📁 آخر الأخبار

بوابة القدر الفصل الرابع بقلم بسنت محمد عمر

  بوابة القدر الفصل الرابع بقلم بسنت محمد عمر


 بوابة القدر الفصل الرابع بقلم بسنت محمد عمر

بوابة القدر الفصل الرابع بقلم بسنت محمد عمر




الفصل الرابع 



ممكن إيه يحصل للإنسان لو خرج من زمنه ... لو خرج من بيئته ... لو بعد عن أهله وأحبابه ودخل زمن وبيئة مختلفة عنه ... مش فاهم حاجة ولا مستوعب اللى بيحصل ومتيقن أن اللى هو فيه مجرد حلم ... لا دا كابوس ... كابوس وبيسحبها لظلام أشد من ظلام البحر اللى وقعت فيه ... ظلام الخوف من اللى بيحصل ... ظلام المجهول .

سيدال واقفة تسمع الولد الصغير وهى مش مستوعبه ... مين ده ؟ ... نوح ؟! 

فضلت تنقل نظراتها بين نوح وأخوه ... ونوح مستنى رد فعلها ... اللى فاجئه بعد كده أكتر مما يتوقع .

سيدال : نوح ؟

نوح : أيوه أنا أسمي نوح ... أنا مش صقر اللى أنتى فكراه .

سيدال بدأت تفتش فى رقبتها بهلع وافتكرت سلسلتها ... فرحت لما لقت السلسلة لسه موجوده فى رقبتها ... مسكتها من الطرف ورفعتها ناحية ودنها ... كان نوح وأخوه بيراقبوا حركاتها ومش فاهمين هى بتعمل إيه ومش شايفين ايه اللى مسكاه فى إيدها .

بعدت السلسلة عنها وبصت ل نوح بإستغراب .

نوح: أنتى كويسة ؟ فى حاجة ؟

سيدال كانت بتترعش من البرد بسبب فستانها وحجابها اللى كانت لابساهم ووقعت بيهم فى البحر ... فلاحظ نوح .

نوح : سيف هى خالتك فايزه موجوده لسه فى البيت ولا رجعت بيتها ؟

سيف : لا لسه موجوده ... وكانت بتقول هتتغدا معانا هى ونوسه .

نوح : طيب جميل .

مسك موبايله وبعد عنهم شويه يتكلم فيه وقرب منهم تانى ... كانت سيدال بتبص بتركيز وصدمه حقيقية ... ورعشتها من البرد بتزيد .

نوح : بصي أأ ... أسمك سيدال مش كده .

سيدال : اااه.

نوح : طيب ممكن تيجي معانا بيتنا ... هناك خالتى وبنت خالتى على وصول ... ممكن تقعدى معاهم لغاية ما نشوف طريق أهلك وأخوكى .

سيدال : أنت ... أأنت كنت بتتكلم فى حديدة .

سيف : حديدة ؟ ... مين دى يا نوووح ؟

كانت ملامح سيدال بتوضح أنها فعلا مش فاهمه هو بيتكلم فى إيه ... صدمتها شككته فيها فعلا .

نوح : بس ياض ... (مسك الموبايل وفتحه قصادها) ... لأ دا موبايل ... أنتى مشوفتيش موبايل قبل كده ؟

هزت سيدال رأسها بالنفي وكانت بتبص بتركيز على الموبايل. 

سيف(همس ل نوح) : صاحبتك دى مالها ؟

نوح(بنفس الهمس) : مش فاهم حاجة ... اصبر.


كانت سيدال منبهره بالموبايل مع أنه لسه كان فى إيد نوح ... نوح ملاحظ الانبهار على ملامحها ف زاد تعجبه منها أكتر .

نوح: سيدال ... خليكي مع سيف هنا هروح أبلغ الإدارة أنى ماشي وهاخدكم .

سيدال هزت راسها بالايجاب .

أتحرك نوح ناحية الأدراة وفضل سيف مع سيدال ... كانت لسه واقفة مكانها بتترعش وبتبص على نوح وهو بيتحرك لغاية ما اختفى من قصادها.

سيف : إيه حكايتك بقي يا مكنة وتعرفى أخويا منين ؟

سيدال(مش فاهمه هو بيقول أيه ) : أنا مش مكنه ... أنا إنسان .

سيف : انتى شكلك عبيطة باين ... أترميتى علينا منين ؟

سيدال(شاورت على البحر) : من هنا أنا جيت من هنا ... وصقر أو نوح هيرجعنى لأهلى تانى أن شاء الله.

سيف : صقر ؟! ... وأهلك فين يا حلوة ؟

سيدال بصت للبحر بتشتت وكأنها من كوكب تانى .

سيدال: الله أعلم ... بس عندى أمل يبقوا قريبين .

سيف : دا أنتى حكايتك شكلها كبيرة .

دقايق ورجع نوح وأخدهم معاه ناحية موقف العربيات ... كانت سيدال مستغربة ومنبهرة بكل اللى يقابلها وكان نوح وسيف ملاحظين كده ... نوح كان ساكت بيفكر فيها وفى حكايتها ... أما سيف فكان فرحان باللى بيحصل وتقمص شخصية المرشد وفضل يشرحلها كل اللى فى طريقهم ...

أول ما وصلوا عند العربية ... وقفت سيدال مكانها .

سيدال: إيه ده ؟

سيف : دى عربية .

سيدال: يعنى إيه ؟

سيف: امممم سيارة ... وسيلة نقل مثلا يمشي؟ ... عربة؟ ... كارته ؟

سيدال :بس المفروض بخيول .

سيف (بص ل نوح ) : الله ... إيه ده ؟

نوح : افتح الباب ... أقعدى هنا يا سيدال ومتخافيش .

سيدال ركبت جنبه ومكانتش فاهمه حاجة لكن منبهرة ومستغربة وخايفة كالعادة ... وبدأوا يتحركوا للبيت .

سيف : وأنتى بقي عندك كام سنة يا سيدال .

سيدال : عندى ٢٠ .

سيف : أنا ١٤ سنة و نوح ٢٨ سنة ... أنا فى تالتة أعدادى ... ونوح مخلص كلية تربية رياضية وأكيد أنتى فى جامعة دلوقت صح ؟

سيدال : أنا بدرس طب .

نوح : ما شاء الله يعنى أنتى دكتورة ... طيب كليتك ف أى مدينة ؟

سيدال : أنت تقصد إيه ؟ أنا بتعلم تحت إشراف الطبيب رسلان ... من أكبر أطباء العاصمة والمملكة كلها .

نوح مش مستغرب من اللى بتقوله بالعكس فضوله زاد أكبر عنها وعن هويتها ... أما سيف ....

سيف : مين الطبيب رشدان ده بتاع سلاحف النينجا؟

سيدال : اسمه الطبيب رسلان من أمهر وأكفأ الأطباء ويعتبر هو المعلم الأكبر للطب .

سيف : هربانه منها على الأخر .

ابتسم نوح وركن العربية قصاد بيته ... وبعدين نزل فتحلها الباب من بره .

نوح : تعالى يا سيدال ... متخافيش .

نزلت سيدال بتردد و هى ماسكة فى سلسلتها .

نوح : متقلقيش تعالى .

كان بيت من دور واحد وقدامه جنينة صغيرة محيط بيها سور أبيض خشب صغير وفيها مرجيحة صغيرة وقاعدة عربي .

والبيت تطلع بسلمتين للباب .

فتح الباب ودخل ونادى على خالته .

نوح : فايزه ... فااايزه .

فايزه : ايه يا ولا عامل دوشة ليه ؟ ... إيه ده أنت عندك ضيوف ولا إيه ؟ أهلا يا حبيبتى .

سيدال ابتسمت بهدوء وهزت راسها تحيي فايزة .

نوح : تعالى معايا كده ... هى فين نوسة ؟

فايزة: دقيقتين وتوصل ... (دخلوا المطبخ ) ... مين دى ؟ ومبلوله كده ليه ؟

 نوح : الله أعلم ... أنا كنت ف قارب فجأة لقيت حد بيغرق... نطيت أخدتها وطلعت على الشط بيها أول ما فاقت فضلت تقول كلام غريب ومش فاهمه .

......

 سيدال واقفه فى مكانها محرجة من اللى بيحصل ومتوترة وخايفة وفجأة دخلت نانسي أو نوسه زى ما بيقولوا لها .

نوسه : أخوك فين ياض وهدوم من بتاعتى إيه اللى عايزها ؟

سيف : ل سيدال .

نوسة : نعم ... سيدال يعنى إيه ؟

سيدال (من وراها) : سيدال يعنى السترة أو الغطاء .

نوسة (بفزع) : بسم الله ... أنتى مين ؟

سيف : دى سيدال .

نوح : نوسة ... أدى الهدوم ل سيدال تغير ووريها طريق الحمام لو سمحتى .

نوسة : مين دى ؟

سيف : دى سيداااال .

نوسة : أخوك أتجوز من ورانا ؟ 

نوح : أخلصي البنت هتموت من البرد .

دخلت نوسة مع سيدال تغير هدومها .

سيف : وبعدين يا كبير ؟

نوح : الله أعلى وأعلم .....


د


فى ليلة عاصفة من أواخر يناير كانت تالين نايمة فى أوضتها ... فجأة ... سمعت صوت رعد قوى ف قامت مفزوعة وجرت عند مامتها .

الأم (قامت مفزوعة) : بسم الله ... مالك يا روحى .

تالين : الرعد ... أنا خوفت .

الأب : طيب تعالى فى حضنى .

دخلت تالين فى حضن والدها وكانت بتتعرش .

الأب : أهدى يا حبيبتى متخافيش ... يلا علشان تنامى .

تالين : هى ماما نامت ؟

الأب : اه ... أطمنت أنك فى حضنى وكملت نومها .

تالين : أنا هنام ...(سكتت شويه وبعدين كملت) ... بابا .

الأب: أمممم .

تالين : هو عامر راح فين ؟

الأب: مين عامر ؟

تالين : أخو سيدال .

الأب : أممممم ... مفيش نوم الليلة ولا إيه؟

تالين : عايزه أعرف بس علشان أنام ... وعايزه أعرف من ماما ... حضرتك تعرف حاجة ؟

الأب : أعرف شوية حاجات ... بصي يا ستى ....

......


نور طفيف بدأ ينبهه أن النهار طلع ... كان نايم مش قادر يفتح عينه ... واحده واحده بدأ يفتح ويفوق ... صوت غريب جنبه مش فاهم ده صوت إيه ... كان حاسس ببرد كأنه لسه موجود فى البحر ... فتح عينه شاف قصاده إضاءة فى السقف ... لف بإستغراب شاف عصايه حديد وشيء غريب مليان سائل شفاف متعلق فيها متصل بأنبوب والأنبوب نهايته فى ضهر إيده ... متركب فى شيء غريب فيها ... هو مش فاهم إيه ده ولا الصوت جاى منين ... بعدها رفع رأسه كان فى جهاز عجيب فى الحيطة عليه إشارات أغرب وكمان متوصل فى إيده التانية بشيء ماسك فى صوباعه ... كان نايم فى سرير وعليه غطا أبيض ... ثوانى وسمع صوت واحدة ست بتتكلم فى مكان قريب منه بيفصل بينهم ستارة بلاستيك رمادى ... كان عايز ينادى بأى اسم ... لكن مش قادر ... كأنه فقد قدرته على النطق ... فجأة أتفتحت الستارة ودخل منها سيدة لابسه أبيض وحجاب أبيض . 

السيدة : حمدالله على السلامة يا بطل ... أخيرا فوقت .

هو باصص عليها ومش فاهم مين دى ولا إيه المكان الغريب ده ولا أى شيء .

السيدة : أطمن بس على جرحك الأول وبعدين نطمن عليك. 

قربت من ورفعت السرير ببطىء لفوق ... خاف من الحركة ومفهمش إزاى اترفع كده تلقائياً لكن فضل ساكت ... قربت منه وبهدوء فحصت الشاش الأبيض الملفوف على رأسه .

السيدة : جميل الحمد لله... الوضع طبيعي .

ولأول مرة ينطق من وقت ما فاق .

عامر : أنا فين ؟ وأنتى مين ؟

السيدة : أنت فى مستشفى (....) التخصصى وأنا دكتورة أمل .

عامر : يعنى إيه ؟ وأنا جيت هنا إزاى ؟ أحنا ف العاصمة ؟

أمل : عاصمة ؟ لا أحنا فى قرية (....) السياحية وفى سفر كذا ساعة للقاهرة .

عامر : أنا مش فاهم حاجة ... فين سيدال وفين المهاجير وسنقر ؟ 

أمل : أأنا مش عارفه حضرتك بتتكلم عن إيه .

عامر : المهاجير هما اللى عملوا فيا كده علشان كنت بنقذ سيدال منهم ... كان معايا صقر ... وسيدال مش عارف حصلها إيه ؟ أنا عايز أرجع القرية .

أمل : أنا مش فاهمه حاجه ... حاول بس تهدأ علشان جرحك .

عامر (بدأ يتنرفز) : أنا جيت هنا إزاى ؟

أمل : جماعة مصيفين لاقوك على الشط وكنت بتنزف ... فبلغوا عنك الشرطة وجابوك هنا فى حالة غيبوبة ... عملنا معاك اللازم والحمد لله فوقت بعد كام ساعة بس

 عامر : طيب فين سيدال وأنا فين وإيه الحاجات اللى ف إيدى دى ؟

أمل : دى كانيولا علشان المحلول وده علشان نقيس ضربات القلب ... وسيدال الله أعلم .

عامر مش فاهم أى حاجة ولا فاهم هو فين بيحاول يستوعب لكن مش قادر .

أمل : بص ريح دلوقت تماماً علشان الخبطة فى دماغك فى مكان حساس ... وبلاش ترهق نفسك فى التفكير ... يومين إن شاء الله هتبقي كويس ... وبالمناسبة فى ناس من اللى لاقوك على الشط دفعولك مصاريف المستشفي يعنى متقلقش من أى حاجة ... أنا هخرج ولو أحتجت أى شيء أضغط هنا .

هز رأسه بإيجاب وبعدها أبتسمت له وخرجت ...

حاول يغمض عينيه علشان ينام لكن مش قادر ... دماغه وقف من كتر التفكير ... غلبه النوم فجأة بعد ما الممرضة دخلت وحقنت المحلول بمادة غريبة ... على الفور نام .

........

تالين : إيه ده يعنى عامر موجود ف نفس المكان ؟

الأب : اااه موجود فى نفس القرية السياحية لكن مش نفس مكان سيدال .

تالين : طيب هيشوفها أمتى ؟

الأب : امممم ممكن ننام بقي وبعدين نحكى الصبح إن شاء الله.

تالين : اممم طيب ... تصبح على خير .

الأب : وأنتى بخير .

 فضلت تالين تفكر فى كلام والدها وتخمن هيتقابل هو وسيدال أمتى لغاية ما غلبها النوم ... حقيقي النوم سلطان .

 غمضت عينيها وأستسلمت للنوم لكن عقلها وقلبها مشغولين بسيدال وعامر ... وبتفكر ألف مرة هيتقابلوا إزاى .


تعليقات