📁 آخر الأخبار

روايه اذوب فيك موتًا الفصل الرابع والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني

 روايه اذوب فيك موتًا الفصل الرابع والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني 

روايه اذوب فيك موتًا الفصل الرابع والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني

روايه اذوب فيك موتًا الفصل الرابع والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني 

روايه اذوب فيك موتًا الجزء الثالث من روايه الاربعيني 

الفصل الرابع والثلاثون 

فريده الحلواني 


صباحك بيضحك يا قلب فريده 


امسكي في حلمك.....عافري عشانه.... لو أمنتي بيه هيتحقق 

هتتعبي شويه.... هتقعي وتقومي 

بس في الاخر هتوصلي.... انا واثقه 

وبحبك 



هل جربت يوما ان تسحب روحك من داخل جسدك رغم انك على قيد الحياه 

هل شعرت يوما ان الهواء قد نفذ من حولك رغم الرياح العاتيه التي تحيط بالمكان 

هل تحملت يوما ذاك الشعور الذي يحتل كيانك بأن قلبك يتمزق من الداخل 

كل هذا كان يشعر به تميم بعد ان علم ان حبيبته ستكون ملكا

 لأخر غدا 

طوال الفتره التي مضت كان يحاول تجاهل الامر وحينما يشتاق لها يتذكر ذلك العناق وتلك القبلات فيتمالك حاله ويقتل لحظه الحنين في مهدها 

لكن اليوم.... الامر كان صعبا للغايه ستكون زوجه لرجل غيره.... لن يتوقف الامر على بضع قبلات او عناقا حار 

بل ستكون كلها ملكا له 

السؤال هنا.... هل ستسلمه قلبها كما تنازلت عن جسدها له 

حقااااا .... احساس مرعب ومميت لم يستطع تحمله لذا اخرج غضبه في تلك الصغيره المسكينه التي وضعها القدر في طريقه حتى ينفث عن ألمه فيها 



لكنه ايضا لام حاله كثيرا واشفق عليها حينما اشتكت منه اليه 

حينما شعر بكم الالم الذي تسبب لها فيه

هو مجروح وهي مذبوحه..... لما لا يقضيان الوقت معا حتى يهونو على بعضهما البعض 

هو يعتذر منها بطريق غير مباشر عما تسبب لها من الم 

وهي تلهيه عن وجعه والتفكير الذي أصبح كالوحش ينهش عقله 


كتب لها بهدوء 

طب ينفع تهدي .....انا شايف ان الموضوع ابسط من كده بكتير

يمكن الشخص ده ميعرفش الي جواكي ليه 

يمكن مقصدش انه يوجعك 

يمكن شاف حاجه غلط و حب ينبهك ليها حتي لو بالوجع



تنهدت بعمق ثم كتبت بثبات تحسد عليه 

ولا عمره هيعرف.... في عيون بتبقى مستخبيه ورا سحابه سودا عشان محدش يقرا اللي جواها 

قبل كده سألتك قلتلك انت حبيت ولا عشت الحب 

انا عايشه الحب يا تميم..... عايشه كل لحظه فيه كل تفصيله 

مش بيهمني وجعي بس بترعب من وجعه 

مش مستنيه يشوف اللي جوايا.... بس بتمنى إن جرحه يخف بسرعه 

مبفكرش حتى أحلم بلحظه معاه.... ورغم كده كل حاجه جوايا بتتمناه.... بتتمنى قربه 

كلامه.... حتى رخامته وقله ذوقه مش بشوفها كده 

بحبها وخلاص وبلتمسله ألف عذر عشان بس قلبي ميزعلش منه

حتى لما وجعني دلوقتي قلتلك انا موجوعه على مقهوره.... من جوايا عارفه إن اللي واجعني وقاهرني اكتر إني مش قادره اواجهه او اقوله حرام عليك كفايه انا قلبي لسه صغير على ده كله 


هو مش ذنبه على فكره ولا ليه اي يد في اللي جوايا ليه هو اصلا ميعرفوش... اصلا ميعرفنيش انا 


سالت دموعها بهدوء ثم اكملت 

هو قلبه وروحه في حته تانيه مع واحده ثانيه انا مقدرش اخد مكانها 

ولا حتى فكرت اخده مش بتاعي وانا متعودتش اخذ حاجه مش بتاعتي حتى لو هموت عليها 

كل اللي بتمناه انه يكون مبسوط ومرتاح في حياته ايا كان مع مين بقى 


سألها باهتمام بعد ان شعر بكيانه يهتز بشده.... أيعقل ان تلك الصغيره داخلها كل تلك المشاعر والعشق الذي ليس له حدود

هو في حد بيحب كده.... في حد بيحب مع نفسه من غير مايحاول يوصل احساسه او يعيش الحب زي ما بتقولي 

ما انا قلتلك يا تميم..... اللي بيعيش الحب بيعيش الحياه والحياه مش دايما ورديه 

الحياه فيها وجع وفيها شقي وفيها حاجات مش بتاعتنا

 منقدرش عليها 


يعني انا واحده فقيره بس بحب الفساتين الغاليه بس برضو مقدرش اشتريها معنى كده اني محبهاش متفرجش على كل جديد 

اكيد لأ بتفرج وبتابع وبتمنى من جوايا في يوم أقدر يكون عندي فستان منهم


كتب بألم ينخر في قلبه

بس اللي بيحب بيتوجع خصوصا لو افترق عن حبيبه.... وبيحس ان الدنيا سوداء ملهاش لون.... بيبقى عايش 

وخلاص على مجرد ذكرى مش بايده حاجه غير كده

ردت عليه بحكمه 

بيتوجع أه وبيعيش على الذكرى لكن مع الوقت بينسى وبيعيش 

لكن اللي بيعيش الحب..... مش عارفه افهمهالك ازاي 

اللي عاشوا مع حبيبه مش بيكون مجرد ذكرى ده بيكون حياه 

حياه تانيه عايشها جواه بكل تفاصيلها ممكن يكون في وسط الناس بيضحك وبيهزر وبياكل وبيشرب بس من جواه عايش في حته تانيه خالص 

ممكن وقتها يكون عايش في حضن حبيبه 

او بيتخانق معاه.... او بيكلموا في موضوع مهم مش هيقدر يقولوا لحد غيره 

او بيهزر وبيضحك وقلبه بيتخطف من صوت ضحكه حبيبه 

كل ده بيكون جواك مع إنك قدام الناس انسان عادي 

لكن اللي حب وافترق وجعه بيبان عليه ومش بيحاول يعدي من مكان كان في مع حبيبه.... الذكريات بتوجعه بس مع 

الايام الوجع هيخف لحد مايروح وتبقى جواه مجرد ذكرى.... مش حياه 


بعد ان قرا تلك الكلمات عده مرات اغلق الهاتف دون ان يرد عليها 

ظل شاردا للامام لبضع لحظات ثم انطلق نحو الاعلى متجها اليها 

بينما كانت تجلس فوق فراشها منتظره رده على ذلك الحديث وجدت الباب يفتح 

في لحظه كانت تلقي الهاتف اسفل الغطاء بتوتر شديد وهي تنظر له بعيون دامعه يملأها الخوف 


تجاهل تلك الحركه لكنه ايضا استغرب كثيرا حينما وجد هاتفها

 الاخر الذي جلبه لها من قبل موضوعا فوق مكتبها 

سأل حاله.... يعني كده معاها تليفون ثاني.. طب جابته منين 

ترك هذا السؤال معلقا داخل عقله وهو يتقدم منها ويقول بصوت دافئ 

انا زهقان ومعنديش شغل انهارده.... تيجي نخرج شويه ولا مش فاضيه 


انتفضت من فوق فراشها ثم نظرت له بصدمه رغم حزنها منه وقالت بعدم فهم 

نخرج فين.... انت فاكرني بنت اختك هتصالحها بالملاهي 

ابتسم بهدوء ثم امسك ثيابها تجاه كتفها وقال بمزاح 

ما انتي لو تبطلي لماضه الدنيا هتبقى فل معانا والله 

هتتهببي تيجي معايا ولا اخرج لوحدي.... العرض قائم لمده دقيقه واحده وانتي الخسرانه 


تطلعت له بغيظ طفولي ثم قالت بكبرياء مفتعل 

أجي معاك.... بس على فكره ده مش معناه ان انا صالحتك او مش زعلانه من الدبش اللي بيطلع منك او حتى عشان يا حرام زعلانه انك زهقان 

انا عايز اخرج عشان اغير جو شويه ممكن نقعد على البحر ناكلنا كوزين دره ولا حاجه وأبقى ارجع لهم الثانويه العامه ربنا ياخدها وتموت عشان الكل يرتاح 



هز راسه بياس من تلك الطفله التي لا يعلم لها ماهيه .... أهي تلك الحكيمه التي كانت تحادثه منذ قليل….. ام تلك الفتاه الشقيه التي تقف امام الان 

أم انها تلك القويه التي تجابه رأسا براس 

خمس دقائق وتكوني جاهزه..... قبل ما الدره تبرد وانا هتصل ببابا اقوله عشان يبقى عارف

فوريره .....دقيقتين بالظبط هنط جوه اي بنطلون و اجيلك 



ضحك برجوله جعلتها تتوه في ملامحه .... تركها وغادر الغرفه وبعد ان اغلق الباب اتصل بأبيه وحينما رد عليه قال بجديه 

بابا .... بعد اذنك هاخد سما ونخرج شويه شكلها مضغوطه من الدروس ومحتاجه تغير جو البنت تقريبا مبتخرجش من البيت وانا فاضي إنهارده بكره معنديش شغل 


علم سالم بما يدور داخل ولده وقد كان حزينا للغايه عليه لكنه مثل المزاح وقال 

ولااااا.....بلاش صياعه البت صغيره و مش قدك

لو وحشتك الصياعه كلم واحده من اللي كنت تعرفهم 

ملكش دعوه بسما خالص سامع يا ابن الشريف ولا اسمعك بطريقتي 

ضحك بصخب ثم قال 

وغلاوتك يا بوب أبدا انا فعلا حاسس ان هيا زهقانه 

وللامانه انا كمان زهقان عندي يومين اجازه فقلت نخرج وخلاص عشان كمان متحسش ان هيا غريبه عننا 

ماااااشي يا ابن سالم بس قولي هتوديها فين وهترجعوا امتى 

مش عارف والله يا بابا انا هركب العربيه وزي ما رجلنا تودينا ممكن نسافر يعني عادي مفيش مشكله 

وماله ياحبيب ابوك وترجعلي بتوأم زي اخوك ولااا انت مشكوك في امرك ياض 


ضحك بقوه وهو يتجه نحو الاسفل ليجلس جنب امه الحبيبه ثم قال 

لا مليش في العيال وهي مش نوعي المفضل الصراحه اطمن زي ماهاخدها زي ماهرجعها 

ماشي بس لو البت رجعت زعلانه هطلع ميتين اهلك 

صمت للحظه ثم اكمل بتعقل وحنان 

انا عارف انك محتاج تكون مع حد انهارده وبكره 

بالذات.... بس عشان خاطري يا ابني البت غلبانه 

وملهاش غيرنا وملهاش ذنب اصلا في اللي انت مريت بيه .... غير جو وحاول تنسى 

تنسى بيها او معاها.... اعتبر نفسك عيل صغير روح الملاهي اجري واتنطط على البحر اعمل اي حاجه تخليك متفكرش في بكره واللي هيحصل فيه 

لو بكره عدي عليك يا تميم بخير يبقى وقتها هتطمن ان كلها شويه وقت ومش هتلاقي حاجه في قلبك ليها 

ربنا يريح بالك يا ابني وميوجعلكش قلب ابدا 



هبطت من فوق الدرج وهي تقفز مثل الاطفال وحينما وصلت امامهم كان يغلق المكالمه مع ابيه وقد وضحت عليه علامات الحزن الذي حاول ان يداريها بصعوبه 

يلا يا ريس انا جاهزه اهو شفت متأخرتش ازاي 

سالتها سمر باهتمام لكنها كانت تنظر بشفقه الى ولدها 

يلا فين يا حبيبتي انتم خارجين.... هتقابله ضي وعدي يعني ولا ايه 

قبل ان ترد عليها كان تميم يقول بجديه 

لا يا حبيبتي..... انا خارج انا وسما نتمشى شويه عشان زهقانين هو فين عدي اصلا 

ردت عليه سمر بحنان 

كان حاجز عند دكتوره عشان يطمن على ضي واللي في بطنها... اخرجو يا حبيبي وانبسطو وخد بالك منها 



وجدت السياره تنطلق في طريق غير الذي كانت تنتظر ان تمر منه 

بعد ان حل الصمت اكثر من نصف ساعه سالته بفضول 

هو احنا رايحين فين.... ده مش طريق البحر ولا طريق 

ملاهي المعموره 


ملاهي المعموره ....هههههههه

هكذا قال باستغراب ثم ضحك واكمل 

إحنا رايحين شرم يا سما رايحين شرم يا ماما اهدي كده ولو عايزه تنامي شويه براحتك قربنا نوصل المطار 

المطاااااار ....ينهار اسود انا هركب طياره 

هكذا صرخت بفزع ثم اكملت بسذاجه 

انا معيش باسبور وبعدين مش المفروض رحلات الطيران دي بتبقى حاجز قبلها بفتره ولا ايه 

ليه محسسني ان هو مطار ابوك وهتروح تلاقي الطياره واقفالك على الباب 


جز علي اسنانه غيظا ثم قال بغل شديد 

مطااااار ابوك ....يا بت لسانك ده هقطعهولك صدقيني انا مش عارف اعمل معاكي ايه انا حاليا عايز اضربك انا اللي غلطان اصلا ان انا عبرتك وخليتك تيجي معايا 

عادت الى الخلف كي تلتصق بالباب وتحمي نفسها من بطشه 

ثم قالت بجراه جعلته يضحك بغلب 

على فكره انت اللي اتحايلت عليا انا مكنتش ناويه اخرج..... انا واحده عندها ثانويه عامه وعايزه تجيب مجموع كبير 

بس قلت يلا يا بت يا سما تعالي على نفسك ساعه ولا اثنين مش هيجرى حاجه يعني 

وبرضو اللي انا عايزه افهمه مش الرحلات دي محتاجه انك تحجزلها وأي حد بيركب طياره بيحتاج باسبور انا معيش اصلا هتعمل ايه بقى ولا هي بلد وسايط 


هز راسه بيأس شديد ثم قال بنفاذ صبر 

الرحلات الداخليه اللي بتبقى بين المحافظات مبتحتاجش باسبور يا سما هي البطاقه الشخصيه بس 

وبالنسبه للحجز عملت كم تليفون ومسافرين في طياره خاصه اي اسئله تانيه سعادتك ولا كده أرضيت فضولك 


هاااااااا....طياره خاصه يابن اللعيبه ....مانت معاك فلوس زي الرز مش عارف تصرفها فين ....الله اكبر يعني انا مش بحسد 

في لحظه كان يسحبها من مقدمه ملابسها دون ان يهتم بصرختها الفزعه ألقى نظره نحو الطريق ثم قال بغيظ شديد وقد اثارت جنونه قبل حتى ان تبدا رحلتهما معا 

اقسم بديني هكسرك يا سما لوماربطتي لسانك وعرفتي إنتي بتقولي ايه قبل ماتفتحي بقك 

ومش فكره فلوس يا غبيه انا ظابط مخابرات يعني بتليفون اقدر اعمل اي حاجه في حدود المعقول 

وبعدين انا مش اخدك ومسافر تركيا ده شرم يا سما شرم يا ماما 

يعني الموضوع ابسط مما تتخيلي انا مش عارف انتي عامله كده ليه 


غامت عيناها بسحابه حزن ظهر جليا على نبرتها التي خرجت منها حزينه دون ان تقصد وهي تقول 

عشان عمري ماخرجت بره الحراره اللي كنت عايشه فيها 

حتى لو باخد دروس بتبقى في المحيط بتاعنا 

ويوم ما اقول يااااااه ده انا الدنيا ضحكتلي انهارده..... كان اخواتي بياخدوني نقعد على البحر ناكل دره ناكل حمص الشام ده كبيرنا 

عشان كده استغربت مش اكتر بقول لنفسي يوم ما تشطحي تنطحي شرم مره واحده وكل اللي اعرفه عنها انها بتاعه

 الأغنيا وبس 


ترك ثيابها ثم قال بصوت حاني 

عادي ياسما مش كل الناس بتروح شرم مش عشان أغنيا او فقراء 

الفكره بس في التعود انتي اتعودتي تتفسحي فين وتروحي ايه 

وبعدين اوقات القعده على البحر واكل الدره اللي انتي بتقولي عليه بيبقى احسن مليون مره ماتقعدي في اوتيل سبع نجوم او تسافري بره عشان تصيفي 

المهم راحه البال والناس اللي معاكي مش في المكان اللي قاعده فيه



وصلوا الى مدينه شرم الشيخ السياحيه في وقت متاخر وبعد ان دلف احدى الفنادق الذي اعتاد ان يقيم فيها هناك 

طلب حجز غرفتان منفصلتان لكن للاسف لا يوجد اماكن الا غرفه واحده تكفي لفردان 

اضطر ان يخبرهم انها زوجته وبمعرفتهم به لم يطلبوا منه ما يثبت ذلك 

كانت تقف بجانبه بهيئه مصدومه لكنها أثرت الصمت حتى ينهي

 الاجراءات وتتحدث معه بعيدا عن الموظفين 



امسك كفها عنوه فارتعشت بشده...... تحرك بها تجاه المصعد وهو يقول بهمس 

بلاش تمشي متخشبه كده.... خليكي طبيعيه ولما نطلع فوقها افهمك كل حاجه 

بعد ان دلفوا الى الجناح الخاص بهم واغلق الباب ظهر الغضب والخوف جليا على ملامحها وهي تقول بصوت مرتعش 

انا سكت بس عشان محرجكش تحت قدامهم..... بس انا لا يمكن اسمح ان انا وانت ننام في اوضه واحده 

انت عارف ان احنا مش متجوزين فمش هينفع اقسم بالله مش هينفع 


رغم شعوره بخوفها الطبيعي الا انه اغتاظ بشده من رفضها

 الاقامه معه فقال بغضب

بلاش تقولي كلام متخلف شبهك.... اولا انتي سمعتي ان الفندق كله مليان مفيش غير الاوضه دي اللي فاضيه كان قدامي حل من الاثنين يا إما نبات في الشارع يا إما نحجزها 

وبعدين إحنا مش متجوزين إزي إنتي هبله يا بت ..... 

ده انتي مش مراتي بس ده انا واصي عليكي كمان 



طفله في ثوب عاشقه .... مهما حاولت مدارات مابداخلها ومثلت الشجاعه والقوه الا ان كلمه....مراتي .... جعلت جسدها يرتعش وجنتاها يتصبغان بالحمره القانيه 

فركت كفيها ثم قالت بخجل شديد 

مقصدش..... بس الفكره اني مش هعرف انام مع حد غريب 

اصلا مش هيجيلي نوم 


رد عليها بهدوء بعد ان رأى حالتها المتخبطه وقد اشفق عليها 

انا عن نفسي مش جايلي نوم انا حجزت الاوضه بس عشان لو عايز اخد دش او لو انتي حابه تريحي شويه 

انا كده كده هنزل شرم اصلا بتبقى تحفه بالليل

لمعه عيناها بحماس ثم قالت 

هو ده الكلام انا مش جايه عشان انام هنزل بقى معاك ونسهر سوا يلا بينا 



مزاحها طوال الليل وصخبها الذي كاد ان يفقده عقله جعل الوقت يمر سريعا فوجدوا السماء قد اشرقت بنور الشمس 

ضحك معها كثيرا واعجب بعقلانيتها اكثر واكثر حينما ناقش معها بعض المواضيع العامه 

لكن داخله ورغم كل هذا كلما مرت الساعات شعر بقلبه يتألم بشده 

انتصف اليوم دون ان يصعدا الى الغرفه..... لن يشعر احدا منهم

 بالنعاس 

والان.... اصبحت الساعه الثالثه عصرا 

في تلك اللحظات تدخل حبيبته معانقه ذراع رجل غيره يتقدمان داخل الكنيسه حتى تتم زواجها..... شعور بالاختناق تملك منه 

لم يجد هواء يتنفسه.... انتفض من فوق المقعد الذي كان يجلس عليه امام البحر وانطلق سريعا دون ان يتفوه بحرف واحد 

كأنه يهرب من وحش يريد التهامه 

لا يعلم إلى اين يتجه ولا كيف يدخل الهواء الى رئتيه 

ايضا لا يريد رؤيه احد..... دون ان يفكر مرتان اتجه نحو الفندق ثم صعد الغرفه واغلق الباب بقوه تنم عن مدى غضب ووجعه 


لم يشعر بالتي لحقت به وقلبها يخفق بشده خوفا عليه 

رغم انها لا تعلم لما تبدل حاله فجاه..... الا انها لم تهتم بسؤال نفسها كثيرا بل هرولت خلفه حتى تكون جانبه في تلك اللحظات الصعبه 

فتحت الباب بهدوء ثم دلفت الى الداخل واغلقته بتمهل 

نظرت له بحزن شديد فوجدته يدخن سيجاره وعيناه حمراء مثل الدم...... يحبس دموعا تابى رجولته ان تطلق صراحها من محجرها 

يده ترتعش رغم ثبات ملامحه و جمودها

لم تفكر مرتان اتجهت نحوه ثم جلست ارضا امامه 

سحبت تلك السيجاره التي كادت ان تحرق اصابعه ثم التفت بجسدها ووضعتها داخل المنفضه الزجاجيه الموضوعه فوق الطاوله الصغيره التي خلفها 



رغم انه ينظر لها بغضب الا انها تعلم جيدا انه لا يراها بل لا يرى شيئا من الاساس 

إلا تخيله لحبيبته بثوبها الابيض فقد اخبرتها ضي منذ يومان بميعاد الزفاف وقد كانت حزينه للغايه عليه 

بكفوف مرتعشه رفعتها ببطء كي تكوب وجهه وهي تقول بصوت حزين 

انت مش لوحدك .... موجوع.... عيط مش عيب 

اصرخ.... طلع الوجع اللي جواك 

بلاش تتخيل حاجه هتوجعك اكتر.... بلاش تكتم فقلبك..... إديلو فرصه يحزن ويتألم ويبكي دم كمان 

بعدها هتفوق وهتخف وهتنسى كل الوجع ده 

انا عارفه ان اللحظه صعبه بس صدقني هتعدي 

قلبك يستاهل انك تخاف عليه وتداويه..... المهم انك تكون عارف ده انه يستاهل ده 


تطلع لها بضعف شديد وعيون دامعه ثم قال بوهن 

انا مذبوح..... حبيبتي زمانها اتجوزت غيري 

زمانو باسها بعد ما تمموا المراسم 

هياخدها ويسافر..... هيعيش معاها في نفس البيت 

هيشوف ضحكتها وجنانها 

هيشوف عقلها وذكائها 

هيشوف جسمها ويلمسه.... قالها بقهر شديد جعلها تبكي ألما عليه 

اكمل بصوت مختنق للغايه بعد ان ابتلع لعابه بصعوبه 

كل اللي شايفه قدامي دلوقتي شكلها وهي لابسه فستانها 

الابيض.... اللي ياما حلمت بيه وكنت بتخيلها فيه 

ده انا حتى كنت حالف عليها ان انا اللي هختاره واعملهولها مفاجاه يوم الفرح 

طب قدرت تعملها ازاي..... لحقت تنساني 

هونت عليها..... لمسه راجل غيري ليها عندها عادي

 ومتقبلاها 

طب قارنت بيني وبينه..... لمستي ولا لمسته..... نظرتي ولا نظرته..... كلامي ولا كلامه 

مين فينا اللي هزها اكتر.... أدام قدرت على كل ده يبقى هي محبتنيش في الاساس 

كل اللي عملتو انها وجعتني وبس.... باعتني من غير تمن 

حتى لو انا اللي قلتلها إن حكايتنا متنفعش عشان حاجات كثير 


كانت تصبر شويه..... على الاقل تحسسني ان انا كنت

 ليا لازمه في حياتها او كنت حاجه بالنسبالها 

انا ملحقتش استوعب ان احنا سيبنا بعض وانها مبقتش في حياتي 

معداش وقت يا سما معداش وقت..... هقدر استوعب ازاي انها نايمه في حضن راجل غيري دلوقتي 



تركته يخرج كل ما بداخله من ضعف ووجع وحزن وهي تبكي من اجله 

حينما وجدته صمت وغير قادر على التفوه بحرف تحدثت هي بحنان واحتواء 

مقدرش اقول ان هيا باعتك..... ومقدرش اقول ان هيا غلطانه 

يمكن اهلها اجبروها إنها تتجوز بسرعه..... او هيا حست ان ده الحل الوحيد عشان تتاكد وتثبت لنفسها ان علاقتكم انتهت ومبقتوش مع بعض ولا هينفع تكونوا لبعض 

حتى لو مكملتوش سوا بلاش تظلمها..... لأنك مش هتحب الحب ده كله لوحده انت مش متاكد انها بتبادلك نفس الشعور 

انتم حبيتوا بعض.... بس معشتوش مع بعض 

والظروف والدنيا كانت اقوى منكم 

هي اختارت حياتها مع واحد شبهها في كل حاجه سواء كان اختيارها او اتفرض عليها المهم ان هو شبهها 

وانت اكيد هتقابل اللي شبهك..... اللي تحبك وتعوضك وتعيشك الحب اللي بجد 

مش هقدر اوعدك انك هتنساها بس هتفضل ذكرى جواك 

خليها ذكرى حلوه عشان اللي بينكم كان حلو بلاش تشوهها عشان بس موجوع 


تطلع لها بتيه ينم على مدى ألمه وفقدان اتزانه وعدم قدرته على التفكير 

قلبها يخفق بشده حتى يكاد ان يتوقف حينما سمعته يقول برجاء وضعف 

ينفع تحضنيني 

دون ان تتردد سحبت كفيها من فوق وجهه ثم عانقته بقوه واحتواء 

اما هو.... قام بوضع راسه فوق كتفها بعد ان لف زراعيه حول خصرها واخذ يضغط عليها كأنه يخرج مايشعر به فيها

 هربت من داخل عينيه دمعه شارده لم تجد من يمسحها من فوق وجنته لكن انتفض بداخله حينما سمعها تقول بنبره ناعمه رغم وجعها الظاهر عليها 


بلاش تتوجع عشان خاطري... طلع كل وجعك فيا وانا هتحمله 

المهم ترتاح..... انا قلبي مخنوق..... مش عارف يتنفس... عشان حاسه بوجعك 

عايز تشتمني تضربني تعمل اي حاجه عشان تخرج من الحاله دي انا مش هقولك لأ  

بكت وهي تكمل بصوت مختنق للغايه 

بس عشان خاطري بلاش تتوجع..... انا عارفه 

إني مليش خاطر عندك ولا ليا اي صفه في حياتك بس انا موجوعه لوجعك..... وعايزه اعمل اي حاجه عشان اخفف عنك 


فصلت العناق وهي تنظر له من بين دموعها المنهمره بغزاره ثم قالت بحزن وضعف شديد رغم قوه كلماتها 

قولي اعمل ايه..... قو لي عايز ايه 

قولي ازاي اخفف عنك 

قولي ازاي اطيب جرحك واطبطب على قلبك 

ولو مش هتعرف تعمل كل ده قولي ازاي محسش بوجعك ولا اعيش اللي انت عايش فيه دلوقت


حل الصمت بينهما لكن عيناهما كانت بداخلها الكثير والكثير 

هي..... تنظر له برجاء ان يتحدث معها او يطلب منها اي شيء يكون دواء لألمه 

و هو ..... يتطلع لها بعدم تصديق كيف تعشقه لتلك الدرجه دون حتى ان تجد منه كلمه طيبه ورغم ذلك تواسيه في مصيبته بل وتدافع عن الاخرى حتى لا تكون ذكرى سيئه بالنسبه له 


ما هذا الحب الغريب الذي بداخلها تجاهه...... لم يرى مثله من قبل ولا حتى هو شعر به 

وللمره التي لا يعلم عددها تصفعه الصغيره صفعه تجعله يستفيق و يعود الى صوابه ويترك عقله يعمل مجددا 

ابتسم بهم ثم قال........




ماذا سيحدث يا تري 


سنري



انتظروووووني 



بقلمي / فريده الحلواني

تعليقات