روايه اذوب فيك موتًا الفصل الواحد والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه اذوب فيك موتًا الفصل الواحد والثلاثون بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه اذوب فيك موتًا الجزء الثالث من روايه الاربعيني
الفصل الواحد والثلاثون
فريده الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
الساعه الان تخطط الرابعه فجرا
ما زالت مستيقظه تبكي تاره وتشرد اخرى وهي جالسه فوق فراشها تضم ركبتيها امام صدرها وتغلق عليهم بذراعيها باحكام
تجلس هكذا منذ ساعتان بعدما صممت سمر ان يخلد الجميع الى النوم حتى ياتيهم خبر ويطمئنوا على لميس
رفعت عيناها ببطء لترى من يفتح الباب عليها اعتقادا منها انها اختها الحبيبه او حتى تلك الطيبه التي واستها كثيرا منذ ان عادوا
نظرت بذهول وهي تعتدل في جلستها حينما رات تميم يدلف عليها ثم يغلق الباب ويتجه نحوها وهو مبتسما بهدوء
كانت عيناها تسأله عن سبب مجيئه الان لكن لسانها نطق بلهفه بعد ان جلست فوق ركبتيها فوق الفراش
لميس عملت ايه طمني بالله عليك.... لقيتوها....رجعت ...طب هي كويسه
ما زالت الابتسامه الحلوه مرسومه على ثغره لكنه لم يرد على ايا من تلك الاسئله الكثيره
سحبها بتمهل كي تهبط من فوق فراشها وبمجرد ان وقفت امامه وهي تنظر له بعدم فيه
وجدته يحتويها بين ذراعي بمنتهى الحنان الذي يملكه العالم اجمع
تخشب بجسدها من شده الصدمه ولم تقوى على الحراك
لكنه ضمها بقوه ثم قال بثبات يملاه الحنان
انا عايزه اطمن على سما الاول بعدين هطمنك على لميس واحكيلك على كل حاجه
لا تعلم كيف اراحت راسها فوق صدري واجهشت في بكاء مرير لدرجه انها كانت عاجزه عن التنفس
وكلما ارتفعت شهقاتها ضمها اكثر بقوه واحتواء
يشعر بالحزن والشفقه على تلك الصغيره الوحيده
عاد لها وترك الجميع لشعوره باحتياجها لهذا العناق
فقد كان في نفس حالتها منذ قريب
كان يحتاج من يربط على قلبه ويحتوي في عناق دافئ كي يريح اوجاع قليلا
لم يطلب منها انت كف عن البكاء لكنه تركها حتى تخرج كل ما يعتلي صدرها من الم حتى ترتاح ولو قليلا
وحينما شعر بخفوت تلك الشهقات المقهوره علم انها بدات تهدا ولو قليلا
ابعدها برفق ثم امسك كفها وجلسا سويا فوق الفراش
تطلع لها بحنو ثم قال بثقه وثبات
انا جايه اطمن على سما البنوته الصغيره القويه...... اللي عاشت في ظروف محدش ابدا يقدر يتحملها
اللي كان ممكن تضيع او تستغل القرف اللي كانت عايشه في وسطه وتعمل علاقات او تصيع وعندها الف سبب وسبب زي يارا مثلا
إنما ما انت كنتي قويه كفايه عشان تمنعي نفسك من الغلط..... بترسمي حلو حتى لو بسيط عندك هدف وبتسعيعشان تحققيه
والاحلى من ده كله انك مش مستنيه مساعده من حد
صغيره ومتمتلكيش اي حاجه الا انك عايزه تبداي من الصفر وتعتمدي على نفسك حتى لو هتقعدي في اوضه فوق السطوح .....مش ده كلامك
هزت راسها ببط ء بينما كانت دموعها تسيل بهدوء فاكمل برزانه
-كنت عارف انك محتاجه الحضن ده…. وكان نفسي احضنك واحنا في الحفله بس اول ما فكرت اتحرك ناحيتك جالي تليفون باللي حصل
فاضطريت امشي...... وبرغم اني مكانش ينفع اسيبهم دلوقت الا اني قلت اخطف نفسي ساعه اجيلك فيها احضنك واقولك متخافيش كلنا جنبك ومعاكي وبعدها هرجع تاني
ابتسمت له من بين دموعها ثم قالت بامتنان
بجد شكرا.... انا مش عارفه اقولك ايه
برغم ان طنط سمر مسابتنيش من اول مارجعنا و ضي اختي كمان
بس مش عارفه..... كنت حاسه اني مخنوقه لدرجه اني مش قادره اتنفس
دون ان تشعر وقد فقدت تركيزها بسبب تلك المواجهه الصعبه اكملت
ساعات بنحس ان احنا محتاجين حد مايعرفناش نفضفض معاه ويطبطب علينا
شكرا يا تميم مش هنسالك الموقف ده ابدا
تميم ..... تميم اصبح يغلي من الداخل حينما تذكر كلمات مشابهه حدثت بينه وبين تلك المجهوله التي بدا يشك انها هي..... لكن الان اصبح شك اقرب الى اليقين ينقصه فقط ان يمسك دليلا قاطع بين يديه الا وهو
الهاتف الذي تراسله منه..... لن ينسى تلك الورقه التي قام بتصويرها منذ مده
وقتها كان يعتقد انها على علاقه باحدهم وشك ان يكون احد افراد العصابه
اما الان..... علم ان تلك الكلمات كانت موجهه له هو
السؤال هنا..... لما فعلت ذلك وما الهدف من تلك الفعله
تميم ....تميم ..... هكذا هتفت باسمه حينما وجدته ينظر لها بشرود ومن الواضح ان عقله في مكان اخر
تطلع لها بثبات رغم غيظه شديد منها ثم قال
معاكي..... وقف من مجلسه ثم اكمل
المهم انسي كل اللي حصل وركزي في مستقبلك ده الاهم
والايام مسيرها تداوي اي جرح.....سلام
بينما قرر الخروج وتركها قبل ان يظهر غضبه عليه وجدها تنتفض من مجلسها وتقول بلهفه
طب مش هتقولي ايه اللي حصل مع لميس انا قلقانه عليها جدا والله
جز على اسنانه بغيظ ثم قال ببرود اقرب الى الهمجيه
روحي نامي يا بنت النهار قرب يطلع هو انا فاضيلك
انا راجع اشوف شغلي....اتخمدي بقي
وفقط..... تركها وغادر الغرفه سريعا دون ان يهتم بسخطها منه وهي تقول بغضب طفولي
متغلطش طيب.... مطلبتش منك انك تيجي..... بني ادم ثقيل اعوذ بالله
كان يقف امام غرفتها يحاول امساك دموعه حتى لا يبكي امام الرجال الملتفه حوله
منذ ان اتى بها الى المشفى وهو يشعر ان قلبه يكاد ان يخرج من القفص الصدري بسبب اختناقه وحزنه لما حدث مع حبيبته
الجميع مشفق عليه ويحاول ان يواسيه لكنه لن يستمع الى احدهم حتى يطمئن على من عشقها ويرى عينها الجميله تنظر له
فلاش باااااااك
اصبحت المطارده على اشدها حينما اقترب مؤمن للغايه من سياره ذلك الحقير الذي كان يقود بجنون دون ان ينتبه للطريق
تميم وفؤاد معه اخوته ..... وايضا عدي معه يوسف وشريف وعمار
كلهم انطلقوا تجاه الموقع الذي ارسله لهم مؤمن يصابقون الزمن حتى يلحقوا به
وقد اتصل تميم بفريق عمله الاقرب الى ذلك الموقع حتى يتدخلوا لانقاذ الموقف الى ان يلحق بهم
وبالفعل انطلقت سيارات الشرطه القريبه من المكان حتى تلاحق سمير الذي قام بضرب لميس حينما وجدها تصرخ برعب وجنون حتى يجبرها على الصمت
وحينما راى سيارات الشرطه تقترب منه مع سياره مؤمن علم ان
الامر اصبح خطرا للغايه ولن يستطع الهرب منهم
لذا..... بمنتهى الجنون والتهور انطلق باقصى سرعه وقام
بالارتطام عمدا في احد جدران الجسر الذي كان يمر من فوق فانقلبت السياره عده مرات وقد كان يريد ان يقتل حاله اهون عليه من الحبس بعد ان ثبتت خيانته وسيقتلها معه حتى لا تحيا سعيده من بعده
كانت تلك هي اللحظه الاصعب على مؤمن الذي كادت ان تنقلب سيارته هو الاخر بعد ان صدم بهذا المشهد المروع
سبحان من جعله يتمالك حاله ويقف ببراعه ثم يهبط بجنون ويتجه الى حبيبته دون ان يهتم لهتاف رجال الشرطه ان يبتعد
لان السياره على وشك الانفجار
لم يهتم فليموت معها لكنه لن يستطع الحياه من بعدها
كانت غارقه في دمائها والحقيره الاخر فقد وعيه واصبح وجهه لا تظهر ملامحه من كثره النزيف الذي غطاه
لم يهتم لكنه حاول ان يفتح الباب المجاور لحبيبته ولم يستطع
اقترب منه بعض الرجال حتى يساعدوا...... وحينما فشلوا امسك حجاره وجدها جانب الطريق وقام بكسر الزجاج وبدا في اخراجها بتمهل رغم رعبه عليها
وبعد ان استطاع اخراجها من السياره حملها وانطلق نحو خاصته ثم وضعها بالخلف في نفس اللحظه التي اتى فيها باقي الشباب
لم يستمع الى هتاف اخويها من الاساس لم تكن الاصوات واضحه من حوله بل انطلق بسيارته الى اقرب مشفى حتى ينقذها في نفس اللحظه التي انفجرت السياره الاخرى واصبحت كتله من النيران تحرق من داخلها
باااااااك
شعر بربته قويه فوق كتفه مما جعله ينتبه فوجد شريف امامه يقول له بحزن
انا عارف ان اختي قويه وهتقوم منها باذن الله...... اول ما نطمن عليها اوعدك اني اخليها توافق على خطوبتكم
تطلع له بغضب يملاه التصميم ثم قال
لا توافق ايه..... انا هبعت اجيب الماذون اختك هتفوق
هتلاقي نفسها مراتي وتبقى تمضي على القسيمه براحتها
لم تكن الصدمه حليفه شريف فقط بل جميع من كانوا يقفون
بالقرب منهم فقد استمعوا لما قيل بسبب علو صوته وغضبه الشديد
تقدم منه نوح ثم قال بتعقل
اهدى يا مؤمن وصلي على النبي.... كلنا مقدرين حالتك بس اصبر خلاص هانت ان شاء الله تطمن عليها ويا سيدي اعمل اللي انت عايزه
بكل ما يحمله من غضب وخوف وجنون..... قام بحمل المقعد المجاور له والقائه نحو الحائط مما احدث صوتا شديد جعل الكل يتصنم موضعه
صاح بجنون وشيطانيه لم تكن ابدا احدى سماته
مش هصبر.... مش هصبر…. مش هستنى لحظه ولا هضيع دقيقه متكونش فيها مراتي
انا سمعت كلامكم طول الفتره اللي فاتت
بعدت عنها ومثلت ان انا مش في دماغي
لحد ما كانت هتضيع مني.....و حياااااااات قهره قلبي اللي انا حاسس بيها دلوقت لو ما جبت الماذون وكتبت عليها لا هكون مموت نفسي وذنبي وذنبها في رقبتكم
اعقب قوله بسحب سلاح الناري الذي كان يضعه خلف ظهره متواري في جاكيت حلته..... فقد اخذه معه تحسبا لوقوع اي شيء يضطر الى استخدامه وبما انه مرخص فلا ضرر في ذلك
وضع فوهته جانب عنقه ثم نظر لهم بثبات يملاه الجنون واكمل
المسدس ده مش هينزل من على رقبتي غير بعد ما اكتب عليها يا اما هي طلقه واخلص من الدنيا والعذاب اللي انا عايش فيه
ما بين شد وجذب ومحاوله اقنعه من قبل الجميع والتي باءت
بالفشل اضطر شريف ويوسف ان يلبو طلبه ومن شده جنونه كان يمسك بالمسدس بيد والاخرى يضعها في خاصه شريف الذي كان وكيلا للعروس تحت رعب الشيخ الذي عقد القران وبعد ان انتهى قال بصوت مهزوز
مبارك .....بس الجوازه باطله لو العروسه فاقت وقالت ان هي رافضه او مرضيتش تمضي اللهم بلغت اللهم فاشهد
ابتسم بخلل ثم قال كالمجذوب
الله يبارك فيك يا شيخنا عقبال ولادك يلا اتكل على الله انت واللي جاي ملكش دعوه بيه
الجميع يضحك ويضربون كفا على كف لكنه لم يهتم حتى حينما نظر له يوسف بغضب وقال
متفتكرش ان انت لويت دراعنا…. لو اختي فضلت رفضاك المسدس ده هحطه في نفوخك عشان تطلقها
ضحك بالرجوله وفرحه شديده ثم قال
والله لو جبت السيخ المحمي ورشقته في قلبي ما انا ناطق الكلمه دي..... واللي جوه دي لما تصحى لو فكرت تنطق ولا ترفض تمضي هكسر لها ذراعها الثاني يلا بقى انا جبت اخري منكم
احتضنه شريف بفرحه شديده ثم ربت على ظهره وقال
انا اللي هكسر دماغها لو فكرت تقول لا...... عمري ما هلاقي لاختي راجل زيك ربنا بعتك عوض ليها عن كل اللي شافته وانا مش هخلي غبائها ولا اي حد في الدنيا يضيع السعاده دي منها ولا عوض ربنا ليها حتى لو كانت امك
مضى اسبوعا على تلك الاحداث التي حبست انفاس الجميع
عاشوا في هدوء ظاهري لكن كلا منهم يفكر بداخله في القادم كيف سيكون
وتلك الامه الطيبه التي لا يهمها الا سعاده ابنائها كانت تجلس مع رفيق دربها والذي تعلم الجميع العشق منه
تطلعت له بهم ورغم انه يعلم جيدا ما بداخلها الا انه وكعادته يتركها تتحدث حتى تخرج همها كله وتلقيها عليه
وبعد ان تنهدت قالت بحزن
البنات صعبانين عليا..... وخصوصا سما تحس انها بقت مطفيه من يوم اللي حصل
البنت عندها عزه نفس جامده قوي يا سالم
حاسه ان هي ضيفه تقيله علينا برغم ربنا يعلم اني بعملها زي روجيدا بالظبط
مش عايزه تحسس اختها بحرج..... اللي هو ده بيت جوزك مش من حقك تعيشي اختك فيه
وضيي كمان.... تحس انها مكسوره برده رغم ان عدي بيعمل اللي يقدر عليه عشان يقرب منها ويطيب جرحها
بس برضو اللي حصل مش بالساهل تحس ان جواها بيقول انا هفضل عايشه بعين مكسوره بسبب اهلي
او ان ذنبه ايه يتجوز واحده زيي
مش عارفه اعمل ايه معاهم..... ومش عارفه موقف تميم هيكون ايه كده سبب جوازه من سما خلاص اتحل ومبقاش موجود يا ترى هيطلقها ولو طلقها معتقدش ان هينفع ابدا تعيش معانا البنت مش هتقبلها
البنت بتعشق ابنك يا بابا ..... نظرت له بصدمه حينما سمعت هذا التصريح الذي يقول بيقين ثم ردت عليه بلهفه
طب والله كنت حاسه.... رغم انهم تقريبا مبيتعاملوش مع بعض وهي مبتحاولش تحتك بيه بس يا حبيبتي لما بتسرق نظره كده من وقت للتاني بحس عينيها بتلمع بس كدبت نفسي وقلت لا هي لحقت تحبه ولا هي تعرفه منين..... واللي خلاني استبعد الفكره انها عارفه قصته مع ساره.... طب وبعدين يا سالم البنت كده قلبها هيتكسر لو ابنك طلقها
امسك كفها ثم قبله بمنتهى الحنان..... ابتسم وقال بثقه
عيب عليكي يا بابا ده انا سالم الشريف مفيش حاجه تفوت من تحت ايدي ابدا
سحبها معه كي يهبط معا للاسفل وهو يكمل
تعالي..... كل ده هيتحل دلوقت اما ابن الكلب تميم انا هعرف الاعبه كويس متحطهوش في دماغك ولا تشيلي هم
وجد اربعتهم يجلسون معا في البهو الفيلا
عدي و ضيه يتحدثون بهمس معا.... اما سما وتميم يجلسون امام بعضهم البعض وكلا منهم يتصنع الانشغال بهاتفه
والخبيث نظر لها ثم قال
كده بقى يا سما نجيبلك خط تحطيه في التليفون بدل ما إنتي مشغلاه على الواي فاي بس
اكيد هتحتاجيه عشان تكلمي اصحابك او مدرسينك..... ولا ايه
هزت راسها بثبات ثم قالت ببرود ظاهري
مليش صحاب..... ومش حابه اخد دروس بره انا مكتفيه
باليوتيوب
اصلا الامتحانات فاضل لها شهر يعني خلاص مرحله وعدت وان شاء الله انجح وادخل الكليه اللي انا عايزاها
تطلعت الى اختها بحزن ثم اكملت
واصلا انا عايزه ادخل كليه في القاهره فبالتالي مش هكون موجوده هنا ..... هعيش في سكن الجامعه واشوفلي بقى شغل وابدا حياتي
انتفضت ضي من مجلسها بعد ان سمعت تلك الكلمات من اختها الصغيره وقبل ان تنهرها وجدت سالم يقول
يا ريت نركن الخطط دي كلها على جنب عشان انا عايزكم في موضوع مهم
تطلعوا له باهتمام يشوبه الخوف من قبل الفتيات فوجدوه يقول وهو يسحب بعض الاوراق من جيب جاكيت حلته الرماديه
ألقي نظره عليهم جميعا ثم قال بقوه وامر لا يقبل النقاش......
ماذا سيحدث يا تري
سنري
الفصل صغير عشان هو مفتاح الاحداث الي جايه
مفاجاه هتقلب موازين الروايه كلها
انتظروووووني
بقلمي / فريده الحلواني
