روايه اذوب فيك موتًا الفصل السابع عشر بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه اذوب فيك موتًا الفصل السابع عشر بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه اذوب فيك موتًا
الفصل السابع عشر
بقلم
الكاتبه فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
متفكريش في اللي جاي..... لانه بايد ربنا سبحانه وتعالى.... اسعي واعملي كل اللي عليكي...... وسيبي التوفيق على اللي خلقك...... ربنا اكرم وارحم من انه يضيع تعب حد
ارحم من انه يسيبك شايله حمل من غير ما يقف جنبك ويجبرك.... اياكي تخافي طول ما ليكي رب كريم ورحيم
هيجبرك وهيعوض تعبك وهيرزقك من حيث لا تحتسبي انا واثقه
وبحبك
لاول مره يشعر بالندم...... بل اصبح الندم عباره عن وحش ياكل في احشائه
يلتهمه من الداخل بمجرد ان راى تلك الصغيره ممدده فوق الارض لا حول لها ولا قوه
الوقت الذي قضاه من بدء تحركه تجاهها لم ياخذ اكثر من نصف ثانيه الا انه كان كفيلا لجلد ذاته الاف المرات
هنا ..... عادت اليه شخصيه تميم الشريف الذي كاد ان يفتقدها بسبب عشقه المستحيل
مارس اقصي درجات الثبات الانفعالي حينما مال عليها ليتاكد انها ما زالت على قيد الحياه
بمجرد ان شعر بانفاسها البطيئه تخرج منها حملها ثم وضعها فوق الفراش
حاول افاقتها كثيرا سواء بنثر بعض الماء على وجهها او رش بعض العطر امام انفها
لكن للاسف لم تستجيب……مما اضطره ان يتصل على اخيه حتى ياتي له بطبيب تابع لعملهم
بمجرد ان رد عليه عدي قال بلهفه وصوت يملاه الحزن
- عدي..... هات دكتور وتعالى بسرعه سما مغمى عليها ومش عارف افوقها
انتفض اخيه من مجلسه تحت نظرات حبيبته التي اصابها قلق لا تعلم سببه ....
رد عليه بتسويف بعد ان قرر الا يخبرها شيء
-انا جايلك حالا......سلام
و فقط ...اغلق الهاتف ثم سحب مفاتيح سيارته
نظر الى حبيبته التي تنظر له بلهفه وتساؤل
-مالك يا حبيبي خايفه ليه..... ده مكالمه شغل لازم انزل حالا محتاجيني في المكتب
تطلعت له بشك ثم قالت بريبه
-سما حصلها حاجه..... متكذبش عليا يا عدي ولا تخبي انا شايفه اسم تميم..... مش هو اللي موجود معاها دلوقت
رد عليها بمنتهى الثبات بعد ان مال مقبلا وجنتها بحنان
-يا حبيبي هكذب عليكي ليه.... ايوه تميم اللي كلمني علشان كانوا محتاجينه هو اللي يروح المكتب بس مش هينفع يسيب سما لوحدها فبالتالي انا اللي هروح بداله
وبعدين متنسيش ان انا اللي ماسك القضيه من الاول وفي حاجات كتير تمين ميعرفهاش عنها
تحرك نحو الباب وهو يكمل سريعا
-خدي بالك من نفسك مش هتاخر عليكي..... وعشان خاطري كلي اي حاجه لحد اما ارجعلك بالليل
و فقط .....اغلق الباب بعد ان خرج منه دون ان يلتفت اليها حتى لا تنهال عليه بالكثير من الاسئله
بعد ان صعد سيارته لينطلق بها نحو احد الاطباء الذين يعملون معهم والذي اخبره عبر الهاتف ان يجهز حاله حتى يذهب معه الى تلك الصغيره
لم يتخيل عدي في اقصى كوابيسه ان يكون اخيه سببا من اسباب ما حدث لها
اين عقله حينما تركها منذ الصباح لم تتذوق طعم الذاد
ظل يتطلع له بلوم والكثير من الاسئله تدور داخل عقله بسبب ملامح اخيه المتجهمه وعيناه التي تهرب من مواجهته
شعر ان الامر به شيء ما مما جعل اخيه يقف امامه بتلك الهيئه
سينتظر قليلا الى ان ينهي الطبيب عمله ويطمئن على الصغيره ثم يجلس معه ويعرف منه كل ما حدث
تحدث الطبيب بحزن على حالتها بعد ان علق لها محلولا طبي وضع به بعض الادويه
- البنت شكلها اتعرضت لضغط عصبي جامد غير انها ضعيفه وتقريبا ماكلتش بقلها فتره
- المحلول ده هيقويها شويه وفي نفس الوقت هيخليها تفوق
- لازم تهتموا باكلها والادويه اللي هكتبهالها تاخدها بانتظام
- لو حابين افضل معاها لحد اما تفوق وصحتها تتحسن انا معنديش مانع
لااااااااا...... هكذا صاح تميم دون وعي مما جعل اخيه ينظر له بشك اقرب الى اليقين ان تلك الحاله هو السبب فيها
نظر الى الطبيب الذي يتطلع لهم بعدم فهم وقال بجديه
-مفيش داعي يا دكتور احنا هنتابعها ولو في اي حاجه هنتصل بيك
اتفضل معايا عشان اجيب العلاج بالمره
فتح الطبيب حقيبته ثم اخرج منها بعض العلب ثم مدها اليه وقال
-ملوش لزوم تنزل يا عدي بيه لما كلمتني في التليفون تقريبا استنتجت الحاله اللي عندها وجهزتلها الادويه دي
اتفضل..... ان شاء الله حالتها تتحسن قبل ما يخلصوا
تحرك عدي مع الطبيب نحو الخارج
جلسه تميم على حافه الفراش رغم جمود ملامحه الا انه ينظر لها بندم
اراد ان يعتذر منها لكن صراعه الداخلي منعه من فعل اي شيء قبل ان يحسم امره ويعود الى ذاك الضابط الذي لم يتوانى عن خدمه وطنه واتمام اي مهمه توكل اليه على اكمل وجه
انه تميم الشريف الذي وصل الى ما هو عليه الان بكفاءته ومهارته في عمله..... لم يعتمد ابدا على اسم ابيه ولا منصبه
يجب عليه ان يعود لرشده مهما كان الم قلبه لن يضاهي ما سيشعر به اذا ما خسر عمله والذي بعدها بالتاكيد سيخسر نفسه وهويته
لم يهتم بعوده اخيه لكنه اخرج هاتفه ثم ارسل رساله مفادها
-طمنيني عليكي لما تروحي..... حبيبي سامحيني مش هينفع اتصل بيكي تاني
مش هينفع اكلمك وانا في شغل
من نص ساعه بس كنت هخسر شغلي وكل اللي بنيته بدراعي.... مش هينفع يا ساره
حاولي متتكلميش مع اهلك في اي حاجه ولا تتصادمي معاهم
اول ما الاقي فرصه هتصل اطمن عليكي
خدي بالك من نفسك ....سلام يا حبيبي
و فقط ....... اغلق الهاتف ثم نظر لاخيه الذي ينتظر ان يسمع منه سبب ما حدث
القى نظره على تلك الغافيه بسلام ثم قام من مجلسه وهو يقول
ـ تعالى نتكلم بره.... عشان متقلقش... خليها تكمل المحلول بعدين نحاول نفوقها عشان متقومش تعبانه
وصلوا الى تلك الفيلا المملوكه لهم ولكنها باسم... راشد سعفان رجل الاعمال الكبير الذي يمتلك الكثير من الشركات حول العالم.... مصري الجنسية لكنه ولد وتربى في احدى الدول الاوروبيه
من اب مصري وام انجليزيه
بسبب عشقه لبلده الام اقام فيها الكثير من المشروعات والاستثمارات الهامه حتى تساعد في تقدم اقتصاد بلده
هذا هو راشد سعفان الذي يعلمه الجميع
لا احد يتخيل ان يكون هو نفس الشخص الذي يدعى شعبان..... المقيم في احد الحارات الاكثر فقرا والذي يعمل مجرد بائع متجول
ما الذي اتى بهذا الى ذاك
حقااااا....لا نعلم
تنفست شيري الصعداء ( ام محمد فيما مضي ) حينما القت بجسدها فوق احدى الاراءك الفاخره وهي تقول بعدم تصديق
-انا مش مصدقه نفسي يا راشد..... معقول عرفنا نفلت
معقول قدرنا نهرب من الكمين اللي كان معمولنا
رد عليها زوجها بصوت يملاه الشماته والانتصار
-وايه اللي ميخلكيش تصدقي هي اول مره نهرب ولا ايه
افتكري قبلها كنا فين وقبلها كنا فين.... مش جديد علينا يا شيري
رفع كفه نحو وجهه ثم بدا يزيح ذاك القناع الجلدي الذي كان يرتديه ليواري خلفه ملامحه الحقيقيه والتي لا يعرفها غير زوجته وولده محمد وابنته الصغرى يارا
القاه بعيدا ثم قال بغل شديد
-يدوروا على شعبان بقى يشوفوا هيلاقوه فين..... وبنت الكلب اللي خرجت من تحت طوعنا كده لو شافتني في الشارع ولا هتعرفني
ردت عليه زوجته بغيظ شديد
ـ ما انت طول عمرك عايش بماسك محدش يعرف شكلك الحقيقي غير انا ومحمد
حتى يارا لو مكنتش شافتك بالصدفه السنه اللي فاتت مكنتش عرفته
طب انا وابنك هنعمل ايه هنلبس ماسكات ولا هنفضل محبوسين هنا بين اربع جدران
اكمل عنها محمد بغضب شديد
-انسوا ان انا اتحبس وانتم عارفين كده كويس..... شوف لك حل علشان نقدر نعيش حياتنا زي البني ادمين
كفايه قرف بقى..... تلفت حوله وهو يكمل
-معانا ملايين لا مليارات معرفناش نتمتع بيها غير في السر
وعشنا اكتر من نص عمرنا فحاره زباله عشان ايه مش فاهم
نظر له راشد بغضب شديد ثم قال بنبره خرجت من الجحيم
-فكر تسال تاني وهبيع اعضائك مع العيال اللي تحت
مش هفكر لحظه ان انت ابني الكبير
مليون مره تسال السؤال ده وارد عليك ميخصكش .......طلع السؤال ده من دماغك
مش هقبل تقولهولي تاني يا محمد بلاش متدخلش نفسك عش الدبابير
القي ببصره نحو زوجته ثم قال بامر لا يقبل النقاش وكانه رتب لذلك اليوم منذ زمن بعيد
-بالليل هتكوني عند دكتور التجميل شويه بوتكس على فيلر على الحاجات بتاعه الدكاتره دي هترجعي شباب وشك هيتغير
يارا بنتك هقدملها في مدرسه تانيه باسم جديد
مدرسه انترناشونال اعتقد كده احنا اختفينا بالنسبه لاي حد يعرفنا
-تمام يا راشد كل ده هيحصل زي ما انت امرت بالظبط..... بس انت رتبت اللي انا هعمله ورتبت حياه يارا طب ومحمد .......حقيقي ده شاب مش هينفع يتحبس في البيت
رد عليها بقوه وتحدي ان يعترضه احد
-محمد يومين وهيجهزله باسبور جديد باسم جديد..... ياسين راشد سعفان ابن رجل الاعمال
هيسافر عشان يتابع شغلنا بره اعتقد كده الدنيا مترتبه..... في اي حاجه تاني محتاجين تعرفوها
لم يرد عليه احد فانطلق نحو الاعلى كي يزيح من فوق جسده تلك الملابس الرثه التي لم يرتديها مره اخرى...... منذ تلك اللحظه سيعود الى راشد سعفان الذي يرتدي اغلى الثياب وينثر فوقها ابهظ العطور
لكنه ايضا سيعمل على تدمير عائله الشريف باكملها
ولن يرتاح الا اذا وصل الى ابنائه الثلاثه وسيعيدهم ليس لشيء الا لينتقم منهم وخاصه ابنته ضي التي كادت ان تهدم كل ما بناه في اكثر من أربعون عاما
لم ترى تلك الرساله التي اتتها منذ اكثر من ساعه بسبب انشغالها بحاله عمها الحرجه رغم غليان عائلتها باكملها وغضبهم منها
الا انها تحملت تلك النظرات المشتعله وعدم تحدث احدهم اليها كي تطمئن فقط على من يرقد بالداخل بين الحياه والموت
بدا الانبا بولس في عمل الكثير من المكالمات الهاتفيه الدوليه كي يرتب سفر اخيه الى امريكا حتى تتم هناك اجراء عمليه قلب مفتوح
شعر جلال بالارهاق الشديد وكاد ان يفقد وعيه الا انهم لحقوه سريعا
وقام احد الاطباء بتركيب محلول به بعض الادويه حتى يعينه على الصمود
وهنا كانت المعضله...... ستصل طائره طبيه الى المطار في غضون ثلاث ساعات هم ما سيحتاجهم بولس في تجهيز اوراق اخيه للسفر وسيصاحبه الطبيب المعالج له وايضا زوجته لكنها لا تحسن التصرف في اي موقف
وبوليس يجب عليه ان يبلغ الكنيسه بسفره حتى يحل محله احد اخر لكن في ذلك الوقت لن يستطيع
تطلع الى ساره بقوه ثم قال
-ابوكي تعبان زي ما انتي شايفه و مرات عمك سامي بتغرق في شبر ميه
انا لازم ابلغ الكنيسه قبلها مينفعش اسافر على طول وانت عارفه ......يبقي ايه الحل
زوت بين حاجبيها باستغراب ثم قالت بعدم فهم
-حضرتك بتقولي الكلام ده ليه يا عمو ما انا موجوده معاك ومتحركتش حتى شغلي مرجعتلهوش
ابتسم بجانب فمه ثم قال بغيظ نجح في كبته
-هو المفروض تكوني موجوده مع عمك سامي في الطياره مش معانا
هتسافري كمرافق ليه على بال ما ابوكي يشد حيله ويحصلك وانا اكون بلغت الكنيسه بسفري و احصلكم
هل ده يناسبك ولا هتاخدي الاذن من تميم بيه الاول
تنهدت بغيظ ثم قالت بغضب حقيقي
-عمو من فضلك متخلطش الامور ببعضها.... حتى لو هبلغ تميم معتقدش انه هيرفض..... عمره ما هيعترض على اني اكون مع عمي اللي بين الحياه والموت
وفي العموم حتى لو كنتو مسافرين انا كمان كنت هسافر انت عارف غلاوه عمو سامي عندي قد ايه
مكنتش هطمن غير وانا جنبه
ولما ارجع هنتكلم في موضوعي وهنلاقيله حل
مر الوقت سريعا وكان يدا خفيه تسرع بالاجراءات
.....والان تجلس ساره على احد المقاعد داخل طائره مجهزه ستنقلها الى الولايات المتحده الامريكيه
قبل ان تتحرك الطائره اخرجت هاتفها حتى ترسل رساله لحبيبها وتخبره بتلك التطورات السريعه
وجدت رسالته فتنهدت بهم ثم دمعت عيناها وهي تكتب له
-ولا يهمك يا حبيبي.... انا عارفه ان انا السبب بس مكنتش اعرف ان انت في شغل مهم لدرجه انك متردش علي تليفونك او متقدرش تسيبه
في العموم انا دلوقت بكلمك في الطياره قبل ما اقفل التليفون
عمو سامي حالته خطر وكان لازم يسافر يعمل عمليه في امريكا
بابا تعب وعمو بولس هيستاذن الكنيسه الاول فبالتالي مافيش غيري اسافر معاه
اول ما اوصل هفتح تليفوني وانت اول ما تقدر طمني عليك
سلام يا حبيبي هتوحشني
و فقط ....... اغلقت هاتفها نهائيا ثم وضعته داخل حقيبتها وتنهدت بهم
تشعر بالاشتياق له من قبل حتى ان تغادر ارض الوطن
تتضرع بداخلها الى العذراء حتى تعيدها سريعا الى حبيبها الذي لن تتنازل عنه مهما كلفها الامر حتى وان تركت اهلها
او حتى وطنها
جحظت عيناها فجاه بعدما لمع عقلها بتلك الفكره المجنونه..... ابتسمت بفرحه ثم قالت
-اول ما يكلمني هقوله .....هو ده الحل الوحيد
انهت حديثها الهامس ثم استرخت على ظهر المقعد وكان الامر قد حل بالفعل
-انا مش قادر اصدق ولا استوعب..... تميم اخويا توامي اللي كان بيحط روحه على كفه في اي مهمه بيطلعها
يعمل كده..... يلغي عقله..... طب يا اخي بلاش نقول انها مهمه انت متكلف بيها كظابط مخابرات
اعتبرها خدمه لاخوك..... ولا ساره بقت اهم عندك من توامك
كان هذا عتاب عدي لاخيه الذي يجلس بندم وخزي لاول مره في حياته
رد عليه بنبره تقطر حزنا
- مش عارف اقولك انا اسف عشان الموقف ده مينفعش فيه كلمه اسف
انا معرفش ايه اللي جرالي..... ولا قادر اتخيل ان انا في لحظه لغيت عقلي ولا.....
قاطعه عدي بغضب شديد
-انت اصلا لغيت عقلك من اول ما حبيتها يا تميم
بقت هي اولى اهتماماتك قبل اهلك وشغلك وحياتك
انت مفكرتش في عواقب حبك ليها
وقبل ما تقول ان انا كمان حبيت واحده مينفعش اني احبها
عشان شغلي وشغل اهلها
انا كبيري ايه..... استقيل من الوظيفه وهشتغل مع ابوك في الشركه
بس هكمل معاها ومحدش هيبقى ليه حاجه عندي
انما انت وساره حتى لو عملت زيي مش هيكون ده الحل
انت عارف عواقب جوازك منها ايه
بس انت مفكرتش في كده
انت الموضوع بدا معاك بعند..... ازاي بنت تقف قصادك
بعدها المغامره عجبتك وقلت تخوضها
ما انت بتحب دايما الحاجه المستحيله..... بس للاسف من غير ماتحس قلبك اتسرق
ودلوقتي انت في اختيار صعب يا حبيب اخوك
قلبك وساره في كفه...... وشغلك وحياتك وعيلتك كلهم في الكفه الثانيه
وعليك انك تختار
رد عليه بندم وحزن شديد
-انا بحبها بجد يا عدي وانت عارف الكلام ده مش مجرد تحدي ولا حاجه مستحيله حبيت اوصلها
يمكن كان في الاول كده بس زي ما قلت قلبي اتسرق
انا مش هقدر اكمل حياتي من غيرها ولا هقدر اخسر عيلتي وشغلي علشان حبي
انا تعبان يا عدي الاختيار صعب ومش هقدر اتنازل عن حد فيهم قولي اعمل ايه
تنهد بهم ثم قال بشفقه على توامه الغالي
-تفصل..... زي ما متعود تفصل يا تميم
لما بتطلع اي مهمه بتنسى انت مين او وراك ايه كل تركيزك بيبقى في شغلك
الحمد لله عمرك ما فشلت في مهمه
انت عارف ان القضيه دي صعبه مش مجرد بنات بنحميهم
لازم نركز فيها ونحط كل طاقتنا علشان نخلص في اقرب وقت قبل اما البلد تضر اكتر من كده
بعدها بقى يا حبيبي يحلها الحلال...... ان شاء الله هنلاقي مخرج وحبيبتك تكون ليك بس عشان خاطر اخوك مش عشان اي حاجه ثانيه حافظ على سما...... مش عايز يكون اخويا هو السبب في وجع حبيبتي لانك عارف هي وياسر بالنسبه لها ايه
ارتدى ثوب الجديه ثم نفض عنه كل ذلك الهم واصبح فقط الضابط تميم الشريف حينما سال اخيه
-البنات مقدور عليهم هتعمل ايه في ياسر..... هتسفروا زي ما قلت
رد عليه بجديه
-مفيش حل غير كده ده عشان امانه
اصلا طيارته بعد بكره كل الاوراق الجديده باسمه الجديد هستلمها بكره باذن الله
مشكلتي الوحيده انه مش هيقدر يودع اخواته ولا يشوفهم قبل ما يمشي
و طبعا البنتين هيعملو مناحه لو عرفوا ان اخوهم مسافر من غير ما يشوفوه
ضحك تميم بهم ثم قال
-حاسس اني ضي مقدور عليها انما القرده اللي جوه دي هي اللي هتطلع ميتنا
بادله اخيه الضحك ثم قال
-بص.... سما دي حته بسكوته بس عقل الدنيا كله فيها و جدعنه الدنيا كلها فيها..... حقيقي انا مشوفتش بنت في سنها فيها كل المواصفات دي..... يا بخت اللي هتكون من نصيبه
انا مش خايف منها متاكد ان هي هتفهم الموقف وهتقدره الخوف من المجنونه اللي عندي هي اللي هتخرب الدنيا وهتنكد على امي
ساله تميم باهتمام
-هي هتفضل في الشقه هناك غمز له بشقاوه ثم اكمل
-طبعا انت سايق فيها ومقضيها الله يسهله يا عم انا لو منك اكتب عليها والحجه بحميها وبعد كده يسهل ربنا
برقت عين عدي بصدمه وهو يقول لاخيه بعدم تصديق
-هو ده اللي في دماغي اصلا عرفت ازاي ياض
ضحك اخيه بصخب ثم قال
-يمكن عشان توام وكده
اخذ يضحكان معا وبعد ان هدا قليلا اتجه للداخل حتى يطمئن على التي ما زالت غافيه
حينما وجدها عدي على حالها قال لاخيه
-انا كده مضطر امشي خد بالك منها واول ما تفوق رن عليا
رد عليه تميم بجديه
-متقلقش..... سما في عينيا ومش هسمح باي حاجه تحصل لها حتى لو على موتي
بعد مرور اكثر من ساعه قضاهم في انتظار افاقتها بفارغ الصبر حتى يطمئن ويهدا ضميره الذي ما زال يجلد فيه
وجدها تحاول فتح عيناها وهي تقول بوهن
-انا فين..... ايه اللي حصل
انتفض من مجلسه ثم اتجه ناحيه الفراش..... جلس على حافته ثم قال بلهفه
-فتحي عينك.... بقيتي كويسه
حاسه بحاجه تعباكي
فتحت عيناها وظلت تنظر له بتيه ثم القت ببصرها على تلك الحقنه المغروزه في كف يدها اليمنى
اعادت بصرها اليه ثم سالته باهتزاز
-ايه المحلول ده.... هو انا ايه اللي حصلي
ظفر براحه ثم قال بمزاح
-شكلك بتحبي الاكل زي عينيكي عشان قعدتي ساعتين من غير ما تاكلي اغمى عليكي
الله يخربيتك يا شيخه وقعتي قلبي
تطلعت له بغيظ شديد وقد بدات تستعيد عافيتها
قالت بغضب طفولي جعله يضحك بشده
- ما انت سبتني ومشيت قعدت ادور على اي اكل ملقتش
- يا اخي ده انا ملقيتش حتى كوبايه عصيره اطفحها
محسيتش بنفسي غير وانا راجعه الاوضه و وقعت من طولي
مكنتش اعرف انك بخيل كده
بينما كانت ضحكاته تملا الارجاء تحرك من مكانه ليجلب لها تلك الحقائب التي اتى بها اليها
اخرج منها الحلوى ووضعها جانبها وهو يقول بمزاح ايضا
-جايبلك شيكولاته تطفحيها..... وجايبلك تليفون جديد
سندوتشات شاورما بردت بسببك ..... اكلها ازاي دلوقت
انتفضت من مرقدها و هي تقول بتلقائيه و بفرحه عارمه
-وحياه امك جد..... الايفون ده بتاعي
الشيكولاته الغاليه دي بتاعتي
احيييييه ده انت صارف ومكلف
خلاص مش زعلانه
تطلع لها من بين ضحكاته الشديده التي كادت ان تقطع انفاسه ثم قال بعدم تصديق
-وحياه امي..... صارف ومكلف
انت بتكلميني انا كده
بينما كانت تاكل قطعه من الشوكولاته بنهم..... ردت عليه بغيظ طفولي
-يا عم خلي البساط احمدي بقى متبقاش حمبلي
-حمبلي..... هكذا اعاد كلمتها بصدمه
ضحكت بحلاوه ثم قالت بجديه
-شكلنا مطولين مع بعض..... هنبقى منفسنين بقى وعاملين زي الديوك في بعض انت اللي هتتعب عشان انا عيله فبالتالي مش هزهق
انت بقى راجل كبير وعاقل ...... يبقى مين اللي هيطلع من هدومه ....انت
يبقى ايه الحل يا معلم
سالها بجديه زائفه بعد ان كتم ضحكاته بصعوبه
-ايه الحل يا اخره صبري
ابتسمت بسماجه مفتعله ثم قالت
-تفكها كده وتخليك فريش لحد اما الرحله تخلص على خير
انتفض من مجلسه بهيئه متجهمه جعلتها تعود للخلف برعب
تطلع لها بعيون تلمع بالشرر ثم قال فجاه.......
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني