روايه جنون أولاد الجندي الجزء الثاني من السارقه البريئه الفصل الرابع عشر بقلم فريدة الحلواني
روايه جنون أولاد الجندي الجزء الثاني من السارقه البريئه الفصل الرابع عشر بقلم فريدة الحلواني
روايه جنون أولاد الجندي
صباحك بيضحك يا قلب فريده
( أنه علي كل شيء قدير )
ربنا سبحانه و تعالي بيقولك أنه قادر علي كل شيء ....عارفه يعني أيه ...يعني في لحظة قادر يبدل حالك و يرزقك و يفرج همك ...قادر يغير حياتك كلها ...كل الي مطلوب منك تحسني الظن بيه و تقوليله يا رب مليش غيرك ...هيبهرك بعطائه أنا واثقة
و بحبك
طعنه قويه من سكين حاد غرست داخل قلبها و هي في منتصف الدرج التي كانت تصعده لتهرب من الثور الهائج ...سمعت ما قاله ...عقلها توقف عن العمل
لن تتخيل أبداً أن تخرج تلك الكلمات منه مهما حدث ....كيف استطاع نطقها ...هل تخلي عنها ...لم يعد يعشقها ...إذا توجد أنثي أخري دخلت حياته
أما بالأسفل الجميع تصنمو و كأن علي رؤوسهم الطير ....لم يتوقع أحد أن يفعل ذلك
أول من كسر الصمت هي حبيبه حينما قالت بغضب : حقه ...و لو عمل أكتر من كده حقه يا هاشم
رد عليها ببرود رغم غليانه الداخلي: كسر حوقه...أنا هربيه من أول و جديد
صرخت به بجنون : ربي بنتك الأول الي شربته المر بدلعها المرق ....الواد أتحمل جنونها و دلعها لحد ما جاب آخره ....أنا حذرتك كتير يا هاشم كل إنسان ليه طاقة ...و بنتك بسببك أتخطت كل الحدود ....و فقط تركته و أتجهت للأعلى و في طريقها تقابلت مع أبنتها التي ما زالت تقف دون حراك ...الصدمة شلت جسدها
رغم إعتصار قلبها ألماً عليها إلا أنها نظرت بغضب و قالت : لو خسرتي عمر ....تبقي خسرتي حياتك بحالها ...خلي جنانك ينفعك
نظرت لأمها بغل بعد إن إعادتها تلك الكلمات الي أرض الواقع : أخسر اااااايه و مين ...أنتي صدقتي الفيلم الي عمله ده....ما أنا طول عمري كده أشمعني دلوقت ....أكيد أتلم علي واحده هي الي غيرته ...وحشته الوساخة و حنلها
نظرت لها حبيبه بجنون ....رفعت كفها ثم هبطت علي وجنتها صافعه إياها بقوة و هي تقول : فوووقي بقي
برقت عيناها التي تحجرت داخلها الدموع و قالت : أنتي بتضربيني يا ماما
حبيبه بصراخ دون أن تهتم بالذي يقف بالأسفل يغلي من الغضب : كان لازم أضربك من زمان و أكسر دماغك كمان ....أنتي ااايه طايحه في الدنيا محدش هامك و لا مالي عينك
أبوكي كان بيطلع ميتين أهلي لو رفعت صوتي عليه .....ليه سايبك تعملي كده في جوزك ....هو محدش خلف بنت غيره
أنا هعرف أربيكي من أول و جديد يا عشق و الي معملتهوش زمان هعمله دلوقت
حبيييييبه....صرخ بها هاشم بغل ....نظرت له بغضب و قالت : الي متقبلهوش علي نفسك متقبلهوش علي غيرك
عمر ده ابنك و أنت الي مربيه ....ليه ترضاله الإهانة هاااااا...كلنا عارفين إن روحه فيها ...و دلعها آخر دلع ....معني أنه يوصل للدرجة دي يبقي الي عملته أكبر من أنه يتحمله ...أو إن الي اتحمله منها كتير لحد ما جاب أخره
بنتك عندك يا هاشم ...يا ريت تلحقها قبل ما تضيع حياتها ....و فقط أنطلقت الي الأعلى قبل أن تبكي أمامهم
مؤمن : أنا هتصل بيه و أجيبه ابن الكلب ده أشوف عمل كده ليه
هرولت عشق تجاه غرفتها و هي تبكي بإنهيار ...بينما هاشم قال بغضب مكتوم : سيبه دلوقت يا مؤمن ...لما يهدي نتكلم معاه و نفهم أيه الي حصل
أمل : دي عين و صابتنا و الله من يوم الحفله الزفت الي عملناها....ريم حابسه نفسها في أوضتها مش عايزه تكلم حد ...و أدى عشق و عمر هما كمان ...أنا هتجنن ده الواد روحه فيها مهما تعمل كان هو الي بيداري عليها أيه الي حصل لده كله يا ربي
ملك بإنهيار : أنا هطلع أتكلم معاها و أفهم منها أيه الي حصل ...نظرت لأخيها و أكملت : هتيجي معايا يا هاشم
رد عليها بغضب جم : لو شوفتها قدامي دلوقت هكسر عضمها....أكيد عملت مصيبه خلت عمر يوصل للحاله دي ....أنا الي غلطان دلعي ليها بوظها بس أنا هعرف أعدلها
ملك ...قوليلها أبوكي بيقولك ملكيش كلام معاه
مؤمن: أصبر يا هاشم مش كده و مش في الوقت ده كفايه أمها ضربتها أول مرة في حياتها
هاشم : هي و لا فارق معاها ضرب أمها ليها و لا الي قالو جوزها لأنها واثقه إني هكون في صفها.....لازم تعرف إن أنا كمان قلبت عليها عشان تعقل بقي كفايه كده
جلست علا صباحاً تعمل بهمه عاليه بعد أن رحل الشيطان الي عمله ....كانت تقوم بتنظيف كمية كبيرة من الخضراوات التي أشترتها بالأمس تاركه إياها لدي دينا التي رحبت بذلك كثيراً
وقفت تعمل بجد و نشاط و لسانها لا يتوقف عن ذكر الله ...تحمده تاره ...و تستغفره تاره أخري عملاً بقول النبي صلي الله عليه و سلم ...من لزم الإستغفار جعل الله له من هم فرجا و من كل ضيق مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب ...
صدح هاتفها الذي وضعته جانبها ...فتحت مكبر الصوت و قالت بمرح كعادتها قديماً : سماره قلبي وحشتيني
ضحكت سمر بسعادة و قالت : حببتي الي رجعت تاني أيوه كده يا لولو ....ها طمنيني وصلتي لفين
علا بحماس : أصلا خلصت تنضيف الخضار كله و بكلمك و أنا بحطه في الأكياس بعد ما أوزنه
سمر : برافو عليكي طول عمرك شاطره و قلبك حامي في شغلك ....طب كده هتلحقي تدهولي إنهارده قبل ما الموظفين يروحو و لا أخليكي بكره
ردت عليها بلهفة: لا طبعاً بإذن الله ساعه و أخلص ...هنزل بدري شويه عن معاد الولاد أقابل محمد السواق يوصلهملك علي طول
سمر : زي الفل الستات أصلا ما صدقو يلاقو حاجة كده و كمان قالولي لو بتعملي محاشي ممكن يشترو منك
علا : أعمل ماشي أي حاجة يطلبوها قوليلهم ماشي و بإذن الله أعملهم كل حاجة
سمر : أنا أصلا قولت كده من قبل ما أكلمك ….و كمان في كام واحدة طلبت شويه حاجات من الكتالوج و عطوني المقدم يلا هيصي يا ست لولو
دمعت عيناها من الفرحة و هي تقول : الف حمد و الف شكر ليك يا رب ...أنا كنت واثقة في ربنا أنه هيكرمني و الله
كان مثل البركان الثائر و هو جالس داخل مكتبه و معه أخيه عمار و حكيم و أحمد
طال الصمت في المكان ...و الثلاث شباب يتطلعون لبعضهم البعض بتوجس و لا يريد أحدهم بدء الحديث
ذم أحمد شفتيه بعدم رضي ثم قال بهدوء : عمر ...ينفع تفهمنا أيه الي حصل بدل ما إحنا قاعدين بنتفرج علي نفسنا
زفر بغضب جم ثم قال : أنا مش طااايق نفسي ...الأفضل تتكلو علي الله مش عايز أشوف حد
عمار : مش هينفع نسيبك لوحدك و أنت في الحاله دي
عمر بجنون : أنت شايفني بشد في شعري .....سحب نفساً عميقاً في محاولة منه لتهدئة حاله ثم قال : جماعة بالله عليكم سيبوني لوحدي أنا مش عايز أخسر حد فيكم و مش قادر أتكلم ...لو سمحتو
وقف حكم و هو يقول بتعقل : يلا يا شباب ...هو فعلاً محتاج يقعد لوحده و أنتم عارفينو لما بيتعصب مش بيعرف يتكلم
وقف أحمد و قال : إحنا في مكتب أبوك لو إحتاجتنا رن بس و هنكون عندك ....و فقط قرر الثلاثه المغادرة دون إضافه المزيد
بمجرد أن فتح حكم الباب ....قال بصدمة : بابا
هاشم : بره
في لحظة كانو بالخارج مغلقين الباب خلفهم
عمار بقلق : هنعمل أيه ...هنسيبهم لوحدهم دول هيخربو الدنيا
حكم : لا متخافش عمر ده بالنسبه لأبويا زي عشق و أكتر كمان عمره ما هيهون عليه زعله ...كويس أنه جالو هو الوحيد الي هيقدر يعرف منه الي حصل
أما بالداخل ...وقف عمر أحتراماً لدخول هاشم و لكن ملامحة كانت متحفزه للهجوم المتوقع
هاشم بعتاب عكس ما توقع الآخر : هانت عليك ...قدرت تنطقها
هنا ...رغماً عنه ظهر الألم و الوجع جلياً علي ملامحة بل علي نبرته الحزينه و هو يقول: و لا عمرها تهون يا هاشم ...تهون علي روحي إنما عشقي لا و أنت عارف
تقدم منه ثم جلس علي الأريكة و قال بأمر حاني : تعالي أقعد و أحكيلي أيه اللي حصل
فعل عمر ما قاله ثم قال بغضب: بعد ما أخدتها من الجامعة قالت زهقانه و مش عايزه تروح...قالتلي تعالي نتمشي في المول عشان عايزه أشتري حاجات
قولتلها من عنيه ...روحنا و أشترينا كل الي عايزاه ...كنا ماشيين نضحك و زي الفل ...فجأه بنت خبطت فيا غصب عنها و البيبسي أدلق عليا
البنت لسه هتعتذر لقيت الهانم جايباها من شعرها و هاتك يا ضرب و شتميه متطلعش من بنت شوارع
شيلتها بالعافية و بحاول أهديها و أفهمها إن البنت فعلاً متقصدش ...زعقتلي قدام الناس و تقولي أنت عاجبك تلزيق النسوان فيك و كلام كتير ...حسيت إن الي قدامي فعلاً مجنونه مش مجرد واحدة بتغير علي حبيبها
هاشم : و البنت
عمر بغل : البنت خطيبها كان واقف مع صاحبه أول ما شاف الي حصل طبعاً أتجنن حقه ...الأمن أخدنا كلنا و الراجل صمم يعمل محضر ...بس مدير المول طبعاً أدخل و حل الموضوع عشان خاطرنا و خلصت علي كده
شعر هاشم بالغضب من أبنته التي تخطت كل الحدود ...زفر بغضب ثم قال : أمها ضربتها و أنا قولت لملك تبلغها متكلمنيش
أنتفض عمر بجنون و قال بقلب لهيف رغماً عنه : ضربتها إزاااي
أبتسم هاشم بحنو و فرحة ثم قال بمزاح : شوف الواد ...مش كانت بنتك عندك يا هاشم ...أنت مال أمك بقي
عمر بغيظ : أنت سبب المصايب دي كلها ...بتعمل كل مصيبه و التانيه معايا و هي معتمدة إنك هتقف معاها حتي في الغلط
هاشم بدفاع كاذب : طب ما أنت كمان لما بتعمل مصيبه بره بتدافع عنها و هي غلط
عمر بحكمة : عشان مقدرش أكسرها قدام حد يا هاشم بس بعد الموقف ما بيعدي بفهمها غلطها
إنما أنت طول الخط بنتي صح بنتي صغيرة ...من الآخر دلعنا إحنا الأتنين فيها بوظها
هاشم : عندك حق ...أنا المرة دي مش هدخل ...بس قولي ناوي تعمل أيه من غير ما تتغابي علي البت ...لأني واثق إنك مش هتسيبها بس هتربيها
لمعت عين عمر بالغضب و العزيمة و هو يقول : ناوي فعلاً أربيها ...بس إياك تدخل
ضربه هاشم بغل داخل صدره و قال : مش هدخل بس متتغباش عليها يا ابن الكلب بدل ما انفوخك
نظر عمر له بجنون و هز رأسه بمعني ...لا فائدة
و علي الطرف الآخر ...كانت الفتيات يجلسن مع عشق يحاولن تهدأتها من البكاء المرير التي لا تقوي علي منعه
ريم : أهدى يا عشق كفايه عياط يا بنتي عينك بقت زي الدم
حبيبه : أكيد قال كدا من زعله و شويه و هيتصل يصالحك
روح : عمر بيعشقك يا عشق و أستحاله يقدر يبعد عنك
ردت بقهر : المرة دي غير ...بكت بقوة و هي تكمل : مهما أعمل عمره ما فكر يسبني و لا يهددني حتي
ريم بوجل : عشان المرة دي أنتي زودتيها أوي يا عشق ...غير إنك غلطانه في البنت ...قليتي منه في وسط الناس لما زعقتيله
عشق بجنون : و الله ما أقصد أنا مشوفتش قدامي غير واحدة لمست حبيبي ...بتاعي ...مش من حق حد يلمسه غيري ...إيش عرفني إنها مش زي البنات الي قبل كده الي بيتعمدو يعملو الحركات الوسخة دي عشان يلفتو أنتباهه
حبيبه : حتي لو يا حببتي ...أنتي واثقة من حبه ليكي و أنه مش شايف غيرك ...طب أهو سابك هتعملي أيه ...لازم تعتذري ليه
أنتفضت من مجلسها بجنون ثم قالت بحرقه و قهر : أعتذرله....
بتحلمي
نظرو لها بعدم فهم فأكملت بقهر و تصميم : و حيات حرقه قلبي علي كلمة بنتك عندك يا هاشم لأخليه يندم
ريم بخوف من هيئتها الإجرامية: ناويه علي أيه يا مجنونه ...عشق أعقلي عمر مش بيجي بالعند و أنتي أكتر واحدة حافظاه
نظرت للأمام بقوة و قالت من بين دموعها المنهمرة : و حياااات عشقي ليه لأخليه ييجي لحد عندي ....أنا هعرفك بنت هاشم لما تبقي عند أبوها هتعمل أيه ...يا عمر
أنا عارفة الفصل صغير ...بس بجد مليش نفس أكتب و محبتش أعتذر ...بكره أعوضكم بأمر الله
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووني
بقلمي / فريده الحلواني