رواية غاليتي موسي الجزء الثاني الفصل التاسع عشر بقلم فريده الحلواني
رواية غاليتي موسي الجزء الثاني الفصل التاسع عشر بقلم فريده الحلواني
رواية غاليتي
موسي الجزء الثاني
الفصل التاسع عشر
بقلم فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
عزرا ...لن استطع كتابه كلماتي المعهوده قبل قراءه كل فصل
اليوم اشعر حقا ان قلبي يؤلمني ...و لا أجد ما أقوله....فما سيحدث اليوم في حكايتنا ...جعلني اتألم مثلهم تماما
و وجدت نفسي عاجزه عن الإمساك بحروفي
فلتعزروني
لا أحد يعلم معني الموت الا من جربه
و من مات لا يستطع وصف ما شعر به اثناء خروج الروح من الجسد
هذا حال الاموات
و لكن ....الأحياء اسما ...اموات فعلا. ..ما يكون شعورهم
فليعينني الله كي احاول وصف ما بداخلهم
لا يعلم كيف وصل اليها ...و لا كيف دق بابها
بداخله وحوشا تنهش احشائه .....تتوسل اليه الا يفعل بها ذلك....و لكن العقل له رأيا اخر
طرق بابها ....فتحت له باجمل ابتسامه ثم قالت : اول مره تتاخر عن ميعادك
لم يرد ....ملامح بارده جعلت قلبها يخفق اكثر مما كان منذ قليل....منذ الصباح تشعر ان هناك خطبا ما ...و لكن كذبت حالها....و لكن هيئته و صمته أكد لها هذا
تطلعت له بحيره و هو ينظر الي حقيبتها الموضوعه جانبا ثم قالت بقلق : مالك يا حبيبي ....شكلك مضايق في حاجه حصلت....طمني انا قلبي مقبوض من بدري
صرخ بداخله ...ارحميني ...
متصعبهاش عليا
و لكن يعجز اللسان عن النطق و التوسل
تطلع لها بملامح تحمل كل شيء و عكسه
وجه بارد...عيون ملتهبه يخرج منها جمر الوجع
و صوت...رغم جموده الا من يعرفه يستطع ان يسمع صرخاته المستغيثه بين حروفه
حسن : مش هينفع نكمل...انا مش عايز اكمل..
حاسس اني اتسرعت مكنش ينفع اعمل كده قبل ما اكون متأكد مليون فالميه من الخطوه دي
هبطت عليها تلك الكلمات البسيطه مثل صخره كبيره حطمت راسها ...جعلته اشلائا متناثره
اما عن القلب الذي ذبح بحروفا سامه...نزف قهرا و وجعا
نظرت له بعدم تصديق ثم قالت بصدمه : مش فاهمه .... تقصد ايه
رد عليها بنفاذ صبر : اااايه الي مش مفهوم ...بقولك مش هكمل ...الحكايه مش جايه معايه سكه ...
سيظل كبريائها هو من يدافع عنها في احلك اللحظات
تطلعت له بنظره اكثر برودا و التهاب...خرج صوتها من واد صحيق يملأه المرار رغما عنها.... رغم هدوئه
قالت : عارفه....ده شيء متوقع...كنت مستنيه اللحظه دي من اول ما ابتدينا
رغما عنها التهبت عيناها بدموع بركانيه و هي تكمل : زي ما استنيتك من زمان
نظر لها بعدم فهم فاكملت :
مكنتش بعمل حاجه في حياتي غير اني استناك...احلم باليوم الي هتبقي معايا فيه
بكت...رغما عن كبريائها بكت قهرا و هي تكمل بصوت مذبوح : كنت بعافر فالدنيا ...اقع و اقوم و اتخذل من كل الناس...بس مجرد ان جوايا مستنيك ...كانت الفكره كفيله تخليني اقف و اهد الدنيا عشان اكمل
عشان الاقيك...بس للاسف...يا رتني مالقيتك
ضربته بقبضتها علي صدره بغل و هي تكمل بانهيار : عارف كنت بتوحشني ازااااي
عارف كنت بحتاجك قد ايه...... انا مكنتش محتاجه غير وجودك بس في حياتي
كلمه منك كانت بتحييني...تخليني اضحك من غير سبب...حتي الكلمه استخسرتها فيا
انا كنت بشحتك يا شيخ...عارف كام مره احتاجتك و خوفت اطلبك
طب عارف كام مره قلبي يحس انك فيك حاجه ...و ابقي هموت من قلقي و خوفي عليك و انا عاجزه ان اعرف مالك او فيك ايه...طب كام مره كنت اقعد اقري رسايلك عشان اصدق انك معايا
طب كام مره بكيت و مكنتش محتاجه غيرك يقويني
بكت بحرقه قلبه خزله العشق و هي تكمل : عااارف....انا دلوقت بس...فاللحظه الي انت بتلغيني من حياتك ...بصيت ورايا
لقيتني ضيعت عمري في انتظار حد ...ببساطه انا مش من ضمن حساباته
كنت ليا كل حياتي...و انا ...اناااااا معرفش كنت ايه الصراحه بالنسبالك...مش لقيالي وصف في حياتك
عايش حياتك زي مانت عايز...كل حد و اي حد ليه مكان فيها و بتعمله الف حساب
الااااا اناااااا
انا بس الي بره حساباتك...ايه يعني توحشني و مقدرش الاقيك...ايه يعني احتاجك و تكون مشغول
مسحت دموعها بعنف و هي تكمل بقوه : انا بكرهك...اقسم بالله بكرهك...لو اطول امحي كل حاجه ليك جوايا هعملها
لو اطول احرق جلدي الي اتوشم بلمستك هعملها
لو اطول اقطع قلبي الي اتلعن بحبك هعملها
بس اوعدك ...لو همووووت مش هكون فحياتك تاني ...
انت شوفت و عشت مع الي بتعشقك و بتتمني منك كلمه...اقل كلمه كانت بترضيها و الله...صح
من اللحظه دي...هتشوف واحده تانيه حقيقي هخليك تقول انا عمري ما عرفتها
امسكت زراعه كي تخرجه ليس من بيتها فقط ...بل من حياتها باكملها و هي تقول : روح...كمل حياتك الي انا اصلا مكنتش و لا هكون جزء منها
انت هتطلع مالباب ده و مش هتبص وراك ..لان ببساطه الجثه الي سايبها هنا مش من ضمن اهتماماتك
عمري ما هسامحك ...عمررري
لن يتحمل كلماتها القاسيه و التي لا يفهم معني اكثر من نصفها....متي انتظرته....متي احتاجت له و لم تجده وهو لم يفارقها
امسكها من زراعيها بقوه تنم عن غضبه الذي سيحرق العالم اجمع
نظر لها باعين اصبحت بلون الدم ثم قال : انااااا ...انا كل ده ....امتي بعدت من يوم ما عرفتك
امتي احتاجتيني و ملقتنيش.....حتي لو اتصلتي و انا مشغول ...اول حاجه بعملها بعد ما بخلص ان اكلمك قبل أي حد
ضغط عليها بغل و اكمل : تمام ...يا غاليه ...انا ابن ستين كلب زباله ...و اديني هريحك مني
اصبحت في حاله هستيريا ...تحاول التخلص من قبضته بكل ما أوتيت من قوه و هي تصرخ به : اااايوه هرتاااح ....امشي ....مش عايزه اشوفك في حياتي ....اااااامشي
عكس المتوقع ....عناقا ساحق لن يقوي علي الا يفعله.....تشبث يديها التي خذلتها و تمسكت به .....و لسان ينطق عكس ما يحدث الان
غاليه بصوت خالي من الحياه : هطلقني امتي
حسن بانهيار : لما افضي هروح للمأذون
و ....فقط
هي ابتعدت ...و هو تركها ...بل ترك المكان باكمله
قوته خارت بمجرد ان اغلق الباب خلفه .....هنا سمح لحاله بالانهيار
اسند جبينه علي بابها ....دموعه سالت رغما عنه لاول مره في حياته ....يسمع نحيبها من الداخل .....يتوسل الغفران ...و لن يستطع ان يطلبه
جميعه يصرخ ...انا كاذب ....لا تصدقيني .....سأموت بعدك .....ارحميني
و غاليته انهارت ارضا ....لن تقوي علي الوقوف .....اصبح داخلها فراغ ....يتردد فيه ....مش عايز اكمل ....و فقط
بعد عدت ساعات ....عادت منه الي المنزل و رغم شعورها بالاعياء الا ان جميع حواسها انتبهت حينما وجدت رفيقتها تجلس ارضا ضامه ركبتيه الي صدرها و تنظر للفراغ بشرود
تطلعت لها سيلا بخوف و قالت : ماما ...مالك
لم تتلقي رد ....و ايقنت منه ان حدث امرا جلل فقالت للطفله سريعا : حببتي ادخلي ارتاحي فاوضتك و انا هشوف ماما مالها و هطمنك
انصاعت الطفله علي مضض و الاخري جلست امامها تهزها بخوف و هي تقول : مالك يا بت ...فيكي ااايه انطقي وقعتي قلبي
نظرت لها بعيون فارقت الحياه ...تفوهت بصعوبه : سابني
منه بصدمه و عدم تصديق : مين الي سابك
هنا و قد حان وقت الانفجار
صرخت بكل ما تحمله من قهر : الباشاااااا.....اكتشف اني منفعش....اكتشف انه كان غلطان لما اتجوز مرشده ....لطمت خديها بقوه و هي تكمل بجنون : ضحك علياااااا
دبحني.....اتسلي بيااااا و رماني....طلعني سابع سما و سابني اقع علي جدور رقبتي
هنا يأتي وقت الصديق الحق.....امسكت كنه يدها كي تمنعها من أذيه حالها ثم صرخت بها بجنون كي تعيدها الي رشدها : ااااخرسي ....اااايه الي بتعمليه في نفسك ده
انتي مصدقه نفسك .....لو جابولي الف عقل علي عقلي عمري ما اصدق انه ضحك عليكي
فوووووقي يا غاليه ....ده حسن الي هد الدنيا عشانك....في حاجه....اكيد في سبب
نظرت لها بتوسل و قالت بضعف : طب يقولي ...و انا هصدقه ...انا وعدته هكون في ضهره ...و وعدني مش هيسيب ايدي ...ليه يا منه لييييه
منه : هو نام معاكي يا بت و بعدها قالك هايسيلك
هزت راسها بقهر و قالت : ملمسنيش ....قالي كده بس
احتضنتها منه باحتواء ثم قالت بحكمه : يبقي راي فيه صح ....في حاجه كبيره يا غاليه ....اصبري و هتفهمي يا قلب اختك
ده الغالي الي عشقتيه من غير حتي ما تعرفي هو مين....ده الي فضلتي تشوفيه من بعيد تلت سنين. ...ده الي قلبك بيحس باي حاجه فيه من غير ما تكوني معاه
هيرجع ...و هيفهمك ...بس اصبري ...انا متأكده و الله
اما هو .....لا يعلم كيف وصل الي سيارته التي جلس داخلها كالمشلول
لن يستطع فعل اي شيء.....بصعوبه اخرج هاتفه و اتصل علي محمد و حينما سمع رده قال : تعاله خدني ....مش قادر اسوق ...انت تحت بيت .....غاليه.....و فقط ....اغلق الهاتف و القاه باهمال جانبه ثم اسند راسه علي مقود السياره.....لا يفعل شيء إلا أنه يتمني .....الموت
وصل الي منزل فادي الذي استغرب من هيئته. ...بل لوجوده هنا الان
سأله بوجل : حسن ....في ايه ...انت مش ال.....
رفع يده امامه كي يصمت عن باقي حديثه.....توجه الي الداخل و هو يقول : عايز انام
اغلق خلفه الباب ....تطلع فادي الي ابو ذياد و قال : في ايه ...ماله
زفر بهم و قال : معرفش ...اتصل بيا عشان اروح اخده من هناك ....و منطقش بكلمه غير اني اجيبه هنا
اخرج فادي هاتفه و اتصل علي طه الذي رد عليه بصوت مرهق : صباح الخير
فادي : انت لسه نايم
طه : لا انا مطبق فالشغل لسه مروحتش ...في حاجه مش عوايدك تتصل بدري
قص له فادي ما حدث ثم قال : و شكل اخوك كأنه حد ضاربه علي دماغه انا قلقان
استعاد طه تركيزه ثم قال بقلق : طب اقفل هتصل بغاليه اكيد تعرف الي حصل
و لكن الغاليه حالها كحال حبيبها....هربت من العالم بغفوه تشبه الموت
ردت منه عليه بعدما رات اسمه : السلام عليكم
طه ؛ و عليكم السلام ...منه صح
منه : ايوه يا طه بيه
طه : فين غاليه ....هي اتعاركت مع حسن
بكت منه و هي تقول : لا متعركوش.....الباشا سابها....قالها مش عايز يكمل
انتفض طه من مجلسه و قال بعدم تصديق : انتي هبله يا بت ....مين الي مش عايز يكمل ....حسن ....اخوياااااا
منه بغيظ و بكاء : و انا مالي هو الي قالها كده و هي يا حبه عيني هتموت مالقهر دخلتها تنام بالعافيه
تنهد طه بهم ثم قال : في حاجه غلط ....انا هتصرف ....قبل ان ينوي إغلاق الخط قال : بقولك ...هاتي رقمك عشان اكيد هحتاج اكلمك
اسبوعا مر عليهم كدهرا باكمله ....كلاهما يحبس حاله داخل غرفه ...اتخذوا منها قبرا دفنو فيه
عاش هو طواله علي القهوه و التبغ الذي لا يتركه من يده .....رافضا كل محاولات اخيه و صديقه للحديث
لم يدخل جوفه لقمه واحده ...حتي اصبح هزيلا لا يقوي علي الوقوف.
اما هي ...تنام فوق فراشها متخذه وضع الجنين. ....لا ترد علي حديث منه او سيلا او مني ....حاولو معها بشتي الطرق ان يخرجوها من تلك الحاله و لكنهم فشلو
و منه ....رفيقه دربها التي تحفظها عن ظهر قلب ....قررت تركها و قالت لهم : سيبوها ...هتاخد وقتها و هتقوم ....هتقف من تاني و هترجع اقوي من الاول
و اليوم ...كأن بينهما اتفاق مسبق علي انهاء حاله الانعزال ....الاثنان قررا في نفس الوقت ان يخرجا للحياه ....و كلا منهما له هدفه الذي قرر المحاربه من أجله
و لكن ....ما حدث كان أكبر من قوه تحمله....عدم تناوله الطعام اسبوعا كامل .....كميه التبغ و القهوه التي دخلت في جوفه ....كانت كفيله ان تصيبه بهبوط حاد في الدوره الدمويه
انتفض فادي جزع حينما كاد ان يبتسم لخروج حسن من عملته.....و لكن ماتت الابتسامه بعدما راه يقع ارضا فاقدا وعيه
انتفض برعب يحاول افاقته و حينما فشل ...اتصل ب طه و صرخ به : الحق اخوك وقع من طووووله
و في نفس اللحظه كانت الغاليه تخرج من غرفتها ....بحثت عن الجميع ...لم تجد الا منه....ابتسمت ببهوت و قالت : صباح الخير...امال سيلا و مني فين
ابتسمت منه بفرحه و قالت : ياصباح العسل ....وديت سيلا الدرس و مني كانت معانا ....قعدت تستناها هناك و انا جيت اعمل الاكل و هرجع اجيبهم متقلقيش
و قبل ان ترد عليها ....سمعا طرقا قويا فوق الباب
جرت غاليه كي تري من الفاعل ....و يا ليتها لم تفتح
وجدت امامها ثلاث نساء ممتلأت يلدو علي وجوههم الاجرام
و قبل ان تغلق الباب حينما شعرت بالغدر في عيونهم ....كانو هم الاسرع في الدخول بعدما دفعوها للخلف بقوه ادت الي وقوعها ارضا
لن يستطيعا الصراخ هي و رفيقتها ...اذ باغتوهم بهجوم قوي ....ضرب و سباب لازع
و كان النصيب الاكبر للغاليه التي فقدت وعيها بعد ان تلقت ضربا مبرحا
و في النهايه ...بثقت احداهما عليها و قالت : الهانم بتقولك ده جزاء الي يبص لحاجه بتاعتها
تركوهم و فرو هاربين بعد ان اتمو مهمتهم بنجاح ....فشلت منه ان تفيق رفيقتها....تحاملت علي حالها و زحفت حتي وصلت الي هاتفها
اول من جاء في بالها هو طه ....
و الذي كان يقود السياره بجنون ليصل الي اخيه بعدما أبلغه فادي بما حدث له و امره ان يأخذه الي المشفي و هو سيلحق بهم
رد عليها طه : معلش.....
قاطعته بصعوبه و هي تقول : الحقنا ....يا باشا
اوقف سيارته فجأه و سألها برعب : في ااايه
منه : في ستات اتهجمو علينا ...بكت بالم و قهر و هي تكمل : و غاليه دماغها اتفتحت و اغمي عليها....و انا ضربوني و شكل دراعي اتكسر ....مش قادره اشيلها
تحرك سريعا متجها اليها و هو يقول : انا جنبك متقلقيش ....خمس دقايق و هكون عندك ....سألها باهتمام : سلاااا. .....جرالها حاجه
منه : سيلا فالدرس مع مني ...بكت مثل الأطفال و هي تكمل : و مش معاهم مفتاح و لا فلوس يرجعو البيت ...كان المفروض اني هرجع اجبهم
طه بحنو : متقلقيش ....انا هتصرف ...اقفلي
اغلق معها و هو يغلي كالمرجل ...اتصل بمعاذ و حينما رد عليه قال بامر : انت تعرف مكان درس سيلا و لا اديك العنوان
رد باستغراب : لا عارفو ده جنب بيت واحد صاحبي
طه بامر : حالا تطلع علي هناك ...خدها بعد ما تخلص هيا و مني و انا هتصل بيك اقولك توديها فين
معاذ بوجل : في حاجه حصلت ...طمني يا عمو ...
صرخ بنفاذ صبر : مش وقت حكاوي ...ااااخلص اعمل الي بقولك عليه و بس
اغلق في وجهه ....ثم نظر الي محمد و يس و قال : شكلها في مصيبه
يس : انت لسه اخد بالك ...اصلا البيت في تحركات غريبه من اسبوع ...ابوك مظهرش لسه شكله اسبوع العسل مطول....و امك و اختها شكلهم مريب
جدك بقي احساسي بيقولي انه مرقد لحاجه كبيره
محمد : هو قالك ايه
قص لهم معاذ ما حدث فقال محمد : طب يلا بسرعه و نبقي نفهم بعدين ...احنا هتيجي معاك
نقلها طه هي و رفيقتها الي نفس المشفي المحجوز فيها اخيه دون قصد او ترتيب....كل ما كان في باله ان يكون هو بجانب الاثنان
تركهم داخل غرفه الطواريء و وقف مع فادي الذي حضر اليه بعدما اطلعه علي ماحدث
سأله بقلق : هو عامل ايه دلوقت
فادي : معلقنله محاليل و اخد مهديء عشان ينام
البيه بسبب عدم الاكل جاله هبوط حاد في الدوره الدمويه الدكتور بيقولي احمد ربنا انك لحقته
ضرب طه الحائط بيده بكل قوه و هو يقول بجنون : و ديني ما هرحم الي عمل فيهم كده.....انا ساكت كل ده عشان اسيبو يهدي و يحكيلي عالي حصل
بس بعد الي اتعمل في غاليه و منه مش هسكت
فادي : طب و البت الصغيره
ضرب طه بيده فوق جبينه و قال : ايوووو ...انا بعت معاذ ياخدها من الدرس ....بس مقولتلهوش يوديها فين
فادي : البت عندها القلب مش هتتحمل تشوف امها و خالتها بالمنظر ده
طه : طب اعمل ايه
فكر فادي قليلا ثم قال وهو يطلب رقما ما : متقلقش انا هتصرف
اخرج هاتفه و اتصل بها و بمجرد ان ردت عليه قال بجديه : الو ماريان...ازيك
زوت بين حاجبيها لعدم اعتيادها علي تلك الجديه...فمنذ ان فتحت له قلبها و افضت بما داخله ....قررت ان تمنحه فرصه ....و قد استغلها علي اكمل وجه دائما ما يرسم البسمه علي وجهها حتي لو كان عبر الهاتف
ردت عليه بحيره : تمام يا فادي ...انت اخبارك
فادي : محتاج منك خدمه
ماريان : لو في ايدي مش هتاخر
فادي : طبعا عارفه غاليه الي حكيتلك عنها...هي تعبانه شويه و محتاج بس تقعدي بنتها عندك لحد ما اجي اخدها منك
ماريان : ابعتها طبعا انت بتاخد راي في حاجه زي دي
ابتسم بحب و قال : حببتي يخليكي ليا...هبعتهالك مع معاذ هديلو رقمك عشان يتابع معاكي العنوان
و بمجرد ان وصل بها معاذ الي منزل ماريان و معه محمد و يس و مني
امسكت كفه بقوه و قالت بدموع : معاذ ...انا خايفه ..متسبنيش ...هي ماما و خالتو فين
جلس علي عقبيه امامها...و بمنتهي الحنان مسح دموعها و قال : متخافيش يا سولا ...مش انا قولتلك ان بابا تعبان شويه و هما معاه فالمستشفي ..و انتي مش هينفع تروحي هناك
سيلا : طب ليه مروحتش بيتي مع مني
معاذ : غاليه الي طلبت تقعدي هنا عشان تبقي مطمنه عليكم ...يبقي انتي زي الشطوره تسمعي الكلام صح
ردت عليه بلماضه من بين دموعها : انا مش صغيره علي فكره عسان تقولي شطوره
ابتسم بهم ثم قال : افوقلك يا سولا و هربيكي
نطرت يدها امامه و قالت بنزق : ربي نفسك الاول يا ميزو
بعد مرور عده ساعات قضاها الجميع في قلقا بالغ
الغاليه تم تقطيب جبينها بعشر غرز ناهيك عن كم الكدمات التي ملأت وجهها ...و اصابت عظامها ببعض الردود
اما منه ...فقد كسر زراعها و قامو بتجبيره لها
و العاشق بدأ يستعيد وعيه ....و بمجرد ان فتح عينه وجد اخيه و الثلاث شباب يتطلعون له بحزن
طه بلهفه : ايوه بقي ياخي فتح عينك وقعت قلبي
ابتسم بتعب ثم قال : ايه الي حصل
تطلع الي الشباب العاجز عن النطق و لكن ملامحهم الحزينه وشت بدواخلهم
ابتسم لهم و قال : في ايه ياض منك ليه...اول مره تشوفو واحد مغمي عليه
يس بحزن : لاااا...اول مره نشوف سندنا واقع يا عمو ...و انت مينفعش تقع
معاذ بلوم : ايه الي حصل يا بابا ...ايه الي وصلك لكده ...احنا كل ده فاكرين انك في شرم زي ما قولت
و قبل ان يرد عليه انفتح الباب و دخل فادي و هو يقول دون ان يلاحظ افاقه رفيقه : الاشاعه بتاعت غاليه طل.....
قطع حديثه حينما برق له طه بعينه و اشار تجاه اخيه الذي انتبهت كل حواسه بعدما سمع اسمها
انتفض من مرقده و قال : غاااليه...اشاعه ايه
مسح طه علي وجهه بهم و لا يعلم ماذا يقول
بل الجميع عاجز عن الرد
تحرك من الفراش و صرخ بهم رغم ارهاقه : حد ينطق ...مالها غاليه و هي فين
لم يجد بدا من اخباره تولي معاذ تلك المهمه حينما قال بخوف : غاليه و منه هنا فالمستشفي يا بابا
ناس اتهجمو عليهم و ضربوهم ....و عمو جابهم هنا
الاسد الذي كان ينام جريحا ...اصبح الان متلبسا بشيطانا رجيم ...لن يرتاح الا اذا القي بهم جميعا داخل الجحيم
تطلع لاخيه بعيون ملتهبه و قال بصوت خطر : الكلام ده بجد
طه بغلب : ايوه ...و هي حاليا اخده مسكنات و نايمه عشان متحسش بوجع ...و منه دراعها اتجبس
تحرك ااي الخارج بجنون يسبقه قلبه الذي يعتصر الما عليها
لحقو به و بمجرد ان علم غرفتها ...فتحها دون استاذان
انتفضت منه من مجلسها و قبل ان تتفوه بحرف قال و هو مثبت نظره عليها : كله بررره....و فقط ...لم يستطع احد الاعتراض ...بل اغلقو الباب خلفهم
و هنا خلع عنه رداء القوه ...ظهر عليه ضعفه الذي تملك منه منذ ان تركها رغما عنه
اقترب منها بقلبا لهيف ...مال عليها بجسده ....اخذ يقبل كل جروحها و الكدمات المنتشره فوق وجهها البهي
و دموعه تسيل لتغسلها من الخارج كما يتمني ان يداوي جرحها الداخلي
اعتزار ينطق به لسانه و يثبته قلبه الخافق ...و حديث خرج من بين دموعه التي تابي التوقف
...حقك عليا ...اسف...
سامحيني
…غصب عني
و غلاوتك يا غاليه غصب عني
كنت بمووت ...بس الي كان مهون عليا انك حاسه بيا....صح مش انتي بتحسي بالي جوايا من غير ما اتكلم ...قومي ...ردي عليا ...قوليلي صح انا حاسه بيك
ارتفع قليلا ثم كوب وجهها و قال بقوه و عزم : و لا اقولك ...متقوليش دلوقت ...حجبلك حقك و حقي و بعدها هجيلك
هقعد علي بابك اطلب السماح ...بحبك يا غاليه ...انا عارف ان قلبك سامعني ...حاسس بيه
بعشقك ...و بموت من غيرك ...انا دبحت نفسي قبلك ...و غصب عني سيبتك تنزفي
قبله عميق فوق الجبين ....و بعدها
بعشقك
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظرووووني
بقلمي / فريده الحلواني