📁 آخر الأخبار

نوفيلا الراهب الفصل الثالث والاخير بقلم الكاتبة فريدة الحلواني

 نوفيلا الراهب الفصل الثالث بقلم الكاتبة فريدة الحلواني 

نوفيلا الراهب الفصل الثالث ووالاخير بقلم الكاتبة فريدة الحلواني

نوفيلا الراهب الفصل الثالث بقلم الكاتبة فريدة الحلواني 


نوفيلا الراهب 

الفصل الثالث والاخير


مر شهر على أخر الأحداث بهدوء وسلام بين الجميع

إهتم الراهب بحبيبته وحملها الذي كان يملأه الدلال

وعائلته أصبحت أكثر حباً وإحتراماً لها بعد كل ما فعلته من أجل أن تحافظ على زوجها الحبيب

أما تلك الفاسقه والتي جلست طوال تلك المُده بعيده عن البلده بأكملها حان الأن موعد عودتها لتعيش في جحيم.. ثمناً لكل ما فعلته في السابق

دلفت بيت العائله بصحبه أبيها وعمتها فتفاجأ الجميع بوجودها بتلك الهيئه الحزينه

إنتفض الجميع و بدأ شيخون الحديث بشك

- خبر إيه ....جايه زياره من غير جوزك ليه ياخيتي

أخفضت رأسها ولم تجد ما تقوله فرد عنها أبيها بحزم يملأه الغضب

- خيتك غضبانه ....إتخانجت ويا أهل جوزها و همّلت البيت

الراجل كتر خيره إتصل عليا لجل ما أروح أخدها بدل ما ترجع لحالها ....جالّها يوصلها بس أختك ركبت راسها و جالتله لاااه

نظروا لها جميعاً بغضب وقال جلال بغل شديد

- ديه أخرت جلعك فيها يابوي ....لو حدي شم خبر في البلد إنها همّلت دارها بعد شهر من جوازها هنتفضحو و سيرتنا هتبجي علي كل لسان

تحدثت أخيرا بما أملته عليها عمتها وابيها قبل أن يأتوا إلى هنا

- أني مرجعاش تاني ....أني رايده أطلج

هو مرايدنيش و هيعشج مرته ...و أني طهجت مهعيشش مع واحد غصب

جن جنون شيخون أخاها الكبير و قال بغضب جم

- وااااه يا حزينه ...طلاج إيه و حديت إيه الماسخ ديه

لو فتحتي خاشمك تاني بالجنان ديه هجتلك و أدفنك بيدي

تدخل أبيه سريعا حتي ينقفذ الموقف

- أصبر يا ولدي ...أنا جولت لجوزها هتجعد حدانا سبوع و لا تنين لحدت ما الدنيا تروج بعدها هتحدت وياه يجبلها بيت لحالها لجل ما يعيشو في هدوان سر

ظل الشد والجذب بينهما أكثر من ساعه وفي الأخير إقتنع الأخوين بحديث أبيهم على مضد

ومن هُنا انتهت قصه فتاه غرتها الدنيا ونسيت كل ما كان يجب أن تتمسك به من أخلاق وتدين وفضيله

ظلت أكثر من شهران داخل بيت أبيها تتجرع الذل من أخويها وهي تُمثل التصميم على الطلاق

وفي الأخير أخبرهم وهدان برفض الراهب الإنتقال إلى منزل جديد يخص إبنته وحدها فما كان من الأول إلا أن يطلب منه تطليق إبنته تجنباً للمشاكل

وهُنا لم يُوضع الراهب في موقف المُخطئ وبعد كل هذا أُغلقت قضيه الثأر التي كانت سبباً في كل ما حدث

جلس عزمي أمام جده بوجه شاحب وقد تعذب كثيراً في تلك الشهور الماضيه بسبب محاولاته المضنيه نسيان تلك الفاجره

سأله الجد بإهتمام وحزن بالغ على حالته التي يُرثى لها

- مالك يا ولدي ...حالك متشجلب ليه

تنهد بهم ثم قال

- مفيش يا جدي إطمن اني بخير ....رايدك تشوفلي وحده بت خلال أتجوزها لجل ما أكمل نص ديني و أجبلي حتت عيل أفرح بيه

ظهرت الفرحه جليه على ملامح الجد وهو يقول

- يا فرج الله ...أخيراً يا ولدي ...كان مُني عيني أفرح بيك من زمان ....طب ما تجول لأمك يا ولدي

لاااااه..... هكذا رد عليه بحسم ثم أكمل بإقناع وتعقّل

- إنت خابر أُمي زين يا جدي ...هتجبلي وحده تتعايج بيها وسط الخلج

و أني رايد وحده تتجي ربنا فيا و تصون عرضي و إسمي

ربت الجد على كتف حفيده بحنو ثم قال

- عفارم عليك يا ولدي عين العجل ....يبجي مفيش غير بت الشيخ عبدالعظيم ....أدب و أخلاج ماإنت خابره زين

بإذن الله هصلي وياه الفجر و أطلب يدها طوالي

إبتسم برضا ودعا ربه بداخله أن تكون عوضا لقلبه الجريح

كان العصر يميل إلى الغروب.... والهواء الثقيل يمرّ في أرجاء البيت حاملاً همس النساء التي بدأت ترتب لزفاف عزمي بعد ان حصلوا على موافقه الشيخ عبد العظيم وإبنته على هذا الزواج

جلست بسمله بينهم علي أحد المقاعد .....تُنصت أكثر مما تتكلم ويدها تستقر تلقائيًا فوق بطنها كأنها تحتمي بنفسها و تطمأن علي أطفالها بالداخل

دلفت عليهم وجيده تلقي كلمات متلاحقة عن الحمل والولادة،

نصائح غير مطلوبة ونظراتها فاحصة بغل .... أطالت الوقوف عند جسد بسمله أكثر مما ينبغي و قد امتلأت عيناها بالغيره التي جعلت الأخري تخاف بشده

من عند الباب.... وقف الراهب صامتًا.....لم يتدخل في البداية لكنه كان يراقب… والغيرة لا تظهر في صوته.... بل في عينيه.

قالت وجيده وهي تبتسم إبتسامة ثقيلة:

- بطنك كبرت جوي… لازمن تتحركي أكتر وتسمعي الكلام ...مهتنفعش الجعده دي

وقبل أن تردّ بسملة، تقدّم الراهب خطوة واحدة كانت كافية لتغيير الجو كله.

قال بنبرة هادئة، لكنها حاسمة:

- هي بتعمل اللي يريحها… وأنا متابع معاها.....ريداها تخدم في الدار يعني و لاايه

التفتت إليه تلك الخبيثة التي لم تتغير ثم قالت محاولة التخفيف

- ما إحنا بنخاف عليها بردك يا واد عمي

إقترب أكثر.... وقف بجوار بسملة ثم وضع يده على كتفها في حركة بسيطة لكنها واضحة.

- الخوف مكانه جلبي أنا… وهي مش محتاجة أكتر من إكده

أعقب قوله بسحب كفها برفق كي تقف معه حتي يصطحبها إلى الأعلي

و قد خفضت بسمله عينيها خجلاً من الجميع .... لكن إبتسامة صغيرة خانتها.

شعرت لأول مرة أن أحدهم يقف بينها وبين العالم دون أن يطلب منها شيئًا.

إنسحبت وجيده بقلب يحمل كل الغل و الحقد ...بعد لحظة صمت غير مريح.

ما إن أُغلق الباب... حتى تنفّس الراهب بعمق.

قالت بسملة بصوت خافت:

- إنت اتضايقت من إيه يا حبيبي فهمني

إلتفت إليها سريعًا.

- مش إتضايقت… غيرت.

رفعت حاجبيها بدهشة خفيفة.

- غيرت..... من إيه؟

جلس أمامها....خفّض صوته.

- من النظرة… من الكلام اللي يزيد.... من أي حد يحس إن ليه حق يسأل أو يقرر بدالي.

مدّت يدها ولمست كفه.

- متخافش يا حبيبي ... أنا عارفة حدودي كويس و مش بسمح لأي حد أنه يتخطاها

و للأمانه كلهم بيعاملوني كويس جدا و بيحبوني .... هي بس وجيده ربنا يهديها

هزّ رأسه نفيًا.

- مش عايز الهوا يمسك يا حبيبي ...و لو وجيده أو غيرها فكر يقرب منك مش هسمح أبداً إن ده يحصل....اللي هيفكر يقرّب منك هيقابلني أنا

نظرت إليه بعينين دافئتين.

- أول مرة حد يغير عليّ بالطريقة دي....مكنتش أعرف إنك غيور أوي كده

إبتسم، لكن في صوته صدق رجل خائف:

- يمكن لأني بعشقك… ومش ناوي أضيّع ولا لحظة بعيد عنك و لا أسمح لحد يقرب منك أو يهتم بيكي غيري

أسندت رأسها إلى صدره ببطء.

الغيرة دي مريحة… مش خانقة

وضع يده فوق رأسها....وربت عليها بحنان.

- عشان دي مش شك… دي حرص و خوف عليكي يا حبيبي

في تلك اللحظة....لم تكن الغيرة نارًا....بل سياجًا خفيًا من الحب،

يحفظ امرأة على وشك أن تصبح أمًا،

ويحفظ رجلًا تعلّم أخيرًا كيف يعشق بل يهيم عشقا في محبوبته

كوب وجهها بحنان ثم قال بنبره تقطر عشقا

- ربنا يخليكي ليا ويديمك نعمه في حياتي يا بسمله يا أول كل حاجه وأول كل خير

ربنا يقر عيني بأولادنا اللي مستني أشوفهم وأفرح بيهم عشان إنتي بس أُمهم

ملست على لحيته وهي تنظر له بعشق خالص ثم قالت

- ويديمك نعمه في حياتي يا حبيبي.... عمري ما هقدر أوفي ربنا شكر وحمد عشان مَنْْ عليا بيك

- حبتني وصُنتني وأكرمتني.... حافظت عليا وحطيتني في قلبك وجوه عينيه

- مهما أعمل معاك لو عشت عمري كله تحت رجلك مش هيكفي حقك عليا

- بس اللي مصبرني إن أنا طلّعت قلبي وحطيته بين ايديك وعيني مبقتش تشوف غيرك في الدنيا

- بعشقك يا قلب البسمله و نور عينيها اللي بتشوف بيه

إبتسم بعشق ثم قال بوقاحه تزداد يوما بعد يوم

- طب إيه.... مش هنسهل الدنيا عشان الولاده تبقى طبيعيه ولا إنتي ناويه على قيصري

ضحكت بدلال اهلك رجولته ثم قالت

- لا قيصري ايه.... إحنا هنهزر بقى ولا إنت بتتلكك

لم يرد عليها بحرف واحد لكن قبلاته الماجنه وتخليصها من ثيابها جعلها تعلم رده الحاسم عليها

وقد ذابت بين يديه مثل قطعه الحلوى الشهيه

حينما انتهى نظر لها وقال بعشقاً خالص

- بعشقك يا أول كل خير

تمت

بقلمي/فريده الحلواني

تعليقات