نوفيلا الراهب الفصل الثاني بقلم الكاتبة فريدة الحلواني
نوفيلا الراهب الفصل الثاني بقلم الكاتبة فريدة الحلواني
نوفيلا الراهب الفصل الثاني
الفصل الثاني
كان الليل ساكنًا على غير عادته، كأنه يتآمر مع القمر ليمنحهم لحظة صفاء نادرة.
جلس الراهب على الأريكة داخل غرفته .... عيناه شاردة لكن قلبه حاضر… حاضر عند بسملة....فقط
اقتربت منه بخطوات هادئة، تحمل صينية الشاي بيد، وبالأخرى تحمل قلبه كله.
رفع رأسه وحينما راها ....وكأن الدنيا كلها تلخصت في ملامحها.
قال بصوت مبحوح:
- تعالي يا بسملة… اقعدي جنبي
جلست.... لمست كتفه بخفة لمسة تعرف طريقها إليه منذ سنين أن أصبحت ملكه
التفت لها.... نظر في عينيها طويلًا... نظرة رجل أدرك الآن ان النعمة كانت في حضنه طول الوقت.
قال وهو يزفر وجع بسبب كل ما حدث
- سامحيني… سامحيني إني سمعت كلام غيري.... وإني سيبتهم يلعبوا بعقلي. كنت أعمى.....سامحيني اني سمعت كلامك الي قولتيه بعد ما اجبروكي تقنعيني بجوازي من غيرك
ابتسمت بسملة ابتسامة يملؤها حنان الدنيا كلها ثم هزت رأسها نفيًا و قالت
- انت ما كنتش أعمى يا راهب… إنت كنت مضطر .... وأنا عمري ما كنت هسيبك في حيره و لا اختيار بيني و بين اهلك الي ما صدقت تلاقيهم
مد يده وأمسك يدها بقوة....كأنه خائف أن تضيع منه
- انتي اللي رجعتيلي عقلي… إنتي اللي فتحتي عينيّ على الي المفروض اعمله،لولاكي.... كنت هرتكب ذنب كبير و اعيش بتعذيب ضميري بقية عمري
خفضت رأسها قليلًا، ثم رفعت عيناها عليه بثبات عاشقة.
- أنا ما عملتش غير اللي قلبي أمرني بيه،إنت راجلي… وحبيبي… وعمري كله....كنت عارفه انها لحظه شيطان اتملك منك
بس اللي كنت متاكده منه ان الراهب عمره ما يفضح ستر وليه
أقترب منها أكثر حتى صار النفس بالنفس.
- عارفة يعني إيه أسيطر على غضبي ؟ يعني إيه أحس إني راجل تاني؟ مش مقهور… مش مكسور....حتي لو ما كنتش عايزها.... بس كنت فاكر انها اتكتبت على اسمي
ازاي اقبل بحاجه زي كده.... اتحكمت في نفسي بس.... بسببك إنتي
وضعت يدها على صدره، فوق قلبه مباشرة.
- وأنا فخورة بيك… فخورة إنك رجعت راهب اللي أعرفه. الراجل اللي بيعشق مراته..... الراجل اللي عرف يحكم عقله وضميره في اصعب
الراجل اللي حامل كتاب ربنا وبيعمل باوامره قول وفعل.
صمتت لحظة..... كأنها تجمع شجاعة العالم كله، ثم اقتربت منه باشتياق و همست بعشق
- هو انا موحشتكش .... وضعت يدها فوق بطنها المسطحه ثم اكملت
- مش عايز تطمن على ابنك او بنتك اللي جوه ولا هتقولي خايف على الحمل من اوله
اتسعت عينيه وتجمد للحظة.... ثم انفجر شعور لم يعرف اسمه.
سحبها إلى صدره....ضمّها بقوة، وكأنها وطنه الذي فقده ثم عاد إليه اخيرا
قال بصوت متحشرج من شده الفرح:
- ربنا عوضني بيكي… وباللي جاي ده. والله ما هكسرك تاني، ولا أسمح لحد يقرب منك
أعقب قوله بالتهام شفتيها في قبله تثبت وعده الذي ألقاه عليها الآن
انقطعت الأنفاس من شده اشتياقهم وفي الأخير ابتعد لينظر لها بهياج فوجدها تقول بعد أن نظرت له بعشق خالص
- أنا بحبك يا محمد … بعشقك. وفرحانة… فرحانة قوي إني شايلة اسمك ونَفَسك جوايا
قبل جبينها في خشوع، كأنه يشكر الله قبل أن يشكرها..... ثم نظر لها بوقاحة وبدا يخلصها من تلك الثياب الفضفاضة التي ترتديها وهو يقول بمجون
- نسيب بقي الكلام ....اتكلمنا كتير ..... اعقب قول بإمساك ثديها العاري أمام عينيها المشتاقة ثم ضغط عليه وأكمل وهو يقترب منه ليلتهمه
- وحشتيني ....كل حته فيكي وحشاني كأني ملمستكيش من سنين
لم يعطها فرصه كي ترد عليه حينما قام بعض حلمتها بقوه لكي يعبر عن اشتياقه واحتياجه لها وللاقتراب منها
اقترابا يريد به محو تلك الأيام العصيبة التي عاشوها معًا
اقترابا لكي يمحي ارتباطه باخرى حتى وان لم يمسها
وبسملته تمسك راسه لتجذب خصلاته الناعمة وتضغط بها فوق صدرها في طلب صريح لالتهامها بشده حتى تثبت لنفسها ان حبيبها عاد ملكًا لها وحدها ولا يشاركها فيه احد
الجنون اصبح هو السمة الوحيدة فوق تلك الاريكة وبين الاربعة جدران التي تحتضنهم وتشهد على العشق الكامن داخل قلوبهم
دفعها بخفه حتى تميل فوق الاريكة ويكمل التهام جسدها الذي اشتاقه حد اللعنة
نظر الى أنوثتها بهياج شديد ثم تبت عيناه الفاجرة داخل خاصتها الولهة وبدا يملس بوقاحة بين شفرتيها ثم مال عليها في لحظه ليلتهمها بفمه
تعالت تأوهاتها بمجون فما كان منه الا أن يضاجع فتحتها بلسانه ثم يرفعها حتى يتجه نحو الفراش وهو يأكل شفتيها برغبه اذابت جسده
حينما وضعها برفق خوفًا على حملها الجديد وبدا يتخلص من ثيابه وجدها تعتدل لتقترب منه وتجلس على حافة الفراش ثم تمسك رجولته وتآكلها بمنتهى الجوع والجرأة حتى يعلم مدى اشتياقها واحتياجها له في تلك اللحظه
تلك الحركة جعلته يشعر بالنار التي لن يطفئها الا ماؤها حينما ينسكب على وحشه السائر
لكنه تمسك بأقصى حبال الصبر والتحمل حتى لا يضاجعها بعنف
ابتعد عنها ثم مال فوقها وقال بصوت يملأه الحياه والعشق معًا
بلاش تولعيني عشان اللي في بطنك.... مش هقدر ابعد بس هقرب على قد ما اقدر بالراحه
أعقب قوله بولوجها بتمهل لم يستطع التمسك به كثيرًا حينما وجدها ترفع رأسها لتأكل شفتاه الغليظة رغما عنه اخذ يسرع في حركته رغم محاولات البطء
وما بين هياجها واشتياقها له... وما بين رغبته في التخلص من أثر الأيام الماضية كان إيقاعه يشتد فأصبح لا يقوى على تمالك حاله بعد أن اخذ يأكل عنقها بجنون ويضاجعها بسرعه واشتهاء الى ان انتهى معًا
عناق دافئ رغم قوته.... قبلات هادئة رغم جموحها
تنفس بارتياح رغم سرعته
كل هذا كان بينهم بعد ان ارتاح قلباهما وعادا معا دون ان يكون احدهم في الوسط
في تلك الليلة، عرف الراهب أن الرجولة ليست في إرضاء الأهل على حساب القلب
بل في حماية الحب… والتمسك بمن يستحق.
اعتدل من فوقها سريعا حتى لا يضرها ثم جلس مستريحا فوق الفراش ساحبا إياها فوقه
ظل ينظر لها كثيرا بعيون لامعه مليئة بالحديث الذي يعتمر صدره وقلبه
لم يكن يراها بعينيه فقط......بل بقلبٍ عاد إليه بعد تيهٍ طويل.
اقترب منها ببطء... كأن أي حركة مفاجئة قد تكسر هذا السلام الذي حل عليهم اخيرا....
مد يده، ولمس وجنتيها بحنان ثم قال بصوت منخفض يحمل امتنانًا صادقًا:
- انتي عارفة يا بسملة… أنا عمري ما حسّيت بالأمان غير وإنتي قريبة كده.
نظرت اليه وفي عينيها بريق حبّ تملك من كل ذره في كيانها ثم قالت
- الأمان عمره ما كان في المكان....الأمان في الشخص. وأنا قلبي ما عرف غيرك
اقترب منها حتي صارت بينهما مسافة صغيرة.... لكنها كانت ممتلئة بكل ما لم يُقال.
رفع رأسها قليلًا، نظر في ملامحها طويلًا، كأنه يحفظها من جديد.
قال وهو يبتسم ابتسامة خجولة لا تشبه صلابته بملامحه الوسيمة
- عارفة أكتر حاجة كانت وجعاني؟ إني كنت شايفك قدامي واحده تانيه.... مش عايزاني وبتطلب مني اروح لغيرها
كان لازم احس وقتها بوجعك وقهرتك
مدّت يدها ولمست كفه، تضمها داخل راحتها بحنان.
- وأنا كنت مستنياك تسمع بقلبك، مش بودنك. عارفة إنك هترجع....هتفهم اني عملت كده عشان احافظ عليك
انك اهم عندي مليون مره من قلبي اللي كان مذبوح وانت رايح لغيري
انحنى قليلًا، وأسند جبهته إلى جبهتها.
لمسة بسيطة.....لكنها حملت ثقل السنين الماضية كلها.
- أنا بحبك، يا بسملة … حب ما اتكسرش، حتى لما أنا اللي اتكسرت لما سمعت منك الكلام ده
ابتسمت، ومررت أناملها فوق لحيته برفق.
- وأنا عمري ما عرفت أحب غير معاك ..... انا بحبك لدرجة اني عايزه اروح اشكر اخويا على اللي عمله فيا لاني بسببه انا بقيت ملكك ومعاك
ساد صمتٌ عميق....صمت لا سكون بل احتضان
ثم همست بصوت دافئ
- دايما بتقول لي ان انا اول كل خير
وانا دلوقتي بقول لك ان انت خير الدنيا والاخره كله يا حبيبي
مدّ ذراعه.... فاقتربت أكثر.... استقرت بين ذراعيه كما لو أن المكان خُلق لها.
وضع يده على ظهرها بحذر كأنما يخشى أن يوقظ العالم.
قال بصوت خفيض:
- عايزك دايمًا تحسي إنك محفوظة… ومتصانة… وإن كل اللي حصل مش هيتكرر تاني وباذن الله هعوضك عنه طول ما فيا نفس
رفعت رأسها، نظرت له بثقة امرأة تعرف قيمتها في قلب رجلها.
- انا مطمّنة، يا حبيبي..... طول ما إيدك في إيدي الدنيا كلها تهون
خارج الغرفة.... كان الليل شاهدًا صامتًا
وفي الداخل.... كان الحب وحده يتكلم… بلا صراخ... بلا وجع... فقط وعد صادق بأن ما انكسر قد التأم
وأن القلوب حين تعود إلى أصلها...تعرف طريقها جيدًا
كان الصباح يتسلل إلى الغرفة خجولًا....عبر شقٍّ ضيق في النافذه.... كأنه لا يريد أن يزعج سكينة اللحظة.
البيت من حولهم بدأ يستيقظ ببطء، أصوات خافتة بعيدة.... لكنها لم تصل إلى عالمهما الصغير.
فوق الفراش .... كانت بسمالة مستلقية على جانبها.... تواجهه.... شعرها منسدل بعفوية..... وملامحها ما زالت ناعسة.
أما الراهب..... فكان مستيقظًا منذ قليل يتأملها بصمت رجل يخشى أن تتحول السعادة إلى حلم إن أغلق عينيه.
مدّ يده، ومرر أصابعه برفق على خصلات شعرها.
فتحت عينيها ببطء.... وما إن رأته حتى ابتسمت.
قالت بصوت ناعم مبحوح من أثر النوم:
- انت صاحي من بدري و لا لسه دلوقت
ردّ وهو يبتسم:
- ما جاليش نوم… حسّيت إن في حاجة ناقصة لما غمّضت عيني
اقتربت أكثر.... حتى صارت المسافة بينهما لا تُذكر.
- وحاجة ناقصة دي طلعت إيه بقى
نظر في عينيها بصدق لا يعرف المراوغة.
- إنك تكوني قدامي… صحيالي
ضحكت بخفة ثم وضعت يدها على صدره.
- انت بقيت تقول كلام يخوّف.
رفع حاجبه، متعمدًا الجدية ثم قال بغضب مفتعل
- يخوّف؟
هزّت رأسها بابتسامة عاشقة.
- أيوه… أخاف أصدّق قوي، وأفرح قوي.... الاقي الدنيا بتوجعنا تاني
ضمّ يدها بين كفّيه، وقال بهدوء رجل حسم أمره:
- صدّقي… و افرحي انا وعدتك اني مش هسمح لحد مهما كان يحطنا في موقف زي ده
ولا هسمح لاي حاجه في الدنيا
من خارج الغرفة.... ارتفع صوت حركة خفيفة في البيت،
لكن الراهب شدّ الغطاء قليلًا.... كأنه يحمي هذه اللحظة من العالم كله.
وفي تلك الدقائق البسيطة
لم يكن الصباح بداية يوم جديد فقط،
بل وعدًا صامتًا بأن الحب حتى وسط بيتٍ مزدحم
قادر أن يصنع غرفةً كاملة من الطمأنينة
تحدثت بهم وكأنها خشيت ابتعاده حينما سمعت تلك الاصوات
- شكلهم صحيوا.... اكيد هيخبطوا علينا عشان الفطار وبعدها تروح شغلك
قربها منه حد الالتصاق ثم قال بوقاحة لم تعد جديدة عليها
- لا يا حبيبي..... ولا فطار ولا عشا
ولا حتى شغل.... انتي ناسيه اني عريس وما ينفعش اطلع من البيت
قبلها بمجون ثم ابتعد و اكمل
- ده حتى البلد تاكل وشي....و لا ايه
ضحكت بدلال لكنها صمتت سريعا حينما سمعت بعض الطرقات الخفيفه فوق الباب
نظرت له بحزن طفيف وكانها تخبره انها كانت صادقة فيما قالته
صوت حينما قال بغيظ
- مين
ضحكت عمته من الخارج ثم قالت بمزاح
- اني يا ولد اخوي....مالك هترد أكده ليه ....جايه أسألك هتفطر ويانا و لا عامل روحك عريس اجيبلك الوكل اهنيه
ضحك برجوله سلبت لب من تستقر داخل احضانه ثم قال بوقاحه
- طول عمري خابر انك بتفهمي ....اني مرايدش اشوف حد واصل علي الأجل اسبوع ....اتوصي بالوكل زين بجي
احمرت بسمله خجلا ونظرت له بغيظ شديد فما كان منه الا ان يقبلها بهمجيه ثم يفصلها سريعا ويقول بهمس
- ااااايه....انا قولت حاجه غلط
ماده يده ليداعب ثديها باغواء وهو يكمل
- وحشتيني يا بسمله...... عايز اشبع منك بحق كل لحظه بعدتها عنك
حتى لو كانت يوم بالنسبه لي سنين
بمنتهى الفجور مدت يدها لتمسك رجولته المنتصبه ثم تقربها لتضعها بين فخذيها وهي تقول
- ومين قال لك انك مش واحشني..... او هقدر اخليك تبعد عني لحظه واحده
انا لو اطول اخليك جوايا طول الوقت هعملها
عضت شفتها السفلى باغواء ثم بدات تحرك جزعها حتى تحتك به وهي تكمل بمزاح فاجر
- وبعدين واضح ان هرمونات حملي عاليه قوي..... والوحم جاي عليك انت
لا يعلم كيف مددها فوق ظهرها ثم قفز عليها وادخل رجولته بعنف شديد ثم قال بهياج بعد ان بدا يتحرك بشهوه عاليه
- لو كده.... اول ما تربعني بعد الولاده باذن الله هخليكي تحملي تاني
ارتفع صوت ضحكاتها الماجنة مختلطة بتاوهأتها التي نتجت عن افعاله الفاجرة واكملا صباحهما بعشق ورغبه لن تنضب طالما تلاحمت القلوب والارواح معا
ماذا سيحدث يا ترى
سنرى
بقلمي
فريدة الحلواني
.jpg)