روايه طفله الثابت الفصل الثالث بقلم أسماء محمد
روايه طفله الثابت الفصل الثالث بقلم أسماء محمد
روايه طفله الثابت
الفصل الثالث
بقلم أسماء محمد
قبل ما نبدأ الفصل، حابة أتكلم معاكم عن معاملة اليتيم، زي ما وصانا بيها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
اليتيم فقد الحضن والسند، وعلينا نعامله بلين ورحمة، منقسيش عليه، لأن قلبه اتكسر بفقد اللي كان بيحميه ويحتويه. مش كل الناس عندها رحمة، لكن إحنا نقدر نكون سبب في سعادته واطمئنانه. وصية نبينا:
"فأما اليتيم فلا تقهر"
فاحفظوا الوصية، وكونوا دايمًا سند وحنان للي فقدوا الحنان.
نبدأ قصتنا:
ريناد وهي بتعيط:
– "إنتي ليه بتعملي معايا كده؟ ليه بتكرهيني؟ أنا عملتلك إيه يخليكي تعامليني بالقسوة دي؟"
سماح بسخرية:
– "معملتيش حاجة يا عيني، بس السبب... أبوكي!"
ريناد بدهشة:
– "بابا؟ عملك إيه؟ ده كان طيب وبيعاملك كويس!"
سماح باستهزاء:
– "آه، بيعاملني كويس؟! منعني من الخلفة عشان أربي الهانم! جابني دادة ليكي، وأنا المسمّاة مراته! أنا كرهتك من أول ما شفتك، ولما أبوكي عمل كده... كرهتك أكتر! قومي يلا، روّقي البيت كويس واعملي أكل للضيوف اللي جايين."
ريناد بدموع وقهر:
– "حاضر، اللي تشوفيه..."
راحت تعمل اللي اتقال لها، وهي بتبكي بصمت على حالها.
---
في مكان تاني...
ثابت حس بوخزة في قلبه، وجلس وهو بيتنفس بصعوبة.
معتصم بخوف:
– "في إيه يا ثابت؟ خد نفسك على مهلك!"
ثابت وهو بيحاول يهدى:
– "مش قادر أتنفس..."
معتصم بقلق:
– "يلا أوديك لدكتور!"
ثابت بتنفس تقيل:
– "مش موضوع دكتور... هاهدى دلوقتي."
فضل الحال كده عشر دقايق، وبعدها هدي شوية، لكن الغصة فضلت جوه قلبه.
قال لنفسه:
"اللهم إن كان هناك من يتألم، فقلبي لاجله يتألم... فارح قلبه وقلبي يا رب."
قاطعه صوت معتصم القلق:
– "قلقتني يا بني!"
حاول يطمنه:
– "أنا زي الفل، يلا عشان ميرال مش هتسكت لو اتأخرنا."
نزلوا وراحوا البيت...
---
في البيت:
ميرال كانت محضرة سفرة فيها كل الأكلات اللي بيحبها معتصم، لأنها بتعتبره زي ثابت بالضبط.
أول ما وصلوا:
معتصم بمرح:
– "ميرو يا سكرة، وحشتيني!"
وحضنها.
ميرال بحنية:
– "إنت أكتر يا عصوم، غبت عني كتير المرة دي."
معتصم:
– "الشغل والسفر هو اللي أخدني منك، حقك عليا يا قمر."
ميرال بحنان:
– "بس بلاش تطول الغيبة تاني..."
معتصم بابتسامة:
– "حاضر يا ست الكل."
سلم على مراد وباس إيده:
– "يا بوب، والله ليك وحشة! كنت دايمًا السند."
مراد بحب:
– "وإنت كمان، متغبش تاني، تمام؟"
معتصم ضاحكًا وهو بيعمل التحية العسكرية:
– "تمام يا فندم!"
ضحكوا كلهم، وبعدها سلم على سما من بعيد.
معتصم بهدوء:
– "إزيك يا سما؟ أخبارك إيه؟"
سما بخجل:
– "الحمد لله، بخير... إنت أخبارك إيه يا أبيه؟"
قال في سره:
"أبيه؟ طيب نمشيها دلوقتي أبيه، ونشوف آخرتها بعدين!"
ورد بهدوء:
– "الحمد لله بخير."
بص لميرال وقال بمرح:
– "مش هتاكلينا بقى يا ميمو؟"
مراد بغيرة خفيفة:
– "دي عملتلك كل اللي بتحبه لما عرفت إنك جاي."
معتصم وهو بيحضن ميرال:
– "ميمو دي حبيبتي!"
مراد بغيظ:
– "ابعد عن مراتي، يلا قوموا ناكل، وراكم مشوار بعد الأكل."
ميرال بفضول:
– "رايحين فين؟"
مراد بهدوء:
– "عند بنت عم أحمد، اللي كانت وصية راجل شال شغلنا زمان."
ميرال:
– "خدوا سما معاكم، عيب تروحوا لوحدكم وهي مش معاها راجل."
ثابت دخل في الكلام بهدوء:
– "طبعًا يا ماما. يلا بقى، جعان جدًا!"
ميرال:
– "ثواني والأكل عالسفرة."
---
أما عند ريناد...
خلصت شغل البيت، ودخلت أوضتها، صلّت وناجت ربها يخلصها من المأزق اللي هي فيه.
بس سماح ما سابتهاش حتى تهدى.
سماح بصوت عالي:
– "إنتي يا زفتة! الناس قربوا يوصلوا!"
مسحت دموعها، ولبست فستان بسيط لونه زهري وطرحة أوف وايت، وخرجت.
سماح لما شافت جمالها قالت بغل في نفسها:
"هرتاح منك النهارده! جاتك القرف في شكلك!"
ريناد بدموع:
– "الله يسامحك..."
سماح بسخرية:
– "هيسامحني؟ متشغليش بالك!"
وخرجت تفتح الباب.
دخل راجل كبير في السن، ومعاه ستين ورجل باين عليه المأذون.
الرجل بغلظة:
– "السلام عليكم."
سماح بابتسامة مزيفة:
– "وعليكم السلام، اتفضل يا معلم، نورتنا."
المعلم بصوت عالي:
– "البيت منور بأصحابه يا حاجة."
إحدى الستات:
– "فين العروسة؟"
سماح:
– "جوا، هاجبهالكم."
دخلت تجيب ريناد، وبعد شوية خرجت بيها.
المعلم بصوت مقزز:
– "إيه القمر ده!"
ريناد سكتة، بتعيط ومش قادرة ترفع وشها من القهر.
سماح قالت:
– "أجبلكم عشا يا معلم؟"
المعلم:
– "عشا إيه! نكتب الكتاب الأول."
بص للمأذون وقال:
– "يلا يا شيخنا."
ضربات قلب ريناد زادت، ودموعها نزلت أكتر، وكانت بتدعي من جواها:
"يا رب، ما يتمش الجواز ده!"
وقبل ما يبدأ المأذون، سمعوا خبط على الباب...
المعلم:
– "إحنا مستنيين حد؟"
سماح بتوتر:
– "لا، مش مستنيين حد..."
الخبط زاد، وفتحت سماح، واتفاجئت برجالين وبنت واقفين.
سماح باستغراب:
– "مين أنتو؟"
مراد بهدوء:
– "مش ده بيت عم أحمد الله يرحمه؟"
سماح بتوتر:
– "آه... مين أنتو؟"
سما ردت بهدوء:
– "إحنا جايين نشوف ريناد."
يتبع...
---