بوابة القدر الفصل الخامس بقلم بسنت محمد عمر
بوابة القدر الفصل الخامس بقلم بسنت محمد عمر
بوابة القدر
الفصل الخامس
بقلم بسنت محمد عمر
دخلت سيدال الحمام فى بيت نوح كانت مستغربة كل التفاصيل الموجودة فيه ومش عارفه تتعامل مع أى شيء .
سيدال : نوسة ... ممكن تيجي ثوانى .
نوسة : خير .
سيدال : أنا مش لاقيه ماية .
نوسة : أزاى ؟ (فتحت حنفية الحوض بتلقائية ) الماية موجوده أهيه .
سيدال : أ .. أنتى فتحتيها أزاى ؟
نوسة (بإستغراب): ضغط على الزرار ده تنزل مايه باردة وهنا سخنه ... أنتى مش عارفه ولا ايه ؟
سيدال : طيب أنا ... أنا ... كنت عايزة أعمل أأا ... ومش لاقيه المكان .
نوسة فتحت بؤها بأستغراب من كلام سيدال وفضلت باصه ليها ثوانى.
نوسة : معلش يا حبيبتى هو أنتى منين ؟
سيدال : من قرية (.....) .
نوسة : دى قريبة من هنا ؟ أكيد لا مش قريبة ... (قربت من كرسي الحمام وفتحته) ... تقدرى تعملى هنا ومكان الماية أهو ... أنا هستناكى بره مش هبعد علشان لو احتاجتى حاجة .
سيدال : شكراً .
نوسة : العفو .
خرجت نوسة من الحمام وعلامات أستفهام وتعجب كتير مسيطرة على تفكيرها ... وبمجرد ما لمحت نوح .
نوسه (بهمس) : ولا خد هنا يا ولا .
نوح (بنفس الهمس) : نعم .
نوسه : جايبها منين دى ؟ دى مش عارفه الحمام.
نوح : أنا مش مستغرب وعايز أفهم أنا كمان مين دى .
نوسه : لأ أحنا نقعد معاها ونشوف دى كانت فين وايه حكايتها .
نوح : دا اللى هيتعمل إن شاء الله.
أثناء الحوار بين الأتنين أتفتح باب الحمام فجأة ف ألتفت الأتنين للباب واترسمت الصدمة على ملامح التلاتة .
أنفتح الباب ووقفت قصادهم سيدال بفستان نوسة لكن من غير حجاب ... كان وشها متبهدل من أثر الرمل فى البحر وملامحها مش واضحة لكن بعد الدش ... بانت بشرتها البيضا البريئة الخالية من أى مساحيق تجميل وشعرها الأسود المموج الطويل الواصل لقرب ركبتها ... كانت أشبه بحورية بحر ... ناهيك عن لون عيونها العسلي الفاتح القريبة من الأخضر ... لثوانى حس نوح بوقف تدفق الدم فى شراينه ... وسؤال واحد اللى فكر فيه فى الوقت ده ... مين دى ؟
أما نوسة فرددت بهمس مكملة نفس طريقتها أثناء حوارها مع نوح .
نوسه : رابنزل ....
وقفت سيدال ثوانى تستوعب وجود نوح بعدها دخلت تانى بسرعة وقفلت الباب فى وشهم ... فأتحرك نوح تلقائياً يبعد عن المكان .
نوسة : أخرجى يا سيدال هو مشي خلاص .
سيدال (بحرج) : أنا كنت هسألك عن حجاب لشعرى .
نوسه : طرحة يعنى ... ثوانى وتكون عندك ...(بعد ما أخدت الطرحة منها ) ... أنتى طلعتى قمر يا سيدال ... شعرك لو أصفر هتبقي شبه رابنزل .
سيدال : مين رابنزل ؟
نوسه : دا حوار هفهمهولك بعدين إن شاء الله... تعالى يلا نتغدى .
خرجت سيدال مع نوسه لمكان السفرة اللى جهزتها أم نوسة ... كانت محرجة أضعاف الأول بعد موقف نوح ... وبمجرد ما شافته قاعد فضلت باصه فى الأرض وبعدها اتجمعوا بهدوء على السفرة .
أتغدوا الكل فى جو متوتر وهادى جداً ماعدا مناوشات سيف ونوسة اللى مش بتخلص .
بعد الغدا قعدوا مع بعض فى الجنينة .
نوح : ها يا سيدال عايزين أسم قريتك علشان نعرف نوصلك لأهلك .
سيف : أنا هجيب اللاب علشان نسرش عليها على جوجل .
بعدها بدقايق ....
سيف : الإسم إيه يا ست الكل ؟
سيدال بصت للاب بإستغراب لكن كل الغرابة اللى حواليها بالنسبالها بدأت تتعود عليها .
سيدال : أسمها قرية (....) .
نوح : متعرفيش تبع مركز إيه أو محافظة إيه ؟
سيدال: لأ ... عندنا كل قرية مستقلة بذاتها وكل مجموعة قرى تبع أقليم معين لكن الحكم فى الأخر للوالى ... وده مكانه فى العاصمة المحروسة .
بص الكل لبعض ومش فاهمين أى حاجة .
نوسة : طيب يا سيدال ممكن تحكى أخر حاجة حصلت قبل ما تقابلي نوح .
سيدال هزت راسها بإيجاب وبدأت تحكى كل اللى حصل قبل ما تقابل نوح وقد إيه هو شبه صقر إن لم يكن صقر فعلاً ... نوح، نوسة وسيف كانوا مركزين فى كل تفصيله بتقولها ... بيحاولوا ياخدوا أى معلومة مفيدة من اللى بتحكيه .
سيف : أنا مش فاهم حاجة .
نوسه : ولا أنا .
قضوا باقى الليل متجمعين بيحاولوا يفهموا أى حاجة من اللى حصلت لكن بلا جدوى ... نوسة وسيف أقتنعوا تماماً أن سيدال مش طبيعية أو بتهلوس أما نوح كان فى شيء فى قرارة نفسه بتأكد أن سيدال مش بتكدب وأن وراها لغز كبير ... وعنده إحساس قوى أنه جزء من اللغز ده .
فايزه : يا ولاد الوقت أتأخر وأنا عايزه أنام ... يلا يا نوسة ... وأنتى يا بنتى تعالى معانا أحنا مفيش غيرنا ... وعمك عمران أبو نوسة عنده نوبتجية فى المستشفي ... ف تعالى أقعدى معانا بدل ما تقعدى ما العُزاب كده .
سيف : أنا عزباء .
نوسة : أنت أعزب يا متخلف.
بصت سيدال ل نوح كأنها بتطمن منه هل تروح ولا تفضل .
نوح : طيب روحى معاهم وأنا هجيلك بكرة قبل الشغل إن شاء الله.
سيدال : حاضر .
نوسة : تعالى دا أنا فرحانه كنت ببات لوحدى كل ليلة أكلم نفسي وأزن على الحيوانين دول .
نوح : أحنا حيوانات ... طيب شوفى مين هيعبرك ويرد عليكي لما تزنى بعد كده .
نوسة كشرت وشها وأشارت بإيديها كأن كلامه لا يعنيها .
نوسة : يلا بينا ... سيبك منه .
أتحركت فايزة والبنات يخرجوا من البيت وكان نوح واقف وراهم يطمن أنهم دخلوا بيتهم لأنهم فى نفس الشارع .
قبل ما تدخل سيدال لفت بصت عليه وخرجت السلسلة من تحت الحجاب وفضلت مسكاها ... ساعتها أبتسم نوح يطمنها وأشار بإيده تدخل وراهم .
بعد دخولها رجع قعد فى الجنينة وتفكيره كله منصب على الغريبة اللى مش فاهم عنها أو منها أى شىء ... وياترى أخرتها معاها إيه .
فاق للمرة التانية فى المستشفي بنفس الوضع السابق ... بعد ما فاق بدقايق دخلت عليه دكتورة أمل .
أمل : ها يا بطل أخبارك إيه ؟ أنا طلبت منهم يحقنوك بمهدىء علشان تهدأ والجرح ما يتأثرش بأى تفكير زيادة .
عامر : أنا عايز أخرج على الفور ... عايز أرجع لأهلى .
أمل : تمام ... عرفنى بس رقم أى حد وأنا هكلمهم بنفسي .
عامر : رقم أى حد أزاى هما أترقموا ليه ؟
أمل : أترقموا ؟! أنا أقصد رقم موبايل حد فيهم .
عامر : مش ... مش فاهم .
سكتت أمل دقائق تركز فى ملامحه وقربت منه جهاز كشاف صغير فى عنينه ف أتفزع منها وبعد شويه .
أمل : متخافش ... أنا بكشف بس عليك ... أنا هدخلك تعمل أشعة دلوقت علشان أطمن أن كل شيء تمام ومفيش أى فقد فى الذاكرة أو تلف فى أى جزء .
عامر : يعنى إيه ؟
أمل : متقلقش ... (رنت جرس فى الحيطة ف دخلت الممرضة ) ... نيڤين لو سمحتى عايزاكى تجهزى عامر لرنين بسرعة وأنا هستناكى فى أوضة الأشعة .
نيڤين : تمام يا دكتور .
بدأت نيڤين تجهز عامر للأشعة ... كان رافض أنها تقربله أو أى ممرض يقربله ... بعدها دخل مسعف كبير فى السن بوجه بشوش ومبتسم له .
نيڤين : يا عم عمران ... استاذ عامر رافض يتحرك ودكتورة أمل بتستناه ... ورافض حد يساعده .
عمران : مالك يا بنى ... الناس عايزه تساعدك علشان تخف وتبقي كويس ... أطلعى أنتى يا نيڤين .
نيڤين : حاضر .
عامر (بعد خروج نيڤين وباقى الممرضين ) : أنا مش محتاج مساعده ... أنا عايز بس أرجع لأهلى .
عمران : أنا سمعت عنك وأنك هنا من الفجر ... وكانت حالتك وحشة ومش عارفين أنت مين ولا فاهمين عنك حاجة ... بس صدقنى الكل هنا حابب يساعدك خصوصاً أنهم عارفين أن حد عمل فيك كده .
عامر ساكت وبيسمعه .
عمران : يلا يا بنى هات إيدك علشان تعمل الأشعة علشان نطمن عليك وبعدين تحكيلي حكايتك .
فضل عامر باصص للمسعف بتفكير بعدها مد إيده له علشان يقوم ... بمجرد ما قام حس بدوار شديد وكان هيقع لكن عمران سنده ونادى لممرض يقعده على كرسي متحرك ... وبالفعل أخدوا عامر معاهم الأشعة وكان مستغرب من كل اللى بيشوفه ومش فاهم أى شيء ومش عايز غير أنه يرجع لأهله .
......
سمعت سيدال أذان الفجر ف قامت تلقائياً للصلاة (اللهم أجعلنا من أهل الفجر ) وبعد ما أدت الصلاة فضلت تقرأ وردها وتبكى لله يردها لبيتها وأهلها وتلاقى أخوها عامر ... هى مش فاهمه هما فين أو أى حاجة بتحصل لكن يقينها فى الله مثبتها ... حست بثقل فى السلسلة فقربتها منها وسمعت لها ... كان صوت واحده ست ... ودى كانت تانى مرة تسمع الصوت ده بعد ما قابلت نوح أول مرة ... كانت بتهمس لها برقة بأن ( متخافيش ... مفيش حاجة تقدر تمنع القدر حتى لو كان زمان أو مكان ) ... كانت مش فاهمه حاجة من مضمون الرسالة إللى عايزه توصلها ... فضلت الجملة تتكرر فأخدت السلسلة فى حضنها ونامت .
تانى يوم صحت على صوت نوسة بتصحيها .
نوسة : بت يا سيدال قومى ... نوح بره عايزك بسرعة .
سيدال قامت بسرعة غطت شعرها وجرت ناحية نوح .
سيدال : لاقيت عامر ؟ ... أنا حلمت بيه هو محتاجنى .
نوح : لا لسه والله ... لكن كنت عايزك تيجى معايا القسم نقدم بلاغ علشان لو أهلك دوروا عليكي .
سيدال : طيب ... دى حاجة مهمه لازم تحصل يعنى ؟
نوح : طبعاً ... جهزى نفسك بسرعة ويلا بينا .
سيدال : حاضر .
دخلت سيدال تجهز وقعد نوح مع فايزه .
نوح : عمى عمران مرجعش ؟
فايزة : لا والله ... كان عنده نوبتجية أمبارح وعلى أخر الوقت سافر بحالة للفرع الرئيسي للمستشفى فى القاهرة وبيقول مش هيعرف يرجع دلوقت .
نوح : تمام ... يرجع بسلامة إن شاء الله.
فايزه : يارب .
نوح : خالتى ... أنا عايزك تطمنى من سيدال ومتقلقيش منها وتخلى بالك بس عليها ... أنا عارف أن حكايتها غريبة ومش فاهمين لها حاجة ... لكن معلش واضح عليها بنت ناس ومتدينة .
فايزة : عيب عليك يابنى ... أنا بحس بالناس كويس ... وأنت متقلقش عليها ... أهى قاعده مع نوسه .
نوح : حبيبتى يا فوفو .
خرجت سيدال وكانت لابسة فستان واسع من نوسة وطرحة عليه ... كان كل مره يشوفها يحس أنها أحلى من الأول أو ملامحها كل مرة تبان أوضح من المرة اللى قبلها ... فضل باصص ليها ثوانى وبعدها وقف وطلب منها يخرجوا .
......
خرجوا من القسم بعد ما قدموا بلاغ ... الضابط طلب من نوح يعرضها على دكتور مخ وأعصاب .
سيدال : مش فاهمة يعنى إيه دكتور مخ وأعصاب ؟
نوح : يعنى طبيب يقدر يفهمنا إيه حصل فى دماغك لأن ممكن يكون فى خلل لا قدر الله ولا حاجة.
سيدال : أنت فاكرنى مجنونة ... أنا مش مجنونة ... اللى بقوله حقيقي كله .
نوح : محدش يقدر يقول كده ... متزعليش ... نصبر بس لغاية ما ربنا يدبرها .
سيدال : طيب ... هنعمل إيه دلوقت ؟
نوح : أنا أجازة من الشغل النهاردة ... تيجي نخرج تشوفى الشوارع والبلد وكده .
سيدال (فكرت شويه ) : طيب ... يمكن نقابل عامر .
نوح : يارب .
نوح أخد سيدال لأكتر من مكان وكانت كل مرة تنبهر أكتر من الأول ... وهو كان بيفرح بإنبهارها أكتر من الأول ... كان حاسس أنها طفلة جديدة ... لسه بتتعرف على العالم ... فى جسم أنثى قدرت تخطفه فى ساعات ... كان منبهر بيها وبغموضها ... قد أنبهارها بالعالم بتاعه ... كان بيستنى تشوف شىء مختلف علشان ينبهر بتفاصيلها المنبهرة ... لغاية ما قابلوا غجرية ... كانت قاعدة جنب كافية ... فضلت تنادى عليهم .....
الغجرية : يا غريبة ... يا غريبة ...
نوح: مين اللى غريبة ؟
الغجرية : الحلوة اللى معاك ... غريبة.
سيدال : أنتى تعرفينى.
الغجرية : لا ... ما بعرفك ... لكن أعرف اللى يريحك .
سيدال : إيه اللى يريحنى ؟
الغجرية : أنتى غريبة ... لا الزمان زمانك ولا المكان مكانك ... أجيتى بالغلط من بوابة أتفتحت للحظات ... لزمن غريب ماتعرفيه ... أنسحبتى أنتى و حدا من دمك ... معاكى مرشد على رجبتك لافف ... واللى من دمك مانو بعيد عنك ... لكن نرجع ونقول مافى شي بيحصل بالغلط ... كله مجدر ومكتوب ... ومسير الأيام تجولك أنتى هنا ليه وتبشرك باللى يفرح بالك أنتى وجدرك (قدرك) ...
سيدال : قدرى ؟
الغجرية : إيه ... أرمى بياضك يا مليحه .
فضلوا باصين لبعض دقايق علشان يفهموا اللى الست بتقوله ......