روايه الثعبان الفصل الثاني العشرون بقلم فريدة الحلواني
روايه الثعبان الفصل الثاني العشرون بقلم فريدة الحلواني
روايه الثعبان
الفصل الثاني العشرون
بقلم فريدة الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
كلنا نعلم أن العقل هو من يتحكم في قوه الإنسان أو ضعفه
و لكن إذا كان داخلنا قلباً يحمل عشقاً كبيرًا ...يصبح وقتها هو الدافع و المحرك الرئيسي لأجسادنا التي تتحول وقت الخطر إلى درعاً فولازي
نحمي به ...من نحب
و هذا كان حال بطلنا الذي انقلبت حياته رأساً على عقب بعدما اقتحم العشق قلبه و احياه...بل أصبح نورًا متوهج انساه ظلامه الحالك الذي كان يعيش فيه طيله حياته السابقه
بعد معاناه و الكثير من المراوغة...وصل أخيراً حسن و رامي و من معهم إلى وجهتهم التي حددوها مسبقاً
وقف بدر و إخوته يستقبلونهم بحفاوه و قد رحبوا بالنساء بأحترام و اصطحبتهم مهره و زينه إلى الداخل و لكن قبل ذلك هتف رامي بإسم آلاء
وقفت مكانها ثم تطلعت له بأستفهام
اقترب منها ثم وقف قبالتها و قال بحزن رغم قوه نبرته : انتي هنا في أمان...و بإذن الله بنتك هتكون معاكي في أقرب وقت ...بس ارجوكي كل الي طلبته منك يتنفذ بالحرف مفيش داعي للمجازفه
دمعت عيناها بدموع حاولت كتمها و هي تقول : لأول مره هعترف لحد إني خايفه... أنا خايفه بجد ...عليكم و علينا ...حاسه إني في كابوس مش قادره افوق منه
تطلع لها بحنو ثم قال : متخافيش ... أنا معاكي ...كلنا معاكم و مستعدين نضحي بروحنا فداكم
بكت رغماً عنها و هي تقول باختناق : بس أنا مش عايزه حد يضحي بحياته ...ربنا يرجعكم كلكم سالمين ...برغم أن في حاجات كتير مش فاهماها ....بس إحساسي بيقولي أن ربنا أكرمنا برجاله بجد ....خدوا بالكم من نفسكم ...و ارجعولنا...كلكم يا رامي
بينما كان مصطفى يتابع الإجراءات الأمنية المشدده التي اتخذوها داخل ڤيلا بدر النعمان
كان حسن يقف مع الأخير و يقول بجديه : المكان متأمن على أعلى مستوى ...أشار تجاه أحدى المباني المواجهه لهم ثم أكمل : الڤيلا دي الكل عارف أنها فاضيه
بس حالياً جواها رجاله مخابرات و حراسه هيكونوا مراقبين المكان على مدار الأربعة و عشرين ساعه
انتو هتعيشوا حياتكم بطريقه طبيعيه كل الي مطلوب أن الهوانم و الولد و البنت ميخرجوش حتى في الجنينه....زي ما فهمتك يا بدر أرجوك مش عايز غلطه
بدر : أطمن كل الي اتفقنا عليه يتنفذ بالحرف ...و الناس الي هنا جوه عنيا زيهم زي أهل بيتي متقلقش
أنت مسافر أمتي
حسن : هروح البيت أغير و أطمن على العيال و أركب طياره ١٠ أن شاء الله
أبتسم بدر و قال بمزاح : تطمن على العيال و لا أمهم يا نمس
ضحك حسن ثم قال بغيظ مازح : ايووووو ...حقك تتريق مانت قاعد جنبها يا عم مين قدك إنما أنا اتسحلت بين القاهره و قنا ...و يا عالم عمر باشا هيخدني لفين تاني
رفع بدر على كتفه ثم قال بمؤازره : قدها و قدود يابو إسكندر هتعدي أن شاء الله
عربه مصفحه داخلها رجلان ...و ثالثهم يخرج نصف جسده من نافذه صغيره أعلاها....يحمل فوق كتفه سلاحاً ثقيلاً ما يسمى ب اربيچيه....وجه فوهته تجاه قصر عيسى الدميري ...انطلقت منه قذيفه كبيره الحجم و بمجرد أن لامست جدرانه ...انفجرت في الحال محدثه حريقاً هائل
هبط بجسده داخل السياره و على وجهه ابتسامه إنتصار ...نظر إلى رفاقه و قال بالروسيه : هيا بنا ...قد أصبت الهدف و ها هي السنه اللهب تلتهم القصر بما فيه
انطلق الآخر بالسياره سريعاً و هو يقول : ليت كل المهام التي توكل لنا بتلك السهوله ههههه
لا أعلم لما چوزيف استدعى أهم و أقوى رجال الماڤيا الروسيه و الإيطالية معًا .... أقل حارس لديه كان يستطع فعلها
رد عليه من يجلس جانبه بحنكه : الأمر ليس بتلك السهولة...واضح أن.....ما هذااااا
قطع حديثه بسؤال رفاقه الذين أصابهم الزعر حينما وجدو اربع سيارات سوداء تحيط بهم من كل جانب و قبل أن يفكروا حتى في إخراج أسلحتهم
كان السائق قد أصيب في كتفه بطلقه واحده مما اضطره لإيقاف السياره
و قبل أن يستوعبوا ما حدث كان رجال ملثمون يقتحمون السياره من الأربع أبواب...هجم إثنان منهم على الذي يجلس بالخلف و قد كاد أن يطلق عليهم الرصاص بسلاحه الذي جهزه الآن
نطق أحد الملثمين بعد أن تم تقييدهم : مرحباً بكم في مصر ....نظر لهم بشماته ثم أكمل : أو في ....المخابرات العامه المصريه
لليوم التالي على التوالي يحاول تعليمها أساسيات إطلاق النار ...و قد أكتفى و حمد ربه أنها استطاعت أخيراً الإمساك بالسلاح و معرفه كيفيه مليء زخيرته إذا ما نفذت منها
طلب منها الجلوس مع النساء بينما هو أبتعد كثيراً عن المخيم و قام بالأتصال على رامي الذي رد عليه بصوت يملأه القلق : فينك يا بني ....ليه طولت عليا المره دي
زفر عيسى بهم ثم قال : عرفوا طريق الكوخ و قدرت أهرب منهم ...و متوقع أنهم يعرفوا مكاني هنا عشان كده عايز امشي في أقرب وقت ...معنديش إستعداد حد يتأذي منهم بسببي
رامي : هتروح فين ...و نور رأيها إيه في كل الي بيحصل ده ...مش معقول مسألتش
أبتسم باتساع و هو يقول: لا سألت ...و حكتلها كل حاجه
كاد أن يصاب بنوبه قلبيه....لا يصدق ما يقوله بتلك البساطه
سمع ضحكات عيسى الصاخبه على صدمته فسأله بجنون : أنت بتضحك ....صح كده أنا قولت أنك بتهزر
قطع ضحكاته و قال بجديه : لا مش بهزر ...حكتلها ...كل حاجه زي ما حكيتلك زمان ....طلعت بتحبني يا رامي ...صدقتني و وثقت فيا ...عرفت إني مش وحش ... أنا فرحان أوي ...عمري ما فرحت أصلا غير دلوقت
رغم كل ما يحمله من حزن و خوف من القادم إلا أنه رد عليه بفرحه مماثله : لقيت نصك التاني خلاص ...لقيت الميزان الي هيعرف يساوي بين طيبه قلبك و قوتك يا تعبان
عيسى : لقيته ...بس يا رب يكون مكتوبلي أعيش معاه ...المهم ...انتو فين
تلجلج رامي من السؤال فأكمل عيسي بغيظ : ياااا حج رامي ... أنت نمت مني و لا إيه ...مش أنا بعتلك أن چوزيف هيفجر القصر و قولتلك أهرب أنت و هما
تمالك حاله سريعاً ثم قال : أيوه فعلاً ...و في نفس الوقت الظابط ده عرف هو كمان و ساعدنا أننا نهرب ....بعتنا عند ناس في اسكندريه
أنا سيبتهم هناك و حالياً راجع القاهره أنفذ الي طلبته مني
عيسى : يا ترى الظابط هيحميهم ...و لا عايز يصطادني عن طريقهم
رامي : هو أصلا عارف أنك انفصلت عنهم و حالياً أنت مطلوب تصفيتك....و طلع عارف أصلا أن مفيش يوسف ...بس هشام لسه ميعرفش
ضحك عيسى بغلب ثم قال : لأنه غبي ...و الجهاز عرف أنه خاين ...عشان كده بيلاعبوه لحد ما يقع مع الباقي
رامي : طب أنت ناوي على أيه ...طمني هدوئك ده مش مريحني
نظر عيسى للإمام ثم قال : ناوي أنهي القصه ...ناوي اخليها تكمل حياتها في أمان
قال رامي بخوف : طب و انت
عيسى : ....
جن جنون عمر حينما أخبره أحد رجاله أن الماڤيا علمت طريق عيسى و نور ...و قد كان يجلس وقتها مع عدنان يرتبوا سويًا ما عليهم فعله
انتفض من مجلسه و قال بغضب : ازاااي ... أنا كنت سابقهم بخطوه .....كلم حرس الحدود بسرعه و أنا طالع على هناك
أغلق معه و ظل يجذب في شعره بجنون ...وقف عدنان و سأله باهتمام : إيه الي حوصل... أهدى و فهمني
عمر : كنت عامل حسابي أنهم بعد ما يفجروا القصر هيبدأوا يدوروا على عيسى ....بس للأسف طلع أخبث مما أتوقع....بعت ناس من قبلها يدوروا عليه و عرفوا طريقه .... حالياً في فرقه كامله رايحه للبدو الي قاعد عندهم
عدنان : جدامهم جد إيه
نظر عمر إلى ساعه يده ثم قال : تقريباً خمس ساعات هما حاليا بيجهزوا
عدنان : تجريبًا نفس الوجت من اهنيه لهناك ...يلا و إني جاي وياك مع رجالتي
أبتسم عمر و قال بامتنان : شكراً يا عدنان عارف أنك قدها
رد عليه بغيظ : واااه إني هتعازم عليك اياااك ...هم بينا جبل الوجت ما يسرجنا و ولاد الفرطوس يوصلوا جبلينا
عمر : متقلقش أنا مرتب مع حرس الحدود ... أنت خليك هنا أعمل إلي اتفقنا عليه و إستقبل حسن لحد ما ارجع لك... أن شاء الله
بس عايز عربيتك عشان انجز
بعد أن انهي حديثه مع رامي قرر أن ياخذها في نزهه كي ترفه عن حالها قليلاً بعد كل ما عانته الأيام المقبلة
امسك خصرها ثم رفعها من فوق الأرض كي يجلسها فوق ظهر الجواد ....و بعدما استقرت فوقه قفز بمهاره خلفها ثم ضربه بقدميه بخفه ...فانطلق داخل احضان الصحراء
تركت لروحها العنان كي تهرول ف الأفق مستمتعه باحتضانه لها ...كانت لحظه أبلغ من أي حديث ....
تفاجأ أهل القبيله و علي راسهم الشيخ بشار بوجود مجموعه جنود من قوات حرس الحدود و معهم قائدهم
رحب بهم ثم سال. بوجل : خير يا بيه ...احنا ناس في حالنا
رد عليه الضابط بهدوء : متقلقش يا شيخ بشار احنا هنا لحمايتكم ...فين عيسي
من الشيخ انهم أنو للقبض عليه ...أشار فالخفاء الي نواره التي فهمت ما يريده ابيها ....تسحبت دون ان يلاحظها احد
دلفت خيمتها و قامت بالاتصال عليه و حينما رد قالت بهلع : اوعاك تعاود هالحين يا غريب
اجبر الفرس علي الوقوف ثم سالها بوجل : في ايه يام الرجال
نواره: في جوه من الجيش موجودين هكا ويا الشيخ و بيسالو عليك
اغمض عيناه بغضب ثم سالها بلهفه : انتو كويسين ...عملو لحد حاجه
نواره : بخير يا وليدي ...المهم ضل في مكان بعيد لحدي ما اعاود و ادجلك خد بالك من البنيه يا وليدي الصحراء واعره
أغلق معها و زفر بحنق فسالته نور بخوف : في ايه ....مالها نواره
اما الشيخ الذي أنكر وجود عيسي من الاساس ...صدم حينما قال له الضابط بحزم : يا شيخ انت كده مش بتحميه ....المافيا عرفت طريقه و هما حاليا علي وصول و احنا هنا عشان نحميكم ...و نحميه ...هو فين مفيش وقت
قبل ان يرد عليه وجد جهاز اللاسلكي يصدر صوتا دليل علي تلقي اشاره
فتحه الضابط و قال : معاك حول
...: يا فندم في أربع عربيات دفع رباعي رايحين في اتجاه القبيله ....بس في اتنين منهم غيرو اتجهاههم و دخلو ناحيه الجبل الغربي
الضابط بقوه : اضرب عالي جايين هنا بالمليان ...و انا و الي معايه نتكفل بالي من ناحيه الجبل يلااا بسرعه
اعتقد الضابط انهم سياتون للقبيله من طريق مختلف كي يحاوطوهم من جميع الاتجاهات
و لكن ما حدث غير ذلك نهائيا ...فقد لمح احد رجال المافيا و الذي يحفظ عيسي عن ظهر قلب بل يكن له عداوه و كره من بعيد
صاح في السائق : اتري ذلك الجواد هنااااك
السائق : نعم اراه علي مرمي البصر
صاح بغل: اتبعه هياااا
قام بالاتصال علي رفاقه و قال بأمر: عربه جوني تاتي خلفي و الباقي يكمل تجاه الهدف
أغلق معهم ثم قال بغل و هو يراقب عيسي المنطلق باقصي سرعه : سالحق بك و لن يقتلع راسك غيري ايها الوغد
و عيسي كان فيما سبق متدرب علي استعمال جميع حواسه مهما كانت الضغوط و المواقف الصعبه التي يعيشها ....لقطت أذنه صوت هدير السيارات رغم ابتعاد المسافه بينهم
نظر للخلف ...جحظت عيناه حينما علم من هم ....صرخ بنور : نطي ورايا و اركبي بالعكس ....خدي المسدس و اضربي العربيات الي جايه ورانه دي
صرحت برعب : يا نهااار اسود يا نهااار اسود ...اضرب مين و مين دول
جو علي اسنانه غيظا ثم قال و هو يجبرها علي الإمساك بلجام الفرس : انتي لسه هتولولي ...امسكي الزفت ده كويس و انا هتصرف
اعقب قوله بالالتفاف كي يصبح ظهره ملصق لخاصتها ثم أخرج سلاحه موجها اياه الي احدي العربات التي اقتربت منه و بدا من فيها بإطلاق النار عليه
تبادل معهم بحرفيه بينما كانت تلك المرتعبه تصرخ بغلب : هو مفيش مره اخرج معاك غير لما اعيش جوه فيلم اكشن منك لله
اطلق احدي رصاصاته التي اصابه اطار السياره و هو يقول بسخريه : معلش...اصل اتجوزتي توم كروز ااااخلصي يا بت اضربي الحصان هنمووووت يا غلبي
و بينما كانت السياره التي أصيب إطارها تتوقف بمهاره قبل ان تنقلب ....اقتربت الاخري منه كثيرا ....و في خضم تركيزه في إصابتهم...كانت تاتي سياره اخري من الاتجاه المعاكس للجواد ....ثم بحرفيه فائقه التف قائدها كي يسير في نفس الاتجاه
بمجرد ان لاحظها وجد سقفها يتحرك كي يفتح و تظهر المقاعد
وقتها صرخ باعلي صوته : لو مش عايز تموووووت ...نط انت و هي بسرعه
كادت ان تطاله احدي الرصاصات الغادره ....عقله تشتت ما بين الخوف من هذا الغريب ...و ما بين الذين يقاتلونه بضراوه ....و من بين كل هذا ...صراخ حبيبته و بكائها الذي جعله بخاطر و يلغي عقله تمامً ...اخذ بإطلاق النار بكثافه ....و لكن للاسف نفزت زخيرته
صرخ عمر مره اخري : لو مش خايف علي نفسك خاف عليها ....رامي بيقولك عايز العياده في وسط البلد
هنا تأكد ان ذلك الغريب الذي يصر علي مساعدته ....ما هو إلا شخصا ارسله له ملاكه الحارس كما يلقبه بل و القي عليه تلك الجمله التي لا يعلمها إلا هما الاثنان
التف سريعا كي يعدل جسده تجاهها مره اخري ثم حملها و بمنتهي المهاره قفز بها داخل السياره التي كانت تسير بمحازاه الحصان و لكنه قام بلف جسده كي يقع هو و تكون هي فوقه حتي لا يصيبها أي مكروه
كما حدث معه ...ارتطمت راسه بالنافذه بقوه مما أدي إلي أصابته بجرحً غائر جعل الدم يسيل بغزاره
و حينما اطمأن عمر أنهما معه اخرج جهاز لاسلكي ثم ضغط علي احد ازراره و قال بأمر: يلاااا ...صفيهم
و بمجرد ان انهي حديثه ...ظهرت طائرتان هليكوبتر فالفضاء و قامت بإطلاق نار كثيف علي السيارتين حتي قضو علي كل من فيهم
اما الكتيبه التي كانت تتواجد لدي القبيله فقد نجحت في التخلص من المجرمين الا بعض الرجال الذين استطاعو الهرب
فحينما اتجه القائد و جنوده نحو الجبل الغربي و لم يجد شيء ...عاد سريعا لباقي رفاقه و قام بالاشتراك معهم في القضاء علي تلك العناصر الإجرامية
تطلع عمر الي تلك التي تحاول إيقاف النزيف و دموعها المنهمره تنم علي عشق تغلغل بين اوردتها ....
ابتسم بهدوء ثم قال : ......
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووني
بقلمي / فريده الحلواني