أخر الاخبار

رواية غاليتي موسي الجزء الثاني الفصل الحادي عشر بقلم فريده الحلواني

 رواية غاليتي موسي الجزء الثاني الفصل الحادي عشر بقلم فريده الحلواني 

رواية غاليتي موسي الجزء الثاني الفصل الحادي عشر  بقلم فريده الحلواني


رواية غاليتي موسي الجزء الثاني الفصل الحادي عشر بقلم فريده الحلواني 


رواية غاليتي 

موسي الجزء الثاني 

 الفصل الحادي عشر

  بقلم فريده الحلواني 






صباحك بيضحك يا قلب فريده 


كل سنه و انتي في هنا و راحه بال 

احنا في ايام مفترجه... 

استغليها و ادعي ربنا بكل الي نفسك فيه...هيستجيب و هيحققلك حلمك الي ياما حلمتي بيه ...انا واثفه 

و بحبك 


عاد موسي الي حيه الشعبي بعدما اتم تلك المهمه علي اكمل وجه 


قابل في طريقه قبل ان يصعد بنايته حسين الذي قال باهتمام : ااايه يا زعيم ..سبع و لا ضبع 


رد عليه بثقه : عيب عليك ...تفتكر انا ادخل في حاجه و مجبش اخرها 


ضحك حسين و قال : ربنا يديني نص تواضعك ياخي 

ضحك معه ثم قال : سيبك انت مالهري ده خلينا فالمهم 


انتبه له حسين فاكمل بعد ان اشعل سيجاره : طلعت معانه حتت مره...ايه ده يا جدع...وتكه 


حسين : تلاقيها واحده مالشمامين خالي بالك 

موسي : تؤ...باين عليها بت ناس ...بس دماغها ايه سم... 


سالت امين شرطه كده فالخباثه بعد ما لقيت ابوذياد مش بيفارقها و لا مدي حد فرصه انه يكلمها 


قالي انها كانت مرات امين شرطه عندهم و هو الي جابها تشتغل معاهم بس اتطلقو 


حسين : طب ليه 

موسي : معرفش بس الي حسيته من كلامه المتقفل انها تبع الباشا ...محدش يقدر يبصلها 


حتي هو و احنا طالعين المأموريه تحس انه هيتجنن عليها...و فضل يوصي الرجاله الي هتبقي معاها 


لدرجه انه قالنا لو حكمت و الشغل باظ في داهيه اهم حاجه تطلعو سلام 


و طبعا باين اوي انه يقصدها هي 


حسين : يبقي خلاص كبر دماغك ...مفيش واحده بترافق ظابط وتقدر تبص لغيره 


القي سيجارته ثم دهسها ارضا و قال : و انا مكولش مكان غيري ...بس هجس نبضها لو جت معايا سكه يبقي امين...مش هحلها 


اجتمعت الثلاث عقارب معا يتباحثون في حلا كي ترجع تلك المتكبره الي بيتها و لكن بالطريقه التي ترضي غرورهم 


رانيا : و بعدين يا نور هتفضلي كده... 

اميره : انتي عايزه اختك تتنازل و ترجعله من غير ما يجي يصالحها انتي اتجننتي 


نورهان بغرور و خبث : مش يصالحني و بس...لازم يجبلي هديه محترمه كمان و بعدها افكر 


رانيا : هو انتي مش عارفه حسن ...انسي اوعي تفكري انه هيعمل الي بتقولي عليه ده 


نورهان : انكل محمد هيجبره...هو عارف ابنه و القرف الي بيعمله...مش هيسمحله ابدا يسيب ام ولاده 


نظرت لها بغيظ ثم اكملت : و بعدين انا جبتلك سبب تكلمي بيه طه ...المفروض انك تقنعيه يكلم اخوه و تبقي حجه تقربي منه زي ما اتفقنا انتي عدتك خلصت 


رانيا بنزق : حجه ايه بس يا نور ...انا حقيقي اتخنقت منه...مش بيرد عليا غير لما افضل اذن عليه و اتصل كذه مره 


و اوقات يقفل الفون خالص...حتي لما بيرد كلمتين و يقولي عندي شغل 


اميره : افهم من كده انك مش عارفه توقعيه ...هو يطول وحده زيك 


نورهان بمكر : انكل محمد هو الحل....لو حس انك عايزه تقربي من طه هيساعدك و هيقنعه 


رانيا : و ليه يعمل كده 

نورهان : لانه عارف الاشكال الزباله الي حوالين ولاده...وهو كل الي يهمه الشكل الاجتماعي ....اكيد يعني مش هيلاقي احسن منك يجوزها لابنه 


كانت تتمدد فوق فراشها...تنظر الي السقف بشرود ....جرحها حديثه بالامس ...حقا تشعر بالتعب من تلك العلاقه المرهقه 


دلفت لها منه و هي تنظر لها بحزن ...جلست جانبها ثم قالت : بردو مش عايزه تقوليلي حصل ايه 


اعتدلت غاليه و قالت : اقولك ايه....مفيش جديد حرق دمي كالعاده يا منه 


منه بشك : مالياب للطاق كده...و انتي سكتي....انا مردتش اتقل عليكي بالليل لما رجعتي...سيبتك ترتاحي ..اتفضلي احكيلي الي حصل اخلصي 


زفرت بحنق ثم قصت عليها كل ما حدث و اكملت بقهر : بس ...كلامه وجعني اوي يا منه 


فالاخر قولتله انا مش هطول معاك....طلعه كمان و لا اتنين و هبطل الشغل ده خالص....عشان مخليش شكلك وحش قدام حد 


منه : وهو وافق 

غاليه : لا قالي مش بمذاجك ...و بعدها ناده علي محمد عشان يوصلني و بس ...ده الي حصل 


منه بحكمه : طب اسمعيني يا حبيبتي ...كده الحكايه ذادت اوي منك و منه 


كل واحد فيكم واقف للتاني عالواحده...وهو تايه مش عارف يقرب و لا قادر يبعد 


كل مره بقولك انتي غلطانه ...او بخلقله عزر ...بس المره دي انا الي بقولك ابعدي 


بلاش تعملي حجه عشان تتصلي تسمعي صوته....لو محتاجك في شغل هو الي هيتصل...و لو وحشتيه هيكلمك 


ابعدي يا غاليه عشان ترسيلك علي بر يا قلب اختك...مش عايزاكي تتعلقي بحبال دايبه 


نظرت لامام بشرود و ملامحها تصرخ حزنا ثم قالت : مفيش حبل اصلا يا قلب اختك...حتي لو كنا بنحلل تصرفاته و افتكرنا في وقت من الاوقات ان في جواه حاجه ليا....هتفضل جواه ...الامير مش هيتجوز خدامه يا منه 


خرجت من المركز التعليمي التي تعمل به مع احدي رفيقتها ...وجدته يقف مستندا علي سيارته مرتديا نظارته الشمسيه ليداري بها عيونه العاشقه 


زمت شفتيها بغيظ بينما وكزتها صديقتها و قالت : قمررر...انا مش عارفه انتي ايه يا بت جبله ...الواد هيموت عليكي و واقف في عز الشمس عشانك....نظرت لها ثم قالت بجديه : اديلو و ادي نفسك فرصه يا ماري ....مش عشان تجربه فاشله توقفي حياتك 


ماريان بقهر مما عانته مع رجلا بشع ازاقها من العذاب الوان : مبقاش فيا نفس اجرب ...مفيش  حاجه جوايه تنفع...كله بقي خراب 


و العاشق لم يقوي علي الانتظار اكثر من ذلك...تقدم تجاهها و بداخله يبتهل الا تصده كما تفعل دائما 


فادي : عاملين ايه يا بنات 

نظرت له بغيظ ثم قالت : بنااات...شايفنا بضفاير 


فادي بحب : لسه شايفك بالتوكه الي كنتي ديما تجمعي بيها شعرك لوري ...و مش هتكبري ابدا يا ميرو 


انسحبت رفيقتها بهدوء بينما هي اهتزت دواخلها بعدما سمعت حديثه النابع من قلبه 


اكمل فادي بهدوء : مش هقولك نقعد في مكان عشان متتعصبيش...ممكن اوصلك و نتكلم فالطريق 


ارتدت قناع الجمود و هي تقول : انت مش ناوي تزهق بقي...كام مره رفضتك ...و كام مره قولتلك استحاله ارتبط براجل....مش ناوي تزهق 


رفع نظارته كي تري عينه التي اجابتها قبل لسانه ثم قال : هبطل في حاله واحده....اكون ميت ...غير كده لاخر نفس فيا هفضل اقولك بحبك و احاول معاكي 


دمعت عيناها ...هربت من امامه كي لا تنهار....يمنحها ما تمنته طيله عمرها...ان يتمسك بها احد...ان تشعر بالرغبه من احدهم تجاهها....الا يمل منها احد 


كل هذا شعرته من بضع كلمات بسيطه خرجت من اعماق روحه 


لم يلحق بها...بل كان راضيا كل الرضي عما حدث....تنهد بهم ثم قال هامسا : هتلين ...و هتصدقك ...اتك عالصبر يا فادي....اعقب قوله بقياده سيارته بعد ان استقل داخلها...و لكن لم يتجه الي اي مكان 

بل تعقبها من بعيد كي يطمأن عليها ....ظل هكذا الي ان راها تستقل احدي سيارات الاجره لتقلها الي منزلها 

اطمان اخيرا قلبه بعدما راها تدلف بنايتها...هنا سمح له قلبه ان يذهب الي عمله 


داخل فيلا الجيزاوي كان الوضع حقا كارثي 


فقد قرر محمد ان ينهي تلك المهزله كما اسماها و يضغط علي ولده كي يعيد زوجته 


ذبيده بتعقل : بالراحه يا محمد الموضوع مش هيتحل بالعراك 


محمد بغضب : مانتي شايفه يا هانم بقالي كام شهر بحايل فيه و مفيش فايده 


هو عاجبه حياته المهرجله دي ...نظر لابنه الواقف يغلي ثم اكملي بمغزي : و لا فرحان بلمه الناس الزباله حواليه....مش قادر يفرق بين بنات الناس و بنات الشوارع 


الي هنا...و لم يتحمل  حسن ذلك الحديث السام اكثر من ذلك 


نظر الي ابيه بغضب ثم قال : لحد هنا و كفايه يا سيادت اللواء...انا حياتي مبقتش ماشيه تمام غير من بعد ما غارت في داهيه...و الناس الزباله الي انت بتتكلم عنهم ضفر اقل حد فيهم برقبتها 


ده ابو ذياد ....ابو ذيااااد يعرف عمي الي مراتي متعرفهوش ...قولي امتي اهتمت بيا....يا سيدي بلاش انا ...تعرف ايه عن ولادها 


انسانه تافهه كل الي يهمها المظاهر و بس ....و انا ميكولش معايا الكلام ده....ضربها لبنتي مش هيعدي بالساهل 


دي حتي مهنش عليها تراضي بنتها و لا تتصل بيها تطمن عليها...كل الي بتعمله تكلم معاذ تحرق دم الي خلفوه بكلمتين و تقفل 


باي حق بتطلب مني اصالحها...علي جستي ....و فقط ...تركهم و انطلق مثل الطلقه التي خرجت من سلاحا ناري و هو يشعر بكل خليه في جسده تغلي كالبركان 


نظرت ذبيده الي زوجها و قالت بلوم : طول عمرك جاي عليه عشانها...و كأنها هي الي بنتك مش هو ...مفيش مره فكرت في راحه ابنك ...ليه كده 


محمد : عشان ابنك وسخ...كل الستات الي حواليه مشبوهين... 

عايزاني اقوله انت صح نورهان وحشه عشان يلاقي حجه يروح يتجوز واحده منهم  ....و لا يضرب ورقه عرفي 


انتي عايزه اسمي و تاريخي كله يتهد عشان كلام فارغ....انسي ...مش هسمحله ابدااااا 


ذبيده بغضب و دفاع عن ولدها الحزين : حرااام عليك كفايه ....كل الي همك اسمك و تاريخك و ولادك ...عمرك ما فكرت في الي يريحهم 


ضيعت طه لما اجبرته يتجوز بنت صاحبك و فالاخر عملت ايه....خانته مع واحد كانت بتحبه من زمان...ده غير الكام سنه الي عاشتهم معاه من اول ما اتجوزها و هي معذباه و بتعامله اسوأ معامله...حتي ولادها كانت كرهاهم بسبب رفضها لابوهم 


ظلمته و ظلمت ولاده معاه و كل ده بسبب تفكيرك الي ديما فاكره صح و تحكيم رايك عالكل ...كفايه بقي حرام عليك حراااااام 


  مرت الايام سريعا و بقي الحال علي ما هو عليه...لم يحدث شيئا يذكر طيله الفتره السابقه 

غير توبه موسي التي اشعلت الاجواء بعدما ذهب ابيه الي حسن يطالبه بحبس ولده كي يرجع عما انتواه 


و حسن كان زهنه ليس صافيا بالقدر الكافي كي يرفض ذلك الطلب 


فقد كان في الاونه الاخيره دائم الشرود ...ملامحه تصرخ حزنا ...و قلبه يتمزق الما علي تلك الغاليه التي اجتنبته تماما طيله الاشهر الماضيه 


تعاملهما اصبح محدودا للغايه ...قرر هو الابتعاد و جعل ابو ذياد هو من يبلغها بميعاد العمل 


و هي التزمت الصمت حتي حينما تكن معه داخل مكتبه ...لا تتفوه الا بالقليل ...و لا تنظر له حتي لا تفضحها عيناها المشتاقه لرؤياه 


و في اليوم الذي تم القبض علي موسي و بينما  كان يحاول معه باللين تاره و التهديد تاره اخري و لكنه لم ينصاع  و اثر علي موقفه

لم يهتم بما سيلاقيه من  تعذيب ....كانت توبته حقا ....صادقه




لم يجد حلا غير الذي اتفق عليه مع ابو موسي


فقال ببرود : تمام يا عم الشيخ....اما نشوف هتقدر تتحمل قد ايه


سحبه العسكري وهو مكبل بالاصفاد كي يعيده الي محبسه. و قام باغلاق الباب خلفه



و كانت الغاليه تقف بالخارج منتظره الاذن بدخولها  اليه و لكن مشهد موسي جعلها تقطب جبينها بحيره....



نظرت له باستغراب  و فضولها جعلها تسأل باهتمام


مالت علي ابو ذياد و قالت : مش ده موسي النجار ...هو مش تبع الباشا ...ايه الي حصل خلاه يقلب عليه


ابو ذياد بعدم اهتمام : ابدا ...عاش دور المشيخه و قال بطلت و هتوب ...الباشا كلمه كام مره عشان المأموريات الي بيطلعها معانا ...قالو لا... فالاخر ابوه كلم الباشا عشان يشد ودنه يمكن يفوق


غلي الدم داخل عروقها ....ما هذا الظلم البين ...من هم حتي يعترضوا علي توبه عبد من عباد الله


نظرت له و قالت : كده انا ادخل و لا الباشا لسه مشغول


ابو ذياد : لا تعالي المفروض كنا دخلنا علي طول بس انتي الي وقفتي ترغي


بمجرد جلوسها امامه ...و تلقيه نظراتا ناريه من عيناها الغاضبه ...علم انها تريد الانفراد به كي تنفجر امامه


حسن : سيبني شويه مع غاليه ..مدخلش حد غير لما اقولك


اغلق الباب خلفه ..و قبل ان يسألها ما بها وجدها تقول بغضب جم : انت ايه بجد ...واحد تاب ...مفكر نفسك اله هترفض توبته ...ضميرك سمحلك ازاي تظلم بني ادم كل الي عمله انه فكر يمشي صح....اااايه الجحود ده ياخي


لم يعتاد ان يتحدث معه احدا بتلك الطريقه ..و لان بالفعل ضميره يأنبه بعدما استشعر الصدق في نيه موسي عكس ما صور له ابيه


افرغ غضبه منها و من حاله فيها حينما قال بتجبر : الزمي حدودك و اعرفي انتي بتكلمي مين...مين اداكي الحق تدخلي فشغلي ...انتي اتجننتي


لم تعي تكبره وسط غضبها بل ردت عليه بنبره اكثر غضبا و قد تناست حقا مع من تتحدث : لا عارفه يا حسن....عارفه بتكلم مع مين...برغم غرورك و عنجهيتك بس كنت فاكره ان عندك ضمير ..معرفش انك قاتله من زمان لدرجه الظلم ...هتروح فين من ربنا يا باشا


لم يتحمل تانيبها ...رد عليها بما سيجعله يندم طوال حياته ...و ليدفع ثمن غروره


بمنتهي الغباء و الغرور قال : انتي اتجننتي يا روح امك....فاكراني واحد من الزباله الي تعرفيهم...فووقي....اعرفي انتي مين و قيمتك ايه ...و اعرفي بتكلمي مين و يقدر يعمل فيكي ايه


برغم دموعها المنهمره بسبب جرحه لها ..لم يرحمها و قد عمي قلبه قبل بصره و هو يكمل بغباء : اااايه يا بت ...الواد عجبك و لا ايه ...بتدافعي عنه بأماره ايه و انتي مطلعتيش معاه غير مره


اكمل بغيره دون ان يشعر : و لا يمكن معبركيش زي باقي الرجاله الي بيريلوا عليكي ...فقولتي تعملي النمره الهبله دي عشان تكسبي وده


لم ترد ...لاول مره لا تجد ردا علي اهانه وجهت لها ...هي من فعلت ذلك في نفسها حينما تخيلت انه يكن لها شيئا ما ...هي المخطئه حينما تركت قلبها يحلم به


اما هو ...لعن حاله كيف تفوه بتلك الكلمات السامه..حينما وجد قلبه يعتصر الما علي مظهرها ...لف جسده ليوليها ظهره...اشعل سيجاره و قال : مت....قطع حديثه حينما سمع الباب يغلق بقوه


التف سريعا وجدها غادرت...بمنتهي الجنون القي كل ما كان موضوعا فوق مكتبه ..مما احدث ضجيجا عاليا جعل مساعدينه و كل من بالخارج يقتحمون عليه الغرفه


نظر لهم بغضب و لم يعطي احدهم فرصه كي يتفوه بحرف حينما صرخ بهم :  كلو برررررره.....و فقط ...تسابق الجميع للخروج حتي لا ينال احدا منهم بطشه



اما هي لم تلتفت لصياح ابو ذياد  عليها بل هرولت و كأنها تهرب من شبحا  يطردها


لحق بها سريعا  ثم وقف امامها....نظر لها بزهول حينما راي دموعها المنهمره و التي لأول مره يراها


لم تعطيه الفرصه للتحدث بل قالت بغضب مكتوم :  ابعد  عن طريقي يا محمد لو سمحت


رد عليها بمهادنه : مش هسالك في ايه ...بس تعالي اوصلك مش هينفع تمشي لوحد ك  كده




دفعته بقوه في صدره دون شعور بفعلتها المتهوره  و هي تقول بغل :  مش عايزه منكم حاجه....و لا عايزه اعرفكم تاني سااااامع.....و فقط بينما وقفت مصدوما مما حدث كانت هي تترك المكان و بداخلها  عزم الا تعود اليه مره اخري




جلست مني مع اختها في ميعاد الذياره  و التي لا يذهب اليها احدا غيرها


نظرت لها ريم بهدوء ثم سالتها باهتمام : اخبارك ايه يا حببتي ...طمنيني عليكي....عاملين معاكي ايه....اكملت بغل ...و ابن الكلب ده قربلك تاني



بكت مني بقله حيله و هي تقول :  محدش فيهم بيكلمني ....حتي اللقمه امك حرماني منها ....و من بعد ما نزلت اشتغل فالمكتبه  مع عم سمير ....اسامه مش سايبني  فحالي ....بيحاول معايا بكل الطرق ...و انا لما بلاقيه زودها بصرخ ....فيخاف  و يقوم ضاربني و ماشي



بس انا مش عارفه هفضل متحمله لحد امتي  يا ريم....انا خايفه في يوم مقدرش عليه


ريم بقوه : اسمعيني كويس يا مني ....انتي مش هتنفعي تعيشي معاهم تاني.....ممكن يعمل زي الي الله يجحمه  ما عمل معايا و يستغل قعادك  فالبيت لوحدك



مني بقله حيله :  طب هروح فين ....و انا طول اليوم في المكتبه و لما امك بتكون  بره مش برجع غير لما اتأكد  انها فالبيت


ريم : بردو متضمنهمش....اسمعيني كويس ....استحملي  لحد ما تجيلي الزياره الجايه و بإذن الله اكون لقيتلك  حل


مني باستغراب :  حل ازاي....بكت بقهر و هي تكمل بخزي....اذا كان راميينك هنا و لا فكرو يبعتولك محامي ...و لا حتي لقمه تتقوتي بيها


و انا الي بقدر عليه بجبهولك ...انا عارفه انه ....


قاطعتها  ريم بابتسامه و هي تقول بحب و امتنان : بس يا عبيطه جايتك  ليا بالدنيا و ما فيها


ربك مش بينسي عبده يا مني.....بعتلي اليى يصدقني و يدافع عني 


مني باستفهام : الباشا ظابط برده اسمه ايه ده


ريم : طه باشا ....بس مش لوحده....طارق بيه وكيل النيابه ....هو الي قوملي  محامي  .....و كل أسبوع يبعتلي اكل و كل حاجه ممكن احتاجها.....و كمان موصي مأمور السجن عليا


مني بفرحه : و النبي بجد ....الف حمد و شكر ليك يا رب

انتي مظلومه و غلبانه عشان كده ربنا وقفلك ولاد الحلال


ريم : اللهم لك الحمد ....المهم المحامي جايلي  كمان اسبوع عشان يقعد معايا قبل الجلسه الي جايه ....انا هكلمه  يكلم طارق بيه يشوفلك اي مكان أو شغلانه مضمونه  لحد ما ربنا يكرمني و اطلع


مني باحراج : بس كده هنتقل  عليه يا ريم كفايه الي عمله معاكي


ريم بحزن : عارفه ان مش من حقي ....بس  كل حاجه تخون لجل ما احافظ عليكي و اكون مطمنه 



حبست حالها طيله اسبوعا مضي ....من بعد الذي حدث معها.....لا تفعل  شيئا غير البكاء ....لم تسمح لمنه او ابنتها ان يرافقانها في تلك العزله التي حقا


و بينما كانت تفكر 

فيما حدث و ما يجب عليها فعله




كان هو يستمع لموسي الذي  قال له بضع كلمات هزت كيانه......امر بخروجه و بعدها... ....شرد للامام....ظل يتردد داخل عقله كل حرفا سمعه 


و يسأل حاله ...لما قلبي يخفق بشده ...لما اشتاقها  حد اللعنه 


و بين لما ...و لما....و لما 

نجد ان


حسن الجيزاوي ...هذا الاربعيني الذي لم يجرب العشق يوما...و لا كان موجودا في قاموسه....اصبح يتغلغل داخل اوردته دون ان يشعر


قاوم كثيرا ..و مازال يقاوم .و لكن في بعض اللحظات ..يجد حاله عاجزا عن تلك المقاومه


و بين أمواج  حديث نفسه العاتيه....و بين  تجبر و غرور و كبرياء....جميعهم يصارعون قلبه الذي يتوسل اليه ان يرحمه


وجد حاله يترك مكتبه و يستقل سيارته .....التي قادها لوقت طويل دون هدف


تمر امام عينه حياته الروتينيه التي قضاها ...اجبار علي دخول كليه الشرطه بما ان عائلته باكملها تعمل في الداخليه


زواجا تقليدي من امراه بارده ...ليس بها روح


عملا ثم عمل ...ثم ترقيات اسثنائيه حصل عليها باصراره و مجهوده...حتي لا يعتقد احد ان الفضل لوصوله لتلك المكانه هو مراكز افراد عائلته


حتي ظهرت تلك الرقيقه القويه في حياته...رغم ان طريقه تعرفه عليها لم تكن بالافضل


و لكن رغما عنه وجد حاله منجزبا اليها...اعتقد في باديء الامر ان ذلك راجع الي اعتياده علي الاعجاب باي انثي يريدها في فراشه


و لكن لا...ما وجده بداخله لها بعيدا كل البعد عن تلك العلاقات العابره التي اعتاد عليها


لا يعلم الوقت الذي قضاه علي هذا الحال ...و لكنه تفاجأ بحاله يصف سيارته اسفل بنايتها


زفر بحنق من نفسه ثم اخرج هاتفه و اتصل بها


مره ..اثنان ...خمس مرات يطلبها و تغلق في وجهه كي تخبره انها تري اتصاله و ترفضه


هل يسمح له كبريائه بتمرير الامر ...لا و الله


ارسل لها رساله بكلمه واحده : ردي


و حينما ظهر لديه انها قرأتها اعاد الاتصال الذي قوبل بالرفض


هنا و جن جنونه حقا ...ارسل لها تهديدا صريحا بمنتهي الوقاحه و كأنها ليس لديها الحق ان تغضب منه....لو مردتيش هطلعلك البيت ...و انتي عارفه اني اعملها عادي ...ردي احسنلك يا غاليه


و الغاليه تجز علي اسنانها غيظا من ذلك المغرور ..و لكنها انتفضت رعبا متجهه الي الشرفه كي تتأكد من وجوده


كادت ان تملأ الدنيا صراخا ...بعد ان جرحها و دعس علي كرامتها..بل الاكثر من ذلك انه لم يكلف نفسه عناء الاتصال منذ ما حدث


ما الذي تغير حتي يأتي اليها بل و يلح بالاتصال


قبلت اتصاله ...و لكنها لم تعطيه الفرصه كي يتحدث


اذ قابلته بهجوم : خير يا باشا ...حصلت تجيلي لحد البيت ....انت فاكرني ايه ...الحمد لله اني ساكنه في شارع عمومي و الا كان زماني اتفضحت بسبب وقفتك دي


مجنون....هو حقا مختل ...اذ قابل هجومها عليه بابتسامه مشرقه حينما اكتشف توا اشتياقه لصوتها ذو البحه المميزه


رد بهدوء اصابها بالجنون : عامله ايه يا غاليه....هل ينطق اسمها...ام يصف حالها بداخله


برقت عيناها زهولا ....ردت بغيظ ؛ ده ردك ...عامله ااايه


زفرت بغضب ثم اكملت : تمام خاليني معاك ...انا زي الفل يا باشا ...في حاجه تاني


مهما كان حاله سيظل غروره هو المتحكم به


رد بوقاحه : بت اتلمي في ايه ...انا جايلك لحد عندك ...مش مكفيكي


و الغاليه لن تتهاون معه بل سترد له الصاع صاعين مهما كانت العواقب


غاليه ؛ و الله...محدش طلب منك تنزل من برجك العالي و تيجي لواحده شغاله عندك ...لا هي من مقامك ...و لا في حاجه تربطك بيها لدرجه وجودك تحت بيتها


و اعتقد لو كان الموضوع شغل الي انا اصلا خلاص مبقاش يلزمني ...اكيد كنت هتبعت ابو ذياد ...و لا ايه


حقا شفت غليلها و لو قليلا بعدما سمعت صوت تنفسه العالي و ضرب المقود بيده


رد بغضبا جم وهو يقود سيارته بهستيريا : قسما بالله لاعدلك يا غاليه ....ساعه و ابو خراااا هيكون عندك ...لو مكنتيش قدامي بعدها فالمكتب ...الليله هتكوني مشرفه فالتخشيبه....و انتي عارفه اني اعملها...ساااامعه...و فقط اغلق الهاتف في وجهها دون ان يعطيها حق الرد


اما هي تلك اللبؤه القويه ...لن تهتز من تهديده


بل قررت ان تذهب له ....الان ...و بمفردها ليس مع سائقه كما يامرها دائما


حتي تثبت له انها لا تخف منه ...انما اتت بمزاجها بعد ان كسرت تلك القاعده الاساسيه التي وضعها هو بنفسه و اجبرها عليها


نظرت للامام و قالت بكبرياء ؛ ان ما خليتك تولع في نفسك مبقاش انا غاليه ...كفايه جيتك لحد عندي


اما اشوف انا و لا انت ...يا باشا


بعد مرور اقل من ساعه كانت تمشي في الممر المؤدي الي مكتبه....قابلت في طريقها ابو ذياد الذي اوقفها وهو يقول بوجل : ايه ده....انتي جيتي لوحدك


نظرت له بقوه و قالت بمواربه  : هو انا صغيره يا محمد و لا ايه


رد عليها بقلق عليها : لا مش صغيره يام سيلا....بس انتي عارفه اوامر الباشا....ده لسه قايلي حالا اتحرك عشان اكون عندك قبل المعاد


تحركت من امامه كي تكمل طريقها و هي تقول بلا مبالاه  : عادي مش فرقه ...متكبرش الموضوع.....وقفت امام المكتب ثم نظرت له و اكملت : بلغه اني وصلت عشان مش  فاضيه استني كتير


نظر لها بزهول ثم قال  بغيظ :  يا سواد السواد ...منك لله هيطلع  غله فيا....خليكي جامده كده للاخر يا قطه لما يطلع عينك بسبب عندك معاه ده


تركها و دلف الي الداخل كي يبلغه

و ما كادت ان ترتعش من تهديد ابوذياد ...الا ان خفق قلبها رعبا بعدما سمعت صوته الجهوري و هو يقول : نعم يا رووووح امك.....دخلها


لطمت وجنتها و سبت حالها بابشع الالفاظ....كادت ان تهرب و تعود من حيث اتت ...الا ان الباب الذي فتح علي مصرعيه....و نظراته التي تطلق عليها شرارات جحيميه ...جعلت جسدها يتيبس  و لم تقوي علي التحرك


افاقها من كل هذا صوت محمد الشامت  وهو يقول :  ادخلي ....ادخلي يام سيلا عشان انتي مستعجله و مش فاضيه


نظرت له بغيظ ثم ابتلعت لعابها و قالت بهمس بعدما تحركت نحو الداخل :  ماشي يا واطي ...غووور


كتم ضحكته علي غيظها الطفولي ثم اغلق الباب خلفها ....تاركا  اياه في مواجهه الاسد....


ماذا ستفعل....حقا لا نعرف

فليكن الله في عونها




ماذا سيحدث يا تري


سنري


متنساش ان الروايه موجوده كامله في قناه التليجرام

والواتساب 






للانضمام لجروب الواتساب 



(اضغط هنا




يمكنك للانضمام لقناه التليجرام 

 

1-(اضغط هنا



و للانضمام علي جروب الفيس بوك 




1/ ( انضمام



👆👆👆👆



📚 لقراءه الفصل الثاني من هنا ♡♡♡ الفصل الثاني عشر 



✍️ لقراءه رواية موسي الجزء الاول كامل اضغط هنا👇




      👈رواية  موسي الجزء الاول كامله 👉


انتظرووووني



بقلمي /  فريده الحلواني




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-