روايه الاعمي البارت الخامس عشر بقلم فريده الحلواني
دلفت فاطمه بملامح يملأها الحقد وهي تنظر لهذا الذي يحكم زراعه حول كتف تلك الصغيره دون ان يهتم بمن حوله
نظرت له و قالت بحقد : الناس زهقت و عايزين يمشو ممكن تسيب السنيوره تنزل تسلم عليهم و لا هتفضل مكلبش فيها كده
ايمان : في اااايه يا بت ما بالراحه
جواد : انزلي يا ماما اشكريهم ...دهب مش هتقابل حد
صدمه...حلت عليهم بعد هذا القرار الغريب فسالته امه باستغراب : ازاي يابني مينفعش انت عايز الناس تاكل وشنا
جواد بغيره حارقه : يولعو ..انتي عيزاني اسيب مراتي تقعد في وسط ناس ياكلوها بعنيهم و كل واحده بقي ترجع بيتها تحكي لجوزها و لا لو كان عندها بهايم تقعد تتحسر انها مخدتهاش لواحد فيهم ...مش ده الي بيحصل
عبيد بحكمه : يابني احنا في بلد ارياف و لو العروسه مظهرتش هيتكلمو عليها بالباطل و انت مترضاش تشوه سمعه مراتك
جواد بعناد : ميتين ابوهم كلهم ...انا عارف مراتي و ده المهم
اخذ الجميع يحاول اقناعه تحت نظرات العقربتان الحاقده و لو كانا بيدهم لاشعلو النار فيهم جميعا
اقتنع اخيرا بشرط......
هبط معها للاسفل وهو محاوطها بتملك ثم ابتسم للجميع و قال : شرفتونا يا جماعه ...شكرا لتعبكم معانه ...بس دهب تعبانه شويه و مش هتقدر تقعد معاكم ....و فقط ....مال و حملها سريعا ثم اتجه بها الي الاعلي و كأنها دميه يحركها كيفما يشاء
وقفت النساء و كأن علي رؤوسهم الطير اما تلك الام المسكينه وضعت يدها فوق راسها و قالت بغلب : يابن الجزمه ...هو ده الي هنزل بشرط ان اقعد معاها و مش هطول تحت ....منك لله يا جواد ...فضحتني في وسط النسوان
نظرت هدي لروان و جيهان كي يحاولو انقاذ الموقف ...
هدي بضحك خجل : ههههه معلش يا جماعه عريس جديد بقي و كده
جلست النساء و هن يتهامسن باحاديث وقحه ...بسبب تلك الفعله الشنعاء و التي لم يفعلها احدا قبله
اما توحيده .....لا اجد لها وصف بالتاكيد تعلمون ما حالها الان
دلف بها و قبل ان يتفوه بحرف ....صرخت به و هي في قمه غضبها و قالت : ينفع كدددده ...اودي وشي فين من الناس ...انت فضحتني
غضب كثيرا من تلك الكلمه ...دون ان يشعر تقدم منها و سحبها من زراعها ثم لفه خلفها بقوه ثم ضغط عليه و قال تحت صراخها : اياااااكي تعلي صوتك عليا ...فاااااهمه
بكت بقوه و قالت : بلاش دراعي ده بالله عليك ...هيتخلع...
عقد بين حاجبيه باستغراب وهو يعتقد انها تقول هذا كي يتركها و لكن قبل ان يضغط عليه مره اخري صرخت من اعماق قلبها بالم مميت
انقبض قلبه و تركها فورا ثم لفها اليه و قال : ان مضغطش اوووي عشان تصوتي كده
امسكت كتفها بيدها و قالت من بين دموعها الحارقه : كتفي ده مخلوع تلت مرات قبل كده
جواد بزهول : ازاي يعني وقعتي عليه
نظرت له بقهر و قالت : لا ماما كانت بتضربني جامد و تشدني منه لدرجه انه بيتخلع
جواد بجنون : بنت الكلب طب و ابوكي سكتلها
دهب : ميعرفش اصلا ...كانت بتبعت للممرضه تيجي البيت تردهولي ..شهقت بقوه و اكملت : من غير بنج
جواد بجنون : و طبعا تهددك لو فكرتي تقولي لابوكي هتقوله علي حكايتك معايه صح
هزت راسها بتاوه ...فجذبها الي احضانه وهو يحملها بحنو ثم يقول برقه منافيه لغضبه الداخلي : اهدي حبيبي ..حقك عليا ..مقصدش ..هنروح للدكتور بالليل عشان نطمن عليكي ...وضعها فوق الفراش بتمهل و جلس جانبها يقبل راسها بجنون وهو يعتزر مرارا و تكرارا ...الي ان هدأت و قالت : خلاص مش زعلانه و الله
جواد بندم : وجعك صح
دهب : لا خف شويه
تحرك من جانبها و اتجه الي الداخل ...ثم عاد و في يده عبوه دهان ...ساعدها في خلع فستانها الواسع وهو يقول : المرهم ده هيسكن معاكي بسرعه لحد ما نروح للدكتور
تركته يضع لها الدهان و قالت : ملوش لزوم انا هبقي كويسه ...اكملت بغضب طفولي : بس هخاصمك علي فكره ...متكلمنيش تاني بس
ابتسم و مال يقبل عنقها من الخلف و هو يقول : حقك علي قلبي ...اهون عليكي يا دهبي
ردت بعتاب : ما انا هونت عليك تضربني تاني يوم جوازنا
ضمها من الخلف و قال بمزاح : انا يا دوب لويت دراعك خلاص خليتيها ضرب انتو الحريم بتهولو المواضيع قوي
وكزته بزراعها السليم و قالت : يا سلاااام ...بردو ملكش كلام معايه
بدأ يلمسها باغواء و هو يهمس في أذنها : متهونيش علي قلبي اسيبك زعلانه ...لازم اصالحك
مر اسبوعا ....منذ الزفاف ....لم يخرج جوادنا من جناحه غير مره واحده حينما ذهب بها للطبيب دون ان يخبر احد و قام بعمل اشعه علي كتفها و زراعها حتي يطمأن قلبه المتألم عليها
اعطاه نوعان من الدهان تستمر عليهما حتي يشفي تماما
و عاش معها في النعيم ....لم يتركها ابدا ...اذا غفي تكون بين يديه ...و اذا جلس تصبح فوق ساقيه....و دائما يفعل معها ما يحلو له ...و قد علمها الكثير من وقاحته و فرح كثيرا حينما بدأت تتجاوب معه
اما الباقي ...فقد مرت عليهم تلك الايام في ترقب حذر ...و البعض ينتظر الفرصه لتنفيذ ما يخطط له
اليوم هو ما يسمي سبوع الزواج ...و قد اقام الدنيا و قلبها راسا علي عقب حينما رفض رفضا قاطعا استقبال ضيوف مجددا و قال لامه : قولي لبنت الكلب دي متجبش حد من قرايبها ..و الا اقسم بالله هكرشهم كلهم و انتي يا ماما قولي لقرايبنا اني مسافر انا و هي او مش هنعمل زفت ده ماااشي
غضبت ايمان حقا تلك المره و قالت : انت فعلا مش متربي عايزني اطرد الناس دي عمرها ما حصلت و لا هتحصل
جواد : خلاص قابليهم انتي و قوللهم تعبانه ...دهب مش هتنزل لو الدنيا اتهدت ...و ده اخر كلام عندي
تركته ايمان و هبطت الي الاسفل و هي غاضبه للغايه و تفكر في حل لتلك الكارثه الذي وضعها فيها ابنها المخبول ...الهذيه الدرجه يغار عليها ...من النساء...يا ويلك ايتها الصغيره من ذلك العاشق المختل
نظرت له بحزن و قالت : ليه كده يا جواد زعلت مامتك بسببي ...كان ممكن انزل شويه و اطلع بسرعه دول كلهم ستات
رد بجنون : و لا ستات و لا رجاله ...انتي اصلا مش هتعتبي بره البيت
ظنت انه يقصد السرايا ...و لكن ذلك المختل انتوي ان يحبسها في جناحه دوما
جلست تلك الحرباء مع محمد المنصوري و نظرت له باستهزاء وهو يقول : انا خليت اتنين من العمال ينضفو بيت ابوكي القديم ...لمي حاجتك عشان ترجعي من سبوع البت علي هناك و انا هجيب المأذون بكره و اطلقك
انطلقت منها ضحكه صاخبه حتي دمعت عيناها تحت صدمته من ردت فعلها و ظن انها قد جنت
قطعتها فجأه ثم قامت باخراج ورقه من جيبها ...كانت صوره من تقرير طبي قديم ..اعطتها له و قالت : طب شوف دي و بعدين ابقي اتشرط براحتك
اخذ الورقه و بمجرد ان قرأ محتواها نظر لها بصدمه و قال : ده كدب انتي عارفه اني بريء ..انا سيبتك تهدديني بالسجن كل الفتره دي و انا فاكر انه مجرد كلام و خلاص عشان تفكريني بالي حصل
توحيده بشر : لا طبعا ده من غبائك ...انا مردتش اعرفك اني معايه دليل يلف حبل المشنقه حوالين رقبتك عشان متاخودش احتياطك و كمان كنت قاعده في بيتي قدام الناس معززه مكرمه ...انما لما تفكر تكسرني و تشمت الناس فيا عشان يخلالك الجو مع حبيبت القلب يبقي لاااااا ...عليا و علي اعدائي
رد عليها بوهن و انهزام : انتي شيطانه ..مكفاكيش الي عملتيه فيا كل السنين دي ...لسه عايزه تدمريني و تنهي حياتي ..و ياريت علي حاجه عملتها ...انتي عارفه ان كله كان من تخطيطك ...انا معملتش حاجه و ربنا عالم اني بريء
ضحكت بمكر و قالت : الحكومه ملهاش في الحلفان يا عنيه كله بالورق و المستندات
محمد بقهر : و المطلوب
توحيده بتجبر : تنسي حكايه الطلاق دي نهائي و خلينا عايشين زي ماحنا ....و تلم الزفت جواد من ناحيتي و تخليه يسيبني اروح لبنتي و اقعد معاها براحتي
محمد : عايزه منها ايه تاني ...مكفاكيش الي عملتيه فيها طول السنين الي فاتت ...لسه عايزه تدمريها اكتر ...حرام عليكي
ردت بغل : انا معملتش حاجه انا كنت بربيها ...و لا كنت عايزها تجبلك العار زي بنت اخوك ....قوصر الكلام قولت ااااايه
قام من مجلسه متجها نحو الخارج وهو يقول : لله الامر من قبل و من بعد ....حسبي الله و نعم الوكيل
ضحكت بشماته الي ان سمعت صوت سيارته التي ركبها و غادر سريعا ...قطعت ضحكاتها و قالت بحقد : قال يطلقني قال ...و يرجع لبنت الكلب السهونه ...ده بعدك انت و هي ..و لما اقرر امشي هكون قضيت عليكم ...اعقبت قولها باخراج هاتفها و طلبت فاطمه و حينما ردت عليها قالت بتجبر : ايه الاخبار عندك يا بت
فاطمه : مش راضي ينزلها تحضر السبوع و امه هتجنن منه
توحيده : كده احسن خليها محبوسه فوق ده لمصلحتنا
فاطمه بعدم فهم : يعني ايه طب و الي ناويين عليه
توحيده : الناس بعتولي الحاجه الي اتفقنا عليها ..هجبهالك و انا جايه دلوقت ...و الباقي عليكي بقي ...و قعادها فوق مصلحه لينا يا خايبه عشان لما يحصل المراد محدش هيقدر يشك فيكي لان ببساطه انتي مش بتطلعي عندها خالص فهمتي
فاطمه : انتي دماغك سم يا خالتي
توحيده بغرور : لو مكنتش كده مكانش زمانك متنغنغه فالعز يا روح خالتك
فاطمه بغيظ مكتوم : طب هنبدأ أمتي
توحيده : اول ما يرجع شغله عشان ميلحقهاش
انقضي اليوم بثقل رهيب بعدما جاء المدعوون لحضور سبوع العروس الغائبه عنه ...بالطبع لم يطيل احد الجلوس و ذهب الجميع سريعا و بقي فقط عائله التهامي كلها و معهم توحيده و محمد
عباس : ابنك ده عجيب يا عبيد ازاي يعني ميحضرش سبوع جوازه
عبيد بتعقل : كل واحد حر في تصرفاته و جواد مبقاش صغير عشان حد يقوله يعمل ايه و ميعملش ايه
توحيده بطيبه : عندك حق يا حاج هو حر ...بس ليا طلب عندك ...الناس الغريبه مشيت اهي ...قوله بقي نطلع نباركلهم و نقطهم فوق و اهو نفرح البت الغلبانه دي الي طلعت من حبسه ابوها دخلت لحبسه جوزها الي شكلها هتبقي اصعب
نظر لها الجميع باستغراب من استكانتها اما محمد فنظر لها بغل مكبوت
اما عبيد فوجد ان حديثها عقلاني فقال : فعلا عندك حق يام دهب ...انا هكلمه ..ثواني
اخرج هاتفه و طلب ولده و حينما رد عليه قال : الناس مشيو يا جواد بيه ...بس اهلها و احنا كمان عايزين نباركولها و نديها نقوط العروسه ينفع نطلع و لا عندك مانع
خجل من ابيه و قال : لا طبعا يا بابا ...اتفضلو ده بيتك يا غالي
صعدو جميعا ليقدمو لها التهاني ...و قامت جيهان و هدي و روان بمساعدتها في تقديم الضيافه لهم تحت سعادتها الغامره....و الغريب في الامر ان امها لم تتدخل ...بل لم تتحرك من مكانها
مازحتها روان قائله : الواد جواد عمل فيكي ايه يا ديبو ده طلع مش سهل
ابتسمت بخجل فقالت جيهان بود : و الله ما هتلاقي حد يحبك قده يا بنتي هو صحيح طبعه صعب شويتين تلاته بس كلمه حاضر بتريحو
هدي بمزاح : بس مش كل حاجه حاضر يا بت عشان ميركبش و يدلدل رجليه ههههه.....هاااااااا
هكذا شهقن اربعتهم و قطعو ضحكاتهن حينما دلف عليهم و هو يقول بغضب : نهار ابووووكم اسود من قرن الخروب ...انتو داخلين تساعدوها و لا تقوموها عليا يا بت منك ليهااا
وقفن بافواه مفتوحه من هول الصدمه ...نظر لتلك المتصلبه و قال : و انتي ...ايه ...عجبك كلامهم
ردت سريعا كعادتها : لالالا انا مليش دعوه هما الي قالولي
روان بغيظ : اااه يا جبانه باعتنا في لحظه
جواد : يلا يا حلوه انتي و هي علي بره انا الي هساعد.مراااتي
هرولت الفتيات للخارج برعب اما هو اقترب منها بشر خبيث و قال : ااايه
عادت للخلف و قالت : ايه ايه
حاصرها بين جسده و طاوله المطبخ ثم فجأه مال عليها مقبلا اياها بنهم ....فصلها و قال : وحشتيني
نظرت له بزهول من بين لهاثها و قالت : جواااد ...انت بتتحول
ضحك بصخب و امسك صينيه كبيره متراص فوقها كاسات زجاجيه شفافه مليئه بعصير المانجو الطازج ثم قال : تعالي فضيلي الطريق يابنتي ...حبيبك اعمي
قام فارس من مجلسه سريعا ليحمل عن اخيه ما بيده و يقدمه بدلا عنه و هو يقول : عنك يا عريس متتعبش نفسك
جواد بمزاح : حبيب اخوك و الله
دلف عليهم في ذلك الوقت احمد الذي عاد من الخارج لتوه و حينما سال احدي الخادمات و اخبرته بوجودهم بالاعلي
القي السلام علي الجميع ثم تقدم من جواد و الذي يقف محاوطا لدهبه ...نظر لها بوقاحه وهو يقول : مبروك يا عريس ...تشبثت بملابسه من الخلف و الصقت جسدها به اكثر حينما خافت من تلك النظرات الغريبه عليها و الغير مريحه بالمره ...غلي الدم في عروقه حينما فهم خوفها و لكنه اراد ان يتاكد ...ترك هذا الحقير دون رد ثم مال عليها هامسا بغضب مكتوم : بصلك بطريقه وحشه صح
تشبثت اكثر في ثيابه مما اكد له ظنه فقال بغضب : اطلع بره
بهت وجه احمد من هول الصدمه ...اما الباقي وقفو بوجل في انتظار معركه حاميه
احمد : بتقول ايه
سحب جواد دهبه ليحميها خلف ظهره و يخفيها عن تلك العيون الوقحه ثم قال وهو يجز علي اسنانه : سمعت و لا تحب تخرج علي نقاله
انتفض عباس من مجلسه و قال مدافعا عن ابنه : عيب عليك و الله يا جواد هو غلطان انه طلع يقدرك و يباركلك
جواد : مش هقولها تااااااني
هرول احمد الي الخارج سريعا دون ان يتفوه بحرف بعد ان فهم ان تلك الصغيره وشت به
لحق به ابيه وهو يقول لعبيد بغضب : يا خلفت الشوم و الله يا ولااااد
ارادت جيهان ان تنسحب هي الاخري خجلا من فعلت زوجها المشينه و التي راتها بام عينيها الا ان ايمان امسكتها و قالت بحنو : انتي تبعنا احنا مش هما ...ده بيت اخوكي يا هبله
روان بمزاح : مانا قاعده اكل كاجو و فسدق مالي جواد جايبه للبونيه اهووو و لا كأن حصل حاجه ...عادي يعني يا جيجي خليكي بارده يا روحي ..حاكم الرجاله دول لو ركزتي معاهم هتتجلطي
نظر لها مصطفي و قال بزهول : و حيااااات امك
ردت ببراءه : هو انت في زيك يا روحي انا بقول عالرجاله الوحشين
ضحك الجميع علي مزاحها الذي جعل الجو يهدأ قليلا و عاد الجو الصافي مره اخري مع سكون العقربتان ...المريب
كانت تهم ان تخرج من باب السرايه لتعود الي منزلها بعد انتهاء عملها و لكن اوقفها نداءه فالتفت له و قالت : خير ياسي محروس في حاجه
محروس : اصبري شويه رؤوف جاي ياخدك دلوقت
نظرت له باستغراب و قالت : و ايه الي هيجيبو هنا السعادي
محروس : قولت ادام مش عيزاني اوصلك يبقي ابنك يجي ياخدك عشان متطلعيش لوحدك دلوقت
نظرت له بغيظ و قالت : و انت باي حق تعمل كده ...انا مش قولتلك ميت مره ملكش دعوه بيا و بعدين ده البيت اهووو خطوتين من هنا
محروس بجديه وهو يري ولدها ياتي من بعيد : حقي ...حقي فيكي سنين عمري الي ضاعت ...و مش هسيب حقي تاني يا دلال سااامعه ...روحي مع ابنك و لينا كلام بعدين عشان انا فاض بيا الكيل خلاص ...يلاااا
نظرت له بزهول بعد ان انتفض جسدها من صوته الغاضب و لكن ...ما جعلها تصدم حقا هو تحوله بعدما وقف قبالته ابنها و سلم عليه سلاما رجولي ثم قال : حبيبي جدع متاخرتش
رد عليه رؤوف و كأنه اعتاد التحدث معه دوما : مانا خلصت مذاكره يا عمي من شويه زي ما قولتلك و راجعت لياسين الواجب بتاعه لقيته حله صح ...
ربت محروس علي كتفه و قال بتشجيع : عفارم عليك و انا.واثق في كلامك و عارف انك قد وعدك ليا ...يلا خد امك و روح و انا هفضل واقف لحد ما تدخلو البيت و نتقابل الصبح بامر الله
تحركت مع ولدها و ما زالت الصدمه تحتل كيانها ...ما الذي يحدث ....منذ متي و هم يتحدثون سويا بل من الواضح انهم اصبحو قريبان من بعضهما للغايه ...نظرت لولدها و قالت : هو ايش عرف محروس بالي بتعمله يا ولا
ضحك الصبي و قال وهو يفتح باب المنزل : ياااااه انتي قديمه اوي يا ماما ...عم محروس من يوم ما جالي المدرسه و احنا بقينا صحاب و طول اليوم بيكلمني و بيتابع مذاكرتي انا و يس و انا الصراحه مش بخبي عليه حاجه
ذهب الجميع بعد قضاء امسيه رائعه مليئه بالضحك و المزاح من بعد كلمات روان اصبح الكل يلقي المزحات المضحكه ...و قد قدمو اظرف بيضاء مليئه بالنقود كهديه للعروس كما المتعارف عليه ...قبل ان يهبط فارس الي الاسفل قال لاخيه : نازل الشغل امتي الدنيا كلها فوق دماغي انا و الغلبان ده ...اشار علي مصطفي الواقف معهم و قال : انا عضمي بيدعي عليك يا جواد
رد عليهم ببرود : يومين و هنزل يلااا اخلع انت و هو بقي مش فاضلكم .....و فقط اغلق الباب في وجههم دون ان يهتم
كانت في ذلك الوقت تلك الحرباء تتنصت عليهم و ابتسمت بخبث حينما علمت ميعاد مغادرته السرايا
تمدد فوق الفراش منتظرا حبيبته التي كانت تتذين له كما اعتادت في الايام المنصرمه فقد قال لها منذ اول يوم : انا بشوفك بقلبي و بحس بيكي بروحي ...هحزن و قلبي هيوجعني لو فكرتي تكبري دماغك و متهتميش بشكلك و لا لبسك علي اساس ان مش هشوف الي انتي عملاه علشاني ...نفت تلك التهمه البشعه عنها و اصبحت تبالغ فيما ترتديه حتي لا تشعره بعجزه
استنشق عبيرها الهاديء و سمع صوت خطواتها المتمهله فابتسم تلقائيا و بداخله فرح للغايه و يريد ان يصفق تصفيقا حارا لنفسه ...فهو قام بعمل انجازا عظيما في الايام المنصرمه اذ جعلها تتقرب منه و تصبح اكثر تحررا بعد ان تخلت عن بعض خجلها معه ...جلست قبالته و قالت : تحب اعملك حاجه تشربها
سحبها لتجلس فوقه كما اعتاد و قال بوقاحه : لا عايز حاجه اكلها ...قبلها بفجور و قال : بس عايزها مسكره بذياده
ضحكت بدلال و قالت : جواااد ...انت مش بتشبع
عبثت يده في مفاتنها وهو يقول بتهدج : و اشبع ليه ...انا عايز افضل كده ...جواكي ...و فحضنك....و نفسي انتي كمان تبقي كده زي ...نفسي احس بلهفتك عليا يا ديبو ...مفيش مره انتي الي بتقربي ...انا ديما الي ببدأ
ردت عليه بخجل طفيف : ما انا بتكسف ...يعني ...و بعدين انت ديما معايا ...اااا....يعني
فهم ما تعنيه فقام بلمس ثديها باغواء وهو يقول : طب انا هرجع شغلي كمان يومين هشوف بقي لما اغيب عنك اليوم كله هتعملي ايه لما ارجعلك
شعر بتصلب جسدها فقال بقلق : مالك يا حبيبي
دهب بصوت مرتعش بعد ان تملكها الخوف من ابتعاده : انت هتسبني لوحدي ...انا بخاف
ضمها لصدره بحنان و قال : تخافي من ايه يا حبيبي انتي في بيتك و محدش يقدر يعملك حاجه
دون اراده منها غرزت اظافرهها في جلد ظهره العاري و هي تضمه باحتياج ثم تنهدت بحزن و قالت : جواااد....انا كنت ببقي قاعده في اوضتي خايفه برغم اني في بيتي بردو بس مكنتش بطمن شويه و احاول انام غير لما بابا يرجع
استغرب من حديثها و شعر ان ورائه كارثه ...ربت علي ظهرها بحنان و قال بمهادنه : ليه يا حبيبي ...كنتي بتقعدي لوحدك مثلا و مامتك بتخرج
هزت راسها داخل صدره علامه الرفض ....قام بابعادها قليلا ثم كوب وجهها و قال بحنان : احكيلي كل الي مخبياه عني يا ديبو ...انسي اني جوزك ...احكي لجواد صاحبك الي كنتي بتحوشي دموعك لحد ما ارجع عشان تعيطي فحضني و تشتكيلي
القت جسدها عليه بقوه لاول مره و لفت زراعيها حوله ثم انفجرت فالبكاء و هي تقول : انا تعبت اووووي في بعدك يا جواد ...اضربت و اتهنت ....و اتحرقت ...ضمها بقوه و قال بصوت حاول ان يظهر طبيعيا رغم ناره المشتعله داخل صدره : يعني ايه اتحرقتي يا دهب
ضمته اكثر و قالت : ماما و الراجل بتاعها حرقوني بعد مانت مشيت اخر مره و مرجعتش تاني
شعر ان عقله توقف في تلك اللحظه و لكن....يجب الا يشعرها بناره المنقاده حتي يعلك كل ما مرت به في غيابه ....ملس علي وجنتها برفق و قال : كملي حبيبي عملو فيكي ايه
شهقت بقهر و قالت من بين دموعها الغزيره : في راجل شكله غريب كان بيجي البيت لما بابا بيخرج ....يقعد مع ماما كتير و كانت بتحبسني في اوضتي و تخوفني عشان مخرجش ....بعد الي حصل ...اااا...انا من كتر خوفي و ضربها ليا كنت بعمل ....شهقت بمرار و اكملت : كنت بعمل حمام و انا نايمه ...جابت الراجل ده و قالتلي هيعالجني عشان معملهاش علي نفسي تاني ....قعد قدامي و فضل يقول كلام مش فهماه و كان في بخور كتير و دخان كتير ...فضل يتكلم يتكلم و انا مغمضه عيني عشان خايفه من شكله و فجأه ماما كتفتني جامد وهو حط حته فحمه مولعه علي رجلي ...صرخت ...ماما كتمت بوقي و هو حسيت انه حط حاجه مكان الحرق يمسحو بيها
ناااار ....كل ما يشعر به نار تاكل احشائه و لكن مضطر الا يظهر هذا الغضب حتي تكمل ...سالها برفق غاضب : حرقوكي فين
دهب : في ضهري ...بعدها مكنتش قادره اتحمل الوجع ...الراجل مشي و هي اخدتني المستشفي ...و الدكتور عالجني ...بعدها باسبوع ودتني تاني للدكتور و عملي عمليه تجميل عشان كانت سايبه علامه جامده
ضمها بعنف ...يريد اخفائها بين ضلوعه ...جردها من ثوبها القصير الشفاف و مد يده يتحسس ظهرها ...و بخبرته شعر بملمس غريب اسفل ظهرها ...تلك البقعه ملمسها مغاير تماما لباقي جلدها الناعم ...كيف جعلت جموحك و اشتياقك لها ان يتحكم بك و لا تشعر بذلك...انت ايها الغبي لم تترك انشا في جسدها الا و لامسته بيدك او بشفاك ...كيف لم تلحظ هذا الفارق ...غبي يا جواد غبببي ...هكذا نهر حاله بداخله ولكنه. قال برفق مغاير لهياجه : و بعدين ...عمله ايه تاني يا ديبو ...كملي
دهب بشهقات متقطعه : و لا حاجه طبعا مقدرتش اقول لبابا ..و هو اصلا مكنش بيبصلي حتي و اي حاجه بتقولها بيصدقها ...بعد كده ...مبقاش يجي زي الاول و معملش معايه حاجه تاني ....بس كنت بشوفه لما بيجي من البلكونه....كنت باستخبي جوا الدولاب ...او تحت السرير ...و من خوفي كنت بعملها علي نفسي ...بس كنت بحاول انضف المكان بسرعه عشان متعرفش و تخليه يحرقني تاني ....
اكتفي ما قصته عليه ...لن يسالها علي شيئا اخر حتي لا يرهقها ....و الايام قادمه و سيعلم كل ما حدث معها ...سينتقم لها من كل من أذاها شر انتقام ...صبراااا
احتواها بين زراعيه و ظل يملس عايها بحنان أب قلبه موجوع عاي ابنته ...حتي غفت فوق صدره فقبل راسها و قال بهمس : كنت حاسس بكل ده ....قلبي الي بيحس بيكي كان بيوجعني و انا بعيد عنك ...وقتها كنت بحس انك فيكي حاجه يا بنت قلبي ...عمر احساسي بيكي ما كدب ...و غلاوت دموعك و قهرتك ...هجبلك حقك ..و هخليهم يتمنو الرحمه و ميطولوهاش ....
مر يومان دون جديد و ها قد جاء اليوم الذي سيترك الجواد دهبه ليعود الي عمله ....جهزت له ثيابه بناء علي طلبه و هي بعقلا شارد....شعر بها فقال : تعالي يا ديبو
تحركت تجاهه فسحبها لتجلس فوق ساقه ثم ملس علي وجنتها بحنان و قال : حبيبي مكشر ليه
دهب بكدب : لا انا بضحك
قرصها و قال : هااااا ...قولنا ايه ...الا الكدب
ردت سريعا : الصراحه زعلانه عشان هتسبني
قبلها بعشق ثم فصلها و قال : اسمها هتروح الشغل مش هتسبني ...حد يقدر يسيب روحه يا حبيبي
ابتسمت له و قالت : ربنا يخليك ليا
ضمها بحنان و قال : هقول لماما تجبلك فونها انهارده و هفضل اكلمك طول اليوم تمام حبيبي....و كمان انتي هتفضلي هنا مش هتنزلي تحت ...و البنات هيطلعو يقعدو معاكي ...و حبيبه الي ماسكه نفسها بالعافيه عنك الايام الي فاتت هتقعد معاكي تصدعك ...يعني مش هتبقي لوحدك
ردت بصدق : بس كل دول مش انت يا جواد
نبض قلبه بقوه و لكن اراد ان يتاكد مما فهمه من بين حروفها فقال بتمهل : مش فاهم ...تقصدي ايه
تنهدت بهم ثم قالت : اقصد ان كل دول بحبهم ...بس انا مش بحس بالامان غير في وجودك ...بقالي سنين منمتش غير هنا ...كنت بنام شويه صغيره و اصحي مفزوعه ...بس هنا ...و معاك ...لو نمت ساعه واحده بس ..بحس اني كنت نايمه اليوم كله
قبلها ...قبلها....التهم ثغرها بعشق مجنون ...بقلبا لهيف قد فاض به الكيل من عشقه المتضخم داخله.....فصلها و قال بانفاث لاهثه : بعشقك يا دهبي ...بعشقك
رغم استغراب الجميع لعدم فطوره معهم الا ان احدا لم يعلق ....خرج الرجال الي عملهم و قامت النساء باعمالها الروتينيه ...غافلين عن تلك الحيه التي تنتظر الفرصه لتبخ سمها في تلك البريئه ....و ها قد اتتها الفرصه علي طبق من ذهب
ايمان : بت يا عنبه اعملي كوبايه عصير مانجه لدهب و اعملي فراوله لحبيبه و طلعيهم بسرعه يلا
فعلت تلك الخادمه الصغيره ما امرتها به ووضعت الاكواب في صينيه صغيره ...اتجهت للخارج متوجهه نحو الدرج و قبل ان تصعد وجدت هدي تهتف باسمها ....التفت لها و قالت : نعم يا ست هدي
هدي : اطلعي الحنينه هاتي عروسه حبيبه و خديها معاكي بالمره
عادت الخادمه عدت خطوات ثم وضعت ما بيدها فوق الطاوله و هي تقول : حاضر يا ستي و الله ما عارفه اشمعني العروسه دي بالذات الي متشعلقه فيها ده عندها لعب بالكوم
ضحكت هدي و قالت : دي اتصلت بيا مخصوص عشان تقولي عليها يلا خلصي بلاش لكاعه
عادت هدي الي النساء ...و خرجت عنبه للحديقه....و تسحبت تلك الحيه التي كانت متواريه خلف احد الاعمده بعد ان التفتت يمينا و يسارا ...و بعدما تاكدت من عدم وجود احد.....تحركت سريعا بعد ان اخرجت عبوه صغيره من جيبها ....افرغت بعضا من محتواها داخل المشروب الخاص بدهب و قلبها يخفق رعبا ...انهت ما تفعله و عادت لمخبئها سريعا ....
راقبت المكان لعده لحظات حتي وجدت عنبه تعود من الخارج و تاخذ الصينيه ثم صعدت بها الي الاعلي....
هنا فقط تنفست الصعداء و قررت الخروج متجهه الي غرفتها سريعا دون ان يراها احد.....او هكذا تعتقد
انتشرت الضحكات الصاخبه في جناح الجواد ...ضحكات خرجت من قلب الطفلتان اللتان يمزحان و يلعبان بفرحه ...اتت عليهما الخادمه بما تحمله فقالت حبيبه بفرحه : اخيرااا ...عروستي
ضحكت دهب و قالت بود : تعبتي نفسك ليه يا عنبه ...انا عندي عصير كتير هنا
عنبه بطيبه : تعبك راحه يا ست البنات ...الحاجه الي بعتاهولك انتي و حبيبه
اخذت منها الاكواب و قالت بمزاح : و الله ماما عسل و حاسه بينا عارفه اننا هنتلهي فاللعب و مش هنعمل حاجه
اعطت حبيبه عصير الفراوله الذي تعشقه و ارتشفت هيا كوب المانجو دفعه واحده ثم انهته و قالت : تصدقي كنت عطشانه جدا
ضحكت عنبه و قالت قبل ان تغادر : بالف هنا علي قلبك
جلس داخل مكتبه يتابع الاعمال المتراكمه عليه و معه اخيه....شعر بقبضه تعتصر قلبه فجأه فوضع يده فوق خافقه عله يهدأ قليلا
انتبه فارس له فقال بقلق : مالك يا جواد انت تعبان
رد بشرود : قلبي وجعني مره واحده مش عارف ليه ....قبل ان يرد عليه وجده يقول بهمس مرتعب : ددددهب
عقد فارس بين حاجبيه و قال : مالك متخوفنيش عليك
امسك هاتفه سريعا و قال : الحاجه ....هكذا طلب الهاتف رقم امه ....انتظر الرد و هو يجلس علي جمرا ملتهب و الم قلبه يذداد عنفا بداخله
في ذلك الوقت كانت تشعر ببدايه الم عنيف يقطع احشائها و حبيبه تجلس امامها تبكي خوفا عليها و لا تعلم ماذا تفعل
حبيبه بدموع : انا هنزل اقول لتيته ...قبل ان تنحرك سمعت صوت الهاتف فقالت لها دهب بوهن : هاتي الفون بسرعه
اعطته لها بيد مرتعشه فقامت بفتح الخط و قبل ان ينطق كانت تهمس له بوهن : الحقني ....جواااد ....و فقط وقع الهاتف من يدها تزامنا مع صرخات حبيبه المزعوره
اما ذلك العاشق الذي اخبره قلبه ان حبيبته ليست بخير ...انتفض من مجلسه وهو يصرخ بجنون : دددددددهب
فزع فارس من صراخ اخيه و عدم قدرته علي الرؤيه وهو يتخبط في حواف المكتب ...اقترب منه سريعا و امسك زراعه وهو يقول : اهددددي ...مالك
صرخ به بجنون : روحني البيت بسرررررعه ...دهب تعبانه ....انا مش شاااايف
اعتصر قلب فارس الما علي اخيه و قام بسحبه لاول مره منذ الحادثه يساعده علي التحرك وهو يقول : تعالي نرجع السرايا ان شاء الله خير ....خرج باخيه متجها الي السياره وهو يهاتف زوجته و حينما ردت عليه قال بوجل : اطلعي بسرعه لدهب عشان تعبانه
هرولت هدي الي الخارج بشكل اثار ريبه الجميع مما جعلهم يلحقوها بخوف
وصلو جميعا امام الجناح و لكن اول من دلف كانت هدي و ايمان التي صرخت بفزع حينما وجدت دهب ممده ارضا و اسفلها بقعه من الدماء
ماذا سيحدث يا تري
سنري
متنساش ان الروايه موجوده كامله في قناه التليجرام
والواتساب
للانضمام جروب الواتساب
(اضغط هنا)
يمكنك للانضمام لقناه التليجرام
1/ ( اضغط هنا)
و للانضمام علي جروب الفيس بوك
1/ ( انضمام )
👆👆👆👆
📚 لقراءه الفصل الثاني من هنا ♡♡♡
♡ الفصل السادس عشر ♡
✍️ لقراءه رواية الاعمي كامل اضغط هنا👇
انتظرووووووني
بقلمي. / فريده