفرح....
مش هو الي قال سبحانه و تعالي ( لا تحزن ان الله معنا ) ربنا معاكي و هيبهرك بعطائه ...انا واثقه
و بحبك
يجتمعون في بهو الفيلا التي اشتراها الحاج ربيع كي يسكن فيها مع اولاده
لتناسب ابنه الوزير التي عشقها ولده
لم ينسى الحاره وجيرانه
من وقت لاخر يذهبون ليقضوا عده ايام هناك في بنايتهم التي ما زالت قائمه وكانما لم يهجروها يوما
رغم ان حالتهم الماديه اصبحت افضل كثيرا مما سبق
لكنهم ما زالوا يحتفظون باصولهم
لم يتغيروا مع اهل الحاره التي تربوا داخلها
ما زال اولاد الحاج ربيع يجلسون على المقهى داخلها
يمزحون مع هذا ويقفون مع هذا في ازمته
مما جعل احترامهم وتقديرهم يزداد لدى الجميع
ما زال قلبها ينبض كلما جلست جانبه ووجدته يضمها اسفل ذراعه امام عائلتهم
نفس الشغف.... نفس الحب
.....بل و نفس اللهفه التي تشعر بها حينما كانت تراه وهي صغيره
يمازحها او.....ينهرها
تنظر له بعيون لامعه يملاها العشق ثم تقول : هتروح معانا عند عمو سالم بكره باذن الله ولا كالعاده هتقول عندك شغل..... قالتها بعتاب رقيق عكس ملامحها التي تصرخ ولها به
قرب وجهه من خاصتها ثم قال بهمجيه ووقاحه : لو هتخليهم يروحوا كلهم وياخدوا القرود اللي انت مخلفاهم معاهم مستعد اخد اجازه شهر اقعدوا معاكي ايه رايك يا جنتي
عضت شفتها السفلى ثم قالت بغيظ ماذح : تموت في السفاله هي دي الحاجه الوحيده اللي بتلاقي ليها وقت انما اي حاجه ثاني الشغل بيقطع بعض ساعتها.....
هتجلطني يا فؤش مش عارفه اعمل معاك ايه
ضحك برجوله ثم قال بعد ان قبل وجنتها بحب : اعمل ايه طيب مش انت اللي جنيه وجننتيني معاكي
القي عليها نظره نادمه ما زالت تراها داخل عينه ثم اكمل : لحد اخر نفس فيا هفضل احاول اعوض اللي فاتني معاكي
واللي حرمت نفسي وحرمتك من اننا نعيشه
بعد كل السنين دي مش عارف اسامح نفسي يا جنه على كل اللي عملته فيكي
كل ما اكون معاكي العن نفسي واديها ميت جزمه ازاي انا كنت هحرم نفسي واحرمك من كل ده
ازاي كنت هتحمل اعيش من غيرك او اشوفك مع غيري
ايوووووه يا جدعاااان ..... الفكره نفسها كفيله تجنني
كادت ان ترد عليه الا ان الحاج ربيع قال بغيظ مازح كما يفعل دائما : يا ريت الباشا يركز معانا
عندك جناحك فوق خلي عندك دم و حبها فيه براحتك
اقعد باحترامك ياض ابوك قاعد واخواتك انا خلاص زهقت منك ما فيش فايده فيك
ضحكوا جميعا فقال بتبجح : هو الحب ليه وقت يا جدعان مراتي وبموت فيها مبعرفش اقعد وهي بعيد عني ايه اللي مزعلكم
ردت صباح بكيد : الله يرحم متخلنيش اتكلم عشان انت اللي بتخلي لساني يتسحب مني وافكرك باللي كنت عامله فينا
بدات تتحدث مثله وهي تكمل: دي اختي الصغيرة.... مش عايزها ....
هكتب عليها بس هتجوز غيرها هاااااااا..... اكمل ولا كفايه كده
تطلع لها بغضب بينما التصقت به جنته اكثر وقالت : خلاص بقى يا بوحه مفيش مره قعدنا فيها غير اما فكرتيه بالكلام ده كله
نظرت له بعشق ثم اكملت : وجوده معايا وفي حياتي شفعله اي حاجه عملها
انا نسيت اصلا اي حاجه حصلت زمان
ضحكت روجيده ثم قالت : يا شيخه امال مين اللي بيعايروا كل شويه باللي عمله فيكي ده انتي مبهدله الراجل مفيش يوم مش بتفكريه
كادت ان ترد عليها الا ان رنين هاتف عمار وانتفاضته من مجلسه جعل الجميع يصمت وينظر له بتوجس وقلق
اما هو فرد قائلا بعد ان استمع للمتصل والذي كان سمير رفيقه في العمل : مفيش حاجه اسمها هيلغو المولد
المولد ده لازم يتعمل وفي ميعاده..... و في نفس المكان ده احنا مستنيينه بقالنا سنه ايه التهريج ده
رد علي سمير بقله حيله : طب وانا بايدي ايه اعملو يا عمار ...... قالولك المكان ده هيوضبوه وهيعملوا جنينه فمش هينفع يتعمل فيه المولد زي كل سنه
عمار : لو اللي انت بتقوله ده حصل يبقى كل تعبنا راح على الفاضي
وهنرجع لنقطه الصفر تاني مش هنعرف نوصل لحل ولا الحاجه
سمير : كلم الباشا الكبير او عدي بلغهم وهم هيتصرفوا انما احنا مفيش في ايدينا حاجه مش هنقدر نغير القرار
عمار : تمام انا هتصل بالباشا حالا دلوقتي هشوف هيقولي ايه وهبلغك
اهم حاجه رجالتك عينيها متغفلش بالذات على حسين
ولو تعرف تسحبه يبقى زي الفل عايز افضي الحاره بكره
سأله سمير باهتمام : هو في حاجه
تنهد عمار بغيظ ثم قال : عدي باشا اتخبل في نفوخه ومضطرين ننفذ جنانه
بدل ما يهد المعبد عالي جابونا
ضحك سمير ثم قال : طب اقولك حاجه جنانه ده ولهفته على البت هي اللي هتنهي القضيه بدري
وهو اللي هيمسك طرف الخيط.....هفكرك
المهم قبل ما انسى..... شريف ويوسف كلموني من شويه زعلانين عشان بقالنا فتره مسهرناش سوا
اتفقوا معايا اكلمك نعدي عليهم في الشركه بالليل ونوح هيكون هناك
نتجمع ونسهر في اي مكان ايه رايك
عمار : زي الفل هظبط الدنيا واكلمك.....سلام
دلف على ابنته بوجه حزين وجدها كما هي فوق الفراش تنظر الى السقف بشرود
حينما راته اعتدلت من مرقدها ونظرت له بعتاب
جلس جانبها ثم قال بعدم رضا بعد ان مد لها هاتفها : فونك اهو.... تقدري تروحي الشغل من الصبح
تطلعت له بصدمه فاكمل : انا مكنتش ناوي اعمل كده بس عمك هو اللي كلمني وطلب مني ارجعك شغلك
انا عن نفسي مش واثق فيكي بس هسمع كلام اخويا
اما اشوف الهانم هتعمل ايه هتبقى قد ثقته ولا هتخزله هو كمان
سالت دموعها بغزاره حينما سمعت تلك الكلمات التي جعلت ضميرها يؤلمها
لكنها ايضا تمتلك قلبا عاشق يرفض تلك التحكمات
تمالكت حالها بصعوبه ثم قالت : يا بابا عشان خاطري بلاش كلامك اللي يوجع ده
انا ما اذنبتش..... انا حبيت محدش بيختار اللي بيحبه
ولا القلب بيفرق بين مسيحي ولا مسلم ولا حتى ملحد
اعمل ايه غصب عني
رد عليها بغضب حاول كتمانه لكنه فشل : كان لازم تفكري في هعمل ايه دي قبل ما الحب يتملك من قلبك
من الاول خالص العلاقه كانت غلط
كان لازم تبعدي وتقولي لنفسك لا .....ولا تربيتي ولا ديني يسمحوا لي بكده
انتي عارفه ومتاكده ان الجوازه دي استحاله تتم
ولو تمت من غير رضانه هتبقي زانيه
هتعيشي بقيه حياتك زانيه
تقدري تقوليلي هتقفي قدام العدرا وتدعيلها ازاي
هتصلي لليسوع ازاي..... لو رحتي الكنيسه عشان تعترفي في يوم
هتقولي ايه.... انا كل يوم بزني
اكتر واحده متدينه فينا اتعلمتي كل حاجه من بولس اخويا هو اللي رباكي جوه الكنيسه
مكنش بيفوت اسبوع الا لما تروحي تعترفي وتطلبي الغفران
مع انك مكنتيش بتخطئي..... بس كنتي دايما شايفه نفسك مقصره في حق الرب واليسوع
هل بعد ما تتجوزيه هتقدري كل اسبوع تقدمي اعترافك وتطلبي الغفران
هتعيشي حياتك كلها تعملي كده
هتقدري تحطي صوره العدرا وتمثال المسيح في بيتك جنب المصحف وسجاده الصلاه
طب المسلمين بيحبوا يشغلوا قران الصبح في بيوتهم
قوليلي يا ساره هتشغلي القران ولا الترانيم
لما تخلفي منه طبيعي جدا ان ولاده هيكونوا مسلمين
لما يشوفوكي داخله الكنيسه او قاعده بتتوسلي للعدرا هيقولوا ايه وهيبصولك ازاي
ابسط حاجه ممكن تحصل المسلمين بيقولوا بسم الله على اكلهم
واحنا بنقول باسم الصليب وبنصلب على الاكل او على اي حاجه بنعملها
انت هتقدري تبطلي التصليب
ولا هو هيقبل ياكل من اكل مش متسمي عليه
وقف من مجلسه وهو يكمل بغضب جم : شباب متخلف فاكرين الحكايه سهله
كل واحده وواحد يحسه بشويه مشاعر جواهم يبيعوا اهلهم ودينهم علشان لحظات هتنتهي مع اول مشكله هتواجهكم
ده اختلاف عقيده مش اختلاف فكر
ولا عايزه تقلدي البنات اللي بتهرب وتروح تتجوز مسلمين
قبل ما تفكري في كده شوفي حياتهم بقت ازاي والجواز ده كمل ولا لا.... وقتها ابقي اعملي زيهم ده لو سمحنالك اصلا انك تعمليها
و فقط ...... تركها وغادر دون ان ينتظر ردها او مدافعتها عن تلك القضيه المصيريه
اما هي .....ظلت تبكي بقوه وعقلها يعصف بالاف الافكار
لديه كل الحق فيما يقول لكن القلب يرفض كل ما قيل
لن تتركه ولن تتخلى عنه وعن عشقها له
ستحاول بكل الطرق ان تجد حلا لكل تلك العقبات
لن ترضخ لهم ولن تتخلى عنه مهما حدث
هكذا قررت حينما امسكت هاتفها وقامت بفتحه
ابتسمت من بين دموعها المنهمره حينما وجدت الكثير من الرسائل تاتيها من حبيبها الذي كاد يجن بسبب غيابها في اليومان المنصرمين
قبل ان تقرا كل تلك الرسائل ارسلت له واحده مفادها : حبيبي ....وحشتني
و الأخر كان يمسك بهاتفه ينوي ارسال رساله اخرى علها تصلها
ابتسم بلهفه وهو يكتب : قلب حبيبك اللي هيتجنن عليك....اخيراااااا
انت فين.... عايزه اشوفك.... نزلتي ....طب اتصل بيكي
ساره : اهدي يا حبيبي.... انا في البيت ما نزلتش بابا لسه مديني التليفون وبكره هرجع الشغل
تميم : بسهوله كده..... انا كنت هستنى يومين كمان لو مكنتيش رجعتي ولا عرفت اوصلك كنت هاجيلك و الي يحصل يحصل
ساره : تقريبا عمو بولس كلمه وهو اللي قاله يعمل كده بس صدقني.....سمعني كلام زي السم مش قادره اتحمله يا تميم
كلامه واجعني قوي..... بس برغم كده مقدرتش يكون معايا الفون ومطمنش عليك
تنهد بهم ثم كتب : حقك عليا انا من اي كلمه وجعتك بس يا حبيبي احنا عارفين ان الطريق صعب وطويل
مينفعش نتعب من اوله
احنا تقريبا يا دوب عرفناهم ما بداناش الحرب
انا معاكي ومش هسيبك غير بالموت مهما يعملوا
سالته بخوف جعلها تكتب باصابع مرتعشه : هو لو موفقوش هنهرب زي ما غيرنا عمل
تميم : بلاش نسبق الاحداث خلينا معاهم للاخر ان شاء الله خير
تعالي الشغل بدري وانا هبات النهارده في المكتب عشان اشوفك اول ما تيجي هموووووت عليكي
اعدت جروب عبر تطبيق الواتس اب يجمع بين اخيها ياسر واختها الحبيبه سما
اول شيء كتبته رغم جلوس الاخيره معها داخل غرفتها : اول ما نخلص كلامنا هتمسحوا الشات وبعدين تمسحوا الجروب كله مش عايزه ليه اثر على تليفوناتكم
نظرت لها سما باستغراب وكادت ان تتحدث الا ان الاخرى اشارت لها بالصمت والكتابه
كتبت سما بعدم فهم : انا قاعده معاكي.... جنبك ....هو ايه اللي نتكلم على الوتس
ياسر : اكيد في حاجه يا سما وانت عارفه انهم بيتصنتوا علينا بالذات الزفته يارا يبقى اعملي اللي بتقول عليه وخلاص
ضي : احنا هنمشي من هنا
نظرت لها سما بصدمه بينما كتب ياسر بعدم فهم : نمشي من هنا ازاي
ده احنا كلنا متراقبين يا بنتي ....محدش فينا بيقدر يتنفس من غير ما هما يعرفوا انت بتهزري ولا دماغك لسعت
سما : شكلها وقفت في الشمس كتير يا ياسر البنت اتجنت خلاص
ضي : مش عايزه خفت دم.... الي بقوله يتسمع ويتنفذ بالحرف الواحد
كتب اخواتها في نفس الوقت حينما شعروا بجديتها الشديده : تمام ...قولي
ضي : ياسر..... انت هتروح شغلك عادي زي كل يوم
الساعه خامسه بالدقيقه هتدخل المطبخ بتاع المطعم
هتلاقي واحد مستنيك اللي يقولك عليه اعمله بالحرف الواحد
متنطقش معاه بكلمه نفذ اللي هيقولك عليه وبس
ياسر باستغراب : اللي هو ازاي يعني يا ضي .... وبعدين هعرفه ازاي
ضي : اللي هو زي ما بقولك كده يا ياسر..... اوعى تتاخر ثانيه عن الساعه خمسه .... متقلقش هو هيعرفك مجرد ما هتكون معاه هتبقى في امان
عشان خاطري يا حبيبي اعمل اللي بقولك عليه خلينا نخلص
كتب لها بخوف : انتي نويتي خلاص..... طب انتي ناسيه انك متجوزه هتعملي ايه
ضي : العمل عمل ربنا المهم تبقوا في امان واي حاجه ثانيه سهله
سما .... هكذا كتبت كي توجه حديثها الى اختها التي تجلس جانبها برعب
اكملت كتابتها بعد ان نظرت لها بعيون حزينه لكنها مليئه بالتصميم : انتي هتكوني في الدرس بتاعك زي العادي.... في نص الحصه بالظبط هتستاذني عشان تروحي الحمام
هتلاقي واحده مستنياكي جوه .... برده اللي هتقولك عليه اعمليه اوعي تجادلي
واوعي تتاخري الدرس بتاعك بيبدا ثلاثه المفروض يخلص خمسه
اربعه بالدقيقه هتستاذني وتعملي اللي قلتلك عليه
سما بخوف : حاضر والله هعمل كل اللي بتقولي عليه بالحرف الواحد.... طب وانتي هتفضلي هنا ..... احنا مش هينفع نسيبك لوحدك اوعي تكوني هتمشينا عشان نكون في امان وانتي هتفضلي هنا مش هسامحك
ضي : لا يا قلب اختك انا كمان همشي بخطه تانيه
ياسر : طب ليه منمشيش سوا..... وكده هنتجمع فين ولا مش هنتجمع صرحينا يا ضي الموضوع ده مفيهوش تضحيه ولا امر واقع
ضي : والله العظيم احنا الثلاثه هنهرب سوا بس كل واحد مننا هيهرب من مكانه ده امان لينا كلنا
وفي الاخر هنتجمع في مكان واحد
متقلقوش وثقوا فيا انا عمري ما كذبت عليكم
يلا امسحوا الشات الاول بعدين احذفوا الجروب بسرعه
بمجرد ان انهت حديثها وبداوا في حذف المحادثه والمجموعه وجدت الباب يفتح فجاه
تطلعت بغضب الى اختها الصغيره ثم قالت : مش قولتلك مليون مره تخبطي قبل ما تدخلي
انت بتستهبلي يا بت ولا ايه
وضعت يارا يدها فوق خصرها ثم قالت ببرود : يعني هخبط على باب الرئاسه..... ابوكي عايزك مش جايه اتشاهد في جمالك وجمال اللي قاعده جنبك
انتفضت سما من مجلسها وهي تقول بغضب شديد : انت مش ناويه تحترمي نفسك وتعرفي ان احنا اخواتك الكبار ايه قله الادب اللي انت فيها دي ما انتي لو لقيتي حد يربيكي ولا حد يقولك عيب مش هتتعاملي معانا بالطريقه دي
ردت عليها بغضب اكبر : انا متربيه احسن منك مليون مره
خليكوا كده حاطين راسكم في راس بعض ليل نهار لما الحقد والسواد اللي جواكم من ناحيتي هيموتكم في يوم من الايام قولي ان شاء الله
بمجرد ان رات ضي تهرول تجاهها كي تضربها اتجهت نحو الخارج سريعا حتى تحتمي بابويها
قالت سما وهي تلحق بها : كبري دماغك دي عيله متربتش .....تلاقيها راحت تشتكلهم وطبعا هيدافعوا عنها وهيحموها كالعاده .....
تعالي نشوفهم عايزين ايه اما نشوف اخرتها ربنا يستر
وقفت امام ابويها تطالعهم ببرود عكس غليانها الداخلي فوجدت ابيها يقول بامر لا يقبل النقاش : اعملي حسابك دخلتك على حسين اخر الشهر...... لو فكرتي تعترضي يمين بالله لاكون جايب رقبتك تحت رجلي
ابتسمت بجانب فمها ثم قالت بسخريه : مانت جبت رقبتي من زمان يابا هو انت فاكرني لسه عايشه
ردت عليها امها بجحود : يا شيخه الهي كنتي متي من زمان وارتاحنا منك بدل ما احنا عايشين بقرفك كل السنين دي.... اهو جه الي يلمك ويغورك من وشنا عشان نرتاح بقى
ردت عنها سما بغضب : نفسي اعرف انتم اهل ازاي انتوا ليه بتعاملوها كده
حتى انا وياسر لمجرد بس ان احنا بنتعامل معاها على انها اختنا بت امنا و ابونا قلبتو علينا وبقيتوا مش طايقيننا زيها
انتفض شعبان من مجلسه وقال بغضب : داهيه تشيلكم انتوا الثلاثه عشان نرتاح منكم مره واحده
مش عايز رغي كتير اللي قلته هو اللي هيتنفذ .....غورووووو من وشي الهي ما يصبح عليكم صبح يا بعده
دلف على اخيه داخل مكتبه وجده يمسك هاتفه وما زال يراسل حبيبته
فقال بجديه : تميم..... سيب اللي في ايدك وركز معايا محتاجلك ضروري
نظر له بلهفه بعد ان وضع هاتفه فوق سطح المكتب ثم قال باهتمام : في ايه.... انا معاك يا حبيبي اؤمر
تطلع له عدي بعين يملاها القوه والحنين : بكره ضي و اخواتها هيكونوا هنا
زوي بين حاجبيه ثم قال بعدم فهم : هنا فين مش فاهم
تنهد عدي ثم قال : ضي قررت تتكلم معنى كده ان مش هينفع تفضل هناك
لان مش هينفع تقابلني في اي مكان انت عارف المراقبه اللي عليها
ضيق عيناه ثم قال بخبث : وحياه امك..... على بابا يلا
تطلع له عدي بغيظ فاكمل الاخر : لو عايزها تكلمك من غير ما حد يشوفها هتعملها يا حبيب اخوك
بس انت اخدتها حجه عشان تخلعها من هناك وتفضل قدامك ومعاك
عيب ياض ده احنا دافنينه سوا متعملهومش.... عليا الكلام ده يمشي على سمير ولا عمار او حتى نوح
انما توامك.....لاااااا
ضحك عدي برجوله ثم قال : طب اعمل نفسك مصدقني ليه الاحراج ده
المهم هنبدا نامن الدنيا من الفجر علشان العصر هتكون هي واخواتها كل واحد منهم بيتحرك في مكان مع حد من الفريق بتاعنا
عايزك تكون مع سما عشان دي الوحيده اللي خايف منها
ساله باستغراب : وليه خايف منها انت مش قايلي ان هما اصحاب وان البت دي عارفه كل حاجه عن اختها
واصلا هي غير اهلها كلهم يبقى ايه اللي مخوفك يا حبيبي
عدي : مش عارف هي البنت عاقله ويمكن هي اللي شجعت ضي على الكلام
بس بردو صغيره وممكن الموقف يخوفها لما تحس ان هو اكبر منها
فبالتالي ممكن تتصرف اي تصرف يضيع كل اللي احنا عملناه او يكشف محاوله هروبها معانا
تميم : من عيني يا حبيبي قولي على الخطه اللي انت راسمها وعلى الاماكن اللي هناخدوهم منها ومتشلش هم حاجه هجبهالك صاغ سليم
ابتسم لاخيه بحب ثم قال : ربنا ما يحرمني منك يا حبيب اخوك
رد عليه تميم بغضب مازح : حبيب اخوك ايه بقى قولي يا غلب اخوك
بقى انت ملقتش غير اليوم اللي ساره راجعه فيه الشغل وكنت هبات النهارده في المكتب عشان اشوفها من الصبح بدري وتعملي ام الخطه دي..... الله يحرقك يا شيخ على يحرق ضي على يحرق الخطه بتاعتك على اليوم اللي عرفتكم فيه
ضحك عليه بشده ثم قال : هلاقيك النهارده هتلاقيني بكره الجايات اكثر وانت نصيبتكنصيبنا..... انا مقدور عليا افتكر ده كويس عشان هتحتاجني..... يا حبيب اخوك
اخيرااااااا.....هكذا قال عدي بلهفه حينما وجدها امامه تنظر له بعيون مليئه
بالخوف.... بالحب.... بالتمني و ......الهروب
اقترب منها ثم قال بصوت حاني لكنه حاد للغايه : سامعك....اتكلمي
هزت راسها بتمهل ثم سحبت نفسا عميقا ورغم ارتعاش قلبها وبروده جسدها ناهيك عن وجهها الذي شحب شحوب الموتى
الا انها قالت بمنتهى القوه : ........
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني