📁 آخر الأخبار

روايه اذوب فيك موتًا الفصل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني

 روايه اذوب فيك موتًا الفصل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني 

روايه اذوب فيك موتًا الفصل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني

روايه اذوب فيك موتًا الفصل الثاني والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني 

روايه اذوب فيك موتًا الجزء الثالث من روايه الاربعيني 
الفصل الثاني والثلاثون 
فريده الحلواني 
صباحك بيضحك ياقلب فريده 


قسماا بمن احل القسم..... بعد الصبر جبر وعوض كبير هيخليكي تبكي من شده الفرح 
ده يقيني بربي ولازم يبقى يقينك إنتي كمان 
ربنا اسمه العدل..... شايف تعبك وشايف ظلمك وشايف قهرك 
عشان كده وقت مهيعوضك هيكون العوض مبهر ومحدش يتخيله..... انا واثقه 
وبحبك 



احساس بالضياع يتملكها تلك الايام 
تشعر انها حطام.... تركت كل شيء في يد امها 
منذ ذلك اليوم الكارثي والذي قررت فيه ان تتزوج جايدن وتهاجر معه الى امريكا بدأت الأم في ترتيبات الزفاف وشراء كل مايلزمها دون حتى ان تهتم بحزن ابنتها البادي عليها 

أبيها وعمها فرحوا كثيرا بهذا القرار وداخلهم ثقه ان ذلك الطبيب سيهتم بابنتهم وينسيها كل ماحدث
 والأخير إلتزم الصمت لعده ايام يدرس ملامحها الحزينه وردود افعالها على بعض المواقف 
والآن قرر ان يتدخل ويفرض شخصيته على حياتها.... يعلمها جيدا ويعلم شخصيتها المتمرده التي اوقعتها في عشق مستحيل 

منذ ان راها اول مره داخل الكنيسه في احدى زياراته لمصر وقد انجذب لها واعجب بها اكثر حينما علم انها ابنه الأنبا بولوس الروحيه 
اعجبه تدينها وشخصيتها القويه تحمل كل شيء ونقيضه 
بدا يتابعها عبر مواقع التواصل وفي كل مره يرى لها صوره جديده تخطف دقه من دقات قلبه حتى امتلكته كله 
بعد ان كان لا يعود الى وطنه إلا كل ثلاث او اربع اعوام اصبح بمثابه كل ثلاثه اشهر يسافر الى هناك حتى يراها 
حاول التقرب منها كثيرا داخل الكنيسه اثناء تأديه صلواتهم لكنه كان يتراجع بعدما علم بقصتها مع تميم 
وكيف علمها..... رأهم ذات مره داخل سيارته ولم يحتاج الامر منه الى ذكاء حتى يعلم ان بينهما علاقه قويه 
في ذلك اليوم راقبهم من بعيد وهو يغلي من شده الغيره 
رأه وهو يطعمها داخل فمها في احد المطاعم الشهيره 
رأه وهو يحتضنها داخل سيارته ويمزح معها 
لم يتحمل كل ذلك وانطلق الى العم بولس كي يفهم منه القصه كامله 

فلاش باااااااك
ـــــــــــــــــــــ

دلف الى الكنيسه ومن ثم الى مكتب الأنبا بولس رحب به وقبل يده باجلال ثم قال دون اي مقدمات 
هي ساره على علاقه بواحد..... قبل ماترد يا أبونا 
معنديش مشكله إنها تكون بتحب بس المصيبه انه يكون مسلم 
عايز افهم منك عشان انا شفتها بعيني 
انا كلمتك وقلتلك بحبها وعايز أتقدملها من كام شهر بس انت منعتني وقلتلي اصبر شويه.... انت عارف بعلاقتها 
بالمسلم ده عشان كده قلتلي اصبر 


تنهد بولس بهم كبير ثم قال بمنتهى الصدق 
مسلم..... وبيحبوا بعض.... عايزين يتجوزوا 
وحاولنا كتير نبعدها بس هي مصممه والولد متمسك بيها 
تميم إبن سالم الشريف وزير الداخليه السابق.... زميلها في الشغل ودايما مع بعض 


تحولت ملامحه الى جمراا ملتهب ينم على شده غليانه الداخلي 
ليس غيره عليها فقط بل على دينه الذي خانته بالنسبه له 
تحدث بفحيح جعل بولس ينظر له باستغراب 
لو انت ممنعتهاش انا همنعها 
لو مش عشان بحبها عشان دي بنت مسيحيه ومش هقبل ابدا ان هيا تخون دينها وتخون الكنيسه وتهرب مع مسلم 
كفايه فضايح بقى مش كل شويه واحده تعمل كده 
المصيبه الاكبر ان ساره مش اي واحده دي عمها رئيس 
إبراشيه 
وأخوها بيجهز نفسه عشان يبقى راهب هيا عايزه تودينا لفين يا أبونا 


ربت بولس على كتفه بحنو ثم قال 
اكيد مش هسيبها ولا حد فينا هيسمحلها انها تعمل كده 
اصلا اهل الولد رافضين وبرضو استحاله يوافقوا على الجوازه دي 
انا عارف سالم كويس بيعرف الاصول انا وهو عشره وجلال صاحبه من زمان 
مش هيقبل انه يخسرنا علشان طيش شباب….. اصبر يا ابني وليها حل 


باااااااك



استاذن من جلال حتى يدلف غرفه خطيبته كي يتحدث معها قليلا فأذن له 
فتح الباب دون ان يفكر في طرقه
مما جعلها تنتفض من مرقدها وتنظر له بغضب ثم تقول حينما وجدته يغلقه خلفه 
مين إداك الحق انك تدخل من غير ماتخبط 
مش معنى إني إنهارت قصادك او قلتلك موافقه على الجواز يبقى هسمحلك تتعدى حدودك معايا 
انا طلبت منك تديني مساحتي وانت وافقت بس مش معنى كده انك تقتحمها 


كان يستمع لها ببرود ظاهري وهو يتقدم منها وحينما وصل امامها مع اخر كلمه تفوهت بها 
قام بلف ذراعه حول خصرها بقوه وتملك 
نظر داخل عيناها بثبات ثم قال 
مبحبش أستأذن .... انا واحد قليل الذوق متربتش 
ضغط على خصرها ثم اكمل بقوه 
مش هعترفلك بحبي ليكي دلوقتي ياساره..... ولا هقولك حبيتك ازاي وامتى 

تطلعت له بصدمه لم يهتم بها واكمل بثبات
اللي حابك تعرفيه دلوقتي انك بتاعتي كلها كام يوم وتبقي مراتي وجوه بيتي 
وقتها هقدر اعرفك بنفسي ومش هعترفلك برضو بس هخليكي تشوفي حبي ليكي 
الحب الحقيقي اللي مبني على الاحترام والتكافؤ والتدين 
مش هسمحلك تسرحي بخيالك في حد غيري 
مش هقبل انك تكوني مجرد جثه عايشه معايا في قلب البيت 
انا بحب الحياه ياساره وحابب انك تعيشيها معايا 
طول الايام اللي فاتت إديتك مساحه تستوعبي وجعك وتحسي ان قصتك الفاشله انتهت 

سبتك مع نفسك قلت اكيد هتفكر وهتحاول تطلع من اللي هيا فيه
استنيت تندمجي معانا في ترتيبات الجواز ومحبتش افرض نفسي عليكي
بس للأسف لو سبتك لدماغك هخسرك 
وانا مبعرفش اخسر.... متعودتش اخسر 
عارف انك مجروحه وانا قلتلك انا جراح شاطر مبسيبش جرح مفتوح 

اعقب قوله بالميل على وجنتها.... طبع فوقها قبله رطبه تدل على مدى رغبته بها ثم اعتدل وقال بابتسامه حلوه 
إلبسي عشان خارجين نشتري شويه حاجات 
عايزك تنقيلي البدله عشان ذوقي وحش 
و فقط ..... تركها وغادر بهدوء دون ان ينتظر ردا منها لكن داخله يعلم انه اصاب هدفه في الصميم 
نظراتها المهزوزه له اثناء حديثه جعلته يوقن انه ترك اثرا فيها حتى ولو بسيط وسيعمل جاهدا حتى يحول هذا الاثر الى علامه ملكيه يدمغها بها 




الجميع يقف في ترقب وخوف بعدما رأوا سالم الشريف يخرج اوراقا من جيبه ويرفعها امامهم 
يناظرهم جميعا بثبات وقوه وداخله يضحك بشده على مظهرهم الملهوف لمعرفه ما تحويه تلك الاوراق 
حتى حبيبته لا تعلم ماهيتها رغم انه كان يتحدث معها منذ قليل 


ابتسم بوجه حنون للفتيات ثم قال 
الاوراق دي فيها حياتكم الجديده 
شهادات ميلاد وبطايق بأسماء جديده 
ضي وسما اسمائكم زي ما هيا بس اسماء اهاليكم هي اللي اتغيرت 

تعالت شهقات الفتيات معهم سمر وهم ينظرون له بصدمه وعدم فهم أما عدي فابتسم بفرحه حينما فهم ما يرمي له أبيه وهذا البارد يقف بلا مبالاه وكأن الامر لا يعنيه  
اكمل سالم بتعقل وحكمه شديده 
ابني بيعشقك يا ضي.... وشغله هيمنعه من الارتباط بيكي 
مش عايزك تزعلي مني احنا بنتكلم مع بعض بمنتهى الصراحه عشان نحلها وتقدروا تعيشوا حياتكم من غير اي حزن ولا تنازل 

الورق ده انا عامله من فتره ومحيت اي حاجه تخصكم باسم
 ولاد الكلب دول 
واللي ساعدني على ده ان انتم متسجلين باسم شعبان مش راشد 
اي حاجه واي ورق من اول ما اتولدتم لحد اللحظه دي طلعلكم باسم ضي شعبان او سما شعبان اتمحى من الوجود 
وحاليا بقى اسمك ضي محمد عبد الحميد 

ده واحد ميت من زمان من حوالي عشر سنين..... زي ما بيقولوا كده مقطوع من شجره كان راجل غلبان محلتوش غير الشقه اللي صاحب البيت اخذها اساسا بعد ما مات 
كده نقدر نعلن جوازك انت وعدي 
من غير مايتضرر في شغله او يضطر يسيبه 
وسما تقدر تعيش حياتها من غير كسوف ولا تبقى مضطره تخبي مين اهلها 

حلااااااااوتك يا بوب ...اقسم بالله مافي زيك ابدا 
تلك كانت صيحات عدي الذي صاحها بفرحه كبيره تزامنا مع انطلاق الفتيات تجاه سالم كي يعانقانه بحب وامتنان كبير 
ضمهم بحنان وهو يقول بمزاح
بلاش عياط بقى انا واحد مبحبش النكد صحتي مبتجيش عليه 

ابتسم الاثنتان من بين دموعهم المنهمرة
 بينما كانت سمر تنظر له بعشق كبير وتبتسم له.... عيناها تقول....انت مفيش منك بجد هحبك اكتر من كده ايه
وحبيبها يفهم لغه العيون جيدا فيلقي لها قبله في الهواء ثم يقول 
كل ده عشان خاطرك يا بابا انما ولاد الكلب دول ولا يلزموني بنكله 

رد عليه تميم بغيظ مازح ولا يعلم ان تلك المزحه ستوقعه في شر اعماله 
وانا مالي يا بوب.... انا مليش علاقه بالقصه دي خالص انت ريحت ابنك وريحت البابا بتاعك انا بره عني الكلام ده 
وعالعموم مبروك عليكم 
عايز بعد شهر بقى عيل يتنطط قدامي ويقولي يا عمو عشان أربيه على مزاجي 


تطلع له سالم بشماته كبيره استشفها ولده سريعا واحتار داخله لما تلك النظره الغريبه 
ابعد الفتيات عنه برفق ثم اخرج ورقه وضعها امام ولده وهو يقول بقوه 
ومين قالك يا حبيب ابوك ان الليله بره عنك 
امضي على الوصايه دي 

شهقت سما بفزع حينما سمعت تلك الكلمات 
بينما نظر تميم بغضب لابيه ثم قال 
وصايه ايه يا بابا احنا متفقناش على كده 
انت طلبت مني اتجوزها عشان تيجي تقعد في البيت واحميها القضيه خلصت يعني الجواز لاغي تحطني في وصايا.... هيا اي تدبيسه وخلاص 


قبل ان يرد عليه ابيه كانت تلك الصغيره القويه ترد بغضب وقوه 
تدبيسه ايه يا باير هو انت لاقي واحده تعبرك..... ومين
 قالك اساسا اني عايزاك تبقى واصي عليا ولا اكون مكتوبه على اسمك 
انا لسه حالا كنت هطلب من عمو انك تطلقني وتقطع الورقه الهبله اللي كتبتها 
غرورك ده اللي هيوديك في داهيه ربنا وحده اللي أعلم انا اتحملت الحبه اللي اتكتبت فيهم على اسمك دول ازاي 
فبلاش بالله عليك تعمل فيها الواد اللي مفيش منه وانا اساسا مش طايقاك 


 اشتعل الغضب داخل عيناه بينما سالم كان ينظر لها بفرحه بسبب قوتها .... تحدث بغيظ شديد وهو يحاول عدم اخبارها بمعرفته انها هي صاحبه المحادثه المجهوله 
مش طايقاني...! انا مش لاقي حد يعبرني ؟
طب وحياه امي الغاليه اللي مابحلف بيها باطل لتفضلي على ذمتي وكل يوم هعرف خمسه وهجيبهوملك لحد البيت 
ابقي فرجيني هتعملي ايه 



صرخت في وجهه بجنون وقد اشتعلت داخلها نار الغيره رغم محاولتها ان تكتمها 
حلفانك على نفسك اوعى تفكر ان انا عشان صغيره هسيبك تتحكم فيا 
ولا عشان حته ورقه كتبتها لسبب ما هقبل ان الهبل ده يستمر 
انت هترمي عليا اليمين حالا انا واحده عندي مستقبل وكلها شهرين وهدخل الجامعه 
افرض قابلت حد عجبته وعجبني وحب يتقدملي اقوله ايه مكتوبه على اسم غيرك ايه التخلف ده ......ماتبطل بقى 



الجميع يشاهد تلك الحرب اللذيذه بابتسامه وتشجيع لسما وقوتها وايضا شماته في ذلك المغرور الذين يظنون ان تلك الصغيره هي من ستعيد تربيته من جديد 
خطف الورقه من يد ابيه ثم اخرج قلما من جيبه.... وضع توقيعه فوقها وهو ينظر لها بغل شديد ثم قال وهو يرفعها امام ناظريها المشتعلتين 
بقيت واصي عليكي مش جوزك بس.... النفس اللي هتتنفسيه لو مكانش عندي علم بيه هكتمهولك عشان اخلص منك 
وريني بقى هتكملي مستقبلك الباهر ازااااااي يا كونتيسه سما 


وضعت كفيها فوق خصرها ثم قالت بقوه لا تناسب مظهرها المرتعب من صراخه 
تبلهاا وتشرب ميتها الوصايه بالعقد العرفي.... هعتبرك مش موجود ولا هتشغلني عادي يعني 
القت نظرها نحو سالم المبتسم بسعاده كبيره لا تناسب ذلك الموقف المشتعل ثم اكملت 
عمو لو سمحت..... حضرتك المسؤول عني احتراما ليك لحد مااخلص الثانوي وادخل الكليه 
بعدها ان شاء الله هأجر اي مكان واقعد فيه لوحدي لو ياسر اخويا مكانش لسه رجع من السفر


قبل ان يرد سالم عليها وجدت الاخر ينقض على ذراعها الذي امسكه بقوه جعلت ضي تصرخ خوفا على اختها الصغيره 
ضمها عدي ثم قال بهمس 
متخافيش يا حبيبي.... مش هياذيها 
وهيا مش هتسكتله خليه يتربى 


تحدث من تحت اسنانه التي تصتك بقوه 
فكري تعملي حاجه انا معرفش بيها يا سما..... لما الوصايه بتاعتي تخلص كمان خمس سنين لو مكنتيش موتي
 وغورتي في داهيه فيهم ودفنتك بإيديا إبقي وقتها أجري فيلا مش شقه 
اااااطلعي شوفي الواجب اللي إديتهولك عشان لو لقيت
 مسأله غلط هنفخك....سااااااامعه


انتفضت بخوف من صرخته وانطلقت سريعا نحو الاعلى بعدما ترك ذراعها لكنها لم تصمت وظلت تهمس بحديث غير مسموع لكنهم استشفوا انها تسبه وتلعنه داخلها 

تطلع الى ابيه بغيظ شديد ثم قال 
واحد صفر ليك يا بوب.... الجوله لسه مخلصتش اما نشوف مين هيكسب في الاخر 
وانت عارفني لعيب وفهمت اللعبه 


كاد ان يرد علي الا انه وجد اخيه يصرخ بفزع حينما وجد حبيبته تفقد توازنها وكادت ان تسقط ارضا بعد ان فقدت وعيها 
ارتسم الهلع على ملامحهم جميعا وقد حملها عدي ووضعها فوق الاريكه محاولا افاقتها الا انها لم تستجيب 
صرخ به سالم وهو يقول بخوف حقيقي 
شيلها بسرعه نوديها اقرب مستشفى..... اكيد كل اللي حصل سببلها ضغط كبير وامك بتقول مبتاكلش بقالها كام يوم 

عادت سما وهي تهرول فوق الدرج بعدما سمعت تلك الكلمات تصرخ بخوف ودموع بإسم اختها الغاليه 
بينما حمل عدي حبيبته واتجه نحو الخارج كان تميم يمسك سما من ذراعها بحنو وهو يقول 
متخافيش.... هتبقى كويسه تعالي معايا نحصلهم بسرعه بعربيتي 


يجلس امامها ممسكا طبق مليء بالطعام وعلى وجهه مرتسمه ابتسامه بلهاء 
لا يهتم بنظراتها المليئه بالغيظ والغضب 
بل يجبرها على تناول الطعام رغما عنها كي تتعافى سريعا وتترك تلك المشفى التي رافقها فيها منذ ان عقد قرانه عليها وهي غائبه عن الوعي 

بعد ان استعادت وعيها وجدته يهجم عليها كي يفاجئها ويستغل الصدمه التي اعترتها وقتما قال بعجاله ولهفه 
امضي هنا بسرعه يا لميس مفيش وقت 
نظرت له برعب وعدم فهم مع عدم استيعابها لما يحدث حولها او لمكان تواجدها 
كل ما تشعر به هو ألم بدأ ينتشر في جسدها 
قبل ان تفهم ماذا يحدث وجدته يمسك يدها عنوه ويضع داخلها قلما 
وهو يقول بعجاله جعلتها لا تقوى حتى على قراءه حرفا واحد مما خط فوق تلك الاوراق 
يلا يا حبيبتي مفيش وقت..... الدكتور محتاج توقيعك 


اقتنص توقيعها على اوراق زواجه منها ومن بعدها وضعهم داخل جيبه ثم مال على جبينها وقبله بعشق كبير ثم قال 
مبارك ياحبيبتي بقيتي مراتي 
كادت ان تقفز من فوق الفراش في نفس اللحظه التي دلف اليها اخوتها 
ظلت تنظر لهم بدموع وعدم فهم فهز شريف راسه باسف وقال بحزن مصطنع 
حقك عليا يا حبيبه اخوكي المجنون ده هددنا مسك المسدس وحطه على دماغه ومشالهوش غير لما جبنا المأذون وكتب عليكي  
ودلوقتي برضو هددنا بنفس المسدس عشان محدش يدخل معاه وهو بيمضيكي على قسيمه الجواز 



ذلك ماحدث يومها ومنذ تلك اللحظه وهي تمتنع عن مخاطبته او التحدث معه..... كل ما تفعله هو النظر له بغضب لكنه لا يهتم به وظل جانبها يدعمها ويتابع علاجها مع الطبيب على أمل ان تشفى قريبا 

دفس داخل فمها ملعقه مليئه بالطعام مما جعلها تخرج عن صمتها وتقول بغيظ شديد بعد ان ابتلعته
كفايه بقى انت مش شايف ان انت زودتها على الاخر 
اوعى تفكر ان الجواز ده حقيقي ده كده تزوير وأدام انا 
مقلتش موافقه يبقى الجوازه باطله


وضع مافي يده فوق الطاوله بغل شديد ثم قال بغضب جعلها تعود بجسدها الى الخلف من شده خوفها 
باطل مين يا ام باطل..... اقسم بالله يا لميس
 لو متعدلتيش في كلامك لأكون مكسر باقي جسمك 
إنتي عندك ايد ورجل مكسورين بلاش تخلي دماغك تحصلهم 
إنتي خلاص بقيتي مراتي برضاكي بقى غصب عنك ده امر واقع ترضي بيه 


نظر لها بعتاب يغلفه الحزن ثم اكمل 
إنتي لسه عايزه تأوحي ... لسه عايزه تضيعينا من بعض 
مش كفايه إني كنت هموت وانا شايفك بتموتي قدامي 
مش كفايه كنت بتحرق كل لحظه وانا شايفك مع واحد غيري وياريته طلع عدل طلع ابن ستين كلب خاين 
لما عرف انه اتكشف أخدك معاه عشان يخطفك ويساومنا عليكي 


ووقت مالقى ان مفيش فايده للهروب ضرب العربيه في السور علشان تموتوا انتوا الاثنين 
هو ده اللي وافقتي عليه..... هو ده اللي كنتي هتعيشينا في نار طول عمرنا عشانه 
وكل ده عشان ايه..... عشان اكبر مني بسنتين اللي هما مش باينين اصلا وفي الاساس انا راضي بيكي حتى لو كانو عشر سنين 
كفايه بقى..... بجد كفايه مش هسمحلك تضيعي اللي باقي من عمرنا 



كانت تبكي وهي تسمع ذلك العتاب الذي خرج منه بحرقه شديده وقهر..... داخلها كانت تشعر بندم شديد لكنها لا تقوى على التفوه بحرف 
جلس امامها ثم كوب وجهها بحنو..... اخذ يمسح دموعها المنهمره فوق وجنتيها وهو يقول بنبره تقطر عشقا 
انا بعشقك..... مش مجرد حب وخلاص..... راضي بيكي في كل احوالك 
وواثق ومتأكد ان اللي جواكي ليا زيي ويمكن اكتر يبقى ليه ياحبيبتي نضيع عمرنا عشان سبب تافه مش فارق معايا ولا بفتكره اصلا 
عشان خاطري إدي نفسك فرصه..... اللي جوانا يستاهل انه يطلع للنور وياخذ فرصه عشان نعيش 
اعقب قوله بالاقتراب منها والتهام شفتيها بقبله شغوفه تمناها كثيرا ورغم محاولتها الابتعاد الا انه ثبتها بقوه وامتص شهد شفتيها لأخر قطره وكأنه ظمأن وسط الصحراء وجد قربه ماء فارتشفها بالكامل 


ابتعد بعد فتره ثم نظر لها بعشقاا خالص وقال 
دي بوسه كتب الكتاب..... كنت هموت لو معملتهاش 
إنتي مضيتي على القسيمه فاضل تبصمي عشان خاطري اعمليها واوعدك مش هتندمي 
ابتسمت له بخجل ثم نظرت للاسفل غير قادره على مواجهه عيناه المتوهجه وكان هذا خير دليل على موافقتها وضعفها امام موجه عشقه العاتيه 


جنون ..... تلك الكلمه هي الوصف الدقيق لما يحدث داخل فيلا الشريف الان 
بعد ان عادوا من المشفى بسلام واطمأنو على حاله ضي الصحيه 
بمجرد ان دلفوا المنزل وجدوا سالم يخلع حذائه كي يضرب ولده المتبجح به 
هرول عدي من امامه وقد احتمى بطاوله الطعام الكبيره لكنه كان يقول بغيظ شديد 
في ايه يا بوب..... دي مراتي بدل ما تفرح ان انت جايلك حفيد في السكه انا مش فاهم موقفك ده عامل ازاي الصراحه 
يلقي ناحيته الحذاء لكنه يتفاداه ببراعه ثم يصرخ بغل شديد 
بتقرطسني يا ابن الكلب..... هعملك فرح ومراتك بطنها شبرين قدام الناس تقول علينا ايه 

يبتسم باستفزاز ثم يقول 
ماانت تعجل بالفرح بقى ده هيا لسه مكملتش شهر على فكره.... يعني الكوره في ملعبك 
عملتها امتى يا ابن الكلب.....و ازااااااي .... ده انا مش مديك فرصه تقعد معاها خمس دقائق قرطستني امتى ياض 
اعقب قوله بالنظر الى حبيبته التي تكتم ضحكاتها بصعوبه ثم
 قال بغيظ شديد 
اكيد يوم ماقولتيلي سيبهم صح مبسوطه إنتي كده البت طلعت حامل في اليوم اللي سبتهم فيه 
يعني لو سبتهم من الاول كان زمان البيت مليان عيال 
انا معرفتش اربي بس جه الوقت اللي اعرف اربيكم يا ولاد الكلب من جديد 


ضحك تميم بشده وهو يقول 
انا مالي طيب انت ليه دايما اخدني في الرجلين..... انا صاغ سليم يابا عرفت نسوان بعدد شعر راسي عمري مرجعتلك بعيل 
دي مرااااااتي يا روح امك ....
تلك كانت صرخه عدي والتي بسببها تلقى ضربه قويه من حذاء أبيه دون ان ينتبه 
صرخت ضي خوفا عليه فنظر لها سالم وقال بحنان معاكس تماما لغضبه على ولده 
ده ابن كلب ولا هيجراله حاجه اوعي تصوتي كده تاني عشان العيل اللي في بطنك خليكي هاديه 
هاتيلها اكل يا بابا وغذيها كويس دول اتنين في بطنها 


نظرت للاسفل بخجل شديد من ذلك الموقف المخزي 
 بالنسبه لها لكنها رفعت عيناها لتنظر الى عدي بغضب جم بعد ان سمعته يقول بتفاخر ووقاحه 
عشان تعرف ان ابنك جامد يا بوب طالعلك الطلقه بجوز على طول 

طب ايه رايك ياحبيب البوب إنك هتطلع بره ورجلك مش هتخطي الفيلا غير يوم الفرح لما أبقى احدده بمزاجي..... والصراحه انا بفكر استنى لما تولد عشان ميبقاش إرهاق عليها اوتتعب ولا يغمى عليها
كاد ان يرد على ابيه الا انهم سمعوا صرخه سما من خارج الحديقه التي كانت ما زالت تقف فيها ولم تلحق بهم حينما وجدت......


ماذا سيحدث يا تري 

سنري


انتظروووووني 


بقلمي / فريده الحلواني
تعليقات