روايه اذوب فيك موتًا الفصل الأربعون بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه اذوب فيك موتًا الفصل الأربعون بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه اذوب فيك موتًا الجزء الثالث من روايه الاربعيني
الفصل الأربعون
فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
الأمان....هي كَلمه السر كي يُفتح قلب أي أٌنثي علي وجه الأرض
حينما نشعُر بالأمان تُصبح الحياه أهدأ و أجمل
و هذا ما فعله جايدن ذاك العاشق الذي تمسًك بحبال الصبر حتي يِخلق له مكان داخل قلب حبيبته
مٌنذ أن تزوجها و قد أحاطها بالأمان و الإحتواء
لكنها رغما عنها فشلت في التقرب منه ....لن تستطيع حتي الآن نسيان حٌبها الأول
مُنذ أن وصلا إلى بيتُه في أمريكا و هي تحاول أن تتقبل إقترابه الحذر منها
تحاول أن تُقنع حالها أن القدر أرسل لها الأفضل....لدرجه أنها قررت إن لم تستطع حُبه فلتُحب حُبه لها و تعامله بِود و إحترام
تركته يخطف بعض القُبلات منها دون أن تشعر بأي شيء ....تُبادله أحاديثه و مُزاحه
تخرج معه في نُزهه ...إلى حدٍ ما كانت الحياه في ظاهرها طبيعيه
لكن كُل هذا ذهب أدراج الرياح و باتت محاولاتها فالتقرب منه مُستحيله
حينما رأت صوره حبيبها الأول مع فتاه جميله ...يعانقها بحميميه أثناء رقصته معها ...بل يهمس في أُذُنها و الصغيره تحمر خجلا
دبّت نار الغيره داخل قلبها و قد أحرقت خلاياها
لم تقوي علي تحمُلها ...اخذت تُحطم كُل شيء تطاله يداها و تسُب ذاك الخائن
الأن فقط علِمت أنه لم يحبها يوما ...إذا أحبها بِصدق ما كان رأى غيرها و لا كان لمس أُنثي بعدها
نعم هي تزوجت من غيره بسبب لحظه عِناد قادتها إلى إستسلام ...لكنها عاهدت رُوحها ألا يخرج من
قلبها طالما مازالت تتنفس
هذا الجايدن له منها كُل إحترام
لكن قلبها لا يملُك فيه شيء
جُن جُنونها ...تعلم حبيبها جيدا ...تحفظ ملامحه حينما تُسيطر عليه حاله حب
تعلم لمساته حينما تتملك منه الرغبه
تحفظه عن ظهر قلب ....لكن تلك الحاله التي رأته عليها في ذاك المقطع المُصور لم تراه عليها من قبل
لِما كان مفصول عن العالم بأسره و كأنه يتراقص معها وسط الصحراء
ماذا يقول لها فعضت شفتها السُفلي بخجل
لما يلصقها به و كأنه يخاف هروبها
لما و لما و لما ....و لا يوجد أي تفسير منطقي بالنسبه لها إلا....لَم يُحبني يوما و قد خُطف قلبه من قبل تِلك الصغيره الفاتنه
عاد زوجها من العمل صباحا فقد بات طوال الليل في المشفى يجري عمليه جراحيه دقيقه
بعد أن إنتهى قرر العوده إلى بيته و حبيبته التي إشتاقها كثيرا
يأخذ قسطا من الراحه و يَطمإن عليها ثم يعود إلى عمله مره اخري
صُدم من ذاك الحطام المُنتشر حوله
بل تمزق قلبه حينما رأها تجلس بتلك الهيئه المُدمَره فوق الارض
علِم انها رأت صور الحفل المنتشره مُنذُ أمس
هنا ....لم يقوى علي تَحمُل المزيد منها ...لم يُصبح الإحتواء خِيارً مطروح أمامه
غاب العقل و الحِكمه و أصبح المُتحكم الوحيد ذاك القلب الذي ينزف دمّا
ألقى حقيبته الصغيره أرضا و اتجه نحوها بكل ما يحمله من غِل و غيره و غضب
سحبها بغتّه كي تقف أمامه فصرخت بفزع و كأنها كانت في عالم آخر و لم تشعر بوجوده منذ أن وصل إلى المنزل
تطلع لها بعيون تلمع بشرار الغضب و تصرخ بألم ينحر قلبُه ثم قال بجنون و هو يهز جسدها بغِل
- إنتي إااااايه ....إنتي إيه بجد
بعد كُل اللي عَمله فيكي و كل اللي أنا عملتُه عشانك لسه بتحبيه
بتكسّري بيتي عشان مقدرتيش تتحملي تشوفيه في حضن واحده غيرك
و أنااااااا.....المفروض أعمل معاكي إيه ...أاااقتلك
أدبحك عشان كُل لحظه بشوف صورته جوه عنيكي ....عشان بحس جِسمك رافضي لو فكرت بس أبوسك
إنتي مبتحسيش بنفسك وقتها و لا إيه ...دانتي جسمك بيتخشب يا سااااره
كانت تبكي بقهر و لم تجد أي شيء تقوله غير
- إنت وعدتني هتصبُر عليا ...إنت عارف حكايتي ...أنا مأجبرتكش تتجوزني
هَزها بجنون و هو يصرخ
- و أنا كل ده مصبِرتش عليكي....محاولتش معاكي بدل المره مليوووون.....رفضك ليا ...بعدك عني ...صدك لأي مُحاوله تخليني أقرب منك
دانا ياجاحده لما بجبلك هديه و لا ورد بلاقيكي بتبتسمي و تسرحي.....من جوايا ببقي بموووت عشان عارف إنك إفتكرتيه أو إفتكرتي حاجه جبهالك
و أقول إستحمل ...معلش ....هتنسى....هتقدّر كُل اللي بتعمله معاها و هتتغير
إنما للأسف ....إنتي عايشه في عالم تاني لوحدك ...قافله علي نفسك و مش مديّه فرصه لحد يكون معاكي فيه
لم تستطِع تَحمُل كُل هذا ....مُنُُذ ما حدث لها مع تميم ...لم تشتكي لأحد ...لم تقوى حتي علي إظهار حزنها و جرحها
لم تصرخ و لم تقوي علي زرف الدموع
و الآن....حان وقت الصراخ ...حان الوقت لتُخرج كل ما بداخلها دون ان تفكر في ماهيّه الواقف أمامها و لا ماذا سيفعل بعد سماع كل ما ستُلقيه عليه
نظرت له بجنون من بين دموعها المنهمره ثم قالت
- كفايه بقى كفااااايه ....إنتو إااايه مش بني أدمين ...و لا فاكرِني أله هتدوسو علي الزرار هنسى
أنا حتى معرفتش أتوجع ...مقدرتش أصرخ
معرفتش أتقهِر علي سنيني اللي ضاعت و لا قلبي اللي إتحرق
- لِمُجرد بس إني مَسيحيه حَبت واحد مُسلم الدنيا إنقلبت....لازم أسيبه ...لازم أنساه فلحظه
و لازم أتجوز قبل حتي ماأخد نفسي عشان أقطع أي أمل مُمكن أتمسك بيه
- وطبعا إنت كُنت البطل الهُمام اللي جاي ينقذ العيله من الفضيحه اللي بنتُهم هتعملهالهم
دخلت حياتي فجأه وبالإجبار
منكِرش إن إنت كويس ومُحترم وإتحملتني
بس اللي هو أنا هستحملك ولازم تحبيني
بكت بقهر شديد وهي تكمل
- مفيش حاجه إسمها كده.... أحترمك وأعاملك كويس إنما الحُب ده مش بإيدي
مفيش حد بيدي أوامر لِقلبُه علشان يحب وطول ما أنا حاسه إن مُعاملتك كويسه ليا عشان بس أحبك وأنسى تميم عمري ولا هعرف أعمل ده ولا هعرف أعمل ده
محدش إداني مِساحه أتوجع أو أفكر أو أقرر إني مهما هتعب لازم أنسى
حتى لما طلبت منك إنك تتجوزني ونسافر إنت عارف كويس إني كُنت عايزه أهرب مش كنت عايزه أنسى وده فرق
من أول مَجينا هنا وإنت قايد صوابعك العشره شمع علشاني بس يكفي إني من جوايا حاسه إن كُل ده عشان أحبك
- اللي هو لااااااازم أحبك
وأنا غصب عني وبقولهالك بمُنتهى الصراحه كل اللي كان حاصل بيني وبين تميم كنت مُتخيله إنه بيعند علشان زِعل مني بسبب أي حاجه
إنه طِلع ضعيف وجبان ومقدرش يحارب للأخر
إنه أي حاجه إلا.... إنه ميكونش حبني أصلا
شعرت أن قدميها تعجز عن حملِها فألقت بجسدها فوق المقعد وأكملت بِقهر وجنون
- كنت بصبّر نفسي جوايا إن مش كُل إتنين بيحبوا بعض بيكون ليهم نصيب
بس لما شُفت صورته معاها حسيت إنه كان بيضحك عليا بيخدعني
خلاني أتعلق بيه وأنا بالنسباله ولا حاجه
إيه اللي كان بيقولهولها في ودنها خلى وشها يحمر كده
إيه اللي مخليه حاضنها بكل التملُك ده..... كأنه خايف تتخطف منه
إيه اللي فيها خطف قلبه اللي كنت فاكره إنه ملكي
كان لازم أنفجر.... كان لازم أكسر الدُنيا
كان لازم أصرخ وأعيط وأحس بالقهر عشان أنام وأصحى واحده جديده
بِتحاول تداوي جرحها بإيديها علشان تقدر تعيش إنسانه طبيعيه تِحب وتتحَب
مش مُجبره على حُب واحد ..وأنا قافله جوايا على حُب واحد تاني
الفكره نفسها تخليني أحتقر نفسي وأكرهها
- وأنا مِش عايزه أكره نفسي.... مِش عايزه أعيش ميّته
مِش عايزه أكمل حياتي معاك جسم من غير روح وإنت عارف إن خلاص حياتنا إرتبطت ببعض ومفيش حاجه عندنا إسمها طلاق
جلس جانبها و بهدوء ...يَعلم الله كيف تحكم في حاله كي لا يقتُلها بعد كُل تِلك الإعترافات ....لكن الشيء الجيّد أنها أخيرا إنفجرت و أخرجت ما بداخلها حتي لو علي حساب ألم قلبُه العاشق لها
سحب نفسا عميقا حتي يُهديء فورانه الداخلي ثم قال بِحكمه
- حقك ....كُل اللي قولتيه حقك و محدش يقدر يغلّطك
بس إنتي عارفه كويس إنك لو أخدتي الفرصه دي ياساره مكُنتيش هتبعدي عن تميم باقي عُمرك
حتي لو متجوزتوش كُنتم هتفضلو علي علاقه ببعض
كان لازم القصه تِنتهي بالقسوه دي عشان تتأكدي إنها فعلا إنتهت
أما بالنسبه للبنت اللي معاه
شعر بقبضه قويه تعتصر قلبه بسبب ما سيقوله الأن ...لكنه طبيبا ماهر يعلم أن في بعض الأوقات يجب علينا بتر جزء من الجسد حتي نُنقذ الباقي
سيُخبرها بتحليله الشخصي للموقف حتي و لو علي حِساب نفسه حتي يُغلق تِلك الصفحه نهائيّا
- تميم حَبك بجد ياساره ...مقدرش أنكر ده
بس الفكره هنا مِقدار حُبه ليكي كان قد إيه.... مين فيكُم حب التاني أكتر
مين فيكم هيقدر يتخطي التاني أسرع
أنا شُفت كل الصور والفيديوهات اللي نزلت على صفحتهم.....
مش قادر اقولك أنا عِدتها كام مره عشان أركز في كُل حركه وكُل تصرُف عمله تميم مع البنت دي
أنا معرفش هي مين ولا هو بالنسبالها إيه
- بس اللي أنا شايفُه بِخبرتي كراجل إن البنت دي خطفت حاجه جِواه
فأعتقد تَخطّيه ليكي هيكون أسهل بكثير
عارفه ليه..... علشان هو عايز يتخطاكِ
عايز ينسى ويعيش من جديد.... ممكن يكون راسم إنه يكمِل حياته مع أي واحده تكون مُحترمه وبنت حلال تنفع زوجه
إنما مكانش عامل حِسابه أبدا إنه يتخطف
- فأنا بقولك بِمُنتهى الأمانه والصراحه دي حاجه مش بإيده يا ساره
ومش معنى كده إن البنت اللي معاه أحسن منك او إديتله حاجه مكانتش عندك
لأ مُمكن تقعدي تفكري وتبعدي وتقربي وتعملي حاجات كثير لما تحسي إنك بتحبي واحد
إنما لما بتعشقي كل ده مبيكونش موجود إنتي بتتخطفي في لحظه
زي مخطفتيني من أول مره شُفتك
- وقتها عقلي إتلغى وكُل اللي جوايا تكوني معايا وبس
كل الفتره اللي عِشناها مع بعض يا ساره مكنتش بعمل معاكي
أي حاجه عشان اقولك لأ لازم تِرُدهالي أو لازم تِحبيني
أنا كُنت حابب حُبي ليكي هو اللي يجبرك على حُبي
إنما أدام فهمتي كل ده غلط
وأدام محتاجه فُرصه تحسي بجرحك وتبكي عليه
رغم إن اللي بقولهولك ده بيقتلني من جوايا بس أنا هدّيكي كل الفُرص دي يا ساره
أنا حاولت أداوي جرحك لأني كنت حاسس بيه لكن أدام عايزه تداوي جرحك بإيدك فبراحتك
ملكيش عندي غير كُل الإحترام وأي حاجه تحتاجيها هتلاقيها تحت رجلك
لكن إحتراما لرجولتي مش هقرب منك و هحاول أنسى إنك مراتي
إعتبري يا ستي إن إحنا صحاب عايشين مع بعض.
بلاش ...
إتنين اغراب إشتركوا في شقه واحده
وقف من مجلسه مثل الجُثه وهو يُكمل بصوت يقطُر وجعاً
- أعتقد إني وضحتلك الصوره وقُلت كل اللي عندي
حياتك في إيدك يا ساره عيشيها زي ما تحبي وإرسمي اللي جاي بإيدك من غير ما حد يتدخل فيه
حابه تكملي دور الضحيه وتعيشي جوه وجعك وتفضلي مدمره نفسك باقي حياتك إنتي حره
عندك القُدره إنك تداوي جرحك وتبدأي من جديد في حياه جديده بعيده كُل البُعد عن كُل الناس اللي عرفتيهم قبل كده دي برضوا في إيدك
و فقط ..... تركها وغادر دون أن يزيد حرفاً أخر وهو يعلم جيداً أنه أصاب داخلها في الصميم بعدما وضع أمامها الصوره كاملهً دون أي تجميل أو رتوش
عَليها الأن أن تختار إما أن تظل تبكي على الأطلال أو تبدأ حياه جديده مليئه بالبهجه والسعاده مع شخص حقااااا.....يعشقها
مضى أُسبوع على تميم وسما بصعوبه شديده
كلّ منهُما يحاول الهروب من الأخر بكل ما أوتي من قوه
مُنذ ذلك اليوم الذي قبّلها فيه ثُم طلب منها أن يأكلا معا وقد شعر وقتها أن مكانها داخل أحضانه ويجب عليها أن تغفوا فوق فراشه
لا يعلم كيف منع نفسه من فعل ذلك أو إجبارها عليه
أما هي..... فقط وجدت حالها أصبحت أكثر ضعفاً وجُنون وقد فقدت الكثير من الذكاء والحكمه الذي كانت تتسم بهم
فما كان عليها إلا أن تُغلق على نفسها باب غُرفتها متحججه بتركيزها من أجل الإختبارات التي إقتربت حتى تتجنب المُكوث معه أطول فتره ممكنه
رغم أن ذلك الإبتعاد الواهي كان بإرادتهما إلا أن كِليهما شعر أن حياتَه فارغه باهته لا طعم فيها ولا لون
خاصّه ذلك العنيد والذي مَنع حاله أيضا أن يُراسلها عبر الهاتف على أنها تِلك المجهوله
أراد أن يُحجم ذلك الوحش الذي ينطلق داخله ينهش أحشائه ألا وهو...العشق
ذلك اليوم الذي كان يمزح فيه معها ويُخبرها أنه ضليع في ماده الأحياء
جعله يؤكد أن تلك الصغيره الغريبه عليه إحتلته فجأه مِثل العُدْوان الغاشم وإكتشف أنه لا يملك حتى سلاحاً للمقاومه
وإذا كان عقله وقلبه هما جيشُه الوحيد فبمُنتهى الأسف قد خانوه وتحالفوا مع العدو
فأصبح جُندي أعزل وَسط معركه غير مُتكافئه
كيف حدث كُُل ذلك حقااااا.....لا يعلم
وبينما كان يُفكر في كُل هذا وجد إتصالا هاتفي يُخبره من يُحادثه على الطرف الأخر أنه الطبيب المُختص بمعالجة يارا راشد سعفان وقد طلبت منه أن تتواصل مع أُختيها
وقد وَجد هذا الرقم مُسجلا من ضِمن الأرقام التي سُجلت في ملفها داخل المشفى
إستغرب كثيرا وأخبر الطبيب أن أختها لم تكُن حاضره الأن وطلب منه الإنتظار نصف ساعه حتى تحضر ويقوم بالإتصال به كي تُحادثها
بعد أن أنهى المُكالمه ظل يُفكر كثيراً حتى يصل إلى ماهية هذا الإتصال وهذا الطلب الغريب
ماذا يفعل.... يصعد إلى صغيرتُه ويُخبرها أم يترُك الأمر بُرمتُه وكأنَ شيئاً لم يحدث ........
علي فكره سنويه أبويا إنهارده و المفروض إني متجمعه مع عائلتي عشان كده كتبت فصل صغير أفضل ما أعتذر
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني
