رواية الاعمي الفصل الحادي عشر بقلم فريده الحلواني
رواية الاعمي الفصل الحادي عشر بقلم فريده الحلواني
رواية الاعمي
الفصل الحادي عشر
بقلم فريده الحلواني
بعد ان سالها بتمني يشوبه الرجاء ...هل تخاف ابتعاده عنها ...هل تريده جانبها ...هل تتمناه كما ظل طيله السنوات الماضيه يحلم بها ....هل اشتاقت لايامه معها ....
نظرت له مطولا و هي تبحث في ملامحه عن فارسها المغوار ...الذي كان يدافع عنها ببساله و يقف لابويها بالمرصاد اذا ما فكر احدهما ان يبكيها ...هو الوحيد الذي ذاقت علي يده معني الحنان ..و الامان ....امانها الذي افتقدته بغيابه عنها ...
تنهدت بعمق و قررت ان تزيح عن كاهلها كل ما عانته في بعده عنها ...ستلقي همومها علي كتفه و هي كلها ثقه و يقين انه سيحملها عنها ....فهو جوادها ....
دهب : عارف .....انا فاكره كل حاجه حصلت زمان ....مش الي حصل منك لا ...الي كنت بتعمله معايه ....حنيتك عليا الي عوضتني عن قسوه امي و سلبيه ابويا معاها....اهتمامك بيا و كل حاجه كنت بطلبها منك بتجبلي منها كتير ....رجوعك من الكليه يوم اجازتك ..كنت تجيلي انا الاول تطمن عليا قبل ما تروح السرايا حتي عشان تسلم علي اهلك او تغير لبسك و ترتاح من السفر....كنت اجمل حاجه في حياه طفله ملهاش حد غيرك ...كنت بتلعب معايه كانك من سني ....كنت معوضني عن حياه كامله كان نفسي اعيشها ....انا مزعلتش منك ابداااا يوم الي حصل ....كنت صغيره بس كنت حاسه انك موجوع و بتحارب روحك عشان متأذنيش ...دمعتك الي نزلت علي كتفي لحد دلوقت حاسه بيها ...كانت زي النار حرقت جلدي و علمت فيه ....كنت مخلي حياتي ورديه يا جواد ....شهقت بقوه و اكملت : لما كانو بيزعلوني و انت مسافر او ماما تضربني ...كنت اعيط شويه صغننه بعدين امسح دموعي بسرعه و اقول ...مش هعيط دلوقت ...لما يرجع جواد هشتكيلو و اعيط براحتي عشان هو الوحيد الي هيمسح دموعي ....بكت بقوه و هي تقول : اكتر حاجه قهرتني انها حرقت كل العروسات و اللعب الي كنت جايبهالي ...مسابتش اي حاجه منهم ...حسيت ان قلبي هو الي اتحرق و انا شايفه النار بتاكل كل حاجه بحبها ....كانت عيزاني انساك ....بس في نفس الوقت بتفكرني و بتهددني بالوحش الي انت عملته ...طب هو معقول يكون حد كويس معايه ديما و بمجرد ما يعمل حاجه واحده بس وحشه نبعد عنه و نكرهه .....مبطلتش تضربني غير بعد ما قعدت من المدرسه ...و كانت ديما تهددني لو قولت لبابا انها ضربتني هتقوله عالي انت عملته زمان ....انا بنتها الوحيده ...ليه تعمل فيا كل ده ....من يوم مانت خطبتني و هي بتبصلي بكره ...حتي الحاجه الي انت اشترتهالي ...مخلتنيش اشوفها ...فضلت هي و خالتو ذينب يرصوها فالدولاب و طلعتلي الفستان ده بس....بس خالتو عجبها الشنط و الجزم ...هما الي شوفتهم ...عارف ....انا متاكده ان اول ما هنرجع البيت هتهددني لو مسبتكش هتقول لبابا عالي حصل زمان ....شهقت بقهر و اكملت : عارف ...انا عارفه المكان ده بتاعك ...فكراه من و انا صغيره ...لما روحت هناك من فتره اول مره بعد ما كبرت ....كنت محتجالك اوي يا جواد ...جازفت و روحت هناك بالليل عشان بس اكون في مكان انا واثقه ان مفيش حد بيدخلو غيرك ...كنت بشم ريحتك فيه ...قعدت تحت الشجره بتاعتنا و انا حاسه اني مسنوده عليك انت مش علي جزع الشجره ...اطمنت و ادفيت ...و حسيت بشويه امان كنت هموت و احس بيهم....قعدت اكتر من ساعتين اتنفس جامد و اشم كل نسمه هوا فالمكان ....يمكن فيهم نفس خرج منك انت ....لما شوفتني هناك عرفتك علي طول .....كان نفسي اترمي فحضنك و اقولك اتاخرت علي دهبك ليه ...سيبت دهبك ليه يا جواد....بس كنت خايفه .....خوفت تعرفني و تزعل مني عشان خرجت بالليل ...خوفت في لحظه غضب تقول لبابا ..بس كانت حاجه جوايه بتقولي لاااااا جواد عمره ما يعمل حاجه تأذيكي .....لما ركبت معاك عالحصان ...و لما مدتلي ايدك ...و لما اتعلقت في رقبتك ...كنت بسحب كل نفس بيخرج منك ...ادخله جوايه ...عشان اطمن انك بجد ....جواد ....حسيت اني طايره من الفرح الي محستش بيه من بعدك ....بس زعلت عشان معرفتنيش ...و زعقتلي عشان اتعلقت في رقبتك ....بس بردو فرحت انك جيت عندنا تاني يوم ....خوفت شويه انك هتفتن عليا ...بس جوايه احساس انك جاي عشاني انااااا ....جاي ترجع دهبك الي اتسرقت منك ...مش عارفه ليه حسيت بكده ....بس كنت مبسوطه ...و بس ....
صمت مهيب حل علي المكان و لا يسمع فيه غير اصوات تنفسهم العالي ....و صغيرتنا تنظر له في انتظار رده علي كل حرف تفوهت به ....
بعد فتره ...أخذ يمسح علي وجنتيها الناعمه بحنان وهو يتمني ان يراها بعينه ....و لكن قلبه يراها و يحفظ ملامحها عن ظهر قلب ...و لما لا وهي ابنت قلبه المتيم بها ...قلبه الذي ذاق مراره الفقد ...و احترق بنار شوقه لها
اخرج هاتفه من جيبه و ضغط علي زر ثم قال : بابا
اتاه الرد من ابيه فقال له بهدوء و صوت حزين استشفه ابيه بسهوله : بابا لو سمحت حاول تاخر رجعتك للسرايا انت و عمي محمد شويه
ابتعد ابيه عن محمد و من معه ثم قال بقلق : في حاجه حصلت يابني ..مالك صوتك زعلان
زفر جواد بهم و قال برجاء لاول مره : ارجوووك يا بابا ..انا مش قادر اتكلم دلوقت بس محتاج تعمل الي طلبته منك ....ارجوك
عبيد : حاضر يابني هعطله شويه و مش هرجع بيه غير لما ترن عليا
جواد بامتنان : شكرا ....سلام
ترك الهاتف بجواره بعد ان اغلقه نهائيا حتي لا يقاطعه احد وهو يتحدث معها
امسك كفها و قبله بعشق ثم قال : انا بقالي سنين مستني اللحظه دي ...اللحظه الي هقعد معاكي و احكيلك كل الي حصل ...و افكرك بيا ....افكرك بجواد الي رباكي علي ايده ...و مكنش يهمه حد فالدنيا غيرك ...كل حاجه في دنيتي كانت بتيجي من بعدك يا دهبي ....اول ما حسيت ان مشددولك لومت نفسي ...بس قولت و ليه لا يا جواد البنات بتكبر بسرعه كلها كام سنه و تبقي احلي عروسه ...و تبقي ليك ....خليك جنبها و حافظ عليها لحد ما ييجي اليوم ده ....اهتميت بيكي كانك بنتي ...كنت بحكيلك حاجات محدش يعرفها عني ...كانك صحبتي ....بس بيني و بين نفسي كنت بقولك بحبك .....و انا بتخيلك بنوته زي القمر ....امك كانت كارهه وجودي في حياتك بس مهتمتش ...يوم الي حصل كنت لسه راجع من السفر ...دخلت البلد و انا ناوي اجيلك زي ما اتعودنا ...بس لقيت احمد ابن عمي مستنيني عند مدخل العزبه و صمم ياخودني معاه حنه الواد سعيد ...و جبهالي من ناحيه انه هيفرح ان جواد بيه حضر حنته ...قالي نص ساعه و امشي ...فعلا روحت معاه قولت هبارك لسعيد و اقعد عشر دقايق و اجيلك جري ....جابلي قهوه انا طلبتها منه ...بس بعد ما شربتها حسيت بحاجه غريبه ...محبتش اقعد ...اول ما طلعت من عنده و سيبت احمد لقيت امك بتتصل بيا تقولي دهب قاعده فالجنينه مستنياك و زعلانه عشان فكراك مش جاي ...استغربت اوي وقتها ...اذا كان هي مش بطقني و لما بجيلك بيبقي هاين عليها تطردني ....بس قولت اكيد انتي زعلانه و صعبتي عليها ....علي ما وصلت عندك كان في حاله غريبه فيا و هلاوس بتروح و تيجي قدام عيني ...اول ما شوفتك حسيت انك كبيره ...مش العيله الصغيره الي عارفها ...جريت عليكي وو حضنتك جااامد ...وقتها بس عرفت ان حد حطلي حاجه فالقهوه لاني لما حضنتك مكنش حضن بريء ...كنت عايزك ...عايز حببتي الي شايفها قدامي شابه جميله ...بقيت احضنك جامد و انا بعافر عشان ابعد و مقربش ...مكنتش هقدر أئذيكي ...بس كنت تعبان من جوايا ...وقت ما نزلت دمعتي علي كتفك كنت بحارب نفسي ...و لا قادر انزلك و امشي و لا هقدر اعمل فيكي الي عقلي بيصورهولي ....بمجرد ما بوستك في خدك و انا ناوي ان امشي ...لقيت امك جايه علينا و هي قايده نار و بتقولي انت بتعمل ايه فالبت ...انت طلعت بتاع عيال ...و كلام كتير ...كله غلط و اهانه مش حابب اكرره ...ضربتك بالقلم قدامي و انا مشلول ...ديابه بتنهش في لحمي ...وعقلي تقريبا غايب عن وعيه ...لولا اني مدرب علي اقسي درجات ضبط النفس انا كنت هغتصبك يا دهب ...بس حبي ليكي منعني حتي ان المسك
سيبتها تشتم و تهدد و مشيت ...مقدرتش ارجع السرايا ...روحت مكاني و انا بضرب دماغي فالشجره عشان الوجع الي فيها ...رميت نفسي فالترعه عشان جسمي يهدي ...و طلعت من الميه نمت مكاني محستش بنفسي غير و فارس بيصحيني و بيقولي امك قالبه الدنيا عليك
ابتسم بهم و اكمل : رجعت السرايا و انا مش شايف قدامي و جسمي سخن و حرارتي ارتفعت ...كنت بترعش....بس امي لاول مره متهتمش بكل ده ...اول ما شافتني ضربتني بالقلم و قالتلي : عايز تغتصب دهب ...العيله ام عشر سنين هانت عليك ...الحمد لله ان امها لحقتك قبل ما تضيع البت ....قبل ما تكمل كنت وقعت مغمي عليا ....نقلوني المستشفي و طلع عندي حمي بس مهمنيش تعبي و طلبت من الدكتور ياخد مني عينه دم و يعمل تحليل شامل ...كان كل همي ان اثبت برائتي من التهمه دي ...مع اني ملمستكيش ...بس امك بقي كبرت الموضوع عالاخر ....نتيجه التحاليل طلعت تاني يوم و الدكتور اكتشف ان كنت اخد منشط جنسي قوي مع برشام هلوسه ...امي وقتها عرفت اني بريء و انها ظلمتني لما صدقت كلام امك و عملت معايه كل ده من غير ما تسمع مني ....طلعت من المستشفي علي القاهره و منها سافرت السودان من غير ما اودع اهلي ...انا الي طلبت من القائد بتاعي ان اسافر ...قعدت هناك سنه ....مشوفتش اهلي ...مشوفتكيش ...و اخر زكري خدتها معايه و انا مسافر ان كان ممكن اضيعك ....قررت اني ابعد علي طول ....بس ما قدرتش ...و الله ما قدرت....بعد ما رجعت مفتحتش الموضوع مع امي و لا فارس ...و اتعاملت عادي ...بس غصب عني لقيتني بسال علي اخبارك ...كنت باجي في نص الليل استخبي في الزرع عشان بس اشوفك من بعيد و انتي قاعده في البلكونه......سنه وري التانيه و عشقك بيكبر جوايا و انا شايفك بتكبري يوم بعد يوم ...خوفت حد ياخدك ...بقيت من غير ما اظهر فالصوره بطفش كل العرسان الي كانو بيتقدمولك من و انتي في تالته اعدادي ...و بعد الي حصل لرضوي و ابوكي قعدك ...الناس بدأت تنسي انك موجوده بس بردو كان في شباب عايزين يتقدمولك ...بعدتهم عن طريقك بشكل عمرك ما هتتخيليه ...و ابوكي فكر ان محدش بقي يتقدملك بسبب الي حصل لبنت عمك ...كبرتي سنه وري سنه و بقيتي تسمعي اغاني نجاه ....اكتر حاجه بتحبيها ليها عيون القلب و الطير المهاجر ....كان قلبي بينذف دم لما المحك من بعيد و انتي بتتنهدي لما تسمعيها بتقول : ( و بعتنا مع الطير المهاجر سلام و عتاب ...ليه غيبت عنا يا نور عيونا و حكايتك ايه ) ...ببقي عايز اصرخ و اقولك انا جنبك مبعدتش ...بس كنت بخاف عليكي مني ....اتجوزت و خلفت عشان انساكي مقدرتش ...بقيتي بتجري في دمي يا دهبي ....اتملكتي من قلبي و روحي ...لما حصلت الحادثه و اتعميت ...حسيت بالقهر ...معقول مش هشوفك تاني ....يأست ...و قولت كده خلاص ...خلصت الحكايه الي مبتدتش مالاساس ....اقولك اتعذبت قد ايه ....اقولك جوااااد بكي كام مره ....اقولك فكرت في ايه عشان اوصلك ....كنت بحب فيكي و اتخانق معاكي ...و اصالحك ...كل ده بيني و بين نفسي يا دهب ...جواد بقي مجنون بيكي ...مزق قميصه لتتناثر ازراره حولها وسط شهقاتها و حينما خلعه عنه امسك يدها ووضعها فوق خافقه و هو يمررها عليه و يقول بجنون عاشق اضناه الفراق : فتحي عينك و شوفي وشم اسمك علي قلبي يا دهب...برغم ان عارف الوشم حرام ....بس ذنب عشقك مش عايز اتوب منه ...و لا حابب اتوب....انا حبيت عذاب عشقك يا دهب ....مراتي ماتت ...و امي بتذن عليا اتجوز عشان تشوفلي ولد يشيل اسمي ...و انا برفض ...خلاص عملتها مره في لحظه يأس بس اكتشفت اني اتعذبت اكتر ...ههههه لاني حسيت اني بخونك مع مراتي يا دهب ....قولت لنفسي هتتحمل عذاب بعدها عنك ...و لا اشتياقك ليها ...و لا انك بتلمس غيرها ..و لا و لا و لا ...كتييييير يا دهب ...حلفت ما هكون لغيرك لو عشت بقيت عمري عاذب و لوحدي ...لحد ما امي عملت تمثيليه خايبه انها تعبانه و كده و لازم اتجوز هههههه ...كنت ناوي اعترض و اسيبلها السرايا زي كل مره شهر و لا اتنين ....بس مش عارف ليه المره دي حسيت قلبي بيدق جامد ...و عقلي بيقولي اصبر و شوف العروسه مين ....
كل حاجه جوايه اتجمدت وقت ما قالت اسمك بعد ما سالتها مين العروسه ....لحظه الدنيا لفت بيا ...بس السنين الي فاتت علمتني القسوه و الجحود ...قلبي بقي مكانه حجر ....فوقت بسرعه و عملت نفسي معترض و كده ...و كأن جوايه اتنين ...واحد بيعترض ...و واحد طاير مالفرحه ....ههههه حتي لما قعدت مع نفسي بقيت بقنع نفسي بيكي و كانك مش حببتي الي شوفت ده كله عشانها و بسببها ....
يوم كتب كتابنا مكنش المفروض المسك ....بس كنت هموت لو ملمستكيش ....كنت عايز قلبي يصدق انه لقاكي يا دهبي ...ضعت و توهت و اتعذبت و اتوجعت في بعدك ....كنت عايز اصالح قلبي الي مات من بعدك ...كنت عايزه يحس بيكي و انتي بين ايديا ...مراااتي ....حلالي ....
الكل عارف انك معايا ....لما لمست شفايفك بس اطمنت انك بجد ...مش حلم مالي كنت ديما احلمو بيكي و معاكي ....ههههه اتصدمت لما اتهمتيني بالتحرش ...بس قولت و الله لو قولتي اني مغتصب مش متحرش بس مش هسيبك.....تاني يوم جيتلك و نطيت مالبلكونه زي اي عيل مراهق ...بس غصب عني ...مش قادر اصدق انك بقيتي ليا يا دهبي ...قلبي الي كان ميت رجعتله الحياه تاني علي ايدك ....بقيت مش قادر ابعد عنك ...مش متحمل اليومين الي فاضلين عالفرح ...كوب وجهها و اكمل بنبره تقطر عشقا : همووووت عليكي يا دهبي
دهب ....اين دهب الان ....عقلها الصغير لا يحتمل كل تلك الحقائق ...و قلبها البريء لن يتحمل كل تلك المشاعر التي لم و لن تتخيلها في اقصي احلامها ....كره عماه في تلك اللحظه كثيرا ...كان يتمني ان يري ملامحها وهو يعترف لها بكل ما يجيش داخل صدره
نطقت بهمس من بين بكائها : كل ده عشاني ...كل ده عيشته بسببي ...انت قولتلي بحبك يا دهبي
قبلها ...قبلها....قبلها....بنهم ...بجوع.....بوجع ....باشتياق....
بتاكيد.......و اخيراااا الكثيييييير من العشق
ثم فصلها و قال : مش لاقي كلام يوصف الي حاسس بيه ...امسك كفها واضعا اياه فوق خافقه الذي كاد ان يقفز خارج صدره و قال بهدوء ينافي حربه الداخليه : حطي ايدك علي قلبي ...شوفي بيدق ازاي ...هاين عليه يخرج من مكانه و يدخل جواكي ...يمكن وقتها تقدري تحسي بالي شايله ليكي طول السنين دي كلها .....وضع كفه فوق صدرها هو الاخر و اكمل : كنت بتخيل ان هبقي عايز اسمع منك كلمه بحبك يا جواد ....بس صدقيني لو قولتلك ان نبض قلبك وصلي احلي من ميت كلمه حب ...نفسك الي بتحاولي تكتميه احلي من اي اغنيه ممكن اسمعها و اهديلك كلامها .....مال عليها برفق ثم الصق شفتيه بخاصتها دون تقبيل وهو يقول بهمس مليء بالمشاعر : بعشقك يا دهبي ....بموووت فالتراب الي بتمشي عليه ...لا شوفت و لا هشوف و لا عايز اشوف غيرك .....عايز اسمع منك كلمه واحده ...كلمه واحده بس هتداوي كل جروحي و وجعي في بعدك ...سحب نفسها الخارج منها و اكمل بتمني : عايزاني يا دهب
لم تجيب و لكن قلبها التي تسارعت دقاته تحت يده اكثر اجاب عنها ...و لكن هذا الجواد العاشق لم يكتفي ...يريد ان يسمعها من ثعرها قبل ان يلتهمه ....حينما طال صمتها قال برجاء : انا مطلبتش منك تقولي بحبك ...لانها متطلبش ...بس اسمع منك كلمه عيزاك ....قولي انك عيزاني يا دهب و انا ههد الدنيا عشان خاطرك ....هكون ليكي اكتر ما كنت ...و هعوضك عن اي حاجه وحشه شوفتيها و انا بعيد عنك ....ريحي قلبي ...يا بنت قلبي
همست له و هي تلامس شفاه : بتمناك ...يا جواد
ااااااااااااه....هكذا تأوه بفرح ...بعشق ....بوجع ....
بدموع حبيسه تأبي الظهور ....لن يقبلها ...لن يلمسها اليوم ....اليوم فقط حبيبته ستسكن احضانه ...يبثها الامان الذي تحتاجه ...يؤكد لها وجوده مجددا في حياتها ...يطمأنها و يدفيها بحنانه ...و بعد ذلك يعلمها فنون عشق الجواد و ينهل منها كل ما حرمه علي حاله طيله سبع سنوات ...عجاف
ابعد وجهه عنها ثم ضمها برقه قاسيه ....ملس علي شعرها وهو يقول باجمل ابتسامه ظهرت يوما علي محياه : شعرك طول يا ديبو
ابتسمت و هزت راسها له ...ظلت تسحب رائحته مع تنفسها و كأنها مدمنه و ها قد وجدت جرعتها ...اما هو فقد انفصل عن العالم اجمع في تلك اللحظه الحالمه ...صمتت الالسنه و لكن للقلوب رئيا اخر
بالاسفل كان الوضع مغاير تماما ....فقد كانت تلك الجاحده تزرع الارض ذهابا و ايابا و هي تكاد تجن ...لا هي استطاعت ان تاخذ ابنتها و ترحل ...و لا هي قادره علي الاتصال بزوجها الذي تاخر كثيرا نظرا لهاتفها المغلق و لم يتم شحنه حتي الان ...و الكل يجلس بسكون بعد ان حاولو معها كثيرا و لم تستمع لاحد
اما ايمان ....فكانت تجلس و كأن اسفلها جمرا من نار و هي تنظر لتلك الحقيره و هي تتخيل انها تفصل عنقها عن جسدها ...تذكرت كيف حرمتها من ولدها الغالي لمده عام لم تراه فيه ..كيف مدت يدها عليه لاول مره في حياتها ...لن تنسي نظرته لها قبل ان يفقد وعيه الي الان ...و لن تنساها الي الممات ...شردت فيما حدث يومها و ما جعلها تفعل ذلك
فلاش بااااااااك
_______________
وقفت ايمان تتابع العاملات و هن يرتبن السرايا بعد خروج الرجال الي عملهم بقلبا منقبض بعدما اكتشفت صباحا ان جواد لم يبيت في جناحه الليله الماضيه و كل محاولتها للوصول اليه بائت بالفشل بعدما حاولت الاتصال به و هاتفه مغلق
وجدت توحيده تدخل عليها بوجها متجهم جعلها تنقبض اكثر
دون ان تلقي التحيه كما اعتادت وقفت قبالتها و قالت : عيزاكي في كلمتين يا حاجه
ايمان : طب قولي صباح الخير الاول مالك يا توحه
توحيده : لو سمحتي مش عايزه اتكلم قدام حد
نظرت لها ايمان بزهول من اسلوبها الفظ و كانها تنتوي العراك ...تقدمت تجاه غرفه المكتب وهي تقول بغضب مكتوم : تعالي يا ام دهب ندخل المكتب
بمجرد ان دلفا سويا و اغلقت الباب خلفها وجدتها تقول بهجوم : لو جواااد مبعدش عن بنتي انا هفضحو ساااامعه
اشتعل رأس ايمان غضبا و قالت بمدافعه : انتي اتجننتي ...ازاي تتكلمي كده علي ابني و فضيحه ايه الي بتهددي بيها يا توحيده
ردت بخبث غاضب و قد اتقنت دورها ببراعه و ساعدها في تعزيز موقفها دموع التماسيح التي انهمرت كالشلال : ابنك كان هيغتصب دهب امبارح بالليل يا حاااااجه ....بهت وجه تلك المسكينه و قالت بتيه : انتي بتقولي ايه ...استحاله
توحيده : اقسملك بالله و حيااات بنتي الي محلتيش غيرها ان ابنك كان هيضيعها ده الي حصل ...كانت بتلعب فالجنينه و لما لقيتها اتاخرت طلعت ابوص عليها لقيت ابنك قاطع فستانها و نازل فيها بوس ...و البت مقطعه نفسها مالعياط بس كان كاتم بوقها عشان محدش يسمعها ...شهقت بقوه و جلست علي اقرب مقعد و كأنها لم تستطع الوقوف اكثر : جريت عليها عشان اخلصها منه ...و الحمد لله لحقتو قبل ما ....انتي فاهمه بقي ...و برغم ان اي واحده مكاني كانت صوتت و لمت عليه الدنيا ...بس انا ربنا الهمني الصبر و اول حاجه جات في بالي العشره الي بينا و انتي و الحاج عبيد متستاهلوش الفضيحه دي.......
ايمان بصدمه : جواااد ...مش ممكن ده روحو فيها استحاله
وقفت توحيده و قالت قبل مغادرتها : هو ابنك بات فالبيت انهارده يا حاجه مع انه وصل امبارح من قبل صلاه العشا ...اعتبريها بنتك و خدي حقها ...و انا مش هجيب سيره لمحمد و هقفل الموضوع نهائي بيني و بينك ...بس بشرط جواد يقطع رجله من عندي و يبعد عن بنتي نهائي......و فقط القت عليها نظره اخيره لتري تأثير ما فعلته عليها ...ثم غادرت بهدوء ينافي الحريق الذي اشعلته توا
توقف عقل ايمان عن العمل لعدم قدرتها علي تخيل ما حدث ...اشتعلت غضبا و قد غفلت عن ان ولدها تربيه يدها لا يفعلها ابدا ....سحبت الهاتف من جيبها و طلبت رقم فارس و حينما رد عليها قالت بغضبا جم : جوااااد فين
فارس : في ايه يا ماما
ايمان بامر : تقب و تغطس و تجبهولي من تحت الارض سااااامع انا هستناكم في جناحه يلااااا ...اغلقت الهاتف في وجه ابنها و صعدت الي الاعلي تنتظره علي احر من الجمر ....اما فارس شعر ان الامر جلل فتحرك فورا تجاه مكان اخيه الخاص فهو طالما مختفي اذا فهو هناك ....و قد صدق حدثه ...وجد اخيه ممدد فوق الارض يغط في نوما عميق و لكن بحاله مزريه ....افاقه سريعا و دون ان يسال عن تلك الحاله من كثره رنين هاتفه برقم امه ....اما جواد فكان راسه يدور مما جعله يتحرك معه دون ممانعه
بمجرد ان دخل جناحه هو و اخيه وجد امه تصفعه علي وجنته بقوه لاول مره و هي تصرخ به بجنون : كنت هتغتصب عيله يا حقييييير ...هي دي اخره ترب......قبل ان تكمل وجدت والدها يقع ارضا فاقد الوعي
صرخت بجزع و حمله فارس فوق كتفه بخوف و اخذه الي اقرب مشفي
و بعدما ظهر التحليل الذي صمم علي اجراءه ...لم يعاتب امه و لم يدافع عن نفسه ...بل ظل يومان محجوز داخل المشفي و بعدها سافر دون ان يودع احدا.....و لكنه قص لاخيه ما حدث
و ما شفي غليلها قليلا هو فارس و مصطفي فقد افتعلا شجارا مع ذلك الحقير و قامو بضربه ضربا مبرحا حتي كسر ساقه دون التطرق لما فعله بناء علي رغبه جواد قبيل سفره
و من بعدها تفاجأت ان توحيده تتعامل معها بطريقه طبيعيه و كأن شيئا لم يحدث...
بااااااااك
___________
فاقت من شرودها علي رنين هاتف هدي و ما كان غير جواد يقول لها : هدي هاتيلي فستان من عندك لدهب
تحكمت في صدمتها بصعوبه حتي لا تثير غضب توحيده اكثر ثم قالت : حاضر يا جواد ثواني و هكون عندك
توحيده بجنون : عمل ااااايه فالبت انتوووو حابسني هنااااا و هو زمانه اغتصبها
توحيييييييده ....هكذا صرخت بها ايمان بعدما فاض بها الكيل ...تصنمت مكانها تنتظر الاتي فهي تعلم تلك السيده جيدا اذا ما غضبت تحرق الاخضر و اليابس ....اكملت ايمان بتحذير قوي و كلمات ذات مغذي لن يفهمها غيرهم : كفاااايه لحد كده ...انتي واثقه و متاكده ان عمره ما هيعملها حاجه ...لو مش عشان خاطرها ...نظرت داخل عيناها بقوه و اكملت بمغزي : عشان ابني ميقدرش يخون....ابوها الي مأمنه عليها و عايز يفرح بشرفها يوم صبحيتها ....اعقلي بقي و اقفلي الكلام لحد هنا ...الرجاله زمانها علي وصول و مش عايزه حد يحس بحاجه ...ساااامعه
جلست مكانها ببهوت بعد ما وصلتها الرساله المبطنه التي قصدتها بين حديثها الغامض
طرقت هدي الباب بخجل و انتظرت ان ياذن لها بالدخول
اما هو فقد كان يجلس مع صغيرته كما كانا منذ فتره الي ان شعر بهدوئها فقام بفتح هاتفه مره اخري ليطلب من زوجه اخيه ان تاتي لها بثياب بدل التي مزقها في لحظه جنون
حينما سمع طرق الباب قال : ثواني يا هدي ...قبل راس تلك المستكينه باحضانه ثم قال برفق و هو يحملها ليجلسها بجانبه : ثواني حبيبي و راجعلك ....تحرك نحو الباب و قام بفتحه و بمجرد ان راته هدي بجزعه العلوي عاري نظرت له بعتاب اخت فقال لها بهدوء حزين : محصلش حاجه
هي تعرف انه لا يكذب ابدا فابتسمت له و قالت : لو احتجت اي حاجه رن عليا ....و فقط تركته بعدما اعطته ما بيدها و هبطت للاسفل سريعا
اما هو فعاد الي صغيرته التي تجلس باستكانه و لاول مره لا يهمها ما حدث و لا ما سيحدث فيما بعد ...فقد وقف عقلها عند اعتراف جوادها بما حدث و بما يكنه لها من مشاعر...اصبح عقلها فارغا الا من كلماته التي داوت جروح سنين عاشت فيهم مهمشه مع الكثير من الالم و الوحده القاتله
جلس علي عقبيه امامها ثم ترك ما بيده ليمسك كفها و يقبله برقه و يقول : غيري هدومك يا ديبو عشان عايز اتكلم معاكي شويه ...اكمل بمزاح وقح : انا اه صحيح اعمي بس ان اتخيل شكلك كده كفيل اني اكلك ....و انا الصراحه هموووت و اعملها
صرخت به بخجل كعادتها : جوااااااد
جواااد ..مجددا....و بتلك الطريقه المغويه.....جوادك ليس براهب صغيرتي ...هكذا حدث حاله قبل ان يمد يده ليحتضنها و يهديها قبله راغبه في كل انشا فيها ...اما يده فقد عرفت طريقها الي نهديها الظاهران بسخاء بعدما شق ثيابها ...لم تعترض و لم تخاف ...بل تركت مشاعرها تتحرك بحريه معه و كانها ريشه في مهب ريح عشقه التي حولت قلبها لقارب بشراع يتحرك مع ريحه كيفما شاء و لا يهم الي اي شاطيء سترسي عليه طالما هو معها لن يهمها شيء و لن تشغل بالها بأي شخص فالكون....هو فقط من يستحق اهتمامها ....بعدما اهداها اهتمامه طيله عمرها حتي في غيابه ...قد اكتشفت الان سر ذيارات دلال المتكرره لها و استغلال ذهاب امها لتحضر لها الضيافه حتي تسالها سريعا عن حالها او تعطيها اسطوانه عليها مجموعه اغاني لمطربتها المفضله ....كل هذا من تخطيطه هو ....عادت الي ارض واقعها الذي اصبح وردي ..كما تعتقد ....علي يده التي تتحسس انوثتها برغبه جامحه وهو يوزع قبلاته المحمومه فوق جيدها و مقدمه صدرها ....شعرت بالاثاره و تنفسها بدأ يعلو الي ان وجدته يقف امامها و يميل عليها ليرفعها من خصرها لافا ساقيها حول خاصته ثم تحرك بها تجاه الحائط ليسندها عليه ...تاه عقله و غفل عن الوقت الذي يمر بهم و الجميع في انتظاره ...قلبه يشتاقها ...يحتاجها ....يريدها حد الجنون ...و لكن ....جواد ...تعقل قليلا ...ليس اليوم ....اليوم خصيصا لا يجب عليك لمسها بعد كل تلك الاعترافات ...اجعلها تتذكر احضانك الحانيه فقط بعد اعترافك لها ...ليس وقت الجنس او الرغبه الان ...لا يجب ان تفعلها الان ....افيق ايها الاحمق ....ابتعد فجأه بعد صراخ عقله بتلك التنبيهات الهامه ...اسند جبهته علي خاصتها و هو يتنفس بلهاث ...تحدث بصعوبه و بصوت متحشرج : بحبك يا دهبي...و عايزك اوووي ....بس مش دلوقت و مش انهارده ....عايز كل الي تفتكريه فاليوم ده ...كلمه بحبك الي خرجت من قلبي ...و رجوعك لحضني ...حصن امانك رجعلك يا دهب
لفت زراعيها حول عنقه و دفنت راسها في تجويفه ثم قالت : في كل الاحوال مش بفتكرلك غير الحلو ...يا جواد
داخلها اضافت ياء الملكيه فاصبح.....جوادي
ضمها بحب و تحرك بها تجاه المرحاض ثم انزلها و قال : طب يلا حبيبي اغسلي وشك و غيري هدومك و انا هلبس عشان ننزل
امسكت زراعه بخوف فقبل راسها و قال بثقه : اطمني ...طول مانتي معايه محدش هيقدر يعملك حاجه ...ثقي فيا يا دهبي ...انا هاحميكي من الدنيا ...حتي من امك و ابوكي
شعرت بالطمأنينه تحتل كيانها فابتسمت له و قالت : انا بثق فيك ...اعقبت قولها بالتحرك تجاه وشاحها الملقي ارضا ثم اخذت الثوب الجديد و دلفت المرحاض دون حديث
اما هو فذفر بارتياح لم يشعر به منذ سنين و دلف الي غرفه ثيابه ليرتدي قميص جديد بدلا عن الذي مزقه و قام بمهاتفت والده ليخبره انه قد حان الوقت لعودته مع وعد ان يقص له سبب كل هذا
هبط بها فوق الدرج وهو يشد علي خصرها الذي يحاوطه بمنتهي التملك و جميع العيون مسلطه عليه ...و تلك المتجبره تنظر له بكره و غل لا تقوي علي اخراجهم بعد كلمات امه التي فهمتها جيدا ....الان يجب عليها التصرف بحكمه و تنحني لتلك الرياح العاتيه حتي تمر ...فاذا ما فكرت ان تضغط علي جواد اكثر ستجبر امه علي فتح دفاتر الماضي و التي اذا فتحت ستدمر الجميع....حسنا ...اصمتي قليلا و سياتي الوقت الذي تستطيعي محو هذا الجواد من علي وجه الارض ...اما تلك الطفله هي تعلم جيدا ماذا ستفعل معها ...صبراااااا
روان بمزاح لتلطيف الاجواء : موتنا من الجوع يا عم جواد حتي الرجاله اتاخرو انهارده
قبل ان يجيبها وجد توحيده تقول بجمود : فين تليفوني يا ست دهب ...اكيد مكنتيش فاضيه تشحنيه
دهب بخوف : الفون في شنطتي يا ماما اهيه جانبك اصلا مخدتهاش معايه
جزت علي اسنانها و قالت : اكيد ابوكي و خالتك قلقانين دلوقت
جواد : تعالي يا حبيبي اقعدي علي ما الاكل يجهز و علميلي عالحاجات الي عجبتك عشان ابعت اجيبها الصبح خلاص مفيش وقت
نظر له الجميع بزهول ...عن اي اشياء يتحدث بعد كل ما حدث....من حبيبه ....يا الللله
لم تستطع تمالك حالها فصرخت به بغل : .........
ماذا سيحدث يا تري
سنري
متنساش ان الروايه موجوده كامله في قناه التليجرام
والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب
(اضغط هنا)
يمكنك للانضمام لقناه التليجرام
1/ ( اضغط هنا)
و للانضمام علي جروب الفيس بوك
1/ ( انضمام )
👆👆👆👆
📚 لقراءه الفصل الثاني من هنا ♡♡♡ الفصل الثاني عشر
✍️ لقراءه رواية الاعمي كامل اضغط هنا👇
انتظرووووووني
بقلمي. / فريده