روايه الاربعيني الفصل الخامس بقلم فريده الحلواني
روايه الاربعيني الفصل الخامس بقلم فريده الحلواني
روايه الاربعيني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
من أعظم العبادات هي عبادة جبر الخواطر ...أجبري خاطر أي حد و لو بكلمة حلوه كل ده هيتردلك أضعاف ...أنتي شايفاها حاجه بسيطه بس عند ربنا كبيره
هيعوضك بسببها و هيراضيكي و هيجبرك جبر تتعجب له أهل السماوات و أهل الأرض أنا واثقه
و بحبك
وصل سالم بسرعة إلى منزله بعدما أكدت له أخته مرض أمه ....رغم عنادهم معاً إلا أنه يعشقها هي أهم عنده من الدنيا و ما فيها
دلف غرفتها التي كانت تتمدد فوق الفراش داخلها ..تقدم منها و هو يقول بلهفه : مالك يا ماما ...حاسه بأيه يا حببتي أطلبلك دكتور
رغم ألم قلبها علي لهفته إلا أنها مثلت الإرهاق و هي تقول : لا يا حبيبي مش مستاهله...الضغط بس عالي شويه أخدت العلاج و هيتظبط
سالم : أكيد أتعصبتي...ليه يا ماما ليه ما أنتي عارفة إنك بتتعبي يا حببتي
سعاد : لا متعصبتش ...أنا زعلت شويه بس
نظر لها بوجل ثم قال ؛ أيه إلى زعلك ...مين زعلك و أنا أدفنه في أرضه
أبتسمت بسعادة بعد سماع تلك الكلمات ...ربتت علي كفه و قالت : يخليك ليا يا ابني و يجبرك قادر يا كريم
قبل يدها بإجلال ثم قال : أنتي حببتي يا سعاد و مليش غيرك فالدنيا ....المهم أيه إلى زعلك
نظرت له بتوجس ثم قالت : أديني الأمان و أنا أقولك و أحلف إنك هتسمع كلامي و مش هتقل أدبك
نظر لها بشك ثم قال : في أيه يا سعاد ...أنا كده بدأت أقلق قولي علي طول عشان اللف و الدوران بيخليني أتعصب و أنتي عارفه
نظرت له بغضب ثم قالت بصوت عالي عكس وهنها منذ قليل : علي نفسك يا روح أمك
ضيق عيناه و قال بغيظ مكتوم : أنا كده اتأكدت إن في مصيبه صوت ما شاء الله سمع الشارع إلى ورانا ...في ااااايه
أنتفضت من صرخته و قالت سريعًا: عايزاك تتجوز
برقت عيناه بصدمة ثم قال بغضب جم : أنتي خلتيني اسيب شغلي و أجي علي ملي وشي عشان كده ....
ردت سريعًا : لالالالا ...الموضوع مش زي ما أنت فاهم أسمع بس
صرخ بغضب : أنا مش عارف أقولك أيه ...جواز أيه و زفت أيه ...أنتي مش هترتاحي غير لما أسيبلك البيت كله و أمشي
ردت بغضب أكبر : انا بتهددني يا ابن الجذمه ...بتعايرني عشان مليش غيرك ...خلاص يابني أرميني في دار مسنين و أرتاح مني
أنتفض من مجلسه و ظل يدور حول نفسه ...جذب شعره بقوة وهو يقول: ايووووه يا جدعااان ...أجدع واحده تقلب الترابيزه
سعاد بمهادنه: يا ابني ده مش جواز بجد ...ما أنت لو تديني فرصة أفهمك
نظر لها بذهول و قال بعدم تصديق : هو في جواز بجد ...و جواز كده و كده
زفرت بنفاذ صبر ثم قالت : تعالي أقعد بس و أنا هفهمك ...بس أحلف إنك هتسمع للآخر من غير ما تقاطعني
عاد ويجلس جانبها و هو يقول بغل : و أدي قاعده ...أتفضلي يا ست المايك معاكي
تطلعت له بغيظ و كادت أن تسبه ...إلا أنها تراجعت سريعًا و قالت : بس يا حبيبي ...ده ثواب و مساعدة لناس عزاز عليا ...الست هند ما أنت عارف ا...
لم يستطع تحمل المزيد صرخ بجنون...هو الجواز بقي ثواب ...و من مين ...من البت المجنونة الي متحملتش أقعد معاها ساعه يا نهااااار أسود بجد
نظر لها بغل و هو يكمل : و طبعًا أنتي صاحبه الأقتراح العبقري ده صح
ردت سريعًا بكذب : أبدااااا ...عيب عليك أنا بردو هعمل كده من وراك
سعااااااد ...هكذا صرخ بأسمها بعدم تصديق
فأكملت بقوة : ااايه ...تجيب مصحف أحلفلك عليه عشان تصدق أمك يا محترم
الست إلى اتحايلت عليا و كانت شويه و هتبوس أيدي عشان تنقذ بنتها مالي هي فيه
سالم بجنون : اتحايلت عليكي...أم سامح ...يا ماما بالله عليكي قولي كلام يتصدق ...أكيد أنتي صاحبة الفكرة دي عشان تدبسيني صح. ...قولي صح أصل أنتي أمي و حافظك
ردت بثبات : عيب عليك يا واد ...طب عشان تتأكد إن مش أنا صاحبه الفكرة ...تفتكر هجوزك عيله عندها
تسعتاشر سنه ...طب لو كبيره شويه كنت أقول ماشي
بدأ يقتنع ببرائتها و لكن داخله غير مرتاح ...و هي أستغلت صمته و أكملت بأستماته : أهل البت موقفين ناس تحت تراقبهم
مش هيعرفو يجيبو البت هنا ...و حتي لو عرفو هاييجو يخدوها
شوفت البغل إلى ضربته ده ...متجوز و مخلف تلت بنات و عايزين يجوزوها ليه يرضيك ...يا ابني أكسب ثواب فيها و في أمها إلي هتموت مالقهر علي بنتها
رد عليها بجنون : يا ماما كل ده علي عيني و علي راسي ...أساعدهم بأي حاجه إلا الجواز ...طب سيبك من أني رافض الفكرة أصلا ...أنتي ترضاهالي أتجوز عيله أنا قدها مرتين و أكتر
ردت بإقناع : يا حبيبي أفهم ...ده جواز كده و كده ...أكتب عليها بس عشان تحميها و لما أهلها يغورو في داهيه أبقى رجعها لأمها
سألها بعدم فهم : أرجعها إزاي مش فاهم ...مش هي هتقعد مع أمها ...ده لو ....لو يعني وافقت على الجنان ده
سعاد بمكر : احييبيه...أخص عليك يا سالم ...بقي الست هي إلى طلبتك لبنتها...و أتحايلت عليا كمان ...نقوم إحنا نهين كرامتها أكتر و نوجعها
سالم : مش فاهم قصدك أيه
سعاد : قصدي إن كبيره أوي تطلب تتجوز بنتها ...و هتبقي عيبه في حقها لو عرفت أنه جواز علي ورق
سالم بغيظ : مش أنتي إلى قولتي يا سعاد ...أنتي هتجنيني
جزت علي أسنانها كمداً ثم قالت : أنت مجنون لوحدك يا عين أمك ...يا واد أفهم متبقاش حمار و الله إلى عملك ظابط ظلمك
كاد أن يصرخ عليها بغضب فأكملت بقوة : أكتم بقي خليني أقول الكلمتين و أخلص
حكايه كده و كده دي ...بيني و بينك و بين البنت إنما قدام أمها لا عشان متتقهرش ...و يا ريت لو تمثل إن البت عجبتك و بتموت فيها يبقي عملت الصح
سالم بجنون : ما أجبلها ورد و دباديب كمان يا سعااااد ...دي هبت منك عالآخر
وكزته بقوه فوق ذراعه ثم قالت : هسكت بس عشان خاطر البت الغلبانه دي ...إنما غير كده كنت قطعت الشبشب عليك
عض شفته السفلي كي يكتم غضبه ثم قال : بعيد عن الهزار و القباحه ...أنتي مقتنعه باللي أنتي بتقوليه ده يا ماما ...ده كلام يدخل العقل
ظلت تقنع فيه بإستماته إلى إن قال بنفاذ صبر و إجبار: ماااشي...بس يكون في علمك ...أنا مليش دعوة بيها ...كل إلى عليا حمايتها و بس من أهلها لحد ما تبقي في أمان ترجع لأمها ...أي حاجة تانيه متخصنيش....
لمعت عيناها بفرحه ثم قالت : الآهي يراضيك و يرضي عنك يابن بطني ...و إحنا مش عايزين منك غير كده ...أنا قولت سالم حبيبي لا يمكن يسكف أمه أبدا
تطلع لها بغيظ ثم قال : دلوقت بقيت حبيبك ...ما كنت ابن ستين كلب من شويه
ردت بغضب : و الله ما عرفت أربيك ...أدعي عليك بأيه و أنت فيك كل العبر
نظر لها بغيظ ثم قال : بتقلبي في ثانيه ...تطلع لها بتحذير ثم أكمل : أسمعي مني الكلمتين دول قبل ما يحصل أي حاجة
نظرت له بوجل فأكمل : لو عقلك صورلك إنك دبستيني...و إنك هتشغلي دماغك عليا عشان الجوازه دي تبقي بجد ...يبقي بتحلمي يا سعاد صدقيني أي حركة منك كده و لا كده هتشوفي مني وش مكنتيش تتخيليه
لا يصدق أنه انصاع لطلب أمه الخبيثه ...يعلم أنها ماكره رغم طيبه قلبها ...يعلم أنها أستغلت الموقف أسوأ استغلال كي تجبره علي الزواج
و لكنه أيضاً رجولته أبت أن يتخلي عن تلك السيده المسكينة التي علم لتوه قصتها مع هؤلاء الحقراء
حسنًا أمي ...أنتي ربحتي الجوله الأولى ...و لكن الفوز سيكون من نصيبي أنا في النهاية
وصل أمام مديرية الأمن القابعه بداخلها تلك التي لا تعلم شيء مما يحدث الآن
هبط عبده من السيارة و هو يقول بوجل : سالم بيه ...الراجل مشي ورانا أنا شايفه من أول ما أتحركنا من قدام البيت
سالم: و مين قالك أني ماخدتش بالي ...كبر دماغك
عبده : طب ماهو هيبلغ عزت
سالم : يا عم عبده أفهم .... هو دلوقت هيفكر إنك جاي معايا عشان تعمل بلاغ و أصلا بعد ما نخلص أنت هترجع لوحدك ...هو بيراقبك أنت مش أنا ...أنا لو عليا كنت أخدتهم الأتنين ربتهم في التخشيبه بس أم سامح هي إلى رفضت
وصلو أمام المكتب فقال سالم بهدوء : أتفضل يا عم عبده أدخل أتفاهم معاها و عرفها الدنيا و لما تخلص رن عليا هجيلك
بمجرد أن رأت زوج أمها الذي تحبه كثيراً ...هرولت تجاه و ألقت جسدها الصغير فوق صدره ثم قالت ببكاء : بابا عبده ...اتأخرت ليه ...شوفت إلى حصلي ...كنت هموت
ضمها بحب أبوي و هو يقول : الحمد لله يا بنتي ربنا رجعك لينا بالسلامه ...و من إنهاردة مش هتبعدي عننا أبدا
أبتعدت سريعًا و هي تقول بفرحه : بجد ...هو جدي هيسبني لماما خلاص
تنهد بهم ثم قال : تعالي نقعد و هشرحلك كل حاجه يا بنتي
قص عليها هذا الأتفاق و الذي رآه الجميع هو الحل الأمثل لإنقاذها من هؤلاء الحقراء
كانت تسمعه بصدمة كبيره ...لا تصدق أن هذا الذي جعلها تموت رعباً في بضع لحظات ...ستكمل معه باقي حياتها
بعد أن أنتهي قال بتوجس : قولتي أيه يا بنتي
ردت عليه بصدمه : أنت بتتكلم جد ...أتجوز واحد تقريبًا قدي مرتين و ده واضح أوي لمجرد إن أبعد عن عزت ....طب و أيه الفرق بينهم بقي أنت ترضاهالي
رد عليها بحكمه : لا الفرق كبير جدا يا بنتي...مفيش وجه مقارنه بينهم أصلا ...و بعدين سالم ده راجل و هو الوحيد الي هيقدر يحميكي ....و أكيد مش هيتمم جوازكم علي طول يعني أكيد هيديكي فرصة تاخدي عليه و تفهمو بعض
ردت عليه بحزن : بس ده كبير أوي عليا يا بابا عبده ...و بعدين أنا خوفت منه ده شكله عصبي أوي
عبده بكذب: سالم ...ده زي النسمه...أدب أيه و أخلاق أيه و صوته مش بيطلع ...هو بس تلاقيه كان متعصب عشان العصابة و كده ...المهم أيه رأيك يا سمر ريحيني يا بنتي أمك هتتجنن عليكي و أنا مش هقدر أرجعلها من غيرك
تنهدت بهم ثم قالت : إلى تشوفو يا بابا عبده ...أنا هعمل أي حاجة عشان ماما ترتاح
كاد أن تزهق روحه من شدة كتمه ضحكاته التي إذا خرجت سيقتل علي يد صديقه
فقد كان ينظر بشماته لسالم الذي يجلس أمام عبده واضعًا يده بيده و أمامهم المأذون الذي يعقد قرانه علي تلك المرتعشه في أحد الأركان
و الأخير لا يصدق ما يحدث...هل تزوج ...هل أصبح الآن معه فتاة بغيضه ستشاركه فراشه بل كل شيء
أقسم بداخله ألا يحدث هذا ...سيجعلها تنام مع أمه ...لن يحادثها و لن يحتك بها و كأنها لم تكن
هكذا كان يفكر أثناء عقد القران و الذي أنتهي سريعًا حينما قال الشيخ : بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير
بعد أن تركهم عبده كي يسبقهم علي البيت ...و بالطبع تبعه الرجل
بمجرد أن وصل منزله ...وجد الجد في أنتظارة
نظر لزوجته بمعني: اطمأني...تنهدت براحة ثم عادت لحزنها سريعًا و هي تقول : شوفت يا عبده لسه ملقوش البت ...و الحج جاي إنهاردة عايز سالم باشا يساعدة
بعد أن رحب به و جلس قال : أنا لسه راجع من عنده يا حج ...موصلش لحاجه خالص
الجد : و لا الظابط الي بعتنا ليه وصل لحاجه ...أكمل ببرود متعمد ...هو ينفع لو مش هتقل عليكم أبات هنا إنهاردة و الصبح أقابل الباشا جاركم ده ...منه اتأسفله عالي حصل من عزت ...و منه ياخدني أعمل محضر عنده
وصل سالم بها إلى شقته بعد أن أخبره عبده برسالة ما حدث
رحبت بها سعاد بسعادة عارمه ...و دعاء أستقبلتها بحب ....و الآخر ينظر لهم بغل
لم يتحمل ...كهن النسوان....كما يقول دائماً
بدأ يتحرك كي يصعد غرفته و هو يقول: أنا طالع أريح شويه
ردت سعاد سريعًا و هي تسحب سمر من يدها تجاهه: و ماله يا حبيبي ...أطلع أرتاح ...أمسكت يده عنوه ثم وضعت فيها كف سمر و قالت : خد مراتك في إيدك أكيد هي كمان محتاجة ترتاح
صدمه حلت علي الأثنان ...دمعت عين صاحبة اليد المرتعشة داخل يده
أما هو تطلع لها بذهول ثم قال بوقاحة لأمه.....
من هنا....تبدأ قصتنا مع وقاحة سالم ....و جنون سمر
مع تخطيط سعاد و توجس هند
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووني
بقلمي/ فريده الحلواني