بوابة القدر الفصل الثامن بقلم بسنت محمد عمر
بوابة القدر الفصل الثامن بقلم بسنت محمد عمر
بوابة القدر
الفصل الثامن
بقلم بسنت محمد عمر
الفصل الثامن
أحياناً دقات قلوبنا بتعلن تمردها علينا ... مش بيكون فارق فرق الوقت أو المكان أو حتى الثقافة ... ساعة ما القلب بيأمر بيكون على الدنيا السلام ... وعلى العقل السمع والطاعة .
كان الكل منشغل بالبرفان وكل واحد بيطلب من سيدال نوع معين ما عدا نوح اللى قعد يتابعهم من بعيد ... أثناء متابعته لهم وقفت عربية على باب البيت ... أنتبه نوح لها ف نزلت منها روز ... كان مستغرب وجودها فى المكان لأنها سبق وخرجت منه بعد ما أهانت نوح .
روز : هاى ....
أنتبه الكل لوجودها ومفيش حد رحب بيها .
سيف : أنتى جايه هنا ليه ؟
روز : سيف ! إيه يا حبيبي أنا جايه أسلم عليك ... هى دى طريقة تقابل بيها حد كان مسافر من فترة .
سيف كان لسه هيرد ف وقفه نوح .
نوح : سيف ... (وجه كلامه ل روز ) ... خير ؟!
روز : نوح أنا جايه أشوفكم يا جماعة فى إيه ... (بصت على سيدال وعامر) ... أوووه أنا شوفتك مع نوح قبل كده صح ؟؟ ... ومين الغريب ده كمان .
نوسة (بتحفز) : أنتى مالك أنتى ... جايه هنا ليه أصلا ... مش أنتى قطعتى علاقتك بينا من زمان ؟
روز : أنا رجعت خلاص يا نوسة وعايزه أرجع معاكم .
نوسة : و أحنا مش عايزينك.
نوح : نوسة ... بس أنتى كمان .
روز : مش هتقولى أدخلى ولا إيه ؟
نوح فضل ساكت شويه وبعدين هز رأسه بإيجاب .
أبتسمت روز بتشفي بعد ما شافت على ملامحهم الغيظ ... ودخلت قعدت معاهم .
عامر (همس ل نوسة) : مين دى ؟
نوسة : إكس نوح .
عامر : نعم ؟!
سيدال : تقصد كانت حبيبته .
عامر : ااااه ... إزاى يعنى ؟
سيدال : هنا عادى ... يلا بينا نمشي يا نوسة .
نوسة : يلا بينا .
نوح : رايحين فين ؟
سيدال : هنرجع البيت .
نوح : طيب أقعدوا شويه ... ثم مش كنتى هتجهزى برفانات ليهم .
سيدال : الوقت اتأخر ... بكرة بدرى أن شاء الله هاجى أشتغل .
نوح : تمام .
كان مضايق لأنه حس أنها مضايقه ... مش واضح عليها لكن فى شيء جواه بيأكد أنها مش طبيعية ... نظرة عينها من ثوانى أختلفت عن دلوقت .
خرجت نوسة وسيدال ومعاهم عامر وسيف وفضل نوح وروز لوحدهم .
عامر : إزاى نسيبهم لوحدهم كده من غير محرم ؟
سيدال : حاجات كتير أتغيرت يا عامر ... هما شايفين أن كده عادى .
عامر : إزاى عادى ؟ إيه العلاقة اللى تجمعهم مع بعض علشان تقعد معاه كده ؟
سيدال : مفيش علاقة ... الزمن ده غريب ... ربنا يرجعنا زمنا على خير .
عامر : لو حسن أخوكى كان هنا كان رماهم فى البحر.
سيدال : حسن ....
كانت متلغبطة وتايهه ... مشاعر جديدة حاسه بيها ومش قادره تحدد معناها ... بقالها هنا فترة أتعلمت فيها حاجات مش كتير من اللى حواليها ... كان كل أفكارها متضاربة ... بتسأل نفسها إيه النغزة اللى حست بيها بمجرد ما شافت روز ؟ وليه قلبت بوجع لما سابتهم لوحدهم ...
أما عند نوح ....
روز: هتفضل ساكت كده ومربع إيدك وباصص فى الأرض وخلاص ؟
نوح : أنتى عايزه إيه ؟ ورجعتى هنا ليه تانى ؟
روز : عايزاك ...
نوح بص لها بإستغراب أكتر ومصدوم من كلمتها .
نوح : مش فاهم .
روز : أيوه عايزاك أنت ... نرجع تانى مع بعض .
نوح : مش أنتى اللى رفضتينى ؟
روز : بس عارفه أنك لسه بتحبنى ... وعارفه أنك معرفتش أى حد بعدى.
نوح : ومين قالك كده ؟
روز : أنت محبتش غير روز وقلبك ما دقش غير ليها ... ثم أنا غير أى حد .
إبتسم بسخرية وبعد إيدها اللى كانت ماسكه إيده وقام وقف جنب معمل سيدال .
نوح : طموحه أوى أنتى ... روز ... خلاص أنتى مبقتيش تهمينى .
روز : أمممم ... صحيح إيه العشة اللى وراك دى أنت طول عمرك بتكره حد يبوظ جنينتك ؟
نوح : ملكيش فيه ... وياريت تمشي من هنا قبل ما حد يرجع .
أبتسمت روز وقامت وقفت وبعدين أتحركت ناحية عربيتها ...
روز : تمام يا حبيبي ... أنا همشي بس هرجعلك تانى .
مشت روز من المكان كله وفضل نوح واقف مكانه وباصص لأثرها وبعدها لف ناحية شباك المعمل وافتكر سيدال وهى واقفه جواه وفرحتها وهى بتتحرك ناحية أدواتها ... أبتسم تلقائياً لما جت على باله لكن حس بغصه فى قلبه لما أفتكر ضيقها منه .
دخل سيف وعامر بدوشتهم المعتادة وكان نوح ماسك موبايله بيفكر يكلمها .
عامر : بقولكم إيه أنا هدخل أنام .
سيف : وأنا كمان ... مش هتنام يا نوح ؟
نوح : شويه ...
بعد دخولهم فضل شويه قاعد فى مكانه بيحاول يجمع أى كلام يقوله ....
كانت قاعدة جنب الشباك بتبص على البحر وبتفكر فى اليوم كله لغاية ما سمعت صوت رسالة واتس وصلت ... "صاحية"
فضلت باصه للأسم والمحتوى ... كانت لسه بتتعلم على استخدامه ... ف ردت " أيوا " ... أبتسم لما شاف منها الرد ومبقاش عارف يقول إيه ... ف فكر فى جملة ورجع ابتسم بعد ما بعتها ...
كانت مستنيه رده وشايفه أنه بيكتب ... قلبها بيدق بسرعة رهيبة ... حاجة غريبة بتحصل لها ... فرحة مش مسبوقة وترقب هو هيقول إيه ... لغاية ما قرأت " أنا الوحيد اللى مطلبتش عطر بريحة مميزة ، ف لو كنتى شاطرة حقيقي هستناكى تعملى حاجة على ذوقك ، وأنا واثق أنه هيعجبنى " ... ابتسمت من جملته وردت ب " حاضر ... تصبح على خير " وجرت ناحية سريرها جنب نوسة وفضلت مبتسمه ... مش فاهمه ليه لكن مبتسمه .
كان ماسك تليفونه وبيقرأ ردها ... كان عايز كلامهم يطول ... كان عايزها تفضل صاحية ... بص للسما وهو حاسس بجناحات طلعت لقلبه لكن محبوس مش عارف يطلع بره صدره ... رجع بص ناحية معملها واستغرب هو عمله هنا ليه ؟ وقصاد أوضته بالتحديد ليه ؟!
ف اتنهد وقام ناحية أوضته ينام ...
عارف يعنى إيه قلب يعلن إستسلامه لقلب تانى ؟!
يعنى لحن بيتعزف بين قلبين ... يعنى رابط بيربط بينهم من غير ما يحسوا ... يعنى تحدى لكل القواعد والعادات .
ومن هنا بدأت معزوفة جديدة ... يا ترى صوتها هيتسمع وسط ضجيج الحياة ولا هتندفن وسط ألاف الألحان اللى مر عليها الزمن ومحاها ؟!
أحساس جديد بيخطف أصحابنا ... فى منهم اللى عرفه وترجمه ولبى نداؤه ... ومنهم اللى لسه مش عارف يرسى على بر ولا قادر يستوعب اللى بيحصل له ...
قلب نقي لسه العشق داقق بابه ... يا ترى هيلبي النداء ولا هيصده ؟!
جرت تالين على مامتها وكان كلها حماس بعد ما خلصت لعب مع والدها ...
تالين : ماما ... ماما ... هى سيدال مش هترجع عند باباها الزعيم تانى ؟
الأم : عايزاها ترجع ؟!
تالين : علشان تلعب معاه زى بابا ما بيلعب معايا ... أكيد هو واحشها .
أتأثرت الأم بكلام بنتها وحضنتها ...
الأم : طيب تيجي نكمل ؟
تالين : ياااريت ...
الأم : وقفنا فين اخر مرة ؟؟؟
تالين : أمممم ... لما سيدال بقي عندها شغل مشهور وكان كلهم فرحانين بيها وقرروا يشتروا بيت لهم .
الأم : أشطر تالين فى الدنيا ... صح ... سيدال بقي عندها براند عطور وكريمات خاص بيها ... وكان بيساعدها على إدارة شغلها نوسة وفى السوشيال ميديا سيف ... كمان نوح أقترح على عامر أن سيدال تكمل دراستها لكن واجهتهم مشكلة أن معندهاش أوراق أثبات أنها بتدرس أصلاً ... ف دكتورة أمل ساعدتها بمراجع وكتب و كورسات أونلاين لغاية ما يشوفوا حل للأوراق بتاعتهم طالما هيعيشوا معاهم .
تالين : بجد؟ طيب وبنتها ؟! مش هى بتكره سيدال ؟
الأم : روز لسه مكرهتش سيدال ... هى لغاية دلوقت بتحاول ترجع العلاقة بينهم تانى وهما رافضين .
تالين : تمام ... وعامر ؟
الأم : عامر زى ماهو فى شغله مع نوح ... وقدر ياخد شغل كمان تانى ... وبكده قدر يجمع مبلغ بالأضافة لشغل سيدال علشان يشترى بيت ... وفعلاً المصيفين بدأ عددهم يقل والأسعار بدأت تقل وقدروا يشتروا بيت صغير جنب نوح .
تالين : وبعدييين ....
الأم : وبعدين .....
نوح قدر يشترى بيت صغير لعامر وسيدال جنبه على طول ... يفصل بينهم بس سور الجنينة ... كان صغير لكن فرحوا بيه ... لكن ده أحزن نوسة اللى أتعودت على وجود سيدال معاها.
نوسة : يعنى كده خلاص ... هتسيبينى وهفضل لوحدى تانى ؟
سيدال : لا طبعا مش هسيبك ... ثم بينى وبينك شارع واحد ... يعنى ثوانى وهبقي قصادك ... وغير كده أيام شغل عامر بالليل هسهر معاكى أن شاء الله.
نوسة : طيب ... تعالى نفرش السجاد ... كده الشقة خلصت .
عامر شايل كنبة كبيرة وقصاده نوح .
نوح : هتحط ... البلوة دى فين ؟
عامر : أ أ ... جنبك ...
نوسة : مالكم هتموتوا وأنتوا شايلنها كده ليه ؟
نوح (بعد ما ساب الكنبه) : دى تهمة ... حد قاله يجيب كنبة سرير ومتقفله مكتب من جنب بأدراج ... جاب خشب الشقة كلها فى كنبة واحدة .
عامر : علشان أوفر ...ودى هتبقي أوضة كاملة ليا ... علشان مفيش غير أوضة واحدة مقفوله وسيدال هتقعد فيها .
دخل سيف كان رابط رأسه بإيشارب وماسك جردل وشرشوبة ومكنسة .
سيف : أنا خلصت المطبخ .
سيدال (بضحك) : أنت عامل فى نفسك كده ليه يا سيفو ؟
سيف (سند على الحيطة) : الشقى يا أختى ... وأنا عندى أطفال يتامى بربيهم وبجرى عليهم ... وعندى أخ أهبل وأنا بصرف عليه .
نوح (بصدمة ) : أخ أهبل بتصرف عليه ؟! (جرى وراه) والله ما هسيبك .
كان سيف بيجرى حواليهم وهما بيضحكوا ووراه نوح ... لغاية ما خرج سيف الجنينة ولسه نوح وراه ... ف وقف فجأة ف خبط فيه نوح .
نوح : تعالى هنا يا جزمه .
كان سيف بيبص ناحية باب بيتهم ومش بياخد أى رد فعل .
نوح : مالك ياض ؟
بص نوح أتجاه بصة سيف وظهر على ملامحه علامات محدش قدر يفسرها .
خرجوا وراهم بعد ما لاحظوا وقفتهم ... ف شافوا راجل واقف على باب بيت نوح .
عامر : أنت كويس يا نوح ...مين ده ؟
نوسة (بصدمة) : دا عمو رفعت المصرى ... بابا نوح .
أتحرك نوح ناحية رفعت بهدوء ما قبل العاصفة ...
نوح : أنت مين وعايز إيه ؟
رفعت : نوح ... أنا أبوك .
نوح : أبويا مات من زمان .
رفعت : طيب أهدا علشان نعرف نتكلم مع بعض ... حتى أسمعنى .
نوح (بصوت عالى) : أطلع برااا بيتى ... مش سامع حد ... ومتجيش هنا تانى .
كان سيف واقف متابع الموقف ... هو عارف شكل والده ... لكن كرهه ... غصب عنه دموعه نزلت وهو شايف نوح بيصرخ ... ساعتها لمح رفعت سيف ... ف حب يدخل عن طريقه لحياتهم .
رفعت : سيف يا حبيبي ... أنت فاكرنى ... أنا بابا رفعت ... ما شاء الله عليك يا قلب أبوك كبرت وبقيت راجل .
جرى سيف ناحيته وده شيء فرحه لكن خيب ظنه لما حضن نوح وبقي يتدارى فيه .
سيف : أنت أبويا يا نوح ... أنا معرفش أب غيرك .
نوح شده لحضنه أكتر وبعد عن مكان والده .
نوح (لرفعت) : لو مبعدتش دلوقت حالاً عن البيت و أختفيت من حياتنا زى ما سبق وعملت ... رد فعلى مش هيعجبك بالمرة .
بعدها دخل بيته وقفل الباب فى وش رفعت اللى بص فى الأرض بيأس وأتحرك ناحية عربيته ومشي .
كان عامر واقف وجنبه سيدال ونوسة اللى دموعهم مش بتبطل تقف ... ثوانى وجرت نوسة ناحية بيتهم علشان تحكى لوالدتها اللى حصل ... وعامر فضل مكانه يبص ل باب نوح بس قرر يسيبهم لوحدهم شويه وبعدين يروح ... أما سيدال فضلت مكانها تتابع أثر نوح اللى اختفى والسكون اللى حواليها ... بعدها بدقائق جات فايزة ونوسة ودخلوا ل نوح ...
فايزة شدت سيف اللى كان بيعيط زى الأطفال لحضنها وحاولت تهديه.
فايزة : إيه اللى رجعوا تانى ؟!
سيف : أنا خوفت أول ما شوفته ... أنا مش فاكر ملامحه أوى ... لكن كان قلبي حاسس أنه هو .
فايزة : أهدا يا حبيبي هو مشي خلاص ...(بصت ل نوح اللى كان باصص فى الأرض ومش بيتكلم ) ... نوح ؟
نوح : نعم .
نوسه : طيب كنت سمعته .
قام نوح بغضب ...
نوح : أسمعله ؟ أسمعله إزاى ؟ دا ساب طفل صغير جداً مع طفل أكبر شويه ومفرقش معاه أى شيء فى الدنيا ومشي ... (زق الطرابيزة فاتكسرت) ... أسمعله إزاى وهو سايبنا لا عارف أحنا جعانين ولا عطشانين ولا تعبانين ... لولا البيت اللى لمنا كنا هنبقي فى الشارع .
جرى عامر وسيدال على بيت نوح بعد ما سمعوا صوت تكسير وصريخ نوسة .
عامر : فى إيه يا ابنى ... صلي على النبي وتعالى معايا .
نوح زق إيد عامر وخرج من المكان مش شايف حد فيهم .
فايزة : سيبه يا عامر أنا عارفه هو هيعمل إيه دلوقت .
سيدال : هيعمل إيه ؟
سيف : هيطلع على القارب بتاعه يقعد شويه ويجي .
سيدال : الجو ريح جامد ... هيطلع ازاى البحر ؟
نوسة (بحزن وبكاء) : هو مش بيطلع فيه ... بيسيبه مربوط فى المينا .
عامر : طيب أنا هروحله ... خالة فايزة خلى سيف عندك الليلة وانا هشوف نوح .
فايزة : دا اللى هيحصل يا بنى ... ربنا يجيب العواقب سليمة .
فايزة أخدت سيف معاها بيتها ونوسة كانت معاهم ... عامر قعد مع نوح شويه وبعدها رجع ل سيدال .
سيدال : عملت إيه ؟
عامر : ولا حاجه ... لما عرف أن سيف مع نوسة أطمن وقالى سيبنى دلوقت فى القارب .
سيدال : وسبته فعلاً ؟ فى الجو ده ؟ أنت بتهزر .
عامر : نوح عنيد و وقت غضبه مش بيشوف وخاف أنه يأذى حد ... ف قعد شويه فى القارب لغاية ما يهدأ ويفكر هيعمل إيه مع أبوه ... خصوصاً أنه خايف ياخد سيف منه .
سيدال : هو ممكن ياخده ؟
عامر : الله أعلم ... أنا هدخل أنام الوقت بقى ليل وعندى شغل الصبح... عموماً نوح قالى شوية وراجع ... تصبحى ع خير.
سيدال : وأنت من أهله .
دخل عامر نام ودخلت سيدال أوضتها ... كانت كل دقيقة تطلع تطمن عليه وتشوف عربيته رجعت ولا لأ ... مكانتش عارفه تعمل إيه ... مرعوبة عليه خصوصاً أن الجو كان بارد وريح .
خرجت قعدت فى الجنينة برا ومش عارفه تدخل قبل ما تطمن عليه ...
الساعة عدت نص الليل ف قررت تدخل بيتها لأن الجو برد جدا ...
قبل ما تدخل سمعت صوت عربية جاى من بعيد ... ابتسمت تلقائياً لما اتضح أنه نوح ... قرب نوح ناحية الباب ودخل بوابته ... أستغرب لما شافها واقفه فى الناحية التانية من جنينيتها ... فقرب ناحية السور الفاصل بينهم .
نوح : واقفه كده ليه ؟
سيدال : كنت ... كنت بشم هوا .
نوح : والله ! ... وتشمي هوا بعد نص الليل فى الجو ده ليه ؟
سيدال : أصل ... أصل ...
نوح (ابتسم) : أنا كويس ... متقلقيش ... مش بعرف أنام غير فى أوضتى .
سيدال : طيب ... تصبح على خير.
نوح : سيدال ... أبوكى وأخواتك مش بيوحشوكى ؟!
سؤال بسيط من نوح لكن جواه وجع كبير من الطرفين ... سواء له أو لها ... جمعت طرف الجاكت اللى لابساه وقربت ناحية السور قصاده .
سيدال : وحشونى ... أنا نفسي أغمض وأفتح ألاقى نفسي فى حضن الزعيم ... ألاقى كل ده حلم وأنا لسه فى المعمل بتاعى ... أنا بحب المعمل اللى عملته ليا هنا ... لكن معملى هناك كان له ريحة تانية وشغف تانى ... (دموعها نزلت غصب عنها) ... أنا نفسي أرجع لهم ... مش عارفه حصل معاهم إيه .
نوح : مش عاجبك دنيتنا ؟
بصت فى عنيه بتحاول تفهم مغزى السؤال ... هو قصده إيه ؟
سيدال : اللى مصبرنى عليها و بقى دافع ليا علشان أعيشها هو عامر ... لو مكنش جنبي كنت رميت نفسي فى البحر تانى يمكن أرجع لأهلى .
ابتسم نوح بوجع وحس أنه بعيد عنها ... أنه ممكن يكون أندفع بمشاعره ناحيتها ... مش عايزاه ... خاف تكون حقيقة بينكر وجودها .
حاول يقول أى حاجة لكن مقدرش .
نوح : ...... طيب ... يلا أدخلى علشان تنامى .
سيدال : أنا لسه مخلصتش كلامى .
أستغرب نوح منها لأنها فى العادة مش بتطول معاه فى الكلام .
سيدال : لو كان عامر مش موجود كنت رميت نفسي فى البحر علشان أرجع لأهلى صحيح ... لكن ربنا رزقنى ب ناس هونت عليا كل حاجة ... نوسة وسيف وخالة فايزة وعمى عمران ... وأنت ... أنا لولاكم كان زمانى ضايعة من وقت ماجيت .
نوح رجع الأمل يدب فى قلبه مرة تانية ... الفراشات اللى بيحس بيها فى وجودها رجعت تانى ... أحساس حلو ... بيتمنى تكون بتبادله إياه .
نوح حاول يجمع شجعاته ويطمن منها على أى حاجة موجوده جواها .
نوح : سيدال ... ممكن أسألك حاجة قبل ما تدخلى .
سيدال : أكيد ...
نوح : أنتى ... أنتى مابتحسيش بأى حاجة ناحيتى ؟
سيدال حست بضربات قلبها بتزيد وخدودها بتسخن وعيونها دمعت تلقائياً.
سيدال : مش فاهمة.
نوح : أقصد ... قلبك ... مش بتحسي بأى حاجة فيه ناحيتى ... أقصد....
كان لسه هيكمل كلامه لكن خرج عامر فجأة من البيت شافهم مع بعض .
.........
حقبة زمنية مختلفة ... مكان مختلف ... الزعيم واقف وسط أهل البلد حواليه وجنبه إمام وحسن وعلى ... وجنبهم صقر ... وفى قفص يدوى الصنع سنقر وسمكه وباقى المهاجير ... الزعيم قرر يبعتهم العاصمة يتحاكموا لكن أهل البلد طلبوا يتحاكموا قصادهم علشان يشفي غليلهم منهم ... الزعيم ساند على عصايته وبيسمع لإمام ابنه اللى بيتكلم ب علو صوته ...
إمام : وعلشان كده يا والدى ... أحنا عايزين تحكم أننا نبعتهم العاصمة للحاكم أو ننهى حياتهم فى الحال .
همهمات ملت المكان وصوت صريخ من سمكة و وصفية .
سنقر : هتقتل ابن أخوك يا زعيم !
حسن : زى ما قتلت ابن عمك وبنت عمك ورميتهم فى البحر ... زى ما خلصت على زينة شباب وبنات البلد وكنت هتخلص على عمك ... أنسي أن يبقي فى سماح .
صرخت سمكة بعلو الصوت : بس دول عايشين ... أنا عارفه أنهم موجودين .
إمام : عايشين فين يا بتاعة السحر والدجل ؟
سمكة : أدينى وقت بس وأنا هوريك هما فين .
سعد : وهتورينا هما فين ازاى ؟ كلنا شوفناهم لما وقعوا فى البحر ودورنا أيام عليهم ملقنهمش .
سمكة : يا زعيم ... أنت أب ... وأكيد قلبك حاسس بوجودهم ... أنا عارف أن صعب تلاقيهم ... لكن على الأقل هطمنك عليهم .
الزعيم كان بيسمع لها ولأول مرة يقوم يقف من بداية المحاكمة .
الزعيم : وايه المقابل ؟
سمكة : الحرية .
الزعيم فضل يفكر شويه وكان حاسس بالغليان اللى فى ولاده ورفضهم أنه يسمع كلامها ....