روايه موسي الفصل الخامس عشر بقلم فريده الحلواني
روايه موسي
الفصل الخامس
بقلم فريده الحلواني
أجمل ما في العشق أن تجد فيه منطقة الراحة كما شبهتها صغيرتنا تكون لك ملجأ ودرعا واقيا من هموم الدنيا.
ابتسم بحلاوة بعد أن أنهت كلماتها الصادقة والتي كانت بالنسبة له كاليد الحانية التي ربتت على قلبه المتألم.. كانت له مثل الصخرة الكبيرة التي ثبت بها عمود قراراته الحاسمة والتي رفضها الجميع لأول مرة في حياته يشعر بكل هذا العشق الذي تضخم داخل صدره, كان معها بكل جوارحه وهو يشعر أنها اخترقت ضلوعه وحينما طالبته بإتمام الزواج رفض بقوة وقال: انتي تستاهلي شقه واحلى فرح وفستان محدش لبسه قبلك يا صغنن
وكان ردها عليه اعترافا بأنها لم ولن ترى رجلا مثله
أطعمها بيده وعاملها برفق شديد, مازحها بوقاحة تعشقها منه ومشط خصلاتها الطويلة كطفلته وها هو الآن يضمها بحنان مثل الرضيع في حضن أمه ويقص عليها ما حدث معه طوال اليوم.. تركته يخرج كل ما في جوفه لم تقاطعه رغم غليانها وغضبها من تلك العائلة التي تعارضه لمجرد أنه أراد التوبة وبعد أن انتهى أبعدها قليلا ثم أكمل وهو يتطلع لها كي يعرف تأثير الآتي عليها
موسى: بس يا حبيبي نزلت من عندهم روحت الدكان بس زعلت
شهد باهتمام: ليه يابا؟
موسى: اهملته او بمعني اصح مكنتش مهتم بيه.. محتاج يتظبط ومحتاج بضاعه جديده, بعدها روحت الشقه جبت منها بقيت الفلوس الي فيها وكلمت البواب يشفلها بيعه كويسه
شهد: طب ليه تبيعها؟ أكملت بشك: هي دي الي كنت بتقضي سهراتك فيها صح؟
رد بصدق: والله ابدا.. الشقه دي محدش دخلها غيري, لما شوفت باقي الفلوس لقيتهم مش هيكفو كل الي المفروض يتعمل
شهد: طب وانت محتاج ايه غير تنزل بضاعه جديده للمحل وربنا يباركلك فيها
موسى بهم: محتاج اشتري عربيه صغيره ده غير مصاريفنا
شهد: مش لازم عربيه
موسى: لو عليا مش فارقه هقضيها مواصلات.. بس انا محتاجها عشانك انتي كلها شهر وتبدئي دروس مش هبهدلك في المواصلات الي عايز اقوله يا شهد ان ظروفنا مش هتبقى زي الاول يعني انا على قد ما ربنا يقدرني مش هخليكي محتاجه حاجه
شهد بجدية: وانا مش عايزه حاجه اقسم بالله.. حتى لو اكلنا كل يوم فول وفلافل ولا حتى مكلناش خالص
قبّلها بحب وقال: مش للدرجه.. هو بس انتي متعوده كل شهر تشتري هدوم جديده وبتعدي على محل الدهب اي وقت تشتري الي يعحبك كأنك بتشتري كيس شبسي, الي اقصده بأمر الله هنعيش مستورين بس مش بنفس البعزقه الي اتعودنا عليها
شهد بقناعة: انا كفايه عندي انك معايه بالدنيا وما فيها وانا متاكده ان اللقمه بملح هتبقى احلى واجمل مليون مره من اللحمه ادام بالحلال
ضمها بعشق وقال: ربنا يباركلي فيكي
أبعدها بعد لحظات ثم قال بوجل: بصي انا من بكره بامر الله هفرش الشقه الفاضيه الي تحت عشان تقعدي فيها براحتك
ابتلع لعابه بقلق لأول مرة ثم أكمل: عشان كمان هجيب عيالي يقعدو معاكي فيها ولا تضايقي؟
شهد بجدعنة: اخص عليك دانا اشيلهم في عنيه وربنا.. كفايه انهم حته منك بس امهم مش هتسكت.. غير جدودهم اكيد هيطلبوا يشفوهم هنعمل ايه وقتها؟
موسى بحيرة: انا عايز اربيهم بالحلال يا شهد وفكرت انهم مش هيفضلوا محبوسين اكيد هينزلوا تحت
زفر بهم وأكمل: بس انا هنبه عليهم مياخدوش حاجه من حد و لوده حصل من ورايه يبقى انا قدام ربنا مليش ذنب.
**
مر شهر على آخر الأحداث قضوه في هدوء تام وكلما مر يوم أصبحا أكثر راحة اعتقادا منهما أن العائلة استسلمت لرغبتهما.. لا يعلمان أن أقرب الناس إليهما يخططون لتدميرهما.
بينما كان يتناول طعام الإفطار مع طفليه وحبيبته وجد الباب يطرق بشدة حتى كاد أن ينكسر.. صرخت هي والأطفال بذعر بينما هو اتجه سريعا نحوه
تصنم ببهوت حينما وجد قوات الشرطة تحاوطه وقبل أن يسأل عن شيء وجد الضابط يقول: مطلوب القبض عليك يا موسى.. هاتيجي معانا بالذوق ولا نمشيها قله ادب
قاوم العساكر التي حاوطته كي تضع الأصفاد بيده وهو يصيح بجنون: تقبض عليا لييييه؟ انا معملتش حاجه
وبمجرد أن اقتربت منه شهده كي تمنعهم وهي تصرخ فيهم ببكاء.. نسي ما هو فيه وقال بغضب: ابعدي يااا بت, خشي جوه واقفلي الباب عليكي.. أكمل صارخا وهم يسحبوه إلى الأسفل: متطلعيش من البيت.. متدخليش حد منهم عندك يا شهددددد
هبط مع القوات أمام أنظار أبيه وسمر وفاطمة الشامتة وذهول سيد وحسين مما يحدث واللذين لحقا به حتى يكونا معه
ثبّت عيناه داخل خاصة أبيه وهز رأسه بفهم.. أنتَ مَن فعلها أبي, يا الله!
حينما عاد علاء إلى الحارة علم بخبر القبض على أخيه جن جنونه وصعد إلى بنايتهم سريعا ظنا منه أن الجميع في حالة انهيارولكنه وقف مبهوتا حينما وجد أباه يجلس بأريحيه يدخن أرجيلته ببال رائق ومعه عمه وباقي النساء.. الوحيدة التي يظهر عليها الحزن هي أمه
وجّه حديثه لأبيه: انت قاعد كده وابنك مقبوض عليه؟
رد ببرود: واعمله ايه يعني؟ السجن للرجاله هي كانت اول مره يعني!
صاح بغضب حينما لم يصدق ما سمعه: طب حتى اومله محامي كنت روحت وراه شوفت قبضه عليه ليه؟ ده بقاله اكتر من شهر مبطل الكار
أبوه بجحود: خليه يتربى عشان يعرف الي بيطلع من تحت عبايه ابوه ايه الي بيجراله
فاطمة بغل: قال وبيوصي البت متدخلش حد مننا عندها
سمر: خليها تنفعه بوز البومه.. كنا عايشين ميت فل وعشره لعبت فدماغه وخلته قلب عالكل
تطلع لهم بعدم تصديق ثم قال لأبيه بشك وصل لدرجة اليقين: انت الي عملت فيه كده؟
ألقى خرطوم الأرجيلة من يده بغضب ثم قال: اااه.. وكلمت الباشا عشان يقرص ودنه, مانا مش هخسر ملايين ودماغه الالماظ عشان شويه كلام اهبل مالي عمال يقوله
نظر له علاء بصدمة ولكنه قال بإقرار: تمام يا حاج, كنت خسران واحد من عيالك دلوقت خسرت الاتنين.. انا كمان بطلتها بلغ عني بقى
نظر لزوجته وقال بأمر غاضب: انتي يا بت.. خدي ابنك واطلعي شقتك, رجلك متخطيش هنا تاني ساااامعه؟
انتفضت ياسمين برعب وقالت: الي تشوفو ياخويا
حملت ولدها الصغير من يد أمها التي لم تعترض واتجهت للخارج سريعا
محمد بغضب: بتقلبوا عليا؟ فاكرني عجزت ومحتاجلكم, فوقو دانا اطير رقبيكم بايدي
نظر له بحزن ثم قال وهو يتجه للخارج: اروح اشوف اخويا وانا راجع هجبلك سكينه معايا يابا
أكمل بألم: بس مش هتوجع زي السكينه التلمه الي ضربتنا بيها لما هُنّا عليك
**
وقف بثبات أمام العميد حسن ينظر له بقوة غير مكترث للوضع الذي هو فيه والآخر يدخن سيجارته بهدوء مثير للأعصاب وبعد مرور عدة دقائق قرر أن يكسر الصمت حينما قال بخبث: ها يا موسى مش هتقولنا كرتونه الحشيش الي اتمسكت بيها دي جبتها منين وفي غيرها ولا لا
ابتسم بجانب فمه علامة الاستهزاء ثم قال: انت فصلت القضيه خلاص يا باشا؟
حسن: وظبطها على مقاسك بالملي.. الا اذا رجعت عن الهبل الي فدماغك ده.. انا سيبتك كل الوقت ده قولت يمكن تفوق ولا الجلاله كانت وخداك ساعتها بس انت زودتها
موسى بيقين: ولا كانت الجلاله وخداني ولا كان طق حنك وقت الشده.. انا توبت بجد ولو حبستني باقي عمري مش هرجع للي كنت فيه ابداااا
حسن بغيظ مكتوم: طب يا ريت تفضل على كلامك ده لما نضايفك عندنا, انا هوريك كرم الضيافه على اصوله دانت الحاج بنفسه موصي عليك يا زعيم
رد بقوة: لو قطعت مني بالحته مش هرجع . عرفه كده يا باشا
هز حسن رأسه بتفهم غاضب معتقدا أنه يكابر فقط.. نظر للعسكري الواقف خلفه وقال: خدو يابني واكرموه يمكن يفوق
بينما كان يخرج من المكتب بصحبة العسكري كانت غالية تقف بالخارج في انتظار إنهاء التحقيق الذي لم تكن تعلم مع مَن فتفاجأت بموسى فمالت على أبي زياد وقالت: مش ده موسى النجار؟ هو مش تبع الباشا؟ ايه الي حصل خلاه يقلب عليه؟!
أبو زياد بعدم اهتمام: ابدا عاش دور المشيخه وقال بطلت وهتوب الباشا كلمه كام مره عشان المأموريات الي بيطلعها معانا قالو لا.. فالاخر ابوه كلم الباشا عشان يشد ودنه يمكن يفوق
غلى الدم داخل عروقها, ما هذا الظلم البين؟! مَن هم حتى يعترضوا على توبة عبد من عباد الله؟!
نظرت له وقالت: كده انا ادخل ولا الباشا لسه مشغول؟
أبو زياد: لا تعالي المفروض كنا دخلنا على طول بس انتي الي وقفتي ترغي
بمجرد جلوسها أمامه وتلقيه نظرات نارية من عينيها الغاضبتين علم أنها تريد الانفراد به كي تنفجر أمامه
حسن: سيبني شويه مع غاليه, مدخلش حد غير لما اقولك
أغلق الباب خلفه وقبل أن يسألها ما بها وجدها تقول بغضب جم: انت ايه بجد؟ واحد تاب, مفكر نفسك اله هترفض توبته؟ ضميرك سمحلك ازاي تظلم بني ادم كل الي عمله انه فكر يمشي صح؟ ااايه الجحود ده ياخي!
لم يعتاد أن يتحدث معه أحد بتلك الطريقة ولأن بالفعل ضميره يؤنبه بعدما استشعر الصدق في نية موسى عكس ما صور له أبوهأفرغ غضبه منها ومن حاله فيها حينما قال بتجبر: الزمي حدودك واعرفي انتي بتكلمي مين! مين اداكي الحق تدخلي فشغلي انتي اتجننتي؟
لم تعي تكبره وسط غضبها بل ردت عليه بنبرة أكثر غضبا وقد تناست حقا مع من تتحدث: لا عارفه يا حسن, عارفه بتكلم مع مين.. برغم غرورك وعنجهيتك بس كنت فاكره ان عندك ضمير معرفش انك قاتله من زمان لدرجه الظلم, هتروح فين من ربنا يا باشا؟
لم يتحمل تأنيبها فرد عليها بما سيجعله يندم طوال حياته وليدفع ثمن غروره!
بمنتهى الغباء والغرور قال: انتي اتجننتي يا بت؟ فاكراني واحد من الزباله الي تغرفيهم؟ فووقي, اعرفي انتي مين وقيمتك ايه, واعرفي بتكلمي مين ويقدر يعمل فيكي ايه!
برغم دموعها المنهمرة بسبب جرحه لها لم يرحمها وقد عمي قلبه قبل بصره وهو يكمل بغباء: اايه يا بت؟ الواد عجبك ولا ايه؟ بتدافعي عنه بأماره ايه وانتي مطلعتيش معاه غير مره؟
أكمل بغيرة دون أن يشعر: ولا يمكن معبركيش زي باقي الرجاله الي بيريلوا عليكي فقولتي تعملي النمره الهبله دي عشان تكسبي وده
لم ترد, لأول مرة لا تجد ردا على إهانه وُجِّهَت لها! هي مَن فعلت ذلك في نفسها حينما تخيلت أنه يكن لها شيئا ما! هي المخطئة حينما تركت قلبها يحلم به.
أما هو لعن حاله كيف تفوه بتلك الكلمات السامة؟ حينما وجد قلبه يعتصر ألما على مظهرها لف جسده ليوليها ظهره.. أشعل سيجارة وقال: مت... قطع حديثه حينما سمع الباب يغلق بقوة فالتفت سريعا ووجدها غادرت.. بمنتهى الجنون ألقى كل ما كان موضوعا فوق مكتبه مما أحدث ضجيجا عاليا جعل مساعدينه وكل من بالخارج يقتحمون عليه الغرفة.. لم يهتم بل أكمل جنونه قائلا بصراخ: كلو يطلع برااااا.. مش عايز حد هنااا
**
أتعتقدون أن التوبة سهلة؟ نعم هي سهلة في نطقها ولكن الثبات عليها ومحاربة شياطين الإنس قبل الجان الذين يحاولون بأقصى ما لديهم أن يعيدوك لما كنت عليه هو الأصعب.
وصديقنا حقا كان صادقا إذ لم يعترض بل لم يصرخ ألما وهو يتم ضربه من قبل ثلاثة رجال أقوياء بل الأدهى هو تلفيق قضية له أقل حكم فيها عشر سنوات
قضى ثلاثة أيام في تعذيب مستمر وصغيرته تكاد تموت قهرا ورعبا عليه.. التزمت بما قاله ولم تفتح بابها لأي أحد إلا صديقتها التي كانت تأتي لها بما يلزمها بعد أن تخبرها عبر الهاتف
سمعت طرقا فوق الباب فاتجهت له سريعا ظنا منها انها رفيقتها ولكن كما اعتادت قبل أن تفتح سألت عن هوية الطارق
حسين: انا يا شهد افتحي
ردت عليه بغضب من خلف الباب: انتو مبتزهقوش؟ سيبونا في حالنا بقى.. قولتلكم محدش فيكم هيدخل هنا ولا يلزمني منكم حاجه
علاء: يا بنتي مش هينفع نسيبك لوحدك, احنا مش رجاله ولا ايه!
شهد: لو كنتم رجاله بجد مكنتوش قبلتو الظلم على اخوكم.. كنتو عرفتو تطلعوه من حبسته الي ابوك السبب فيها.. بس ربنا مش هيسيبو وهيرد الظلم عالظالم .. حسبي الله ونعم الوكيل, حسبي الله ونعم الوكيل.. فوضت امري ليك يا رب
ماذا سيحدث يا تري
سنري
متنساش ان الروايه موجوده في قناه التليجرام
والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب
(اضغط هنا)
يمكنك للانضمام لقناه التليجرام
1/ ( اضغط هنا)
و للانضمام علي جروب الفيس بوك
1/ ( انضمام )
👆👆👆👆
📚 لقراءه الفصل الثاني من هنا ♡♡♡
꧂ الفصل السادس عشر ꧁
✍️ لقراءه رواية موسي الجزء الاول كامل اضغط هنا👇
👈روايه موسي الجزء الاول كامله👉
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني