روايه الراهب الفصل الثالث عشر بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه الراهب الفصل الثالث عشر بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه الراهب
الفصل الثالث عشر
فريده الحلواني
الفصل الثالث عشر
$$$$$$$$$$$$
بقلمي / فريده الحلواني
نظرت له بغضب ...نجحت في كتم دموع قلبها الذي ينزف دما
قالت بنبرة خالية من الحياة رغم قوتها : أنا الي بقولك اتجوزها
ااااايه هتخالف شرع ربنا يا شيخ محمد
هتحرم الي ربنا حلله
تطلع لها بصدمة جعلت قلبه يكاد أن يتوقف
سألها ببهوت: انتي الي بتقولي كده
طب ازاي ...هتقدري تشوفيني مع غيرك
عادي كده تستغني عني ...أنا مش قادر اصدق
كتمت وجعها بصعوبة و هي تقول : عادي ...مانت كده كده هتبقى معايا برضوا
متكبرش الموضوع
هنا ....شعر بخنجر مسموم يغرز داخل قلبه العاشق لها
لكن كرامته و كبريائه منعه أن يظهر ذلك
وقف أمامها بشموخ ثم قال بنبرة خرجت من الجحيم: و أنا موافق
بس مبقاش ليكي مكان في حياتي يا بسمله
انتي الي اختارتي و انا مبتقسمش على اتنين
و فقط ...تركها و غادر دون إضافة المزيد و داخله نار لن يطفئها ماء العالم أجمع
بمجرد أن أغلق الباب خلفه بقوة ارتمت فوق فراشها تبكي بقهر
كادت أن تموت من شدة اختناقها بسبب البكاء الشديد
تذكرت ما حدث صباحا بعد أن تركها و غادر إلى عمله
أخبرتها وفية أن الجد يريدها في أمر هام
رغم انقباض قلبها إلا أنها تحركت معها في هدوء ظاهري
جلست بأدب فوق الأريكة إبتسم لها الجد بحنو ثم قال : أني من محارمك يا بتي ...بردك مرايداش ترفعي البيشة جدامي
خجلت بشدة لكن في الأخير رفعتها ببطئ حتى يظهر وجهها البهي أمامه
فردد بإعجاب: بسم الله عليكي يا مليحة حجه يداريكي عن الكل ...كنه مطلعش هين الي عامل فيها شيخ
ضحك مع ابنته بينما هي ابتسمت بهدوء يشوبه الخجل ثم قالت : أؤمرني يا جدو
ظهر الخوف على ملامح وفية بينما قال الجد دون مواربة : بيت وهدان مرايدينش ينهوا التار غير بالنسب
نظرت له برعب فأكمل: ولد الغالي عرض عليهم الديه رفضوا و طلبوا النسب
طلبت بتهم لعزمي ولد رمضان رفض و جال لو مش الراهب يبجى التار كيف ما هو بيناتنا
سالت دموعها بهدوء رغم غليان قلبها من الداخل
و حينما أكمل بنبرة حاده رغم انخفاضها : جوزك رافض و انتي الي لازمن تجنعيه
نظرت له بغضب ثم قالت من بين دموعها المنهمرة : أناااا ...أنا أقنع جوزي إنه يتجوز عليا ...إنه يجيب واحدة تانية تشاركني فيه استحاله ...انت بتقول إيه بس
خلاص لو مفيش حل تاني إحنا هنرجع من مكان ما جينا ...يا ريتنا ما جينا هنا...
انتفض الجد و قال : و تحرميني من ولد الغالي ...عوض ربنا ليا عن ولدي الي مات بعيد عني
فكرك لو هملتوا البلد مهيعرفوش يوصلوله و لا هتعيشوا باجي حياتكم هربانين
عم تتنجلوا من بلد للتانية كل ما يعرفوا طريجكم
و يا عالم هتنجحوا و لا عيارهم هيصيبه
شهقت بفزع و انهمرت دموعها أكثر حينما سمعت ذلك الحديث المرعب
ظل يحاول معها بمساعدة وفية التي حاولت إقناعها بشتى الطرق وأهمهم زرع الرعب داخل قلبها من فقدان حبيبها الغالي
إلى أن وافقت رغما عنها و قبلت أن تضحي في سبيل نجاة من لا تملك غيره في الحياة
أول ما عاد لها فتحت معه الحديث دون أي مقدمات و بين شد و جذب و رفض قاطع من ناحيته اضطرت أن تلقي عليه تلك الكلمات السامة مع تمثيل الجمود حتى تجبره على الموافقة و تضمن سلامته ...فليعينها الله على حريق أحشائها المشتعلة و ألم قلبها الذي لا تستطع تحمله
*****
أما عنه فقد تركها و الغضب يلتهم دواخله
لم يستطع تصديق ما حدث بينهم الآن ...حبيبته تضحي به الأخرى ...و بملئ إرادتها
كان ينوي المحاربة من أجل إنهاء الأمر حتى لا يجرحها و لا يترك أخرى تشاركه بها
من الأساس لا يستطع تخيل حاله مع غيرها فكيف استطاعت هي التنازل عنه
هبط إلى الأسفل وجدهم يجلسون جميعا فقال للجد بنبرة جليدية: جدي ...كلم وهدان جوله جراية فاتحتي على بته بكره ...و فقط انطلق إلى الخارج دون أن يهتم بشهقات النساء المصدومة و الشامتة
انتفضت إيمان و وفاء ليصعدوا إلى من ساعدتهم في تغيير حياتهم إلى الأفضل منذ الأمس
و لحق به أشرف معه عزمي الذي كاد قلبه أن ينخلع من مكانه و هو يفكر أي الفتيات التي ستكون كبش الفداء لذاك التار
يدعوا داخله ألا تكون يمنى
نعم يمنى التي يعشقها منذ سنين في صمت و قد عجز عن اتخاذ خطوة تجاهها بسبب الثأر المزعوم
ظل يعشقها في صمت ...يراقبها من بعيد
إلى أن اختفت فجأة و لم تخرج من بيتها منذ عدة أشهر
كاد يجن ...يريد أن يعرف السبب لكنه عجز عن ذلك
و لم يجد من يخبره بما حدث لها و منعها من إكمال تعليمها الجامعي
فقد كان يحفظ ميعاد عودتها كل عطلة عن ظهر قلب ...يظل في انتظارها أمام محطة القطار ليراها فقط من بعيد دون أن يتجرأ و يقترب منها
و الآن يجلس أمام الراهب و يسأله من هي تلك التي وقع عليها الاختيار
نظر له بغضب ثم قال : معرفش يا عزمي ...أنا عرضت الدية و رفضوا
لما طلبوا النسب جدي قال عليك بس وهدان رفض برضوا و قال يا انا يا مفيش صلح ...محدش فينا سأل عن العروسة و لا شكلها حتى
تنهد بثقل ثم قال : أصلا مش فارق معايا هي مين و لا شكلها إيه
رد عليه أشرف بحيرة: مفيش حداهم غير يمنى بت وهدان الصغيرة الباجيين بنات ولاده و دوله لساتهم اصغار الي في إعدادي و الي لساتها مكملتش الابتدائية
خفق قلب عزمي بشدة و قال بغضب دون أن يدري : يبجى أني أولى ...انت متجوز و الكل خابر انك هتعشج مرتك يبجى ليه تظلم بت الناس وياك
رد عليه بحزن ظاهر لهم بوضوح: و لا هقدر اكون لغيرها يا عزمي ...اسأل أشرف من امبارح و انا رافض لدرجة اني كنت هرجع مكان ما جيت تاني لو لزم الأمر
بس للأسف تقريبا جدك أو وفية كلموا مراتي و خلوها توافق عافية
ما هو الي سمعته منها من شوية ده مش كلامها أبدا و لا يمكن تكون مقتنعة بيه
سأله أشرف بعدم فهم: هي عيرفت ...أكيد جومت الدنيا حريجة خابر الحريم أني و جنانهم
إبتسم بجانب فمه ثم قال : بقولك بتقنعني اوافق يا أشرف ...يبقى قالولها إيه خلاها توصل للحالة دي
نظر له عزمي بقهر ...بكى داخله و لكنه عجز عن إخبارهم بقصته التي عاشها وحده
يعلم أن الراهب مجبور على ذلك الأمر يعلم حقارة وهدان و أنه لن يتنازل عن ابن عبد الحكيم
لم يجد أمامه غير تركهم دون أن يتفوه بحرف ...فإذا تحدث سيسمعون صوته المختنق جراء دموعه التي حبسها بصعوبة
ترك المكان بأكمله حتى يختلي بحاله و يبكي
يبكي عشق سنين ...يبكي فتاة أحلامه...يتخيل احتراقه كلما رآها مع أبن عمه و قد أصبحت محرمة عليه
يخاف أن تخونه عيناه و ينظر لها نظرة لا تجوز أبدا
يا الله أعني على ما هو قادم و ارزقني نعمة النسيان
هكذا ردد داخله و هو يحاول جاهدا أن يكتم دموعه التي تأبى التوقف
*****
إنتشر الخبر و تعالت الزغاريد داخل منزل وهدان بعد الاتصال الذي جائه من جابر الهواري
صعدت عزيزة تهرول تجاه غرفة يمنى و قد اقتحمتها و هي تقول : مبروك يا بت اخوي ...أخيرا الهم راح ينزاح من فوج جلبنا
نظرت لها بعدم فهم ثم قالت : خبر ايه يا عمتي ...إيه الزغاريد دي و هم إيه الي هينزاح
أغلقت الباب و اتجهت لها
قالت بحماس: ولد الهواري اتجدملك يا نن عين عمتك ...زينة الشباب هيبجى جوزك
خابره ديه معناته ايه
شهقت بفزع ثم قالت : يا مري ...جواز ايه و من مين يا حزني انتي مخابراش الي فيها يا عمتي
وكزتها بغيظ ثم قالت : خابره يا واكله ناسك امال أني طايرة من الفرح ليه
أبوكي اتحدت ويا ابن الكلب الي بليتينا بيه و زودلوا الفلوس
رايح يجابله النهاردة لجل ما يجطع الهباب الأسود الي بليتينا بيه
يمنى بخوف : هو المشكلة في الورجة يا عمتي ...هتجوز كيف و أني مش بت بنوت و انتي خابره عوايدنا الكل هيجعد لحدت ما يشوفوا المنديل
ردت عليها بخبث : متخافيش أني عميلت حسابي هاخدك و ندلوا مصر حدا دكتور شاطر في ساعة زمن هتعاودي بت بنوت تاني و لا من شاف و لا من دري
إبتسمت بجانب فمها ثم قالت بسخرية: هو ديه الي مخليكي مطمنة يا عمتي
نظرت لها بعدم فهم فأكملت : العمليات دي مش مضمونة غير انها مش بتخليني بت طوالي
في مدتها يوم واحد و في سبوع على حسب الفلوس الي هتدفع
و الأهم من ديه كلاته إنه لو الراجل بيفهم في الحريم هيعرف إنه دم مغشوش
تجهم وجه عزيزة و شعرت بالخوف لكنها قالت بكبر: ديه شيخ عمره ما جرب من واحده غير مرته هيعرف كيف بس
بطلي رط فاضي و اعملي حالك فرحانة جدام النسوان اوعاكي تبيني حاجه فاهمة
*****
نعود إلى منزل آل الهواري
و الذي كان منقسم إلى قسمين ..أولهم غرفة بسمله التي كانت تحاول تمثيل السكون أمام وفاء و إيمان
حينما صعدوا لها كي يواسوها في مصيبتها
و ثانيهم غرفة بهيه التي تجلس أمام ابنتها بغضب شديد وهي تسمعها تقول بغل: طار مني ياما ...ملحجتش اجرب منيه
بجى جوز لتنين ...أعمل ايه أني دلوك
ضربت على فخذيها و هي تكمل بجنون: جولتلك اتحدتي ويا أشرف اخوي
هو جريب منه كان طلب منيه يتجوزني
مسكك الكبر و شندلتي حالي جولتيلي هدلل عليكي اياك
طب أهي لهفته بت وهدان ارتاحتي اكده
خليني جاعده جارك
ضربتها بقوة ثم قالت : انتي فجرتي يا بت ...خلاص مفيش خشى
عايزة اعرف إيه الي مخليكي ماليه دماغك من ناحيته ديه حتى عمره ما اطلع عليكي
إيه لحجتي تعشجيه يا واكله ناسك
بالطبع لم تقو على مصارحتها بسبب رغبتها به
لكنها ردت كذبا : شكله حلو ياما ...أحلى واحد في رجالة العيلة
غير إني كت رايده أجهر بت الكلب أم خيمة دي واكسر مناخيرها الي حطاها في السما من يوم ما دخلت علينا
ردت عليها بهم : طالع لابوه ...كان زينة شباب النجع و الحريم كلياتها كانت هتموت عليه
مرته كانت مهتجدرش ترفع راسها من التعب الي بيمسك جتتها من كتر جر النسوان عليها عيني عينك
كانت كل يومين تلاته لازمن ستك الله يرحمها ترجيها
ولده طالع حته منيه حتى في مشيخته و دجنه صوح الي خلف مماتش
*****
نظرت إيمان بشفقة تجاه بسمله الذابلة ...رأتها امرأة أخرى غير التي كانت تجالسها بالأمس
بعد أن كانت تشع نوراً و ابتسامتها تسر الناظرين
أصبحت أخرى ذابلة و وجهها يحاكي شحوب الأموات
ربتت على يدها و قالت بمواساة: متجهريش حالك يا خيتي
حجك عليا أني ...ديه سلو بلدنا و مهنجدرش نغيره
هو تلاجيه وافج مغصوب يا نضري
إبتسمت بهم ثم قالت باختناق : مكانش موافق و انا الي أجبرته يا إيمان
شهقت الاثنتان ثم قالت وفاء بعدم تصديق : واااه يا حزني
انتي الي خلتيه يوافج كيف ديه ...و جدرتي تعمليها يا مشندلة
وكزتها إيمان بخفة ثم نهرتها بغيظ : و الله ما حد مشندل غيرك ...بطلي الدبش الي عم يتحدف من خاشمك ديه
ردت عليها بسمله : هي مغلطتش ...بس انا غصب عني
جدو و عمتو كلموني ...مفيش حل غير الجواز
قالولي إني أنانية عشان مش عايزة اضحي عشانه
ما هو لو متجوزش يبقى هيتقتل أو نسيب البلد تاني
جدو قالي مش هسمح لحد يبعد حفيدي الي عوضني عن موت ابني
و كلام كتير مقدرتش اتحمله
بكت بقهر و هي تكمل: حسيت إنهم عندهم حق و لازم أضحي عشان خاطره
بس هو زعل مني ...قالي إني مبقاش ليا مكان في حياته و انا أصلا كل حياتي هو
دانا أموت لو بعد عني لحظة
هو ازاي فاكر إن ده سهل عليا ...دانا كنت بتحرق جوايا و انا بطلب منه يتجوزها ...إزاي محسش بيا و لا أخدني في حضنه
بكت بقهر و هي تكمل : كنت محتاجاه يطمني و الله
ده كل الي كنت محتاجاه مش إنه يبعد عني
أنا بحبه أوي و هموت يوم ما يكون مع غيري ...بس برضوا مقدرش اتحمل إنه يجراله حاجه أو يبعد عن أهله عشاني
أعمل إيه ...حد يقوله إني مش هقدر اعيش من غيره أقسم بالله
بينما كانوا يبكون على بكائها و قهرها الشديد و هي تفيض لهم بما داخلها
كان هو يقف بالخارج يستمع بقلب يتمزق من شدة الألم
فقد حضر منذ قليل كي يبدل ثيابه و لكنه تصنم موضعه حينما كانت تقص عليهم ما فعله الجد معها
طرق الباب بخفة ثم قال بصوت شجي دون أن يفتح احتراما للنساء بالداخل : السلام عليكم و........
$$$$$$$$$$
متنساش ان الروايه موجوده كامله في قناه التليجرام
والواتساب
1- للانضمام لقناه الواتساب
( 👈اضغط هنا👉 )
꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂
2- للانضمام لقناه التويتر
(👈 اضغط هنا👉)
꧁꧁١꧁꧁꧂꧂꧂
3- للانضمام لصفحه البيدج
(👈 اضغط هنا👉)
4-لانضمام لصفحه الكاتبه
(فريدهالحلواني)
👇
« اضغط هنا »
꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂
5- للانضمام لقناه اليوتيوب
(👈 اضغط هنا 👉)
꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂
6- يمكنك للانضمام لقناه التليجرام
( 👈اضغط هنا👉 )
꧁꧂ ꧁꧁꧁꧁꧂꧂
7- ويمكنك للانضمام لصفحه التيك توك
( 👈اضغط هنا 👉)
꧁꧂꧁꧁꧁꧂꧂꧂
8-للانضمام لصفحه الانستجرام
(👈 اضغط هنا 👉)
꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂
و للانضمام علي جروب الفيس بوك
(👈 انضمام 👉)
👆👆👆👆
📚 لقراءه الفصل التاني من هنا ♡♡♡👇👇
( الفصل الرابع عشر )
✍️ لقراءه الراهب كامله 👇
( 👈اضغط هنا👉)