روايه اذوب فيك موتًا الفصل الثامن والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه اذوب فيك موتًا الفصل الثامن والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه اذوب فيك موتًا الجزء الثالث من روايه الاربعيني
الفصل الثامن والثلاثون
فريده الحلواني
الفصل الثامن والثلاثون
$$$$$$$$$$$$$$$$$
صباحك بيضحك يا قلب فريده
في ناس أول متشوف حد ناجح…تحس بغيرة وتقول: طب ليه مش أنا؟
وفي ناس تانية تشوف نفس النجاح
وتقول: تمام… أدام هو قدر يوصل.. أنا كمان هقدر
الموضوع مش حظ…الموضوع إن كل واحد بياخد نصيبه من الشغل اللي بيعمله
خلّي عقلك دايمًا في الإتجاه اللي يرفعك
وشجّعي نفسك قبل ما تستنى حد يشجّعك
وقتها هتنجحي و تبقي فخوره بنفسك ....أنا واثقه
و بحبك
بعض الكلمات أو الكثير من الكلمات أحيانا لا تستطيع أن تصف شعورا واحد قد يكون بداخلنا
نحاول وصفه لكننا نفشل
لما..... لانه شعور جديد علينا..... مثل الطفل الذي بالكاد وقف على قدميه ويحاول أن يخطو خطوته الاولى
يشعر بالخوف الشديد ويرى تلك المسافه القريبه للغايه بينه وبين أُمه التي تنتظر حتى يتحرك خطوتان فتحتضنه
يرى تلك المسافه كأنها الكون بأكمله
يضع قدمه فوق الأرض في أول خطوه يتحسسها ويشعر بصلابتها حتى يطمئن ثم ينتقل بالقدم الأخرى إلى الخطوه التي تليها
القصد من ذلك كله أنه يتحسس خطواته وداخله خوف كبير من المجهول الذي أمامه
هذا هو حال العاشق حينما يخطفه العشق بغته.... يجد نفسه في عالماً جديد عليه لا يعلم عنه شيء ولا يعرف إلى أين يتجه ولم يكن معه خارطه توضح له الطريق
يجد حاله يسير في دروبه بجهل تام ولا يفكر في نهايه هذا الطريق
كل مايعلمه أن المكان يعجبه كثيرا حد العشق فيترك نفسه بين أروقته وقدماه تسير داخلهم بلا هدف
دون أن يحدد نهايه لهذا الطريق
فنهايته لا يعلمها إلا الله
هذا كان وصف تميم الذي يقف وسط عائلته وأصدقائه ينظر للتي تهبط فوق الدرج بتمهل شديد خلف أختها التي عانقت يدها المرتعشه ذراع سالم الذي يهبط جانبها حتى يسلمها لولده بعد أن إرتدت الثوب الأبيض وأصبحت غايه في الجمال
تلك الصغيره التي إلتف جسدها بثوب أحمر ناري كل خطوه تطأها فوق الدرج كان يشعر بصداها داخل روحه
كل شيء فيها مغوي.... شفتيها المطليه بنفس اللون.... زينتها الهادئه والتي تكاد معدومه
خصلاتها التي تنطلق خلف ظهرها بدلال يتحدى أي رجل ان يغمض عينه عنه
حتى عيناها المهتزه والتي كانت تهرب من النظر اليه
بريقها سرق لُبهْ وجعل الأنفاس تحتبس داخل رئتيه
لم يفعل شيء إلا تَذكُرَه لما حدث منذ بضعه أيام حينما أرسلت له تشتكي منه إليه كعادتها
وقتها وقف في حيره شديده يصعد لها ويخبرها أنه يعلم بتلك المجهوله أم يكتم غضبه وغيظه منها ويستمر في تلك اللعبه التي أصبحت تعجبه كثيرا
تحكم في إنفعالاته ثم جلس على أقرب مقعد وكتب لها
- إهدي بس وفهميني في إيه وبعدين مش عيب بنوته حلوه زيك تقول الألفاظ دي
- أهدى إيه بس وبعدين أنا مغلطتش فيه.... هو فعلا برأس حمار
- لو يعرف اللي جوايا ليه عمره مهيعمل فيا كده
- طب ليه متقوليلوش... أو حتى تحاولي تقربي منه عشان يحس باللي جواكي
- ما هو هيعرف إزاي وإنتي مخبيه كل حاجه
ردت علي بحزن شديد
- مينفعش.... لأنه بيحب غيري
- ودي حاجه وجعاني لأ....ده أنا مدبوحه منها
- مقدرش أقرب منه عشان ميخُدنيش مجرد مسكن ينسي بيه حبيبته
- أو أكون بفرض نفسي عليه مش هقبلها على نفسي أبداً
أشعل سيجاره بعد أن جذبته تلك الكلمات التي إستغربها
كتب بإهتمام شديد
- يعني هو لسه مع حبيبته.... كده إنتي اللي هتتعبي ماهو أكيد هيرتبط بيها
- لأااا.... محصلش نصيب بينهم... إنفصلوا من فتره
- طب ما دي فرصتك عشان تاخدي مكانها إنتي هبله يا بت ولا ايه
شعرت بالغيظ الشديد من تلك الكلمات فقالت بتسرع
- وربنا ما في حد أهبل غيرك.... أنا عمري ما أخد مكان حد
- أنا أستاهل يكونلي مكان لوحدي... يتعملي مخصوص
- محدش يشاركني فيه ولو حد شافني فيه ميبصليش بقرف ويقول ده كان مكاني قبلها
هز راسه بيأس بسبب تلك الطفله الناضجه ثم كتب
- إحترمي نفسك وبطلي غلط صدقيني لو قدامي مش هسيبك
- بس أنا مش هزعل منك دلوقتِ علشان مقدر الحاله اللي إنتي فيها
- المهم..... هتفضلي تحبيه سايلنت كده مش ناويه تعملي أي خطوه عشان يحس بيكي
كتبت بغل شديد وكأنها تراه أمامها
- إنشاالله عنه ماحس... ده واحد جبله.... مش فالح غير في البوس والأحضان
- تحسي أن بؤه أخذ وضع البوس
- هو باسك ؟؟؟؟
هاااااااا..... هكذا شهقت بفزع حينما علمت تلك الكارثه التي فعلتها للتو
كيف تُسهِبِ في الحديث معه وتخبره بتلك القبلات
- الله يخربيتك يا سما.... الله يحرقك يا شيخه
اللي فاضلك تقولِيلهُ أنا سما إيه الغباء ده يا ربي إيه الغباء ده
هكذا أخذت تلوم حالها وتسب نفسها بعد أن أغلقت الهاتف دون أن ترد عليه
أما هو ظل يضحك بصخب على تلك الطفله البلهاء
مهما كانت تمتلك عقلا راجح وتفكيرا عميق إلا انها ستظل طفله بريئه حينما تتحدث وتفتح قلبها
تخرج كل ما بداخله دون تفكير
عاد من شروده حينما سمع صافره فؤاد المميزه والتي أطلقها حينما إستلم عدي حبيبته من يد أبيه الذي قال له بتحذير شديد النبره
- لو زعلتها في يوم هنسى إنك إبني..... ولو جت إشتكتلي منك في يوم
هخليك تلحس الأسفلت لحد ما ترضى عنك
ضي بنتي زي روجيدا أُختك بالظبط ميفرقوش عن بعض..... زي أما مطلع ميتين أهل إبن الكلب اللي واقف هناك ده اللي سرق بنتي مني
زي ماهطلع عين أهلك يا عدي لو فكرت تزعل البت في يوم
صاح عمار بجنون وأخذ يقفز في الهواء كالمختل وهو يقول
- ياجدعان بقى ياجدعاااااان..... أنا مخلف منها سالم الصغير قرب يبقى طولي والبت حامل في ثلاث شهور هتجيب توأم ولسه بتشِتم عشان إتجوزتها حرام عليك يا عم بقى حرام عليك
إنطلقت الضحكات الصاخبه المليئه بالفرحه بينما كان سالم يقول بغل شديد
- متفكرنيش يا إبن الكلب إنت بتغيظني عشان هي حامل تاني
نظر له عُدي بِغلْ شديد ثم قال موجهاً حديثهُ لعمار
- أُقسم بالله تستاهل منك لله ضيعت عليا اللحظه اللي بستناها طول عمري كنت عايزه أستلم البنت من إيده وأبوسها
إنتشر جواً من البهجه والسعاده حول المكان بينما تميم لم يكن معهم بكامل تركيزه
بل كان يقف بنصف عقل يضحك معهم لكن القلب يخفق بجنون حينما إخترقت رائحه عطرها الهادئ
المثير خلاياه
تحرك سريعا حينما وجدها تذهب تجاه الفتيات
أمسك ذراعها بقوه ثم ثبتها مكانها وقال بأمر لا يقبل النقاش
- لو مش عايزه الفستان اللي عليك يتقطع متتحركيش من جنبي
نظرت له بغضب وكادت أن تتحدث إلا أنه أكمل بِغِل شديد لا يعلم مصدره
- فكري تعترضي يا سما.... بقالي يومين بقولك وريني الفستان اللي هتلبسيه
في الفرح تقوليلي ماما عاملاه مفاجاه
أنا هعرف أفاجئك بس الليله تخلص على خير
فاكره نفسك داخله مصارعه تِيران يا بت لابسالي أحمر
ضحكت بدلال جعله يتوه في حلاوه أنغام تلك الضحكه المُبهجه ثم قالت
- تِيران إيه .... هو انا قادره على طور واحد لما هصارع تيران
قطب جبينه ثم سألها بغباء
- تقصدي إيه.... حاسس إن الجمله دي ريحتها وحشه ومش مريحاني
ملأت صدى ضحكاتها الجميله أركان قلبه وهي تنظر له بشقاوه وتقول
- حاسس مش متاكد.... الله يهديك يا إبني بعد إذنك
امسك كفها سريعا ثم قال بلهفه
- هو إيه اللي بعد إذنك.... أنا مش لسه بقولك متتحركيش من جنبي.... هتغوري في أنهي داهيه
تطلعت له بغيظ شديد ثم قالت ببساطه لا تعلم عواقبها
- رايحه أرقص لأختي بلاش كمان أرقص في فرحها
هنااا .... لم يقوى على تحمل تلك الحمقاء أكثر من ذلك...... عن أي رقص تتحدث
ضغط على كفها حتى ظهر الألم جلياً على ملامحها ثم قال بغضب شديد
- شغل الحواري ده ميتعملش هنا..... لو مش أخده بالك إنتي فين بصي حواليكي
إااايه .... عايزه تتحزمي وترقصيلهم على واحده ونص ولا إيه
إنتي هتخيبي يا بت
ألامتها تلك الكلمات كثيراً بل جعلت قلبها يتمزق إرباً
نظرت له بعيون يملأها الدمع ثم قالت بقوه
- عمري ماكنت بعمل شغل حواري حتى لو إتربيت جواها
ومش أنا اللي أرقص على واحده ونص في وسط الرجاله
عُدي أخوك كان واعدني بعد مايرقص مع ضي أول رقصه هيرقص معايا سلو
ألقت بصرها في إتجاه ما ...ثم قالت بحزن شديد بعد أن سمعت الموسيقى تصدح من جديد
- وأهو خَلًص معاها المفروض أروحله..... عندك مانع
لعن تحت أنفاسه ..همجيته وكلامه البذيء الذي لا يكف عن إلقائه عليها
نظر إلى الأمام فوجد أخيه ما زال يحتضن حبيبته
وبدأ كل حبيبين بالإتجاه نحوهم ليشاركوهم فرحتهم برقصه هادئه
أمسك كفها بحنان رغم قوه ضغطه عليه ثم قال بِمُزاح مع الحفاظ على كبريائه
- سيبي أخويا يفرح بحبيبته.... تعالي إرقُصي معايا يا أختي أدام هتموتي عالرقصه
و فقط..... لم ينتظر حتى أن تبدي موافقتها أو الرفض
سحبها بتملك نحو الساحه المُخصصه للرقص
ثم بمنتهى القوه لف ذراعه حول خصرها وألصقها بجسده
عانق كفها المرتعش بيده الثابته ثم بدأ يتحرك بتمهل
وهو يفترس ملامحها التي تخضبت بالحمره جراء خجلها الشديد
من ذلك الإقتراب المُهلك لقلبها الصغير العاشق
لن تمر سوى بضع لحظات ثم بدأ يقول بلا وعي
- إنتي ليه دايما بتعصبيني.... وجودك في حياتي معصبني
مخليني دايما متنرفز وحاسس إني دايما عايز أضربك
إنتي اللي مُستفزه ولا أنا اللي مجنون
- إنت اللي مجنون طبعا .....
هكذا ردت عليه بقوه وثقه فما كان منه إلا أن يضغط على خِصرها ويقول بغيظ شديد
- تعرفي إني عُمري ماواحده وقفت قصادي النًد بالنًد كده
حتى ساره في أول علاقتي بيها حبت تتحداني مكملتش معايا شهر وبقت تقول سمعاً وطاعه
إنتي بقي بقالي كام شهر أعرفك
مسمعتش منك كلمه حاضر واحده
قوليلي أعمل معاكي إيه
ثبتت عيناها اللامعه داخل خاصته التي يملأها الحيره ثم قالت بتعقل
- عشان إنت من يوم معرفتني وأخد معايا وضع الهجوم
كأني أجبرتك إني أدخُل في حياتك
كأني بفرض نفسي عليك مع إني مبَحتكِش بيك ولا بقرب منك
إنت اللي دايما تنكشني وتخترع أي حاجه يا إما عشان تتعارك معايا يا إما عشان تحرق دمي
- وأنا مش بعرف أسكت لحد ولا اسيب حقي أدام ليا حق مبسيبهوش حتى لو هموت
لمعت عيناه بإعجاب شديد ووجد جسده يلتصق بها دون أن يتعمد ذلك....
بل مال برأسه حتى يقترب من وجهها ويقول بهمس مغوي للغايه
- طب متخليكي زي البنات الرقيقه وتتعاملي معايا بدلع هتلاقيني زي الفل معاكي
ولا هتعارك ولا هرمي دبش.... بصي هبهرك
نظرت له بتحدي ثم قالت بدلال أُنثوي أهلك رجولته
- أنا أصلاً متدلعه مش محتاجه أتصنع ده
اللي عايز يشوف دلعي هيشوفه.... واللي مغمي عينه للأسف مش هيحس بيه
هاااااااا.... تلك الشهقه خرجت منها بعد أن صدمت من قبلته
التي طبعها فوق وجنتها الساخنه بل والأدهى قام بقضم شحمه أُذنها ثم قال داخلها بهمس ساخن
- هشوف وأحس يا سما.... أنا بحب أخد كل حاجه
بس يا رب تستحملي متجيش في النص وتقولي تعبت
إنتهت الرقصه ليس هذا فقط بل إنتهى الإحتفال الذي لم يطول كثيراً نظراً لمِيعاد الطائره التي ستقلع قريبا متجهه إلى إحدى الدول الأوروبيه لقضاء عطله للزوجان
كانت المفاجأه هي حينما أعلن سالم هذا الخبر الذي صعق ولده
وجعله يقف متصنما لا يقوى على الحراك أو الإعتراض
- تميم.... أنا مسافر أنا وأُمك مع اخوك ومراته..
بقالنا فتره طويله مغيرناش جو قُلت أخدها فرصه وأسافر معاهم
مش هتطلع من البيت ولا تسيب سما لحظه أنا بحذرك وإنت عارف اللي فيها
نظرت له سما بخوف بينما قالت ضي بقلق بالغ
- في إيه يا بابا.... هو إنتُم مخبيين علينا حاجه
في خطر على أُختي أرجوك قولٍي متخوفنيش لو كده مش هسافر
نظر لها بحنو ثم قال
- متخافيش يا حبيبه ابوكي.... كل الحكايه إن سما مبتخرجش من البيت
ومتعرفش أي حاجه هنا..... وكده كده تميم أخذ أجازه من شغله
فبدل ميقضيها صياعه وصرمحه ياخذ باله من أُختك وأهو يذاكرلها عشان إمتحانها اللي قرب
يا نهار اسود ...يا نهار منيل بستين نيله. .... يا خيبتك القويه يا سما.... هتُقعدي إنتي وهوَ ففيلا طويله عريضه لوحدكم
والمُصحف ماهيعدي يوم غير ومخليني حامل في توأم زي أُختي
طب أنا همسك نفسي إزاي... يا لهوي يا لهوي....أحييييه عليا و علي سنيني السوده
هكذا كانت تصرخ داخلها بعد أن سمعت هذا الخبر الصادم
أما تميم نظر لأبيه بعدم فهم وقال كالمختل
- مش فاهم قصدك يا بوب.... يعني إحنا هنسافر كلنا مع عدي ؟
طب وليه ..نكتم على نفسهم ما نسيبهم ياخدوا راحتهم في شهر العسل
وإنت لو حابب نطلع شرم ولا الغردقه أي مكان يعني مش هتفرق
أطلق سالم ضحكات ماكره ثم قال بخبث شديد
- أنا مش هكبس على نفس حد يا حبيب ابوك....
أنا نازل في أوتيل تاني خالص غير اللي هما نازلين فيه
وبعدين مين اللي هيسافرو...... بقولك هنسافر أنا وأُمك وأخوك وعروسته
إنت قاعد هنا يا حبيبي تهتم بسما ومذاكرتها عشان على بال ما نرجع ....
يا دوب هيكون فاضلها يومين على الإمتحان
ننننننعم .... هكذا صرخ بِغِل شديد ثم أكمل برفض تام
- إنت عايزني أقعد شهر ونص محبوس في البيت
متهزرش يا بابا الكلام ده مينفعش وإنت عارف
اللي هو إزاي يعني شهر ونص إيه يا جدعان اللي هقعدوا في البيت متحركش
أمسكه فؤاد ثم سحبه بعيدا عن التجمع وحينما وقفا جانبا قال بمُزاح يقصُده جيدا
- في إيه ياوحش.... دي حته عيله ولا راحت ولا جت
خايف ليه من قعدتك معاها
نظر له بغل شديد ثم قال بتكبر
- أخاف من مين يا فؤش ده إنت مربيني وعارفني كويس
بس الفكره إن مينفعش.... إيه اللي يجبرني أحبس نفسي
شهر ونص بحاله بين أربع حيطان عشان خاطر الهانم
تطلع له فؤاد بقوه ثم قال بجديه شديده
- ما هو عشان أنا اللي مربيك.... وعشان أنا عارفك كويس بقولك إنك خايف
من أول ماجيت إنهارده كل ما أبُصلك بلاقيك تايه
مش تميم اللي أعرفه.... ومش بُعدك عن ساره هو اللي متوهك
أقطع ذراعي لو ما كنت إنشغلت عن قصتها الأيام اللي فاتت
مبقولش نِستها بس في حاجه بتشدك غصب عنك
إنت نفسك مش فاهمها ولا عارف هي إيه
عشان كده عمال تخبط في الكل وتحدف دبش من غير ما تحس
نظر له بذهول يملأهُ الحيره ثم قال بصدق
- عندك حق في كل كلمه مش هنكر
أنا فعلا مش عارف إيه اللي بيجرالي....
كنت متخيل إن أنا هرجع لصياعتي وأتعذب بقى وأسهر الليل
وأفضل طول الوقت أفكر بحبيبتي اللي بقت مع غيري
- انا فعلا اتوجعت.... وحاولت ارجع لصياعتي ثاني
مكدبش عليك عملتها كام مره بس حاسس إني مش قادر
في حاجه متلخبطه جوايا.... حاجه بتشدني لحاجه أنا مش عارفها
كل اللي حاسُه إن أنا بتشد وبس لإيه ولمين أنا مش عارف
-أول ما أبويا قال إنهم مسافرين وأنا اللي هقعد هنا حسيت بخوف....
كأني عيل صُغير مش هيقدر يقعد بعيد عن أهله
بس بردُه أنا مش عارف خايف من إيه كل اللي حاسُه إن أنا خايف بس
ربت فؤاد على كتفه برفق ثم قال وعلى وجهه إبتسامه هادئه
- إنت خايف من نفسك يا تميم.... وأنا عارف إنت خايف من إيه
وإيه اللي بيشدك
بس مش هقولك.... محدش ينفع يقولك
إنت نزلت بحر عالي ومبتعرفش تعوم
قدامك حلين.... يا هتغرق.... يا هتفضل تحاول وتحاول
عشان تنقذ نفسك بس أحب أبشرك إنك بردُه هتغرق
نظر له بحيره شديده ثم قال
- مش فاهم تقصد إيه ماتوضح كلامك يا فؤش
ضحك برجوله ثم ألقى نظره على جنته التي لم ترفع عيناها عنه
تُطالعه بعشق لم ينضب أبدا ثم قال
- للأسف يا حبيب أخوك.... مش هينفع أفهمك
ولا هوضحلك.... بس هدعيلك
ماذا سيحدث يا ترى
سنري
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني
