روايه اذوب فيك موتًا الجزء الثالث من روايه الاربعيني بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه اذوب فيك موتًا الجزء الثالث من روايه الاربعيني بقلم الكاتبه فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريدة
هوني على نفسك..... ما فيش حاجه تستاهل زعلك ولا ان دمعه تنزل من عينيكي
انت شايفه نفسك ضعيفة...... وانا شايفاكي اقوى مخلوق في الدنيا
بصي وراكي وشوفي عديتي بايه..... هتلاقي نفسك بتقولي هو انا ازاي استحملت ده كله
زي ما اتحملتي اللي فات هتتحملي اللي انت فيه وهتعديه بإذن الله
كل اللي مطلوب منك انك تصدقي قوتك وانك هتعدي كل ده...... انا واثقه
وبحبك
ياعدرا ياام النور انا محتاجاكى تعبانة ومحتاجه تساعدينى اقفى جمبى وامسكى ايدى وارشدينى انتى امى الغالية اللى دايما حاسة بيا انا محتاجاكى ياعدرا
تلك الكلمات الصادقة خرجت من صميم قلبها بعد ما اشعلت شمعه وجلست امام تمثال مريم العذراء تناجيها كي تقف جانبها وتساعدها في تحقيق حلمها او..... تحمل عذابها الذي ارهقها وجعلها لا تقوى على تحمل المزيد
فهي تعيش في ضغط نفسي شديد لا يتحمله بشر
تعشق شخص على غير ملتها..... تعلم جيدا استحاله ارتباطها به
فهي من عائله كنسيه شديده التدين
وفي دينها السماوي زواجها من غير مسيحي يعد زنا
اذا لا تستطيع ان تهرب وتتزوجه مثل ما فعل البعض
تمارس اقصى درجات ضبط النفس حينما تتقابل معه امام والدها
لا تنظر اليه ابدا حتى لا تفضحها عيناها
في احد الايام كانت تحلم به ونطقت اسمه دون شعور منها
ولسوء حظها كانت امها قد دلفت الى الغرفة كي توقظها لعملها
بمجرد ان فتحت عيناها وجدتها تقول بحده : انت في حاجه بينك وبين تميم
صدمه شلت حواسها جعلتها تنظر برعب للتي تقف امامها تنتظر تبريرا لسماع اسم زميلها في العمل
ابتلعت لعابها بصعوبة ثم قالت: حاجه ايه يا ماما مش فاهمه انت بتصحيني من النوم عشان تساليني كده
ردت الام بغيظ: لا يا روحي بسالك عشان داخله اصحيكي لقيتك بتندهي عليه.....
فتحلمي بواحد وانت ما فيش بينك وبينه حاجه المفروض ان هو مجرد زميلك في الشغل مش اكثر
نظرت لها بتحذير واضح ثم اكملت: ولا انا كلامي غلط
مارست اقصى درجات ضبط النفس التي تدربت عليها من خلال عملها وهي تقول: حبيبتي انت كبرتي الموضوع ليه انا فعلا كنت بحلم بتميم
كان في شغل مهم بنعمله امبارح طول الليل وهو كان معاند معايا كالعادة وانا مصره على رايي
فا طبيعي ان العقل الباطن يخزن ده كله واقول اسمه في الحلم او احلم بالمواقف اللي حصلت بينا طول اليوم
كان ردها منطقي لدرجه ان الاسف ظهر جليا على ملامح امها الغالية وهي تقول: حقك عليا يا حبيبتي ما قصدش بس انا اتصدمت لما سمعت اسمه
انا واثقه فيك طبعا وعارفه ان حاجه زي كده عمرها ما هتخطر على بالك
يلا حصل خير قومي اجهزي وانا حضرت لك الفطار وبابا مستنيك عشان نفطر سوا يلا يا حبيبتي ما تتاخريش
بمجرد ان غادرت من امامها شهقت بفزع لكنها وضعت كفيها فوق ثغرها حتى لا يسمعها من بالخارج
رفعت عينيها الى الاعلى ثم قالت: انا ما بقيتش قادره استحمل الضغط اللي انا فيه ده...... النهارده صدقت ما اعرفش بكره ايه اللي ممكن يحصل
انهت صلواتها التي كانت تؤديها وهي تتذكر ذلك الموقف المرعب الذي تعرضت له وغيره الكثير من المواقف التي خرجت منها بأعجوبة
اتجهت للخارج بعد ان ارتدت ثيابها
القت تحيه الصباح على ابيها وامها ثم قالت: مينا فين هو لسه نايم
رد اباها ويدعى عماد: لا ده خرج من بدري راح يجيب عمك جاي يقضي اليوم معانا بس مش قادر يسوق العربية
ضحكت بخفه ثم قالت: انت بتصدق الكلام ده يا بابا ما ممكن اي حد من الكنيسة يوصله
بس هو بيحب يقضي اكبر وقت مع مينا ما هو صديقه الصدوق بقى
ولما بيجوا هنا ما بيعرفوش يتكلموا براحتهم لوحدهم يا انا بقعد على قلبهم يا اما بيكونوا معاك انت وماما
ضحكت الام ثم قالت: ما انت عارفه ان هو بيعتبره ابنه وصاحبه الوحيد اللي ما حدش يعرفه في الدنيا عن بولس مين هيعرفها ويا ريته بيتكلم ولا بينطق حرف
تدخل عماد قائلا: المفروض تاخدي اجازه من الشغل النهارده يا ساره انت عارفه عمك مش بيجي كتير
بحكم شغله انه رئيس الأبرشية فين وفين لما بيقدر يقضي يوم معانا
كادت ان تندفع وترفض طلب ابيها لكن حقا هي تعشق عمها ونالت منه من الرعاية والحنان ما لم تناله من ابيها نفسه
رغم انها تعلم بغضب تميم منها اذا تغيبت اليوم عن العمل لكنها ستراضيه
هكذا قالت داخلها بعدما جلست على احدى المقاعد مقرره عدم الذهاب الى العمل وقضاء اليوم مع عائلتها الصغيرة والترحيب بذلك الحنون الذي تكن له كل الحب والاحترام
نفس الدفء يملا المكان رغم مرور السنوات ورغم غياب ولديها بعد زواجهم من ابنتي عمهم سعيد
ونفس الجميلة شروق التي تشع حبا وحنانا يحاوط الجميع
اما الذي تغير فقط داخل المكان هو تلك التي اتت عليهم ضيفه رغما عنها
لكنها الان اصبحت تملك المكان ليس تملكا مادي ولكن تملكه وتملك من فيه بأخلاقها الطيبة وحبها لهم والاهم احترامها للجميع
تلك هي لميس التي اعتقدنا جميعا انها ستكون حرباء خليفه امها الراحلة
لكن اليوم من يراها لا يصدق ابدا انها تلك المراهقة المتهورة التي فعلت اخطاء مشينه آنذاك
اصبحت محتشمة ترتدي زي الاسلامي رغم اناقته وغلو ثمنه الا انه فضفاضا للغاية
تعمل مع اخويها داخل شركتهم بعد ان مات والدها منذ عامان
ترى نظرات الاستغراب بسبب ذلك الزي وتقابل تلك النظرات بأخرى يملاها الفخر والاعتزاز بهذا الاحتشام الذي شجعتها عليه شروق
شروق التي اصبحت تقول لها يا امي من صميم قلبها وهي تشعر بمعنى الكلمة التي لم تتذوق لها طعما من قبل اتجاه امها الحقيقية
تعيشان بمفردهما داخل تلك الشقة لكن يملائها بهجه ودفء وحب
خاصة حينما يأتي اليهم اولاد يوسف وشريف
يصبحان اطفالا مثلهم رغم كبر سن شروق وتقدمها في العمر الا انها تلعب معهم وتمازحهم على قدر ما تسمح لها صحتها
اما لميس فتكون معهم اكثر طفوله وسقط لدرجه ان اخويها يتعجبان مما تفعله
لكن الاجمل من كل هذا ان الاطفال يعشقونها لا يستطع احدهم ان يمر يوم دون ان يرى العمة لميس
اقترح عليهم يوسف فيما مضى ان يستقلوا فيلا كبيره تساع الجميع
الا انها رفضت وكان سببها...... حقكم عليا انا مش هقدر امشي من الشقة دي انا اتولدت هنا ولقيت نفسي هنا
عرفت الصح هنا وبدأت اقرب من ربنا وامشي في طريقه هنا
الشقة دي مش مجرد حيطان البيت ده كان شاهد على لميس القديمة وكان شاهد قد ايه تعبت عشان اتغير
مش عايزه امشي منه عشان كل جزء فيه بيفكرني كنت ايه وبقيت ايه عشان خاطري بلاش نمشي من هنا
وكان ردهم عليها عناقا جماعي يحتوونها به ويعلنون موافقتهم على رغبتها
ولحسن حظهم ان بعض العائلات في تلك البناية قررت المغادرة فقاموا بشراء شققهم وتزوجوا فيها فاصبح الجميع في نفس البناية لكن لكل منهم شقته الخاصة ويجتمعون لدى شروق
وحينما توفى ماجد منذ عامان اثر ازمه قلبيه شديده لم يتحملها قلبه قرروا غلق الشقة التي كان يقيم فيها حتى اذا تزوجت اختهم تسكن فيها ويصبحون جميعا في نفس المكان
تنهدت بغيظ حينما لاحظت نظرات شروق الخبيثة لها
قالت بغضب: اااااا...... بطلي بقى ماشي
ابتسمت بكيد ثم قالت : ابطل ايه يا قلب امك هو انا عملت حاجه يا بنتي ما انا قاعده بقور الكوسه اهو
جزت على اسنانها كمدا ثم قالت: و الله .... ما تعملهمش عليا يا شوشو انتِ عارفه ان انتِ قاعده عماله تبصيلي وتغيظيني وانا مش هتكلم ماشي نقفل بقى الموضوع ده خالص
سالتها بمكر : موضوع ايه يا بنتي هو انا اتكلمت من ساعه ما رجعت من شغلك
مع انك راجعه بدري بس سكت قلت يمكن تعبانة شويه ولا حاجه
تنهدت بهم ثم قالت: يا ماما..... يا ماما لو سمحتي انا فاهماكي كويس وعارفه انت عايزه تتكلمي في ايه وعارفه معنى نظراتك
عشان خاطري الموضوع ده يتقفل
ردت عليها شروق بحنو وجديه: انتِ رجعتي بدري بسببه صح..... طب قولي لي ايه اللي حصل يا بنتي
ضايقك في حاجه اكلمك في حاجه تانيه بعد اخر مره اتكلمت فيها
غامت عيناها بسحابه حزن وهي تقول: ما تكلمناش في حاجه يا ماما..... اصلا ما اديتلوش فرصه انه يتكلم معايا كان في شغل المفروض يتعمل بينا سبته لآيات تخلصوه معاه
قلت لهم مرهقه ومش قادره اكمل واستأذنت من اخواتي ورجعت على طول
تحدثت بعقلانية يشوبها الحنان : يا بنتي وهتفضلي كده لحد امتى الولد بقى له سنه بيلف وراكي وبيحاول يقرب منك وانا عارفه ومتأكدة ان انتِ جواكي حاجه ليه يبقى ليه تعذبي نفسك وتعذبي ..... ادي نفسك وادي له فرصه صدقيني مش هتندمي
تنهدت بهم ثم قالت بصوت مختنق: لا هندم يا ماما..... هندم لو سلمت قلبي لواحد اصغر مني
هندم لو كان كل جريه ورايا علشان بس طمعان في ورثي و حقي في الشركه
ايه اللي يجبرني ادخل تجربه انا مش ضمناها مش هاخد منها غير وجع القلب خليني بعيد احسن
شروق بمدافعه: غلطانه يا لميس الولد بسم الله ما شاء الله عليه راجل وابوه صاحب شركه هو اللي ساعده عشان يبنيها
اخواتك نفسهم بيقولوا عليه قصايد ما افتكرش ان نظره يوسف وشريف هتخيب في حد انتِ عارفه اخواتك كويس
لميس : عارفه كل ده بس برده من جوايا مش متقبله الموضوع كون انه اصغر مني دي في حد ذاتها كارثه تخليني حتى لو جوايا حاجه ليه اجري وابعد عشان ما تكبرش
تفتكري مامته اللي ما عندهاش غيره وهو بالنسبه لها الفرخة بكشك على ثلاث بنات هتوافق انه ياخذ واحده اكبر منه
غير اني اصلا بالنسبه لهم سن كبير انا تمانيه و عشرين سنه يا ماما
مامته هتخطبله واحده في السن ده..... ولا تشوف له بنت تسعتاشر و لا عشرين سنه تكون مناسبه ليه ويتجوزها..... خلينا منطقيين
نظرت لها بحزن ثم قالت: والله اللي اعرفه ادام بيحبك بجد هيقف قدام الدنيا بحالها عشانك
واللي انتِ بتحكيه عنه وعن اللي بتعمليه فيه بياكد لي ان مؤمن بيحبك وشريكي ومتحملك..... جربي يا بنتي مش هتخسري حاجه
ردت عليها بقوه: لا هخسر..... هكسر قلبي وهخسر حياتي وده اللي مش مستعد ليه ابدا ولا هقدر اتحمل.... خليني بعيد
كده احسن وهو شويه وهيزهق وهيشوف غيري
بعد ان انهت عملها في ذلك المحل الذي تعمل فيه منذ عامان
عادت الى الحي الذي تقطن فيه ومن ثم جلست داخل حجرتها الخشبية فوق سطح البناية
ما زالت تحت تأثير الصدمة وثغرها يبتسم تلقائيا
بمجرد ان امسك الطرف قميصها القطني كي تخلعه عنها انتفض جسدها حينما وجدت الباب يفتح بقوه
نظرت امامها بغضب وقالت بصراخ: انتِ يا زفته مش هتبطلي تدخلي بالطريقه الهباب دي..... عملتيها من يومين وعديتهالك وكل شويه انبهك
اقسم بالله يا سما لو قررتيها تاني لأكون مدياكي علقه ترقدك شهر في السرير
ضحكت سما بصخب دون ان تهتم بغضب اختها التي تكبرها بعامان وقد فرحت كثيرا حينما عادت اليهم
رغم انهم خمسه اخوه واخوات الا ان ضي الاقرب اليها منهم جميعا
هدأت قليلا ثم قالت بمزاح : اهدى يا وحش مش عايزه انكد عليك وانت جاي مبسوط..... ضيقت عيناها ثم اكملت: يا ترى اي سر الابتسامة الحلوة دي بقى
العربية وقفت انهارده صح قولي صح والنبي والنبي قولي صح
انت ما بترجعيش مبسوطة كده غير لما بتشوفيه من بعيد جالك أنهارده
القت جسدها فوق الأريكة وهي تقول بهم : كلمني
شهقت سما بفزع وهي تهرول كي تجلس جانبها وهي تقول بفضول: يا نهار اسود.... كلمك ازاي يا بت انطقي عايز اعرف اللي حصل بالتفصيل حرف حرف و اياكي تخبي علي حاجه
نظرت لها بغيظ ثم انتفضت من مجلسها
اتجهت نحو الباب وظلت تتلفت يمينا ويسارا حتى تتأكد من عدم وجود احدا بالخارج
سمعت اختها الصغيرة تقول: اطمني ما فيش حد بره
التفت بجسدها ونظرت لها باستغراب ثم قالت: كلهم..... راحوا فين
لوت ثغرها بحركة شعبيه يمينا ويسارا ثم قالت: امك وابوك من الفجر مش ظاهرين اخذوا بعضهم ونزلوا
محمد على الساعة اتناشر كده ما اعرفش راح فين جالو تليفون اتنطر من على السرير وقام يجري على بره
وياسر في شغله زي ما انت عارفه الوحيد اللي عدل فيهم
اما بقى الكونتيسه يارا قالت خارجه مع اصحابها بقى لها ثلاث ساعات ولا اعرف راحت فين ولا مع مين
ردت عليها ضي بغضب شديد: يعني ايه ما تعرفيش راحت فين ولا مع مين دي في ثالثه اعدادي وما بتفتحش كتاب وبعدين خروجها كتير قوي وما فيش حد فينا عارف اصحابها اللي بتقول انها بتخرج معاهم
حتى دروسها ما نعرفش مكان السناتر اللي بتاخد فيها ولا معانا رقم مدرس ولا حتى اسستن
كده مش هينفع والبنت دي انا مش مرتاحه لها تصرفاتها مش طبيعية ومش مضبوطة
ردت عليها سما بحماس: بقولك ايه..... سيبك بس من ده كله يكش يولعوا بجاز وسخ هي عيله وسخه كلها من اولها لأخرها
احكيلي من الأول عمل ايه معك انهارده وكلمك ازاي في التليفون يعني ما هو اكيد معاه رقمك مش معقول ظابط مخابرات قد الدنيا و مش يعرفه ....... بس السؤال هنا هو كلمك في التليفون بس ولا جالك بالعربية زي ما بيعمل من بعيد وكلمك وهو جواها
عضت شفتها السفلى بغيظ ثم قالت : حيلك حيلك يا زفته خدي نفسك ايه كل دي أسئلة ما تهمدي يا بت
كادت ان ترد عليها الا انها اكملت سريعا بحزن: جالي بالعربية ودخلي المحل .... سحبني جوه المخزن عافيه عشان يتكلم معايا
شهقت سما بحماس ثم قالت بجراه و مزاح : هاااااااا..... يبقى فقعك بوسه مشبك ما هو لو معملش كده انا هشك في امره
وكزتها فوق زراعها بغيظ ثم قالت : بطلي قله ادب انت يا بنت عامله كده ليه يخرب بيتك ده انت كلك ستاشر سنه
ضحكت سما بصخب ثم قالت : مش بالسن يا اوختي ..... المهم اخلصي بقى واحكي لي قبل ما حد منهم يجي مش ناقصين
قصت لها كل ما حدث ودموعها المنهمرة اثناء تحدثها و اختها تبكي معها وتشعر بما عانته غاليتها في تلك الدقائق التي رغم انها كانت تتمناها ولكن مرت عليها بعذاب لا يعلمه الا الله
بعد ان انتهت ضي اكملت بحزن وعذاب: كنت هموت يا سما..... ما اعرفش انا قلتله كل الكلام السم ده ازاي
وما اعرفش ازاي ما حسيتش بنفسي وانا جوه حضنه ده حتى ما حاولتش ابعده يا بت
ما صدقت قرب.... ما صدقت لمسني
كنت عايزه ابلعه جوايا عشان اخبيه من الدنيا بحالها واضمن انه يفضل معايا
همووووت يا سما..... انا كنت قويه وقادره ابعد ......اقدر ابجح فيه
كنت راضيه اشوفه من بعيد وقادره اتحكم في نفسي ما اجريش عليه
انما بعد ما قرب وبعد اللي قاله مش هعرف اعمل كده تاني ولو حاولت هتغابه وهوجعه اكتر ما بوجعه اعمل ايه دبريني
احتضنتها باحتواء و ظلت تربت على ظهرها كي تواسيها وتهدئها
قالت بتعقل: ولا كنت قادره تبعدي ولا هتقدري تبعدي يا قلب اختك
احكيله يا ضي .....احكيله عشان ترتاحي وتريحيه من العذاب اللي انتوا الاتنين عايشين فيه كفايه كده
ابتعدت سريعا وقالت رعب: استحاله
بمجرد ان دلف بهو الفيلا الخاصة بيه ظفر بحنق بل ظهر الغضب جليا على محياه
في المقابل….. نظر له الاخر بكيد كعادته منذ ان تزوج ابنته الغالية
وبالطبع تتدخل سمر سريعا كي تنقذ الموقف وهي تقول: حمد لله على السلامة يا حبيبي
تعالى الولاد جايين يتغدوا معانا انهارده ويقضوا اليوم
هرول اتجاهه حفيده الذي يعشق وهو يقول: جدو حبيبي
حمله وعانقه بحنوه ثم قبله على وجنته وقال: قلب جدو ونور عينه
نظر الي عمار ثم قال بوقاحه: انت ياض ما عندكش شغل ايه اللي مقعدك هنا يوم ايه اللي تقضيه معانا يا بارد
ابتسم بسماجه ثم قال: يا حبيبي ده انا اخد لك اجازه مخصوص عشان اقضي اليوم معاك هو انا عندي اغلى منك يا بابا سالم
صرخ به بجنون: جاك بو لما يلهفك
بابا مين يلااااااا
بعد تلك الصرخة وجد حفيده الخبيث يهمس له داخل اذنه: عمار قال لماما انا مش هقعدكم كثير وهسيب سالم عندهم واخدك لوحدك
اشتعلت نار الغيرة على محيا الجد وكاد ان يمطره بوابل من السباب الا ان ابنته الغالية التي هرولت اليه كي تعانقه
وتقول: حبيبي يا سلومتي.... وحشتني خالص
هو انا لو ماجيش ازورك انت ما تجيليش
حمل حفيده بيد والاخرى لفها حول ابنته الحبيبة
طبع قبله فوق جبينها ثم قال: حقك عليا يا قلب أبوكي عندنا ضغط شغل في الشركه وعمك سعيد شغال زن عليا لازم كل يوم اكون موجود هناك ما فيش يوم عارف اخده اجازه
جلسوا معا في جو هادئ ثم تحدث عمار بجديه: باشا كنت عايز اخد رايك في موضوع يخص شغلي ما حدش هيفيدني غيرك محتاج خبرتك
تطلع له بحنو ثم قال : تعالى نتكلم في المكتب براحتنا انا اصلا متابع..... ما تقلقش انا معاك
سالته روجيده بقلق: في ايه يا بابا اكيد ماسك قضيه خطيره وطبعا مش هيسيبها مهما تكلمنا
رد عليها بحكمه: يا حبيبتي ده شغله احنا ما بنختارش ايه اللي نمسكه وايه اللي نسيبه ده واجبنا ولازم نقديه
وادام اختارتي تتجوزي ظابط شرطه يبقى لازم تتحملي كل ظروفه وتقفي جنبه عشان يقدر يواجه اللي بيشوفه بره
تحدث عمار بمزاح: يسلم لي العاقل شوف كده وانت بتنصحها بقت عسل ازاي
ابو الي جاب رزالتك يا ابن الكلب ...... كان هذا رد سالم الشريف على زوج ابنته والذي لا يفوت الفرصة حتى يكيده لكن بداخله يكن له كل الحب والاحترام
بعد ان عاد الى مكتبه بقلب متضخم من شده العشق والشغف الذي عيشه في تلك اللحظات ..... ارتوى فيها بقطره ماء هبطت داخل صدره حتى تحيي صحراء القاحلة
رغم تأثره بما حدث و رغبته في العودة اليها مره اخرى لينهل منها المزيد والمزيد
الا انه تحكم في تلك المشاعر بقوه شديده
جلس خلف مكتبه ثم رفع سماعه الهاتف الارضي طلب احد الارقام وحينما جاءه الرد قال بقوه وتصميم: يونس..... تعالى لي حالا
واعمل حسابك تفضي نفسك ممكن نبات ايام في المكتب
عندنا قضيه مهمه لازم تخلص...... يلا مستنيك
اغلق الهاتف ثم نظر امامه بشر وقال بنبره شيطانيه: .......
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني