اليوم....ستتحرر من قفصها الذي حبست فيه طيله سبع سنوات.....لم يكن قفصا من ذهب كما يقولون.....بل كان مصنوعا من حديدا صديء
حبست بارا.تها و رغما عنها في ذات الوقت.....عاشت داخله و هي تحاول كتم انفاسها لاطول وقت حتي لا تستنشق رائحه صدئه العفن.....
اليوم ....سيدخل رئتيها هوائا نقي.....ستري نور الشمس الذي. نسيت لونه وسط تلك الظلمات التي عاشت بها.....
و لكن ...تسائلت داخلها ...هل استطع الطيران...بعد ان قطع جناحي....لا يهم حتي لو عشت معاقه لا استطع حتي التحرك ....يكفي انني حررت نفسي من ذلك الجحيم
كانت تلك كلمات جيهان التي دارت بداخل عقلها وهي في انتظار حضور احمد ليتمم اجرائات الطلاق كما اجبره جواد......جواد الذي فعل معها ما لم يفعله اهلها ...
جواد ....الذي كان لها نعم الاخ و السند طوال الشهر المنصرم ....فقد رفض رفضا قاطعا ان يرضخ لمطالب عمه عباس و احمد ان يعيدها كي تحضر حفل زفاف زوجها
رغم صعوبه الموقف الا انها كانت تشعر بسلام نفسي لم تشعر به من قبل ....لمجرد ابتعادها فقط....عن محيط ذلك النذل
صغيرته ايضا اعجبها المكان و ارتاحت فيه رغم عدم خروجها منه الا مرتان فقط ...الا انها كانت تشعر حقا انها حره لاول مره....لم تتخيل ان مجرد ابتعادها عن تلك القريه التي عانت داخلها ويلات العذاب ...سيشعرها بكل تلك السعاده
فلاش باااااااك
_____________
كانت تنظر من الاعلي و هي متخفيه خلف احد الاعمده الي حبيبها بفخر و شعور غامر بالسعاده وهو يقف بكل هيبه و شموخ ...و الكثير من التجبر امام احمد و ابيه حينما حضرو لاسترجاع جيهان و الفتيات بعد اسبوعين من الزفاف....كانت تجاورها جيهان التي ياكلها الرعب منذ مجيئهم
جلس الثلاث رجال معا في صاله الاستقبال و بدا عباس الحديث قائلا بمهادنه : اخبارك ايه يابن اخويا و العيال عاملين ايه ...وحشونا و الله قولت اجي اطل عليهم ادام استحليتو القعده عنها
قبل ان يرد عليه كان احمد يقول برعونه : لاااااا جايين ناخد مراتي و بناتي الي بقالهم اكتر من عشرين يوم و لا شوفتهم و لا. اعرف عنهم حاجه.....انت قولت هتقعد يومين لحد ما الفرح يعدي و اهو بقالكم تلت اسابيع....ايه بقي
جواد ببرود جعلهم يصدمو : بس هي مش هترجع تاني يابن عمي
نظرو له بزهول ....حاول احمد التحكم في اعصابه و هو يقول : معناتو ايه الكلام ده و باي حق تحكم علي مراتي ...انت مالك و مالنا
جواد : هي اعتبرتني اخوها و لجأتلي عشان اطلقها منك ...و انا عمري ماأرد حد محتاجلي ابدا و انت عارف
عباس بمحايله : يابني هي و لا اخر واحده و لا اول واحده جوزها يتجوز عليها و بعدين حقه يخلف ولد يشيل اسمه ...بدل ما تعقلها بتقويها عليه
كان احمد يعلم بمجيء سليمان الي هنا عده مرات من رجاله الذين يقفون لمراقبه المنزل ...و قد جن جنونه هو لا يريدها و لكنه لن يتركها له مهما كان الثمن
احمد بغضب : لالالالا انا عارف الي فيها ...انت مخطط لكل ده عشان خاطر صاحبك الي كل يوم و التاني هنا ...اخص عالرجوله
هل يصمت ...لا و الله ...انتفض من مجلسه و تقدم تجاه الصوت و في لحظه كان يمسكه من تلابيبه و يكيل له عده لكمات موجعه ...الي ان نجح عباس في تخليص ولده من بين يديه و الذي كان عاجز تماما عن الدفاع عن نفسه
عباس بصوتا عالي : عيب عليكم انتو الاتنين اعملولي اعتبار ...هتمسكو فخناق بعض
جواد بصراخ : قوووول لابنك يعرف هو بيقول ايه بعدين لومني هو فاكرني ### شبهه و لا ايه ...كلكم عارفني كويس ...و مراتو الي عايز يخوض في شرفها دي ميستاهلش ضوفرها حتي
سليمان جالي مرتين عشان امضي ورق مهم محتاجو يطلع بيه عالمينا الفجر ..انا مش محتاج ابرر الي بيحصل في بيتي ...بس عشان خاطرها هي انا قولت....صمت للحظه و اكمل بخبث : و بعدين انت ايش عرفك ...انت بتراقبنا و لا ايه
زاغ ببصره و نظر لابيه كي ينقذه من تلك الورطه التي وضع حاله فيها فقال عباس بتلجلج : اااا...ده واحد صاحبه هو الي شاف سليمان و قالو ...كلام عادي يعني ميقصدش يوصل اخبار
جواد بلؤم : صاحبو ...في المرتين كان معدي صدفه
احمد : لا هو قالي مره بس و انا الي توقعت انه بيجي علي طول ....ما علينا حقك عليا بس انا راجل و بغير علي اهل بيتي و انت عارف انه كان عايزها من زمان لما عرفت انه جه هنا اتجنيت
جواد : لا اطمن هي قعده في بيت راجل ...انت عارف ان اهل بيتي مش بيتكشفو علي اي حد مهما كانت صلتي بيه يعني لا شافها و لا شافته و لا يعرف بوجودها هنا مالاساس
عباس : طب يابني انده عليها تقعد مع جوزها يتفاهمو سوي يمكن ربنا يصلح الحال
وقف جواد و قال : تمام ...بس الي عيزاه هو الي هيحصل ايا كان قرارها
صعد للاعلي وجدهما متصنمتان مكانهما اذ كان من المفترض ان يختفيا بالداخل ...قال لهم بغيظ : طب اهربو ...اعملو اي حاجه بدل الوقفه السوده دي و لا عشان اعمي اعتمدتو ان مش هعرف بوقفتكو دي ...ناسيين ان بسمع النفس الي طالع منكم
دهب بتسرع : ما انا كنت بتصنت و لما لقيتك طالع خوفت و معرفتش اهرب
نظرت لها جيجي بغيظ و قالت : ما شاء الله عليكي ...ربنا يخليكي لينا يا دودو و تفضحينا ديما كده
جواد : المهم انتي سمعتي الي حصل و هتنزلي معايه دلوقت. ...متخافيش صممي علي قرارك و انا في ضهرك
جيجي بارتعاش : بس انا خايفه يجبرني ارجع
جواد : انتي هبله يا بت مش لسه بقولك متخافيش ...انتي في بيت جواد التهامي و حمايته افهمي كده
دهب بفرحه : انتي مش شوفتي ضربو ازاي و انا كنت هصقفله بس انتي مسكتي ايدي يبقي ازاي تخافي بقي
التف لها و قال بغيظ مازح : حبيبي ما شاء الله عليه ..تصقفيلي ...حقيقي ربنا يخليكي ليا
التف لجيهان و قال : يلا عشان نخلص مالقرف ده
دلفا اثنتيهم وجدت احمد ينظر لها بغل و تهديد معتمدا علي عدم رؤيه جواد له ...اخفضت عيناها ارضا و كل خليه بداخلها ترتجف
عباس بطيبه ذائفه : تعالي يا بنتي اقعدي مع جوزك ربنا يصلح حالكم و انا هطلع بره مع جواد
هنا ...وجدت عقلها يجبر لسانها علي الصراخ و هي تقول : لااااااااا مش هقعد معاه لوحدي ...مفيش حاجه ممكن تتقال بينا تخليني ارجع عن قراري
احمد بتهديد مبطن فهمت معناه : و يا تري ابوكي عارف بقرارك ده و لا هيتفاجيء
فهمت ما يعنيه و لكنها قررت ان تنتزع الخوف من داخلها و تخرج ما كتمته طوال سنوات نظرت له بقوه : لاول مره و قالت : ااااه لو قصدك عشان وصولات الامانه الي انت ممضيه عليها عشان افضل تحت رحمتك و لا اقدر اسيبلك البيت و لا اقدر اطلق
و ان كل ما اروح اشتكيلو يرجعني ليك تاني بسببهم ...احب اقولك اسجنه....نظر لها بصدمه هو و ابيه فاكملت بقهر : اااايوه هو مش انا بنته....انا بقولك اسجنه ...مش هيفرق معايه ...انا اصلا عمري ما حسيت انه اب ليا ..عمره ما كان سند ليا ...باعني ليك ...مهمهوش انا عايزه ايه...هان عليه عذابي و قهرتي ...هان عليه الذل الي شايفك معيشني فيه ...اختار يبعني انااااااا عشان هما يعيشو كويسين بفلوسك
شهقت بقوه و اكملت : فكر في نفسه ...فكر في اخواتي ...بس اناااااا مكنتش من ضمن حساباته ....حتي لما كنت بروح ازورهم ...كان بيشوف عيني الي بقت مطفيه بعد ما كانت شقاوه الدنيا فيها و مش ببطل ضحك و لا هزار....شاف روحي الي ضاعت مني ...شاف نفسي الي بقت مكسوره بعد ما كنت عايشه و انا حاسه ان مفيش مني اتنين و لا في حد احسن مني
ابويااااااا باااااعني ....سامعين ...باعني عشان يعيش مرتاح هو و باقي اخواتي ...مش مهم علي حساب ايه ..و لا مين...عارفين انا مدعتش عليه ...بس بكيت لربنا و قولتلو ...انت الي شاهد و عارف عملو فيا ايه ...و انا اتعذبت قد ايه...انا مش عايزه حقي فالدنيا من الي ظلموني
هصبر و هتحمل عشان فالاخره اشوفك هترجع حقي ازاي
انا عايزه حقي فالاخره عشان يبقي اشد و اقوي
حتي امي ...هههههههه ...امي كان كل الي هاممها انها تتفشخر بجوازت بنتها لواحد زيك.....متعرفش انك اذبل و احقر انسان ممكن حد يقابلو ....كاد ان ينهرها الا انها ضحكت بقوه ازهلته ثم اكملت .....زعلان اوووي ...تؤ تؤ تؤ ...اخص عليا....كشرت عن انيابها و قالت بصوتا ميت فارق الحياه منذ سنين : انت راجل صح.....طب هو في راجل يعرض مراتو علي صحابو
عباس بغضب : ايه الكلام ده انتي اجنيتي يا بت
جيهان بجنون : لاااا مجننتش ...بعد ما كنت بلبس واسع و محترم ابنك بقي يجبلي فساتين ديقه متتلبسش غير في اوضه النوم ....عشان بس احضر معاه فرح و لا حفله ...وهو داخل بيا بدل ما يحاوط عليا و يحميني من العيون الي بتنهش لحمي الي عراه ....بقي يبص للي بياكلني بعنيه وهو مبتسم كأن بيقولو ...بص انا معايه ايه
انسان مريض ...كل يوم مع واحده زباله شبهه ...ولو اتكلمت و لا حاولت اعترض كان يضربني....كان بيربط بوقي بمنديل عشان مصرخش و تسمعوني....كان بيضرب كل حته في جسمي الا وشي
عشان محدش يعرف انه ضربني ...و لما ارقد فالسرير مالوجع يقولكم اني بدلع ...و لا يا حرام عشان هو راجل سبع و مفيش منه خلاني مش قادره اتحرك
حاجات كتير استحملتها بس للاسف مش هقدر اقولها عشان مش بجحه زيه.....عارفين ...انا مليش عيله ....مليش حد .....انا لوحدي....
نظرت لجواد بكل قوه رغم دموعها المنهمره و شعورها بالانكسار يحرق دواخلها ثم قالت : بس انا اعتبرتك انت اخويا ...و سندي الي مليش غيره....انا اتسندت عليك يا اخوياااااا.....متوقعنيش
و فقط.....هرولت الي الاعلي حتي وصلت مكان وقوف دهب التي التقفتها بين زراعيها ...وجدتها ترتعش بعنف فقالت ببكاء حزنا عليها : اهدي ...انتي بتترعشي كده ليه ...انا خايفه
جيهان بهمس مرهق : متخافيش...ساعديني ادخل الاوضه ...مش قادره امشي
وقف جواد بكل جبروت وهو يغلي بداخله بعد ما سمعه من تلك التي اتخذته سندا وهو ابدااااااا لن يخذلها ....قال كلمته التي لن يسمح بالاعتراض عليها مهما كان التمن : هطلقها .....التف مكان وقوف عمه و اكمل : لو مش عايز تعاديني يا عمي و تخسر شغلك معايه ....خلي ابنك يطلقها من غير مشاكل
احمد بجنون : عايز تفصل شغل العيله عشان خاطر بنت الكلب دي
جواد بهدوء خطر ؛ لو محتاج لسانك يتقطع ...اغلط فيها تاني ....اتفضلو بقي عشان عندي شغل و هستني ردك عليا.....يا عمي
تحركا للخارج بعد طردهم الصريح و لم يقوي احدا منهما علي التفوه بحرف
وصلا القريه و اتجها الي بيت ابو جيهان و حينما فتح لهم هجم احمد عليه بغل و قال : عارف يابن الكلب انت لو مرجتش بنتك ال###### دي هنا انهارده بكره هتكون فالحبس
ارتعب الرجل و قال : في ايه بس يابني و ارجعها منين فهمني بالراحه
عباس : انت عارف انها قاعده في مصر من قبل الفرح عند الزفت جواد و كل ده مش راضي يرجعها روحنا انهارده عشان نجبها هي و البنات قالنا عايزه تطلق..ووقفت بهدلتنا مخلتناش قادرين ننطق و طبعا متحاميه في الي قوي قلبها
ابيها بخوف : يعني انتو مقدرتوش عليه عايزين تصدروني انا في وش المدفع ...انا مش قد جواد التهامي يا خلق
احمد : اسمعني كويس عشان مطلعش ميتين اهلك ....انت هتسافر الصبح مع السواق بتاعي هيوصلك لهناك تقولو انت اولي ببتك و الي عيزاه هعمله بس عيب متقعدش في بيت ابوها ...تعمل قرد المهم مترجعش من غيرها و الا قسما بالله لكون قاتلك مش حابسك بس ...و انت عارفني ...ساااااامع
فاليوم التالي ذهب اليهم رغما عنه و قلبه يرتجف رعبا من مواجهت ذلك المتجبر و لكنه وضع بين المطرقه و السندال ...ماذا يفعل
جلس معه محاولا اقناعه بعودتها معه ممثلا دور الاب الحنون و الذي يخاف علي ابنته من كلام الناس عليها و القي بوعودا كثيره انه سيقف بجوارها مهما كان الثمن ....
تركه يدلي بدلوه و حينما انتهي وقف من مجلسه واضعا يده داخل جيبه ثم قال : خلصت ...شايف الباب ده ...اشار تجاه باب الخروج ثم اكمل : تطلع منه حالا ....ارجع للي بعتك و قولو جواد هيسبلك فرصه اسبوع لو مكنتش عنده انت و المأذون تاني يوم اعتبر نفسك انت و ابوك بره المصنع....و انت يا راجل يا مهزأ انت يالي بايع لحمك ...انسي انك ليك بنت اسمها جيهان متفكرش حتي تقول اسمها بينك و بين نفسك ....سااااامع
انتفض الرجل بفزع من صراخه و هرول الي الخارج حتي ينجو بحياته من ذلك القاسي و الذي يعلم تمام العلم انه اشد خطرا عليه من احمد
بااااااااااك
__________
دهب : مالك يا جيجي مسهمه كده ليه مش المفروض تبقي فرحانه انك هتخلصي منه ...و لا ندمتي علي قرارك ده
نظرت لها بعينا عاد بريقها بعدما غمرها الامل و قالت : انتي هبله يا دودو اندم ايه يابنتي اشحال ما كنتي شايفه كل حاجه ....انا بس كل الحكايه ان حاسه جوايه بهدوء غريب ...خايفه افرح ...خايفه اصدق ان خلاص كلها اقل من ساعه و اتحرر من العبوديه ....انهارده هتعتق من العبوديه يا دودو ...هخرج من سوق الجواري الي اتبعت فيه برخص التراب فهماني
ابتسمت دهب بود و قالت : فهماكي و حاسه بيكي و الله ...اذا كان انا بمجرد ما سيبت البلد و جيت هنا و انا حسيت ان اتحررت من سجن عشت فيه عمري كله فما بالك انتي .....نظرت لها بخبث و اكملت : يلااا اهو تخلصي منه عشان حبيب القلب يرتاح بالو بقي و يبطل ينطلنا كل شويه ده جواد هيتجنن منه ...ههههههه فاكره لما لبس هدوم عامل توصيل و جابلنا بيتزا عشان الناس الي تبع الزفت ده متشوفهوش ...ههههههه و بناتك ياعيني لما استغربو شكله ضحك عليهم و قالهم دي لعبه جديده هلعبها معاكم و صدقوه
ضربتها بالوساده و قالت بغيظ : اتلمي هااااا و بعدين خلاص خلتيه حبيب القلب ...هو انا قعدت معاه غير مره يا جزمه
دهب : يا هبله ماهو الواد بيتقرب من بناتك الي بقو يحبوه اكتر من ابوهم ليه ..مش عشان يكسبك...انتي عارفه اني احترمتو جدا ...كان بيجي عشانهم و مطلبش من جواد انه يشوفك و لا يكلمك ...كل همه البنات يقربهم ليه و يخليهم يتقبلوه
تنهدت جيهان بهم و قالت : عارفه و الله يا دودو و هما كمان اتعلقو بيه جدا لدرجه ان ريتاج بتقولي ياريتو كان هو بابا ...بناتي مشفوش الحنيه دي كلها و لا الاهتمام غير منه ...بس انا خايفه و مشوشه ..مش عايزه اعيد تجربه الجواز دي تاني
دهب بغضب طفيف : لا بجد اصلا اصلا تبقي مجنونه لو رفضتيه...ده بيموت فيكي يا بنتي و علي حسب الي سمعته انه كان بيحبك من زمان و مقدرش ينساكي و لا يتجوز غيرك ....اسمعي مني ربنا بيطبطب علي قلبك بيه و بيراضيكي و يجبرك بعد كل الي شوفتيه ...مترفصيش النعمه باديكي
انتهت اجراءات الطلاق بحضور فارس و جواد و المحامي الخاص به و الذي استغرب احمد وجوده و لكنه لم يعلق الا حينما وقع علي وثيقه الطلاق وجده يخرج ورقه من حقيبته و يمدها له و حينما ساله ما بها قال جواد بحزم : ده تنازل منك عن حضانه البنات عشان متفكرش تقرفها و لا تاخدهم حجه تلوي دراعها بيهم
انتفض احمد من مجلسه و قال بغل : انت كماااان عايز تحرمني من بناتي ...ده بعدك ...مش ماضي علي حاجه
نطق جواد اسم المحامي ففهم ما يريده فورا ...اخرج بعض الاوراق الاخري من الحقيبه و مدها لعباس و الذي ما ان قرا محتواها انتفض هو الاخر و قال بجنون : لييييه كده يابن اخويا ماهو طلقها زي ما طلبت مجهز عقود فض الشراكه ليه
فارس بغيظ : متخلص بقي يا عمي انت و ابنك هو كده كده اتجوز و انت عارف ابنك واطي هياخد البنات كوبري عشان يجبرها ترجعلو لانه عارف ان ملهاش حد يوقفلو ....اخلص بقا انت و ابنك خليها تشوف حالها بعيد عنكم ...اظن انك ياحمد مكنتش بتشوفهم غير صدفه يعني مش فارقين معاك من اساسو
ذهب الجميع ...ظلت تنظر الي الورقتان بزهول و عيناها تهطل منها انهارا ...ورقه طلاقها ...طلاقا بين لا رجعه فيه...ورقه تنازله عن ابنتيها ...ماذا تفعل ...تصرخ ...ترقص ...
.بماذا تعبر عن تلك الفرحه التي لا تتحملها
وقفت دهب جانبها ثم حاوطت كتفها بزراعها و ربتت عليها و هي تقول : افرحي و بلاش دموع ربنا خلصك منه ...و كمان جواد طلع عينه و اخد منه كل حقوقك انتي و البنات يعني طلعتي كسبانه نفسك و بناتك و حقكم كمان
كادت ان تكمل الا ان جوادها الهمجي سحبها من زراعها ليبعدها عنها بغيظ و هو يقول : واسيها من بعيد يا قطه مش لازم تلزيق
نظرت له بزهول و قالت : عايز تزعل برحتك بس هموت لو معرفتش ...عرفت ازاي اني لازقه فيها
كعادته رده حاضر دائما قال ببساطه : سمعت صوت طبطبتك عليها عادي يعني
ستجن حقا ستجن ...قالت بغيظ : طب و الله انا حاسه انك بتشوف و بتستعمانه يا جواااااد
مثل الحزن ببراعه و قال : تمام يا دهب ....بس كل ما تقتنعي ان جوزك اعمي هيكون اريح لينا احنا الاتنين و لا زهقتي ...اعقب قوله بالتحرك للاعلي فورا و علي وجهه اخبث ابتسامه يمكنك ان تراها يوما
اما تلك البريئه دمعت عيناها و قالت بحزن : و الله مقصدش انا كنت بهزر
جيهان بتعقل : اطلعي راضيه انتي عارفه الموضوع ده حساس بالنسباله بعدين كلنا كنا مستغربين تصرفاته فالاول عشان محسناش انه مش بيشوف و كده ...بس مع الوقت اتعودنا خلاص
صعدت اليه و دموعها منهمره ندما علي ما تفوهت به ...وجدته يجلس فوق الاريكه و بيده سيحاره يدخنها و وجهه متجهم للغايه ...اقتربت منه و قالت وهي تقف امامه مثل الطفل المزنب : انا اسفه ....اصلا اصلا مقصدش و الله بجد
كاد يبتسم علي هيئتها القابله للالتهام و لكنه تحكم في حاله بصعوبه و لم يرد عليها كي يري رده فعلها
وقفت للحظات و حينما يأست منه شجعت حالها و تقدمت لتجلس فوق ساقيه
ملست علي لحيته الناميه و قالت بهمس مغوي لم تقصده : جوااااد
ابووووس ايدك بلاش جواد دي دلوقت ...كده هنهاااااار .....هكذا قال داخله و لكنها لم ترحمه اذ حركت اناملها الرقيقه فوق وجهه وهي تقول : جوااادي ....حقك عليا ...انا كنت بهزر معاك ...يعني انا ليا مين غيرك اتكلم معاه براحتي
لن يصمد ...و الله حاول الصمود ...و لكن تلك البرائه و الدلال ...و العشق الذي يصرخ داخل عيناها يجبره عالانهيار
مال عليها بهدوء ليلامس شفتيها بخاصته وهو يقول : صالحيني عشان زعلان
همست له دون ان تبتعد و عيناها تلمع بشقاوه اعتادت عليها في الفتره المنصرمه : قولي اصالحك ازاي و انا مستعده اعمل الي نفسك فيه بس ارضي عني
كاد ان يرد عليها بوقاحه بعد ان وصل لمبتغاه الا ان قرعا فوق الباب اوقفه...زفر بحنق و قال : مييين
رد عليه الصبي من الخارج بصوت حزين و قال : انا محمود يا عمو ...ممكن اكلمك
شعر ان ابن قلبه به خطبا ما ....قبلها بسطحيه و قال : هشوفه و اجيلك يا حبيبي
وقف قبالت الطفل و قال بحنو : مالك يا حبيب عمك في حاجه حصلت
محمود بحزن : ماما كلمتني و زعقتلي عشان ارجع البلد
جز جواد علي نواجزه غيظا ثم قال : هي كلمتك ....قالتلك ايه
محمود : قالتلي ....انت خلاص نسيت طار ابوك و انت عيل اهبل ...الي اقتل ابوك ضحك عليك ....و قالتلي انها جايه مصر تزور تيتا و اهلها و هتعدي عليا عشان تاخدني معاها....
صمت للحظه و اكمل بانكسار : و انا مش عايز اروح معاها يا عمو ...متخليهاش تاخدني ...انا بقيت اخاف منها بعد ما شوفتها و هي بتحط حاجه لطنط دهب زي ما قولتلك ....وقتها عرفت انها كانت بتكدب عليا و هي الي بتازيكم مش العكس ...بكي ...طفلا اكتشف حقاره امه فلم يتحكم في دموعه و بكي بقهر
و لكن حضن ابيه الروحي الذي رباه كان دوما ملازه الوحيد ليشعر بالامان الذي حرم منه طوال سنواته الثماني ...لم يجده لا في اب ...و لا في ام
ضمه بقوه و قال : ابن جواد ميخافش من حد ابداااا...انا معاك و عمري ما هسمح لحد ياذيك حتي لو كانت امك ...فاهم ....ابعده قليلا و اكمل : مش انت بتثق فيا
محمود بتاكيد : جدااا يا عمو
جواد : و انا بثق فيك و بعتبرك راجل بدليل ان بعد ما اتكلمنا و انت حكتلي عالي شوفته انا خليتك تحمي بنتي صح....و كمان مقولتش لاي حد علي السر ده ...يبقي انا بعتبرك راجل ...و مفيش راجل بيخاف
اسمعني كويس يا ابن قلبي ...في ناس بتتولد يتيمه و في ناس اهلها بيبقو وحشين ..ده مش سبب ابدا انك تطلع وحش زيهم ...او تطلع صايع عشان يتيم...الانسان الي بيعمل نفسه يا حبيبي ...لو انت من جواك عايز تبقي كويس لو عايش في وسط مجرمين مش هتبقي زيهم ...و لا عايز تطلع وحش لو عايش في جامع هتبقي وحش بردو
انت ربنا اختار باباك الله يرحمه ...مامتك جواها مش حلو او بتكره الناس ...بس قصاد ده عندك انا الي اعتبرتك ابني و صاحبي من يوم ما اتولدت ...جدك و ستك الي بيموتو فيك و استحملو الي امك بتعملو عشان خاطرك....يبقي انت تبص لكل الناس الي بتحبك و انت بتحبهم و تطلع زيهم ...عارف انه صعب شويه عشان مهما كان دي امك ...بس كل ما تكبر هتلاقي نفسك بتميل للصالح عشان انت جواك كويس و اصلك طيب
شرد بعيدا و اكمل وهو بداخله نيه لتأهيله لما هو قادم : انت هتكبر معايا و فحضني ....حضن ابوك الي رباك و عايزك تبقي صاحبه و سنده لما يكبر ...الي عايزك تبقي اخو عيالي بامر الله و تعلمهم الي علمتهولك و تبقي راجلهم ...توعدني ان مهما حصل هتفضل ابني الي ربيته و وثقت فيه ...و انك مش هتخلي حاجه تاثر عليك مهما كانت
ارتمي الطفل داخل صدر عمه و قال برجوله تعلمها منه : اوعدك ...اوعدك يا عمو و هبقي راجل و مش هخلف وعدي ابدا
ضمه جواد بقوه حانيه و قال : بابا ...قولي بابا يا حبيبي ...لو حاسسها من جواك قولها
ابتسم الطفل بفرحه عارمه و ضمه اكثر وهو يقول : بابا ..كان نفسي اقولهالك من زمان بس كنت مكسوف ...انت احلي بابا فالدنيا....ربنا يخليك ليا ....يا بابا
مرت سياره فخمه داخل احدي الحارات الشعبيه و التي اعتاد ساكنيها علي رؤيتها كل فتره ....فمن لا يعرف فاطمه....ابنت تلك المراه الطيبه و التي لا تشبهها نهائيا ...في ليله و ضحاها تفاجؤ بزواجها من فريد التهامي ...ذلك الثري الذي انتشلها من بين انياب الفقر ....برغم رفض امها الا انها اصرت علي ذلك و تزوجته رغما عنها
فتح لها السائق الباب كما اعتاد و هبطت بكل غرور من السياره الفارهه و بداخلها تشعر بانتشاء حينما رأت نظرات الانبهار داخل عيون الماره ....كما يحدث دائما في كل مره تاتي لذياره امها ....برغم ان الاخيره لا تريدها الا انها لها غرضا من ذلك
وصلت الي سطح البنايه المتهالكه بانفاث لاهثه و هي تشعر بالضجر من تلك الحقاره المحيطه بها ...فقد اعتادت علي حياه الرفاهيه و نسيت انها ولدت و عاشت هنا
فاطمه : ازيك ياما لسه بردو قاعده جنب عشه الفراخ عشان تلمي البيض و تبعيه ...انتي ليه مصممه تصغريني قصاد الناس هااااا...عيزاهم يقولو اني جاحده ...عايشه في العز و سايبه اهلي مش لاقيين ياكلو.....طب انا و مش راضيه تاخدي مني حاجه ..طب شيكا ابنك ليه رافضه انه يصرف عليكي و يريحك مالقرف الي انتي فيه ده
نظرت لها الام و التي تدعي سهير بقهر و قالت : انا مبدخلش جوفي لقمه حرام ....و اذا كانت الحيه الي ربنا ينتقم منها سحبتك انتي و ابوكي و اخوكي لسكتها ....انا عمري ما هكون معاكم ابدااا سامعه....و لو مستعريه مني تقدري متجيش هنا تاني و اعتبري ان امك ماتت زي ابوكي ما مات في السجن
تاففت فاطمه بنزق و قالت : كل مره نفس الاسطوانه ااايه مبتزهقيش .....خالتي توحيده الي بتقولي عليها حيه و مش طيقاها هي السبب في جوازه السعد و الهنا الي اتجوزتها ...و هي السبب بردو ان ابنك يفتح ورشه لحاله بدل مرمطو عند الي يسوي و الي ميسواش....انما ابويا الي مات فالسجن هي ملهاش صالح بيه هو الي مشي فالشمال احنا مالنا
وقفت سهير و قالت بغضب : انتي لسه فكراني هبله و هصدق ...ابوكي كان شغال صنايعي و بياكلنا بالحلال ...اول ما دخلت علينا دخلتها السوده سحبتو للسكه الي بيروح فيها مبيرجعش ...حتي لما اتمسك معترفش عليها ليه معرفش ...و مات فجأه ازاي بردو معرفش
منها لله ضيعت جوزي و عيالي ..زي ما ابوها ضبع امي زمان
فاطمه بتافف : خلصنا بقي من ام الاسطوانه المشروخه دي ....الواد شيكا فين عيزاه ضروري و تليفونه مقفول من الصبح
سهير ؛ معرفش و مش عايزه اعرف ...ربنا يصلحلكم حالكم ده الي اقدر عليه....اعقبت قولها بالاتجاه ناحيه الغرفه البسيطه التي تسكن فيها ...لحقتها تلك العقربه و هي كلها عزم علي ان تجعلها ترضخ لها كما طلبت منها خالتها
جلست جانبها علي احدي الارائك المتهالكه و قالت : ياما...ياما يا حببتي انا صعبان عليا الشقي و الذل الي انتي فيه...انا مبيجليش نوم و الله و انا حاسه انك نايمه علي مرتبه تقطم الضهر و انا متنعمه فوق ريش نعام ...باكل احلي اكل و امي حببتي بتاكل طقه و تجوع باقي اليوم لو الفراخ مبضتش....طب بذمتك ينفع
لو مكاني هترضيها
سهير بقوه : لو بالحلال كنت جيت و قعدت معاكي يا بت بطني انما ابلع اللوقمه ازاي و انا عارفه انها من مال حرام...شردت بعيدا ثم اكملت بحزن عميق : امي زمان مشت فالحرام و داقت مراره و اتبهدلت ...و انا مش هعيد الزمن تاني يا بنتي ...الحرام اخرتو وحشه. و انا خايفه عليكي انتي و اخوكي....ربنا رزقك براجل زي الفل و محترم ليه متحافظيش عليه و تمشي تحت طوعو ....و تسيبك من سكت خالتك ...انتي مش محتاجه حاجه و اهل جوزك مقتدرين و ربنا كارمهم من وسع ...انا لحد دلوقت مش قادره اصدق ان المرحوم ده ابنهم
انتفضت فاطمه من مجلسها و قالت بصراخ غاضب : مش هرجع يامااااا سامعه مش هرجع ....لحد ما يكون معايه الي يعيشني ملكه بقيت عمري من غير ما احتاج لحد
مش هبقي زيك ...ارضي بواحد اكبر مني ياكلني يوم و يوم لا ...و لا. زي امك الي ابوكي ضحك عليها و خد شرفها و فالاخر رماها ...لما لقت نفسها حامل باست رجلو عشان يسترها و بردو مرضاش...طفشت و سابت البلد و هي حامل فيكي ....اتلطمت و جاعت و نامت فالشارع لحد ما واحد ابن حلال عطف عليها ....عرف حكايتها و عشان هو راجل كبير و مبيخلفش اتجوزها و كتبك باسمه لما ابوكي رفض يعترف بيكي ....عشتو عيشه الفقر و الجوع انتي و امك حتي لما كبرتي و اتجوزتي بردو اختارتي واحد من توبك....كنتي عيزاني افضل مكمله فالقرف ده ...هاااااا ....ردي عليا
سهير بغضب اقوي : طب و لو ابويا الحقيقي مكنش ضميرو صحي قبل ما يموت و قال لتوحيده عالي حصل زمان ...لو مكنش جابها لحد هنا عشان تقنعني اسامحو و اننا نبقي اخوات ...لو مكنتش ظهرت في حياتنا كنتي هتعملي ايه ...كنتي هتبيعي لحمك للي يدفع
فاطمه بتصميم : اهي ظهرت و طلعتنا من الفقر الي احنا فيه ...و هي الي اقنعت فريد بيا ..و هي بردو صاحبه فكره ان اهددهم بالولد عشان يجوزوني واحد من اخواته بعد ما مات....يعني هي السبب فكووووول الي وصلتلو و الي لو الدنيا اتهدت مش هرجع عنو......سااااااامعه
ماذا سيحدث يا تري
سنري
متنساش ان الروايه موجوده في قناه التليجرام
والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب
(اضغط هنا)
يمكنك للانضمام لقناه التليجرام
1/ ( اضغط هنا)
و للانضمام علي جروب الفيس بوك
1/ ( انضمام )
👆👆👆👆
📚 لقراءه الفصل الثاني من هنا ♡♡♡
✍️ لقراءه رواية االاعمي كامل اضغط هنا👇
انتظرووووووووووني
بقلمي. / فريده الحلواني