أخر الاخبار

رواية غاليتي موسي الجزء الثاني الفصل الثاني عشر بقلم فريده الحلواني

 رواية غاليتي موسي الجزء الثاني الفصل الثاني عشر بقلم فريده الحلواني 

رواية غاليتي موسي الجزء الثاني الفصل الثاني عشر  بقلم فريده الحلواني


رواية غاليتي موسي الجزء الثاني الفصل الثاني عشر بقلم فريده الحلواني 


رواية غاليتي 

موسي الجزء الثاني

 الفصل الثاني عشر 

 بقلم فريده الحلواني 






صباحك بيضحك يا قلب فريده 


الدعوه دي من نصيبك 


ربنا يجبر بخاطرك جبرا يتعجب له اهل السموات و اهل الارض 

ربنا يراضيكي و يرضي عنك و يرزقك من حيث لا تحتسبي 


ربنا هيعوض قلبك الطيب عن كل وجع حس بيه...هيدهشك بعطائه ...انا واثقه 

و بحبك 


علاقه في ظاهرها التناقض و النفور....و في باطنها الكمال و التمني 


هي...تقف بثبات انفعالي تحسد عليه رغم رعبها الداخلي من مظهره الاجرامي و عيناه المنقاده بنار الغضب 


هو....لاول مره لا يتسلح بسلاح البرود او التكبر...بل ترك نار قلبه الحاميه تخرج من صدره كي تحرقها مثلما اشعلته 


تحدث بنبره خرجت من الجحيم مثبتا عيناه داخل خاصتها : جيتي لوحدك لييييه....مش قولت هبعتلك زفت علي دماغك 


ردت بنبره اكثر غضبا و رعونه : مش هسمحلك تغلط فيا تااااني ...مين اداك الحق تتحكم فيا...تهني بمزاجك...و لما يجيلك مزاج بردو ترجع تكلمني عادي و لا كأنك عملت حاجه 


مش انا الي يتعمل معاها كده ...انت هددتني لو مجتش هتحبسني  ..و انا اهوووو قدامك يا باشا ...مبخفش علي فكره 


و الباشا لم يهتم بحديثها الفارغ...بل لم يسمعه تقريبا...كل ما يشغله هي...حبيبته ...نعم اعترف بداخله انها هي من دق لها قلبه المتحجر 


شفتاها المطليه باللون النبيذي جعلته يشتهيها 

و هل اعتاد ان يشتهي شيئا و لا يحصل عليه ...لا و الله 


في لحظه...فقط لحظه بينما هي كانت تناظره بتحدي مع استغرابها لصمته المريب 


كان ينقض عليها مكبلا يداها الاثنان وراء ظهرها بيد واحده...اما يده الاخري سحبت راسها اليابس كي يثبته بقوه و همجيه....بعد ان التقم ثغرها في .... 


لن استطع تسميتها قبله...بل هي اسمي و اكبر من ذلك الوصف 


يلتهمها ...يعترف بعشقه الذي لا يقوي علي اظهاره...كان كالغريق الذي وجد اخيرااا برا يرسو عليه 


غريبا جاب ضروب الارض حتي يجد وطنا له....جائعا صام دهرا و ها هو طعامه المفضل ياكله بنهم .... 


اما هي ...بعد ان فاقت من صدمتها ....و لكن للاسف لم تجد القوه لردع هذا الهجوم  من خلال جسدها المكبل 


بل و الادهي هو رفض قلبها العاشق لمحاوله ابتعاده 


تحولت من قبله انتقامه من جهته و مرفوضه بوهن من جهتها ....الي اخري بمذاق عشقا يصرخ متوسلا كي يخرج الي النور 


ابتسم داخل ثغرها حينما وجدها تبادله بجهل و استحياء...رغم انها تزوجت قبله و رغم كبر عمرها نسبيا 


الا ان ما تعيشه الان لم تشعر به من قبل 

اطلق سراح يداها ثم أسر وجهها بكفيه بعدما حاوطه بهم 


نهل منها ترياق الحياه...و نالت منه ما لم تكن تحلم به 

و اخيراااا ...بعد وقتا لا نعلم مدته ...ابتعد ساحبا معه احدي كرزتيها بنهم و تلذذ 


لم يبتعد و لم تقوي هي علي ذلك...ظلا ملتصقان بعد ان وضع جبهته علي خاصتها ...ياكل ملامحها بعينا تخترقها 


يلهثان بقوه و كأن كلا منهما ظل يركض طيله حياته الي ان وصل اخيراااا ...الي وطنه 


تلك اللحظه اسمي و اجل من ان تقطع ببضع كلمات مهما كانت روعتها لم تصل الي ما يشعران به الان 


عيونا تصرخ عشقا ...و اخري تتوسل البقاء ...و قلوبا تعانقت بقوه رافضه الابتعاد 


و دنيا ....لا تعطينا كل ما نريد...اعادهم الي ارض الواقع طرقا فوق الباب 


هنا ابتعد الاثنان فجأه و هما يناظران بعضهما بصدمه...لا يصدق احدا منهما ما حدث 


و حينما طرق الباب مره اخري جمع شتات حاله و قال سريعا : ادخلي الحمام 


نظرت له بعدم فهم فجز علي اسنانه غيظا ثم قال : الحمام يا غاليه الحماااام 


اخيرا عاد لها عقلها و تحركت دون التفوه بحرف 

توجه نحو مكتبه ثم امر الذي بالخارج بالدخول و هو يحارب كي يعيد توازنه 


دلف ابو ذياد بوجل ثم قال و هو يبحث بعينه عنها : باشا محتاجني في حاجه ...الجماعه اتصلو بيا و المفروض اروحلهم 


حمد ربه ان الذي كان يريده هو رجله ...ساله باهتمام : في حاجه و لا ايه 


ابو ذياد : البت تعبانه شويه و امها عايزه توديها للدكتور 


حسن : الف سلامه عليها...خلاص روح انا اصلا شويه و ماشي ...هينفع توصل غاليه و لا هتتاخر 


ابو ذياد : لا طبعا هوصلها ..اطمن يا باشا....نظر حوله ثم سال علي استحياء : هي فين 


خرجت عليهم بعد ان تمالكت حالها بشق الانفس ...لم تقوي علي النظر تجاهه 


مثلت العبث داخل حقيبتها و هي تقول : حضرتك انا اتاخرت ...ممكن امشي 


ابتسم بداخله حينما سمع صوتها المرتعش ....علم انه اثر في تلك الشرسه 


رد بهدوء يحسد عليه : لا ...ابو ذياد هيوصلك ...سلام




وصلت بيتها دون ان تتفوه بحرف غير  ...مفيش حاجه انا تمام


هذا كان ردها حينما سألها ابو ذياد عما حدث....احترم صمتها و لم يذد  حرفا اخر


حتي صديقتها حينما دلفت لها كي تطمئن  عليها  قالت لها بهدوء غريب :  الصبح هحكيلك معلش يا منه  مش قادره اتكلم



منه :  يعني معني كده انك مش نازله بكره صح....هزت راسها علامه الموافقه فاكملت  :  تمام ....يبقي انا الي هوصل سيلا المدرسه عشان رايحه لام فتحي


نظرت لها بزهول ثم قالت :  رايحه تعملي ايه عندها  ان شاء الله  افرضي  الواطي ده كان هناك و هو الي مسلطها  تسحبك  



منه : لالالالا.  اطمني انا بردو فكرت في كده  و قولتلها أقسمت بالله انه ما يعرف انها عايزاني و كمان قالتلي اروحلها  بدري عشان ميكونش هناك 



الصراحه انتي عارفه انها كويسه و مشوفتش منها حاجه وحشه ...اتكسغت  اقولها لا  




اما هو .....كان يغمره شعورا بالراحه و السعاده التي لا يعلم مصدرها


حقا كاذب.....تعلم سببها....قلبك يصرخ باسمها و شكرها علي ما جعلتك تعيشه معها في بضع دقائق لم  تتخيله طوال حياتك



قرر ان يعود بتكرا الي بيته كي يجلس مع  الشباب كما يفعل من حينا لاخر


و لكن ....وجد حاله  خرج من الجنه ...لتطء  قدمه جحيما فرض عليه


تفاجأ بعوده نورهان و التي لم يخبره احد  بها


شعر لاول مره ان الهواء سحب من رأتيه و اصبح عاجزا عن التنفس


الجميع ينظر لوجهه الشاحب  باستغراب و قلق....و مع نظرات التعالي و الشماته التي انطلقت من تلك الخبيثه .....و حينما فتحت فمها كي تتحدث ....كان هو يلتف بجسده مهرولا الي الخارج


بل ترك المكان باكمله بعد ان استقل سيارته و انطلق بها الي....اللا مكان


و كعادته ظل يجوب  شوارع الاسكندريه  دون هدف ...و في لحظه ضعف اراد ان  يهرب من تفكيره الذي كاد ان يصيبه بالجنون


وقف امام احد المحال المخصصه لبيع الخمور ......اشتري واحده منهم  ثم عاد الي سيارته مقررا  ان يختلي بحاله اليوم 



و بعد ان انهاها....و بعد ان ظل داخل سيارته دون حراك طوال الليل بل ايضا بعد مرور عده ساعات علي ظهور شمس يوما جديد


تحرك اخيرا مقررا ان يريح قلبه مع من ملكته......هو يحتاجها الان ....و بشده .....حتي و ان لم يعترف بذلك ....يكفي رؤيتها ...و فقط



اما هي.....بعد ذهاب ابنتها مع منه قررت ان تقلب شقتها راسا علي عقب حتي تريح عقلها كن التفكير  .....و احساسها داخل زراعيه ظل يطاردها  طوال الليل.....لم تذق طعما للنوم


و بينما كانت منهمكه في تنظيف احدي الغرف


سمعت طرقا فوق الباب ..هرولت سريعا كي ترى من اتى لها في ذلك الوقت المبكر


بمجرد ان فتحت الباب تصنمت مكانها...هل ما تراه حقيقي...هو بذاته يقف امام بيتها...من اين اتى بكل تلك الجرأه


اما هو رغم عدم تركيزه بسبب احتساءه لزجاجه الخمر ...وقف مبهوتا بجمالها رغم ان ما ترتديه


عباره عن بنطال يصل الي اسفل ركبتيها ...فوقه تي شيرت من نفس اللون و لكن مطبوع عليه حبه رمان


اما خصلاتها الناعمه جمعتهم خلف راسها باهمال مما جعل بعضهم يتدلل فوق وجهها


حينما ادرك كل تلك الفتنه التي تقف بزهول امامه ...اشتعل صدره بنارا لا يعلم مصدرها


دفعها بقوه الي حد ما نحو الداخل ثم تقدم هو الاخر و اغلق الباب خلفه و قال بغضب : انتي ازاي تفتحي الباب بالمنظر ده


هنا ...فاقت من صدمتها فجابهت غضبه بغضب اكبر منه وهي تقول : و انت مين سمحلك تيجي لحد بيتي ...لا و دخلت و قفلت الباب كمان ...يا جبروتك يا اخي


نارا حاميه تحرق صدره الان...اهي بسبب عدم قدرته علي منع نفسه ان يأتي اليها بعد ان  ظل طوال الليل يعيش علي ذكري  شعوره الذي احسه حينما قبلها


ام بسبب غيرته العمياء بعد ان رآها هكذا


ام لغيظه من قوتها و تحديها له


امسك زراعها بقوه و تفوه حديث لا يمت بصله لما قالته : انتي عايزه مني اااايه هاااا


فاكره نفسك مين ...انا افعصك تحت رجلي ..بتعملي فيا كده ليه...ليه انتي ...ليه انتي يا غاليه


لم تفهم شيئا من كلماته الغير مترابطه


و حينما همت ان تسأله بعدما استنشقت رائحه الخمر


قال هو : ايوه شارب ...متهبب شارب و يارتني عرفت انسي


خف ضغطه علي يدها و قال بوهن : تعبت و مش عارف اعمل ايه ...تعبت


قلبها الخائن اشفق عليه من تلك الحاله التي لأول مره تراه عليها


مدت يدها تزيح يده القابضه علي زراعها بوهن ثم سحبته معها الي اقرب اريكه و هي تقول : تعالي اقعد خمس دقايق هعملك فنجان قهوه


انصاع لها دون أراده لأول مره ...قبل ان تغادر وجدته يتطلع حوله


فقالت بخجل : معلش بقي يا باشا البيت مش قد المقام


نظر لها بحزن يغلفه التمني و قال : بس فيه دفئ محستهوش في الفيلا الي عايش فيها بقالي عشرين سنه ...يا غاليه


تركته دون ان تستطع الرد عليه بعدما انتابتها تلك القشعريره التي تتملك منها بمجرد ان ينطق اسمها بذلك الاسلوب المميز


و كأنه يقول لها انتي غاليتي حقا ليس اسما لقبتني به



ابدلت ثيابها سريعا باخري مناسبه ...و رغم وجيب قلبها الخافق بشده....صنعت له قدحا من القهوه و هي تمارس علي حالها اقصي درجات الثبات الانفعالي 



تقدمت منه بتمهل تحت نظراته المراقبه لها....جلست جانبه تاركه مساحه بينهما لا باس بها 



ابتسمت باهتزاز و هي تقدم له القدح ثم قالت : انا عملتهالك مظبوط ...يا رب تعجبك 


تناولها منها و قال : شكرا...يا غاليه تعبتي نفسك 


تنهدت بخوف من تاثيره عليها ...و حينما رات نظراته التي  تري داخلها ...كنتي معي بالامس .... قالت بهدوء : ينفع اسالك مالك ...و لا كده هتعدي حدودي 



ارتشف القهوه باستمتاع ثم قال : انهارده مفيش حدود بينا ....خلينا يوم ننسي كل حاجه 


نكون بس ...حسن و غاليه...انا تعبااااان...مش عارف اتكلم ...بس محتاج حد يحس بيا....نفسي في حد يطبطب عليا و يقولي انا معاك 


اكملت عنه بشجن : و نفسك حد يفهمك صح...و نفسك حد يرد عليك من غير حتي ما تتكلم 


و نفسك حد يشوفك من جواك ...يقراك.... 

يعرفك 

…..يحس بيك 


نفسك تسيب الدنيا بحالها ....و تكون بس في مكان مع حد ترتاحله 



كان ينظر لها بزهول يشوبه الفرحه كيف شرحت ما بداخله بتلك البساطه 


ابتسمت بعدما فهمت معني نظراته و قالت : عشان ده نفس الي جوايا...حسيت بيك...بس كده 


وضع الكوب فوق الطاوله الصغيره ثم قال :  طب و منه صحبتك ...مش بتفهمك 


غاليه : اكتر حد فاهمني فالدنيا...بس امممم مش عارفه اشرحهالك ازاي 


اكمل عنها و كأن كلاهما شخصا واحد : في حاجات مش بتحتاج صاحب يفهمنا.... 



بتحتاج حبيب ...يقرانا و يحس بينا  ....بنحتاج حضن دافي يحتوينا ...بنحتاج يسال علينا من غير ما نطلب 


اجمل احساس فالدنيا لما تكوني مخنوقه و تلاقي حبيبك بيرن عليكي عشان بس حس انك مش كويسه 


سالته بلهفه حاولت مدارتها : انت جربته 

تنهد بهم و قال : عمري....وضع يده فوق قلبه الخافق و اكمل :  عمره ما دق...لدرجه كنت شاكك انه موجود اصلا 


نظر لها باحتياج ثم اكمل : قلبي محتاج الي يسرقه مني غصب عني...يا غاليه 


واحده تكون اجن مني عشان تتحملني ...مكنش ينفع اقرر احب...كان لازم اتخطف 


و الغاليه خطف قلبها من ذلك الحديث المتواري ...و الذي يرفض عقلها ان تصدقه 


غاليه : ربنا يبعتلك الي تجننك ...ههههه عشان تنتقم منك عالي بتعمله فالناس 


ضحك بهدوء ثم امسك كفها بغته و قال بمغزي : مانا هجنن امها بردو ...انا مش بسيب حقي 


سحبت كفها سريعا و تغاضت عما فعله ثم قالت بحكمه : فالعموم ...محدش بيقرر يحب...لو الحب قرار مكنش حد اتعذب و لا انكوي بناره 


شرد قليلا و عينه تغلق رغما عنه ...كاد ان يذهب في النوم الا انها لاحظت ذلك فقالت بوجل : باشا ...انت نمت و لا ايه 


فتح عينه بصعوبه و هو يقول بصوت يملأه الرجاء : محتاج انام ...عايز انام يا غاليه ..تعبان...خبيني...مش عايز اشوف حد 


خفق قلبها بشده بعدما سمعت نبرته المتألمه...و لاول مره يعري حاله امامها 


لم تفكر مرتان ...بل القت بكل الاعراف و المستحيل عرض الحائط 


امسكت كفه بحنو ثم ساعدته علي الوقوف و هي تقول : تعالي ريح ساعتين جوه في اوضتي ...اصلا استحاله اخليك تنزل بشكلك ده 


ملس علي وجنتها بحنو و قال : خايفه عليا 

ردت دون مواربه : جدااااا ...غصب عني 


كاد ان يسالها بلهفه الا انها وضعت يدها فوق ثغره بجرأه و هي تقول : مش وقته ...و لا مكانه....لما تفوق لو هتبقي فاكر الي حصل...وقتها هنتكلم 


لم تمر ساعتان فقط ...بل انقضي اليوم و ها قد شارفت الشمس علي المغيب ...و التائه وجد وطنه الذي احتواه...وجد امانه فنام قرير العين و براحه لم يتذوقها من قبل 


اما هي ...انهت في هدوء تام ما كانت تفعله قبل ان يقتحم حياتها ...نعم ليس منزلها الذي اقتحمه ...بل حياتا باكملها لا تعلم كيف ستعيشها بدونه 


دلفت عليها منه المطبخ ...نظرت لها بغيظ يشوبه الشفقه و قالت : يا بنتي ...المغرب قرب ياذن ...مش معقول نايم كل ده 


تاكدت غاليه من الطعام الذي تحضره بمزاج عالي متمنيه ان يتذوقه ثم قالت : خلاص انا هطفي عالاكل و ادخل اشوفه 


اصلا من ساعتين بصيت عليه لقيته رايح فالنوم كأنه بقاله سنه منمش 


منه بغيظ : يا حنينه....غاااليه انتي عارفه ان الي عملتيه ده غلط ...صح 


نظرت لها بحزن و قالت : متأكده مش عارفه بس....مقدرتش يا منه...قلبي اتقطع عليه 


اكملت بقوه لتواري ضعفها : و بعدين ده مكنش قادر يفتح عينه ...كان هيسوق اذاي 


ردت عليها بحنق بعدما علمت هروبها : طب خشي ياختي صحيه و انا هحضر الاكل....اكملت بكيد : و يا رب يرضي ياكل عشان وقفت اليوم كله فالمطبخ متضعش عالفاضي 


قزفت في وجهها منشفه صغيره ثم غادرت و هي تقول بغيظ : ابو شكلك عيله فقر 


دلفت بتمهل عكس قلبها الخافق بجنون...نظرت له بعشق حينما راته غافيا بسلام و ليحترق العالم اجمع 


ترددت كثيرا في وكزه بخفه ..و لكن حينما هتفت باسمه عدت مرات و لم يفق اضطرت لذلك 


و الباشا الذي تناديه غاليته ...بدأ يفتح عينه ببطيء ...لم يستوعب سريعا اين هو ...و لا وقوفها امامه 


ظن انه يحلم بها ...و لكن ابتسامتها التي اشرقت مثل نور الشمس في وجهه 


مزاحها الخفيف حينما قالت : كل ده نوم ...انت كنت مع اهل الكهف و لا ايه 


جعله يستعيد كامل وعيه سريعا و يتذكر ما حدث 


رد عليها بخمول : هما ساعتين الي نمتهم ...خلتيني من اهل الكهف 


ضحكت بحلاوه ثم قالت : ساااعتين... 

الساعه سته المغرب يا باشا 


انتفض من مرقده بفزع ثم قال : بتهزري ...سته ايه 

غاليه و الله ابدا ...اشارت نحو الحائط ثم قالت : الساعه قدامك 


مسح علي وجهه بكفيه ثم عبث داخل شعره بطفوله و هو يقول بزهول : عمري في حياتي ما نمت كل ده ...تقريبا عشر ساعات 


القي بحاله مره اخري فوق الفراش ثم نظر لها بابتسامه و قال :  انا جعان ...عامله اكل ايه 


نظرت له بصدمه و لسان حالها يقول : هو فاكر نفسه في بيتهم ده و لا ايه 


ضحك بخفه بعدما فهم ما بداخلها ثم قال : يعني سمعتي الكلام و خبتيني عشر ساعات ...و فوني فصل و زمان الدنيا مقلوبه عليا 


كملي جميلك و اكليني بقي...انا ميت مالجوع....نظر لها بمسكنه و اكمل : اهون عليكي....يا غاليه 


كتمت ضحكتها بصعوبه ثم قالت و هي تمثل النزق : يلااا ..كله بثوابه...قوم اغسل وشك...الاكل جاهز بره 


انتفض بسرعه من فوق الفراش ...لم يعطيها الفرصه كي تبتعد...مال عليها مقبلا وجنتها بقوه 


و كانه يمازح طفله ثم قال : جدعه..جدعنه يا شيخه ...احم...الحمام فين 


نظرت له بشر ثم قالت بتهديد و هي تلوح له باصبعها السبابه : عارف لو عملت كده تاني....اااا 


قاطعها بغمزه وقحه ثم قال و هو يتجه للخارج : وعد مش هعملها ...اكمل بهمس سمعته : انا عايز بتاعت المكتب ...اااخ...عسل 


و بينما كان هو يعيش اجمل يوما مر عليه في حياته 


كانت عائلته تبحث عنه في كل مكان 

حينما لم يعد حتي الصباح ...و بعدما اتصل طه علي مكتبه و اخبروه انه لم ياتي 


بدأ القلق ينهش احشائهم ...حتي فادي حضر اليهم كي يبحث مع طه و ابيه عن صديقه الوحيد 


و لسوء حظهم ايضا ان اخر امل لهم كان ابو ذياد و الذي لم يحضر ايضا الي العمل اليوم و هاتفه مغلق 


ذبيده بدموع : يعني ااايه...ابني فين انا عايزه ابني 


محمد بجمود : اكيد قاعد في حته و متعمد يختفي عشان يقلقنا 


فادي : لا يا سيادت اللواء ...حسن عمره ما عملها ...لما بيكون زهقان بيجي عندي ...حتي لو قفل الفون انا بطمنكم 


نظر طه الي ابيه ثم قال بغضب : لو اخويا جرالو حاجه انا مش هسامحك...نظر الي نورهان و اكمل بغيظ : انت السبب 


لم يعطه الفرصه للرد عليه  بل انطلق الي الخارج ليواصل البحث عن اخيه و لحق به فادي سريعا 



و اخيه يجلس علي راس طاوله الطعام باريحيه و كانه داخل منزله...ياكل  بنهم كما لم ياكل من قبل 


و غاليته تطالعه بفرحه داخليه و هو يمازح الصغيره من وقتا لاخر ...و لكن ما اثار استغرابها حقا 


حينما وجدته يقول : انا حريف ببجي ..بتعرفي تلعبيها 


سيلا بفخر : طبعا و ليا صحاب كتير بيلعبو معايا كمان كلهم كبار بس بياخدوني معاهم عشان انا حريفه 


ضحك بصخب ثم قال : يا بت ...دانتي اخرك معايا جيم واحد و افرمك 


نظرت له بتحدي و قالت : طب ادخل معايا و انا اوريك...اوعي يغرك جسمك علي فكره دي لعبه عايزه دماغ مش عضلات ماااشي 


صاحت بها غاليه بغيظ : سيلا عيب كده 

اما هو فقد اشار لها بيده الا تتدخل حينما وجد حاله لا يستطع الحديث من شده الضحك 


تمالك نفسه بصعوبه و قال : انا اتاكدت دلوقت انك بنت غاليه بجد ...ايووووه يا جدعان نفس اللماضه...نظر لغاليته بحب لم يداريه و اكمل : و العيون 


منه بفرحه : دي سبلا مفيش احلي منها ذكيه و شاطره و بتطلع الاولي ديما 


تطلع للطفله بحنو ثم قال : مش مهم تطلعي الاولي...الاهم انك تكوني حابه ده...اكمل بغيظ مازح : ماتكونش امك بتقعدك تذاكري عافيه 


مالت الطفله تجاهه ثم قالت بهمس شاكيه : اسكت اسكت ...انت متعرفش حاجه...دي لو نقصت نص درجه تلقيها اتحولت 


عارف الست الكيوت الي قاعده قدامك  دي ...فجأه تلاقيها جعفر ..اااه و ربنا...بس ده سر 


كتم ضحكته بصعوبه كي يرد  عليها بجديه ذائفه بعد ان قطب حاجبيه : يا ساتر يا رب...طب بصي عشان شكلها مركزه معانا...و هتتحول...انا هكتبلك رقمي و ابعتيلي عالواتس ...نتكلم براحتنا و كمان نتفق علي ميعاد نلعب جيم ...قشطه 

ابتسمت سيلا بفرحه عارمه ثم قالت : قشطه جدااااا 


اضطر طه و معه فادي ان يذهبا الي منزل ابو ذياد كي يعلما منه مكان اختفاء حسن 


حلت الصدمه عليه حينما وجدهم امامه فقال بزعر : خير يا باشوات ...في حاجه...حسن باشا بخير 


طه : انا الي بسالك ...اخويا فين يا محمد ..و انت متهبب قافل فونك ليه 


رد عليه بوجل : كنت مع بنتي فالمستشفي من امبارح و التلفون فصل و الله يا باشا ...اتفضلو طيب متاخذنيش المفاجاه برجلتني 


فادي : متعرفش حسن فين...مختفي من امبارح و محدش عارف يوصله...قولنا اخر مره كنت معاه امتي ...و ايه الي حصل خلاه يختفي كده 


شرد محمد قليلا ثم قال : كنت معاه فالمكتب لحد امبارح العصر و بعدها سيبته و مشيت وصلت الست غاليه و جيت عالبيت من ساعتها مكلمتوش 


طه بشك : غاليه دي الي شغاله معاكم 

محمد : ايوه يا باشا 


فادي طب اتصل بيها يمكن كلمها 


اتجه الي الداخل ليجلب هاتفه الذي كان موضوع علي الشاحن ثم قام بفتحه و طلبها 


مره ...اثنان...خمس مرات يعيد الاتصال الي ان ينتهي و لا يوجد رد 


نظرو ثلاثتهم الي بعضهم بحيره ثم قال طه بحسم : تعالي وديني عندها 


محمد بخوف : ازاي يا باشا..مينفعش ...و بعدين اااا 


قاطعه طه بنفاذ صبر : ااااخلص انا الي بقولك ...و فقط ...سحبه معه بهمجيه و اتجه نحو سيارته التي انطلق بها سريعا نحو العنوان الذي املاه عليه 


و الباشا ما زال يجلس باريحيه بعدما انتهي من تناول طعامه و ها هو يحتسي قهوتها التي اعجبته كثيرا 


لم يكف عن الضحك كلما اثار حنق غاليته او فضحتها منه او سيلا حينما يقصان عليه بعضا  من طرائفها 


و الثلاث رجال وقفو ينظرون لبعضهم بصدمه حينما سمعو صوت ضحكاته التي لم يسمعوها بتلك الطريقه من قبل 


ضغط طه علي جرس الباب و بداخله غضب يجعله يدق عنق اخيه 


فتحت منه ثم وقفت تنظر لهم بوجل و هي تقول : ايوه 


لم يرد عليها احدهم بل وجدت طه يتحرك نحو الداخل فمنعته و هي تقول بغيظ : علي فين يا جدع انت فاكر نفسك داخل بيت ابووووك 


تطلع لها بصدمه ثم قال بصياح : ااانتي غاليه 


سمع حسن صوت اخيه فتحرك سريعا و معه غاليه التي شعرت بالخوف 


طالعه الثلاثه بغضب بينما هو استقبلهم بابتسامه عريضه و هو يقول مازحا : ايه ده دي العصابه كلها هنا ...تعالو ادخلو واقفين بره ليه 


ما هذا الجنون...الكل يطالعه بصدمه ..النساء يكاد يصرخون غيظا....هل ظن ان البيت بيته حقا 


اما الرجال فلو كانت النظرات تقتل لاردته صريعا في الحال....اهم يموتون قلقا عليه...و هو ماذا يفعل 


الوحيد الذي قطع كل هذا هو محمد حينما قال بقلق : اااا...معلش يا باشا ...الجماعه قالبين الدنيا عليك من امبارح....حتي جولي البيت و مكنش في حل غير ان نجي هنا بعد ما اتصلت بالست ام سيلا ياما مردتش 


صمم علي دخولهم....قص عليهم باختصار ما حدث منذ الامس دون ان يخجل  ....بل الادهي انه طلب من غاليته ان تحضر طعاما لاخيه و صديقه 


غاليه : حضربلهم اكل انا عارف ادام بيدورو عليا من امبارح يبقي ماكلوش 


فادي بفرحه : الهي تتستر يا شيخ هو ده الكلام 


طه بغيظ : انت بتستعبط ياااض 

منه : يوووه...يعني الباشا غلطان انه خايف عليك...نظرت لحسن و قالت بحسن نيه : انا لو من ترفده يا باشا...شغال عندك و يقولك ياااض ...دانت متواضع اوووي 


اعقبت قولها بالنظر لطه بشماته و لكنها تحولت لزهول حينما وجدت الجميع يضحكون بصخب 


همست لصديقتها و قالت : انتو بتضحكو ليه...مش ده شغال عنده ...الي هما اسمهم ايه دول...ااااا... 

بوودي جارد صح 


طه بجنون : بووودي اااايه 


نظر لاخيه ثم قال بجنون : عجبك صح 

حسن بضحك : معلش  هي متعرفش انت مين 



نظر لمنه ثم قال بهدوء : ده اخويا الكبير



ضربت منه علي صدرها بقوه  ثم جحظت عيناها و قالت :  احييييييييييييييه



ماذا سيحدث يا تري


سنري



متنساش ان الروايه موجوده في قناه التليجرام

والواتساب 




للانضمام لجروب الواتساب 




(اضغط هنا)



يمكنك للانضمام لقناه التليجرام 

 


1/ ( اضغط هنا



و للانضمام علي جروب الفيس بوك 



1/ ( انضمام






👆👆👆👆






         📚 لقراءه الفصل الثاني من هنا ♡♡♡




              ꧂ الفصل الثالث عشر




✍️لقراءه رواية موسي الجزء الاول كامل اضغط هنا👇




      👈رواية موسي الجزء الاول كامله 👉


انتظروووووني



بقلمي /  فريده الحلواني




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-