روايه الاربعيني الفصل السادس بقلم فريده الحلواني
روايه الاربعيني الفصل السادس بقلم فريده الحلواني
روايه الاربعيني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
زعلانه من الدنيا ...حاسه إن طاقتك خلصت ...محتاجه تهربي لمكان بعيد مافيهوش حد
أولاً حقك علي قلبي أنا من أي زعل أو وجع
ثانيًا هقولك اهربي بس مش لمكان بعيد لا
أفردي سجادتك في ركن و أسجدي...اهربي من الدنيا و روحي للي خلقها أدعيلو و أشتكيلو
قسمًا بمن أحل القسم هيسمعك و هيجبرك و يراضيكي ...هيطبطب علي قلبك الطيب و يعوضك عوض ينسيكي كل الهم إلى شيلتيه أنا واثقة
و بحبك
جحظت عيناها بصدمة و وجهها أصبح جمرًا ملتهب حينما سمعته يرد علي أمه بمنتهي الوقاحة: طب ما تخليها تدعكلي ضهري أحسن يا سعاد
و سعاد ترد عليه بكيد و تبجح : و مالو يا قلب أمك ماهي مراتك حلالك إن شالله ترضعك بالمره
عااااااا...هكذا صرخت سمر التي كادت أن تبكي من شده خجلها و لسان حالها يقول بغيظ : أيه العيله السافله دي
بينما كانت تحاول أن تسحب يدها من كفه الذي ضغط عليه بقوة رافضًا تركها
كان يرد علي أمه و هو ينوي الرحيل من أمامها : و مالو يا سعاد ...أنا فهمت الليلة و كنت عارف ...و رحمه أبويا ما هفوتهالك و الشاطر إلى يضحك فالآخر ...و فقط جر تلك المسكينة التي لا تفقه شيء مما يحدث حولها و أتجه بها إلى الأعلى
بداخله يغلي كالمرجل و لسان حاله يقول : أشتغلتيني يا سعاد ...كنت عارف أقسم بالله ما هعدي إلى عملتيه ده أبدااااا
جلست براحة فوق أحد المقاعد و عيناها تملأها الشماته بل كانت أبتسامتها تتسع شيئًا فا شيء
جلست قبالتها دعاء و قالت بغيظ : ضحكتك ما شاء الله من الودن للودن دبستي الواد و أرتحتي يا ماما
و كأنها لم تسمع ما قيل ردت بفرحه : تصدقي البت طلعت حلوه ده أمه دعياله في ليله القدر ...أدب و جمال مفيش بعد كده
تطلعت لها دعاء بذهول ثم قالت : ماما حببتي أنتي واعيه للي بتقوليه ...دي عيله أبنك قدها مرتين تقريبًا
هااااااا...يبقي أنتي إلى وري الفيلم ده كله عشان تجوزيه يا نهار أسود لا تكوني وري خطفها كمان
نظرت لها بغيظ و قالت : طلعتي أمك خطافه كمان يا هبله ...و ببراعة تامة قلبت دفه الحديث تمامًا حينما أكملت : أيوه صح ما أنتي هبله فعلا هو أنتي لو كنتي ست واعيه كده و مدردحه كان زمان المعدول جوزك كل شويه يضحك عليكي بكلمتين عشان يدور علي حل شعره
تطلعت لها بصدمة ثم قالت : طب أيه إلى دخل محمد في الموضوع دلوقت ...و بعدين يا ماما يضحك عليا أيه بس ده بيسافر تبع شغله
حركت فمها يمينًا و يسارًا ثم قالت : أقطع دراعي من هنا أن ما كان أتجوز عليكي خليكي قاعده كده زي خيبتها لحد ما يدخل عليكي بيها يا موكوسه يا بت الموكوسه
بالأعلى بعد أن دلف بها غرفته أغلق الباب بقوة جعل جسدها ينتفض رعبًا ثم أخذ يدور حول نفسه بجنون
أنكمشت علي نفسها دون أن تتجرأ علي التحرك أو التفوه بحرف و فجأة....ثبت في مكانه
ثم قال بهدوء تام ليس له صله بجنونه منذ قليل : تعالي يا سمر أقعدي واقفه ليه
نظرت له بذهول فأكمل بنفاذ صبر : تعالي ياما أقعدي عايز أقولك كلمتين عشان أنام
تحركت بخوف نحو الأريكه الموضوعه في أحد الأركان ثم جلست علي حافتها
زفر بحنق ثم قال بعدما جلس جانبها تاركًا مسافه لا بأس بها : طبعًا أنتي عارفه ظروف جوازنا صح
هزت راسها بموافقة فأكمل : قبل ما أقولك أي حاجة حابب أعرف ...أنتي مرتبطه في حد في حياتك يعني
تطلعت له بصدمة و ردت بتسرع كما أعتادت : عيب كده يا أستاذ أنت ...أنت قصدك ماشيه مع شاب و كده و عملت معاه علاقه يا نهار أسود من أولها بتشك فيا أنا م....
اااااه ....قطعت حديثها و هي تصرخ برعب بعدما أمسك أصبعها التي كانت تلوح به أمامه
نظر لها بغضب ثم قال : مش بكره في حياتي قد حاجتين ...الصوت العالي و الرغي الكتير ....ضيفي عليهم الغباء
لمعت عيناه بشر و هو يكمل بغضب جم : أنتي غبيه يا بت هو أنا بقولك أتجوزتي عرفي كام مرة ....أنا بسألك أتنيلتي علي عينك حبيتي حد ....حد من زمايلك في الجامعة أطس في نظره و عجبتيه فا فكر يخطبك ...شغل التلامذة ده يعني
كانت تسمعه بصدمه ...ما الذي يقوله هذا المختل...ما كل تلك الوقاحة التي يمتلكها بل طمع فيها كلها
حاولت سحب اصبعها منه و هي تقول : لو سمحت يا ريت تتكلم معايا بأسلوب أرقي من كده ...كاد أن ينهرها إلا أنها أكملت بجديه : أنا عمري ما حبيت و لا حتي سمحت لأي زميل ليا يتجاوز حدوده معايا
أصلا مش بكلم حد في الجامعه و لا ولاد و لا بنات ...مش ليا غير صحبتي واحده بس أسمها رانيا كريم ...كده تمام يا حضرة الظابط و لا في أي اتهامات تانيه المفروض اجاوب عليها
شعر ببعض تأنيب الضمير ...بعضه فقط
ترك أصبعها وقال : أنا مش بتهمك أنا بتكلم علي أساس عادات الشباب اليومين دول ...ما علينا أسمعي مني الكلمتين دول عشان الفترة إلى هنعشها مع بعض تعدي علي خير
زوت بين حاجبيها و قالت باستغراب : فترة ...مش فاهمة تقصد أيه
سالم : اه فترة و لا هما فهموكي أنه جواز بجد
أحمر وجهها خجلاً و نظرت للأسفل...لم تقوي علي الرد عليه بالفعل هي أعتقدت ذلك بعد حديث زوج أمها معها رغم أنها كانت ترفض الفكره من الأساس ...إلا أن رفضه هو لها بتلك الطريقة المهينه ألمها من الداخل
زفر بحنق ثم قال: تمام فهمت ...بصي يا بنت الناس أول حاجة أظن إنك شايفه فرق السن الكبير إلى بيني و بينك
ثانيًا أنا أساسًا مبطقش أي مؤنث يعدي من جنبي فما بالك بقي ...هل ممكن أتقبل فكره إن واحدة تلزق فيا بقيت عمري أستحاله
دمعت عيناها و حاربت ألا تسيل دموعها أمامه ثم قالت : حضرتك أنا مش عارفة الموضوع حصل إزاي بس واضح إن أهلي أجبروك علي جوازك مني ...وقفت من مجلسها ثم أكملت بأختناق : أنا أسفه ...أنا بحلك من أي
أترزعي ...هكذا قطع حديثها و أمرها بالجلوس و حينما جلست بخوف
نظر لها بغضب ثم قال : أولاً محدش يجرؤ أنه يجبر سالم الشريف علي حاجه مش عايزها
ثانيًا أيًا كان ظروف الجواز أيه فا أنتي دلوقت مراتي قدام الكل ...صمت للحظة ثم أكمل : مراتي قدام الكل و بس ...إنما بيني و بينك أعتبريني أخوكي الكبير ...تقوليلي يا أبيه سالم
هنقل ورق الجامعة بتاعتك هنا ...تقدري تعيشي حياتك زي ما أنتي عايزه في حدود الأحترام و الأدب طبعًا ...و لو فكرتي ترتبطي أو حسيتي إن قلبك مال لحد من زمايلك تعالي قوليلي وقتها أنا هتصرف كأخ ليكي تمام
هزت رأسها بخوف من أسلوبه الصعب فأكمل : طبعًا كل إلى قولته ده ميطلعش لحد أبدا مهما كان مين ....جز علي أسنانه كمدًا ثم أكمل بغيظ : خصوصًااااا ...أمي الكونتيسه سعاد ...إلي الفيلم ده كله من تأليفها و إخراجها....يا ريت متعرفش حاجة عن أتفاقنا بدل ما تعمله جزء تاني ماشي
نظرت له بعدم فهم ثم قالت : كل إلى قولته في الأول أوكي معنديش أي مشكله فيه ...بس من أول الكونتيسه حقيقي مش فاهمة
نظر لها شزراً ثم قال بهمجيه: أوكي....الله يرحم أمك كانت بتاكل الرز بلبيسه الجزمة
شهقت بغيظ ثم قالت : هاااااا ....مسمحلكش تغلط في ماما أوكي ...نظر لها بغضب فاصححت سريعًا : قصدي ماشي يعني
أبتسم بزهو حينما أستشف خوفها منه ...بل شعر بالتسليه فقال بداخله : شكل أيامك الي جايه بطيخ عالآخر يا سالم باشا
كان الجد يجلس داخل غرفة سامح الذي أستضافه فيها عبده من باب كرم الضيافة
سأل عزت عبر الهاتف : يعني بردو الظابط قالك نفس الكلام
عزت بغل: أيوه يا جدي و مكنش طايقني...تقريبًا كرشني
الجد : و أنا بردو موصلتش لحاجة ....رخمت عليهم و قولت أبات للصبح يمكن البت تيجي و لا أسمعهم بيكلمو حد عليها ...لكن مفيش
حتي جوز أمها قالي أنه راح مع الظابط جارهم ده المديرية يعمل بلاغ
عزت: أيوه صح مش بيكدب رجالتي كانو ماشيين وراه و قالولي
الجد : طب و بعدين يا ولدي أنا مش أخد عالقاعده عند الناس
عزت : معلش يا جدي خليك يومين تعالي علي نفسك و أتحمل يمكن تظهر
الجد : لااا يومين أيه أنا أخري هبات الليلة و بكره آخر النهار هرجع البلد ...أنا مش طايق ابص في وش بنت الكلب دي و حاسس إنها السبب في كل إلى حصل
كانت تمر بالصدفة من أمام الباب المغلق ...و حينما سمعت صوته وقفت تسترق السمع
و حينما تأخرت خرج عبده ليبحث عنها و حينما وجدها تلصق أذنها بالباب سحبها بهدوء رغم غضبه
و بمجرد أن دلف حجرته قال بغضب : ينفع كده يا هند ...الراجل ضيف عندنا و مدينا الأمان و إحنا نتصنت عليه
ردت عليه بغل : الحمد لله أن سمعت إلى بيقولو يا عبده ...قصت عليه ما سمعته ثم أكملت بجنون: ابن الكلب قاعد في بيتي و بيسب فيا ...يخربيته لسه زي ما هو متهدش أبدا
عبده بتعقل : يا حببتي ما إحنا عارفين أنه شاكك فينا ...إلى أنا أقصده إن إحنا ولاد أصول مش زيهم ...مينفعش يكون ضيف عندنا مهما كان مين و نيته أيه ...نتجسس عليه
هند بحزن : أنا مقهورة يا عبده بنتي إلى بقالي سنين مشوفتهاش يبقي بيني و بينها خطوتين و أتحرم منها
رد عليها بحنو : معلش يا حببتي أتحملي يوم و لا اتنين و هتكون في حضنك العمر كله
خرج من المرحاض بعد أن أنعش جسده بحمام دافيء ...وجدها تجلس كما كانت ..تحرك نحو غرفة ثيابه غاب داخلها لحظات ثم عاد حاملاً معه غطاء و وسادة
تقدم نحوها و هو يقول : ده غطا و مخده هتنامي علي الكنبه تمام ...تطلع لها بتفحص ثم أكمل بوقاحة: هتكفيكي أنتي سوفيفه أصلا
رفعت شفتها العليا و قالت بغيظ : سوفيفه
لم يهتم بالرد عليها ...بل التف بجسده ثم أتجه نحو فراشة الذي تمدد فوقه براحة و بعد لحظات ذهب في نوم عميق
مرت ساعة عليها و هي تجلس دون حراك ....شعرت بالدجر و قالت لحالها بهمس : طب أنا هفضل قاعدة كده أنا زهقت و مش عارفة أنام ...لو كان في شاحن كنت كلمت رانيا
هااااا رانيا دي زمانها هتتجنن عليا أعمل أيه يا ربي ...نظرت تجاه الغافي بسلام ثم قالت بشجاعه زائفه ...أروح اسأله علي شاحن عادي يعني هو هياكولني
أتجهت نحوه ثم وقفت جانب الفراش و ظلت تقول بهمس : يا أستاذ ...حضرتك ممكن تصحي
لم تتلقي ردًا منه فقامت بوكزه بخفه و هي تقول بخوف : عايزة شاحن لو سمحت
فتح عينه بصعوبة و قال بخمول : مش عارف
لاحظت أنه لم ينتبه لها فقالت بصوت عالي نسبيًا : مش عارف عندك شاحن و لا لأ
هنا أنتبهت حواسه ...فتح عينه ثم نظر لها بغضب و هو يقول : أنتي بتصحيني عشان شااااحن
أبتعدت سريعًا و هي تقول برعب : أسفه و المصحف أسفه...نام سعادتك و لا أكني موجودة
نفخ بغضب ثم عاد إلى نومه واضعًا الوسادة فوق رأسه ثم قال بتهديد صريح : فكري تقربي مني تاني ...و رحمه أبويا لأكون مبيتك في التخشيبه
مر ساعتان و قد وصلت إلى أقصي مراحل تحملها لتجلس في هذا الصمت المطبق حولها
لم تعتاد علي ذلك ...دائمًا ما كانت تحادث صديقتها عبر الهاتف أو حتي تستمع لهويدا التي كانت تقص لها ما تعانيه من زوجها و أهله...حتي عراك زوجه عزت معها
حياتها صاخبه لا تقوي علي تحمل الهدوء
أنتفضت من جلستها مقرره أن تذهب له مرة أخري كي توقظه ...إما أن يأتي لها بهاتف أو يجلس هو معها
أتجهت ناحيته بمنتهي الشجاعة و أخذت توكزه و هي تقول بغيظ : حضرتك أنا مش عارفه أنام خاااالص....لو سمحت يا تجبلي شاحن عشان أكلم صاحبتي أو تقعد أنت معايا أنا مش أخده علي السكوت ده ل ....ااااااااه
قطعت ثرثرتها بفزع بعدما وجدته فجأة يسحبها ليلقيها فوق الفراش
فقد كاد أن يغفو ....منذ أن أيقظته في المرة الأولي وجد صعوبه في العودة مرة أخري إلي النوم ...و ها هو بعد معاناه كادت عينه أن تغلق و لكن تلك الكارثة التي حلت عليه فجأة قد أضاعت أمنيته في نوم هاديء ادراج الرياح
أشرف عليها بجسده دون أن يمسها بعدما رفع يداها الأثنان فوق رأسها و قيدهم بيد واحدة
نظر لها بغضب جم ثم قال بفجور: لو عايزة تتسلي أنا ممكن أمتعك مش أسيليكي بس ....بس بطريقتي
دمعت عيناها من شدة الرعب و قالت ببهوت : يعني أيه حضرتك ...اااا...
قاطعها قائلًا بوقاحة كي يخيفها منه : يعني أنا راجل عندي أربعين سنه. ....بقالي سنين ملمستش ست ...تفتكري لما تصحيني من عز نومي إلى هو ممكن وقتها أكون بحلم حلم وسخ ...وقتها هعمل أيه
زاغت عيناها برعب و سالت دموعها جانب وجهها ثم سألته بهمس بعد أن وقف عقلها عن العمل : اااا...اااايه
قرب وجه من خاصتها ثم نظر لها بعيون لامعه بشيء ما ثم.......
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني