خطايا داخل الجنه الفصل التاسع عشر بقلم الكاتبه فريده الحلواني
خطايا داخل الجنه الفصل التاسع عشر بقلم الكاتبه فريده الحلواني
خطايا داخل الجنه الجزء الثاني من روايه الاربعيني
الفصل التاسع عشر
فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
خدي حقك من أي حد اوعي تتنازلي عنه
لو تتنازلي مره ...هتجر وراها مره وري مره لحد ما يبقي التنازل ده حق مكتسب و فرض عليكي
و لما يضيع حقك مش هيقولولك شكرا لااااا....هيقولولك محدش طلب منك تعملي كده
اتعاملي بجدعنه و طيبه بس مش علي حساب نفسك ...محدش هيحبك اكتر من نفسه
يبقي انتي كمان حبيها و اديها حقها اولا و بعدها ابقي اعملي أي حاجه بقي
انا بحبك
صدمه احتلت كيانه بعدما سمع همسها بتلك الكلمات الغامضة ...زوي بين حاجبيه و قال بحنو : انتي اسمك ضي....مين الي جولك تاني يا حببتي اتكلمي
نظرت له برعب ثم وضعت اصبعها السبابة أمام ثغرها و قالت بهمس : شششش...
متقولش اسمي ...هيسمعوك ...دمعت عيناها و هي تكمل برعب : هيخدوني تاني ...انا مش عايزه اروح هناك ...هي مشتني...مش عايزه ارجع
تعالت شهقاتها و ارتعش جسدها بشده مما جعلها يحملها سريعا و يضمها بحنو كي يبث لها الأمان
تشبثت به بقوه و هي تقول برعب من بين شهقاتها المرتفعة : متخلهومش ياخدوني...انا خايفه ...مش هنزل تحت تاني ...عشان خاطري
أعتصر قلبه الما علي تلك الطفلة التي من الواضح أنها عانت الكثير و لكن عقله أخبره أن خلفها قصه وجب عليه معرفتها
ضمها بقوه و قال بعد أن قام من مجلسه ليتجه بها نحو غرفته : متخافيش ...مش هسيبك ...انتي معايا في أمان ..اطمني
البسمة لم تفارق وجهها منذ أن تقابلا ...بل أيضا بسبب مهاتفته الدائمة لها ...خافت أن تزرع الامل بداخلها ...لكن قلبها العاشق له كان يخبرها أن دائما....هناك أمل و القلب لا يكذب أبدا
لم يخبرها أنه تقرب من لميس بناء علي طلب من شريف ...رجولته تأبي أن يفشي سر اخيه الروحي
كل ما اخبرها به أنه أخطأ اختياره و ندم عليه ...بل يحمد الله انه لم يصل معها الي مرحله التعلق الشديد ...و أيضا أفعالها معه لم تترك ذكري حلوه يذكرها بها في يوم من الأيام
ردت عليه بغيظ مازح : نوووح...انت بقيت تجوع كتير ليه ...طب و انا في الشركه يا بتستغل شريف و تخليني استأذن بدري يا اما بتستني لما اخلص شغل
انما دلوقت الساعة واحده بالليل و انا حاليا في البيت هاكل معاك ازاي ...
ابتسم بحب لم ينكره أبدا بل تركه يتوغل داخله بمنتهي الرضي
قال بصوت أجش : يمكن بتوحشيني يا ستي حلو كده ...لازم الاحراج يعني
فتحت فاها من هول الصدمة...من الذي يعترف باشتياقه إليها...هل يقصد المعني الحرفي للكلمة ام انه مجرد مزاح
اهدي صوفيا ...ليس أكثر من مزحه لا تهولي الأمر
ذلك ما أمرها عقلها أن تفكر فيه و لكن أطاح به هو حينما قال بجديه حانيه : هو انتي بتضايقي اننا بنتقابل كتير ...صوفيا انا فعلا مشدودلك
اتعودت علي وجودك في حياتي و حابب وجودك ده انتي انسانه جميله من بره و من جوه ....عاقله و ذكيه تخطفي أي حد و تجبريه علي احترامك و التفكير فيكي
تنهد بحيره ثم اكمل : ينفع نجرب نفسنا مع بعض
ردت عليه بتعقل رغم خفقان قلبها الشديد : القلوب مش حقل تجارب يا نوح ...القلوب بتتوالف علي بعضها من غير تجربه
رد عليها بأمل رغم وقاحته : يبقي كده فل ...انا قلبي ولف عليكي ..كنت عايز ابقي جنتل مان و كده و اديكي فرصه تقربي مني
فا بما أن احنا مش حقل تجارب يبقي هبعت امي تطلبك بكره ...حلو كده يا مسكره
شهقت بصدمه ...قلبها اصبح يرتجف
بل ظهر ارتجافه بوضوح علي نبرتها المرتعشة و هي تقول : نوح...متبقاش مجنون المواضيع دي مافيهاش هزار
رد عليها بجديه : و مين قالك اني بهزر ...ثانيه كده
اعقب قوله بالهتاف علي سندس بصوت عالي جعل الآخري تترجاه أن يصمت
الا انه ظل يصيح : يا ماماااااا...يا سندس تعالي بسرعه
حضرت سريعا و هي تقول بقلق : مالك يابني في حاجه
رد عليها بابتسامه : روحي بكره لطنط دعاء اخطبيلي صوفيا
و صوفيا أغلقت الهاتف في وجهه من شده خجلها و بكائها الشديد ...لا تصدق ان الله من عليها بالحلم الذي تمنته منذ سنين
اما سندس...بعد أن شهقت بعدم تصديق سألته بتوجس : انت بتتكلم جد يا واد انت و لا بتستخف دمك
ضحك برجولة ثم قال : هو الكلام ده في هزار يا ماما
و فقط ...انطلقت الزغاريد من فمها بفرحه عارمه جعلت كل من بالمنزل يتوجه إليهم ليعلم ماذا حدث
أخبرتهم بسعادة طغت علي صوتها
تهللت ايلا و أسيل و ظلا يسفقا
ابتسم سعيد بفرحه و قال : اخيراااا...يا زين ما اخترت يابني مبارك عليك ...بكره هفاتح سالم و أن شاء الله خير
كاد أن يرد عليه الا ان رنين الهاتف منعه من ذلك ...عقد حاجبيه و قال : ده شريف ...خير يا رب
بمجرد أن فتح الهاتف وجد الآخر يقول بجمود : نوح ...بلغ عمي أن ماجد في المستشفى
سأله بفزع : ليه ماله ...ايه الي حصل
جز علي أسنانه كمدا و هو يقول بغضب مكتوم : لميس اتصلت بيا عشان اطلب الإسعاف....البيه اخد حبايتين فياجرا شكله مستحملهمش عملوله هبوط ...بس لحقناه
زم نوح شفتيه بغل ثم قال : انت فين ...انا جايلك حالا
أغلق معه بعد أن أخبره بالعنوان
نظر لأبيه بهم ثم قص عليه ما سمعه
اتجهوا معا كي يذهبوا إليه فسألت سندس بوجل : رانيا فين ...هي مش معاهم
رد عليها نوح بحنو : اطمني يا ماما اول ما اوصل المستشفي هشوف الدنيا و اتصل بيكي
يجلس مبتسما ببلاهة ...يدخن بهدوء جعل أحمد و فؤاد ينظران إليه باستغراب
سأله الأخير بحظر : مالك ياض ...قاعد سهتان علي نفسك ليه ...انت كلمت بت الزوات و لا ايه
نظر له عمار بعيون لامعه ثم قال : لا ...كلمت أبوها
أنتفض احمد من مجلسه و قال : و حيات ابوك ده حصل ...طب انطق عملت معاه ايه و هو سكتلك و لا رفض
ضحك عمار بفرحه ثم قص عليهم كل ما حدث و اكمل : هو قالي كده من هنا و انا قلبت قرد من هنا ...محستش بنفسي غير و انا بتشقلب لحد ما قعدتله فوق المكتب
هو يسب و يلعن في الي خلفوني و انا راسي و الف جزمه ما هامشي غير لما يرسيني علي بر ....طبعا اتصل بابوك و متوصاش لا هو و لا عم سالم في المدح فينا كلنا
و فالأخر عم سعيد هو الي مشاني بالعافية و وشوشني في الخباثة انه هيقنعه بس اديلو فرصه يستوعب الموقف
ضحكوا ثلاثتهم بقوه و قال فؤاد بوقاحه : ماهو عندو حق ...طور زيك جاي ياخد الحيلة هيعمل ايه
كاد أن يرد عليه الا انه صمت حينما اقتحم ربيع الغرفة و هو يقول بغل : أنا الي هعمل يا ولاد الكلب
وقف الثلاثة احتراما لأبيهم
قال أحمد بمهادنه : مالك يا حج بس احنا عملنا حاجه
صاح بهم بغضب جعل كل من بالخارج يأتون مهرولين: عملكم اسود علي دماغ الي جابوكم
هو انا عشان عاملتكم علي أنكم رجاله خلاص مبقاش ليكم كبير ...كل واحد طايح مع حاله و مطلع عين الي خلفوني
سأله فؤاد ببرود : في ايه يابا ماحنا زي الفل اهو مين زعلك بس و انا اطلعلك ميتين امه
نظر له بغل ثم قال : انت بالذات تحط جزمه في بوقك و تخرص خالص...انا سبتكم براحتكم عالاخر بس جه الوقت الي اعيد تربيتكم من جديد
تدخل رجب بوجل : في ايه يا حج ...فهمنا طيب الي حصل
صاح بغضب لأول مره يروه عليه : كل واحد ماشي بدماغه ...مفكرين انهم كبروا و ملهومش حاكم
المعلم أحمد...خاطب من أربع سنين تقدر تقولي مدخلش ليه لحد دلوقت مع أن البت خلصت علامها
نظرت اميره لأحمد بحزن و ندم بعدما سمعت لوم حبيبها علي شيء لا يد له فيه ...قابلها بنظره عاشقه مفادها ...لا تكترثي انا اعشقك و فقط
اكمل ربيع بغل : و البيه الصغير الي كان هيموت و يطلع ظابط ...كل يوم و التاني مصيبه في شغله و آخر المتمة رايح للوزير يربعله فوق مكتبه
نظر لفؤاد بغضب جم ثم اكمل : و الباشا الكبير ...او خبتي الكبيرة
مبقتش فاهمله حاجه ...يكتب عالبت و يقول مش عايزها ...يروح يخطب غيرها و بعدها يخرب الفرح و يهد القاعة علي دماغ الكل عشان بس فكرت ترقص و يا ريتها هزت وسطها
بمنتهي الهمجية قاطع ابيه بغيره حارقه : عشان كنت دبحتها قدام الكل ...قال تهز وسطها قال
جز ربيع علي أسنانه كمدا ثم قال بأمر لن يقبل النقاش : أنا سبتكم لدماغكم الوسخة ياما ...من دلوقت همشيكو بدماغي
أشار الي عمار اولا ثم قال : انت يابن الكلب انت ...تتعدل في شغلك و متقربش من سالم لحد مالبت تخلص الثانوية...غير كده مش هتشم ضوفرها.....نظر للإخوان الآخران ثم
أشار عليهما و هو يكمل بقوه : انتو الاتنين ...فرحكم آخر الشهر
تهللت وجه أحمد بفرحه بينما تجهم وجه الآخر و قال بغضب : جوز أحمد براحتك انما انا لا ...
نظرت له جنه بحزن و عتاب بينما قال ابيه بغضب جحيمي : عليا الطلاق بالتلاته لو ماهتتجوز مع اخوك آخر الشهر لتكون مطلقها دلوقتي و هجوزها غيرك بردوه آخر الشهر حتي لو غصب عنها ...ده آخر كلام عندي ...و فقط انطلق للخارج و هو يسب و يلعن فيهم
لحق به الجميع بينما ألقت تلك الصغيرة نظره علي ذلك الذي ينفث دخان و تركته لتصعد الي الأعلى بقلب مثقل بالهموم
وقف سعيد و ولده مع شريف و يوسف أمام غرفه العناية المركزة القابع داخلها ماجد
و علي أحد المقاعد تجلس لميس تعبث في هاتفها بلا مبالاة
سأله سعيد باستغراب : رانيا فين ...ازاي متجيش معاه
شريف : مش عارف انا اصلا نسيت اسال عليها
هتف يوسف علي اخته و حينما نظرت إليه قال : امك فين
ردت عليه ببرود : فالبيت ...اصل باباك ضربها و اكيد مينفعش تخرج بالشكل ده
نظر لها بصدمه ...هل لا تعتبر ماجد ابيها...منذ متي يغضب ماجد لهذه الدرجة
و كيف ضربها و في نفس الوقت سبب وجوده هنا ذاك المنشط الجنسي الذي لم يتحمله قلبه نظرا لكبر سنه
كل تلك الأسئلة لن يجدو أي اجابه لها فقرروا الانتظار حتي يفيق ذلك الغائب عن الوعي و يجيب هو علي كل ذلك
اما تلك الحرباء الصغيرة ...كانت تحادث امها عبر تطبيق الواتساب و قصت عليها كل ما حدث
ارسلت لها بأمر : خليكي مركزه معاهم ...اي كلمه يقولوها ابعتيلي علي طول
ردت عليها باخري : حاضر يا مامي ...يا ريت تستغلي الي حصل ده عشان نتمم خطوبتي بتميم...البيه عملي بلوك في كل حته من يوم الي حصل
ردت عليها بثقه : سيبك منه ...سالم ادام وعدني يبقي هينفذ حتي لو هيجبره
كل الي عليكي دلوقت تتصلي بسمر و تقوللها زي ما هقولك بالظبط...تمام
لم ينم تلك الليلة ...ظل عقله يعمل كالمرجل بعد ما حدث مع تلك الصغيرة التي كان يظنها خرساء
يجب أن يحل لغزها خاصا بعد ما قالته
في الصباح الباكر ...تركها تنعم بنوم هادئ بعد أن بكت كثيرا
ذهب الي مكتبه و استدعي ضابطين يثق فيهما كثيرا
اجتمع معهم و قال بجديه : محمد ...هاتلي مدبولي من الحبس
عماد : عايزك تفرغلي كل الكاميرات الي في المنطقة الي البت اتخطفت منها
رد عليه عماد بعد أن ذهب محمد بإحضار مدبولي الذي كان يخطف الأطفال: ازاي يا عدي ...المنطقة كبيره و الموضوع بقاله شهور ممكن ...لا ده اكيد في كاميرات مش هتكون مسجله الفترة دي
رد عليه بتصميم : هو قال انه كان بيخطف في المعادي ..دي منطقته هنشوف خطف البنت من أي مكان فيها ...نشوف الكاميرات الي محتفظة بالتسجيلات كل الفترة دي و نتابع البنت جت من انهي شارع ...نفضل نتابع لحد ما نمسك طرف الخيط
زم شفتيه بحيره ثم قال : بس الموضوع ده هياخد وقت كبير يا عدي و يا عالم هنقدر نوصل او لا
رد عليه بتصميم: أن شاء الله هنوصل...لازم نوصل البت دي وراها حكاية كبيره ....و وري الحكاية مصيبه كبيره لازم نعرفها في اقصي سرعه
مر اسبوعا لم يحدث فيه اي جديد ....بدأت عائله ربيع التجهيز لحفل زفاف الإخوان
أميره و احمد كانوا سعداء للغاية ...يذهبون كل يوم لشراء ما يلزمهم كي يجهزوا شقتهم
أما الجنة ...التزمت غرفتها و رفضت التحدث مع أي شخص حتي خالتها التي حاولت إخراجها من صمتها ...فشلت فشل زريع
و ذلك القاسي ...ابتعد هو الآخر عن المنزل قدر الإمكان حتي لا بتقابل معها و يضعف من جديد
مازال يرفض إتمام الزواج حتي لا يظلمها معه
كان يريد أن يعلم اولا اذا كان في أمل لعلاجه ام لا ...و لكن ابيه وضعه أمام الأمر الواقع
يعلم تمام العلم أن ابيه سينفذ قسمه و هذا مالا يقوي عليه...ان يراها مع شخص آخر
و في احدي الليالي ...عاد متأخرا كعادته كي لا يحتك بأحدهم
دلف تلك الشقة التي يصمم فيها بعض الموديلات
اخرج قماش ابيض قد قام بقصه منذ عده ايام
ناس عليه بحنو ثم رفعه تجاه ثغره ...قبله و قال بعشق : هتبقي احلي عروسه ...محدش لبس زيه قبلك و لا حد هيلبس زيه بعدك يا جنتي و ...ناري
تركه سريعا بعدما سمع طرقا خفيف فوق الباب
خفق قلبه بشده و شعر بالخوف ...لا يريد أن يراها ...سينهار أمامها
يجب أن يبتعد قدر الإمكان حتي يستطع تمالك قلبه من جديد كما كان يفعل في السابق
تنهد بهم ثم رسم الجمود علي ملامحه بعدما سمع الباب يطرق مره اخري
اتجه نحو و قام بفتحه و هو علي اتم استعداد أن يجرحها...لكنه تصنم مكانه حينما رأي أمامه.......
دلفت اليها و علي وجهها ابتسامه حنونه ...أرادت الاطمئنان عليها كما طلب منها ولدها الغالي
فقد ظل عدي يتصل بأمه طوال اليوم كي تطمأن علي تلك الصغيرة الغامضة دون أن يخبرها بشيء
اندحرت الابتسامة علي ثغرها ...برقت عيناها برعب حينما اقترب من الفراش
وجدت الصغيرة فاقده الوعي و علي جسدها .....
ماذا سيحدث يا تري
سنري
أنتظرووووني
بقلمي / فريده الحلواني